الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبهذا استطاع أن يبرأ من كل ضلالة وفرية.
فيا أخي المسلم، إن الإسلام دين المنطق والعقل. لم يجعل الإسلام وساطة بين الله والإسلام، ولم يترك مقادير الناس تحت رحمة نفر منهم يلوحون لهم بسلطان الكنيسة بقولهم:"وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات، وكل ما تحله لى الأرض يكون محلولاً في السماء".
ومن هنا نشأ بالكنيسة سر يطلق عليه سر التوبة: ويشتمل على:
1 -
التوبة. 2 - الاعتراف. 3 - التأديبات الكنسية.
4 -
صكوك الغفران. 5 - المطهر.
وعلى سبيل المثال فإن نص عقيدة الإعتراف على ما يلي: "الإعتراف في اللغة هو الإقرار بالشيء والتصريح به علناً، وفي اصطلاح الكنيسة هو إقرار الخاطئ بخطاياه - رجلاً كان أم إمرأة - أمام كاهن الله، إقراراً مصحوباً بالندامة والتأسف، والعزم الثابت على ترك الخطية وعدم الرجوع إليها، لينال الحل منه بالسلطان المعطى له من الله القائل: "من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت".
6 - براءة الإسلام من الشبهات
ويحسم القرآن الكريم هذه الفلسفات التي انبثقت منه هذه الشبهات الآتية:
1 -
في قولهم المسيح عيسى ابن مريم هو جوهر الله:
هذه الشبهة لها صلة وثيقة بالفكر اليهودي عن الله عز وجل كما يصوره العهد القديم بأن الله عز وجل مماثل للحوادث في القول: "وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار"، "نزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل. ودعا الله موسى إلى رأس الجبل فصعد موسى"، "فوقف الشعب من بعيد وأما موسى
فاقترب إلى الضباب حيث كان الله"، "ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل لصاحبه"، "فنزل الرب في السحاب. فوقف عنده هناك ونادى باسم الرب".
ولعل الله سبحانه وتعالى قد بين الأمر لعباده بقوله:
ومع هذا فإن موسى عليه السلام أراد أن يرى الله وجهاً لوجه فما استطاع إلى ذلك سبيلاً كما قررته التوارة في القول: "فقال أرني مجدك. فقال أجيز كل قدرتي قدامك. وأنادي باسم الرب قدامك وأتراءف على من أتراءف وأرحم من أرحم. وقال لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش". ومع أن موسى لم يقدر أن يرى الله كما قرهه القول: "لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش، فإن أحد الحواريين تقدم إلى المسيح بقوله: "يا سيد أرنا الآب وكفانا. قال له يسوع: أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب؟! ".
ومن هنا تمخضت فكرة أن المسيح هو جوهر الله وإذا تأملنا فيما كتبه متى أحد الحواريين بقوله: "ولما دخل السفينة تبعه تلاميذ وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة وكان هو نائماً فتقدم تلاميذه قائلين يا سيد نجنا فإننا نهلك".
والقرآن وحده الفيصل. ففي قوله عز وجل:
وفي هذه الشبهة يقول الله سبحانه وتعالى وقوله الحق:
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
وقوله:
ومن عجب أن كبير الحواريين ينفي عن المسيح شبه كونه جوهر الله بقوله: "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة. الذي جال يصنع خيراً ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه".
2 -
وفي وقولهم إن المسيح عيسى ابن مريم ابن الله:
وردت هيه الشبهة على لسان بطرس أحد الحواريين، وفيها انبثق التعلم الكنسي بحق منح الغفران أو حرمانه عن عباد الله للكنهة فحسب، ففي القول الوارد بلسان متى: "فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي
…
وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات. أما مرقص أحد التلاميذ السبعين فإنه يقرر هذه الحقيقة بلا شبهة فيها يقول بطرس: "فأجاب بطرس وقال له: أنت المسيح".
ثم يقف المسيح من هذه الشبهة بقوله قولاًَ يجعل من الابن شخصية تتميز في جوهرها عن الروح القدس بحيث يفهم الإنسان أنهما شخصيتان متباينتان في قوله: "ومل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له"، بل يؤكد المسيح هذه النظرية بقوله:"قال لها يسوع: لا تلمسني لأني لم اصعد إلى أبي. ولكن أذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني اصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم". لهذا المجاز لم يقصد منه أن المسيح ابن الله إطلاقاً. ومع هذا فالقرآن وحده الفيصل في هذه الشبهة بقوله تعالى:
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}
وقوله تعالى:
ومع هذا فإن الشريعة الموسوية ثارمة، فهي تطبق تطبيقاً حرفياً بلا تأويل أو تخريج يخرجها عن حقيقة بغيتها. وفي نظر السريعة الموسوية الإنسان الذي يجعل من نفسه ابناً لله يكون مجدفاً وينطبق عليه حكم الرجم. ولهذا قال بيلاطس:"خذوه أنتم واصلبوه لأني لست أحد علة علية. أجابه اليهود: لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يمون لأنه جعل نفسه ابن الله".
ومع أن صرختهم كانت تدوي بإعدام شبيه المسيح، إلا أن الجريمة في حد ذاتها لم تكن لتثير بيلاطس الحاكم الروماني ليصدر أمره بإعدام شبيه المسيح. حتى تصايح اليهود قائلين:"إن أطلقت عذا فلست محباً لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر".
وهنا خشى بيلاطس على أمن الإمبراطورية الرومانية وتأكيداً لحكمه أن يكون صادراً على حيثيات لا علاقة لها بالشئون الدينية في كون المسيح ابن الله، حيث إن هذا الاعتبار من صميم حقوق الكهنة في تطبيق شريعة موسى وتنفيذ الإعدام بالرجم، بل حيثيات تعرض أمن الإمبراطورية للانهيار، فأراد أن يتأكد أن الشخص الذي سيصدر حكم