الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما عرف من حسن بشره ووصف من طيب نشره
وعن كعب بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه، حتى كأن وجهه شقة قمر. فكنا نعرف ذلك فيه. وعن الحسين بن علي قال: قلت لعلي: كيف كانت سيرته في مجلسه يعني: النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخُلق، ليس بفظٍ ولا غليظ، ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح. وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا متبسماً. وعنه قال: ما رأيت أحداً كان أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن عمرة قالت: سألت عائشة قلت: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا؟ قالت: كان رجلاً من رجالكم، كان أحسن الناس خلقاً، وكان ضحاكاً بساماً. وعنها قالت: سألت عائشة: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في البيت؟ قالت: ألين الناس، بساماً ضحاكاً. وعن وائل بن حجر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بدلو من ماء زمزم فاستنثر خارجاً من الدلو، ومضمض وقحّ فيه مسكاً أو أطيب من المسك.
وعن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله، وخرجت معه، فاستقبله ولدانٌ، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وما أنا فمسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار. وفي حديث جابر بن يزيد ين الأسود السوائي عن أبيه قال: ثم ثار الناس يأخذون يده يمسحون بها وجوههم. قال: وأخذت يده فمسحت بها وجهي فوجدتها أبرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك. وعن يزيد بن الأسود قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع. قال: فصلى بنا صلاة الصبح. قال: فانحرف جالساً، فاستقبل الناس بوجهه فإذا هو برجلين من وراء الناس لم يصليا مع الناس. قال: ائتوني بهذين الرجلين. قال: فأتي بهما ترعد فرائصهما. قال: ما منعكما أن تصليا مع الناس؟! قالا: يا رسول الله، صلينا في الرحال. قال: فلا تفعلا. إذا أحدكم في رحله، ثم أدرك الصلاة مع الإمام فليصلها معه، فإنها له نافلة، يعني: ونهض الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضت وأنا يومئذ أشبّ الرجال وأجلده، قال: فما زلت أزحم الناس حتى وصلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأخذت بيده فإما وضعتها على وجهي أو على صدري فما وجدت شيئاً أطيب ولا أبرد من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ في مسجد الخيف. وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق المدينة وجدوا من ذلك الطريق رائحة المسك، قالوا: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطرق وفي رواية: اليوم. وعن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خصال، لم يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه، أو ريح عرقه والشك من إسحاق ولم يكن يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له.
وعن أنس قال: ما رأيت رجلاً قط التقم أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى ينحي الرجل رأسه. وما رأيت رجلاً قط أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيُنزل يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزل يده. وما مسست قط ألين من قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما وجدت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنه قال: ما شممت مسكةً ولا عنبرة أطيب رائحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مسست خزّة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنه قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال: كنت أصافح النبي صلى الله عليه وسلم أو يمس جلدي جلده فأعرف في يدي بعد ثالثةٍ أطيب من ريح المسك. وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني زوجت ابنتي، وأنا أحب أن تعينني بشيء. ولكن إذا كان غدٌ فائتني بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة، فأنه بيني وبينك أن تدق ناحية الباب. قال: فلما كان من الغد أتاه بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة. قال: خذها ومُر بها ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة وتطيب به، قال: فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب. فسُموا بيوت المطيبين.