الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر بعض ما ورد في فضله من القرآن
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا إذ أغفى إغفاءة أو غمي عليه فرفع رأسه متبسماً قال: إما قالوا له، وإما قال لهم: هل تدرون مم ضحكت؟ قالوا: الله ورسوله أعلم فقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم: إنا أعطيناك الكوثر " حتى ختم السورة فلما قرأها قال: " أتدرون ما الكوثر؟ قال: فإنه نهر في الجنة وعدنيه ربي، فيه خير كثير، لذلك النهر حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب فيختلج منهم العدد فأقول: رب إنه من أمتي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ". وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قدر حوضي ما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء ". وعن مجاهد قال: الكوثر خير الدنيا والآخرة. وعن عكرمة قال: الكوثر الخير الكثير: النبوة والكتاب. وعن ابن عباس قال: ما خلق الله عز وجل ولا ذرأ ولا برأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما سمعت الله عز وجل
حلف بحياة أحد غيره. قال: " لعمرك، إنهم في سكرتهم يعمهون " وقال في حديث آخر: إنه وحياتك يا محمد وعمرك وبقائك في الدنيا إنهم لفي سكرتهم يعمهون. وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول كيف رفع ذكرك؟ قال: الله أعلم، قال: إذا ذكرت ذكرت معي " وعن أبي هريرة وأنس رضي اله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم عن حديث ليلة أسري به قال: " لما انتهيت إلى سدرة المنتهى خررت ساجداً فرفعت رأسي فقلت: يا رب اتخذت إبراهيم خليلاً، وكلمت عيسى تكليماً، وآتيت داود زبوراً، وآتيت سليمان ملكاً عظيماً، فقال: فإني قد رفعت لك ذكرك، فذكرك معي إذا ذكرت. ولا تجوز لأمتك خطبة حتى يشهدوا أنك وجعلت قلوب أمتك أناجيل، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من تحت عرشي ". وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت ربي عز وجل مسألة وددت أني لم أكن سألتها من قبل قلت: يا رب، إنه كان قبلي منهم من كان يحيي الموتى، ومنهم من سخرت له الريح، قال: ألم أجدك ضالاً فهديتك؟ قلت: بلى يا رب، قال: ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ قلت: بلى. قال: ألم نشرح صدرك؟ ألم أضع عنك وزرك الذي أنقض ظهرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا ربي ". وفي بعض الروايات زيادة: قال: فوددت أني لم أكثر مساءلته. وعن ابن عباس: في قول الله عز وجل: " ورفعنا لك ذكرك " قال: لا يذكرون الله عز وجل إلا ذكرت معه يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن قتادة قال: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد إلا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. وفي حديث آخر: ولا صاحب صلاة إلا ينادي فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. قال علي بن رباح: كنت عند مسلمة بن مخلد الأنصاري وهو يومئذٍ على مصر، وعبد الله بن عمرو بن العاص جالس معه، فتمثل مسلمة ببيتٍ من شعر أبي طالب فقال: لو أن أبا طالب رأى ما نحن فيه اليوم من نعمة الله وكرامته لعلم أن ابن أخيه سيد، قد جاء بخير كثير، فقال عبد الله بن عمرو: ويومئذٍ كان سيداً كريماً قد جاء بخير كثير. فقال مسلمة: ألم يقل الله تعالى: " ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فأغنى " فقال عبد الله بن عمرو: أما اليتيم فقد كان يتيماً من أبويه، وأما العيلة فكل مل كان بأيدي العرب إلى القلة. قال أبو سعيد: يقول: أن العرب أسلموا ودخلوا في دين الله أفواجاً، ثم توفاه الله قبل أن يتلبس منها بشيء ومضى وتركها ومن فتنتها. قالوا: فذلك معنى قوله " عائلاً فأغنى ". وكان الربيع بن خيثم يقول: نعم المرء محمد صلى الله عليه وسلم، كان ضالاً فهداه الله، وعائلاً فأغناه الله، وشرح له صدره، ويسر له أمره، ثم يقول عرف وما عرف " من يطع الرسول فقد أطاع الله " فوض إليه فلا يأمر إلا بخير.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن
نوح " قال: كنت أولهم في الخلق وآخرهم في البعث. وعن ابن عباس قال: إن الله عز وجل فضل محمداً صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء قالوا: يا بن عباس، ما فضله على أهل السماء؟ قال: إن الله تعالى قال لأهل السماء: " ومن يقل منهم إني إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين " وقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قالوا: يا بن عباس، فما فضله على الأنبياء؟ قال: إن الله سبحانه وتعالى يقول: " وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه " وقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً " فأرسله الله تعالى إلى الإنس والجن. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنزلت علي آية: " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً " قال: شاهد على أمتك ومبشراً بالجنة ونذيراً من النار وداعياً إلى شهادة أن لا إله إلا الله ". بإذنه: بأمره، وسراجاً منيراً: بالقرآن. وعن ابن عباس: " وشاهدٍ ومشهودٍ " قال: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة فذلك قوله: " فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيدٍ "
وعن حسين بن علي: في قوله تعالى: " ويتلوه شاهدٌ منه " قال: محمد صلى الله عليه وسلم هو شاهد من الله عز وجل. وعن ابن عمر: في قول الله تبارك وتعالى: " كمشكاة " قال: المشكاة: جوف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمصباح: النور الذي في قلبه، والزجاجة: قلبه " توقد من شجرة مباركةٍ " الشجرة: إبراهيم عليه السلام " زينونة لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ " قال: لا يهودي ولا نصراني. ثم قرأ: " ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً ". وقيل في قوله عز وجل: " قد جاءكم برهان من ربكم " قال: محمد صلى الله عليه وسلم. " وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً " قال: الكتاب. قال عبد الله بن يزيد المقرئ: لم يقل هذا لنبي قبله ولا بعده. يعني قوله عز وجل: " عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين " فبدأ بالعفو قبل العتاب.