الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب جامع في صفة أحواله وأفعاله وأقواله
وعن عائشة قالت: كان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة؛ فعملان يجهدان ماله، وعملان يجهدان جسده. فأما اللذان يجهدان ماله فالجهاد والصدقة، وأما اللذان يجهدان جسده فالصوم والصلاة. وعن أنس بن مالك قال: ما أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً ركبتيه بين يدي جليس له، ولا ناول يده أحداً قط فتركها حتى يكون هو يدعها. وما جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحدٌ قط فقام حتى يقوم. وما وجدت ريحاً قط أطيب ريحاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه. ولم يُر مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له. وعن أبي غالب قال: قلت لأبي أمامة: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، ويكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة ولا يأنف، ولا يستكبر أن يمشي مع الضعيف والمسكين حتى يقضي حاجته وفي رواية: والأرملة. وعن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يلتفت وراءه إذا مشى، وكان ربما يتعلق رداؤه بالشجرة ولا
يلتفت حتى يرفعوه عليه. قال: لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون قد أمنوا التفاته. وعن عائشة أنها سئلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: ما كان إلا بشراً من البشر، كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. وعن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا خلا في بيته؟ فقالت: والله ما كان إلا بشراً، ولكن الله أكرمه، والله إن كان ليخصف نعله، ويعالج ثوبه، وأشباه ذلك، ويحدث أحاديث الناس، ولقد كان يحدثنا عن حديث من قد مضى. وعن عائشة: أنها سئلت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. وعن أبي بردة قال: قلت لعائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله، يعني: خدمتهم. وعن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل العمد. وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن ما استطاع، في طهوره ونعله وترجله، وفي شأنه كله. وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: " الحمد لله الذي حسَّن خَلقي
وخُلقي وزان مني ما شان من غيري "، وإذا اكتحل جعل في كل عين اثنين وواحد بينهما، وكان إذا لبس نعليه بدأ باليمين، وإذا خلع باليسرى. وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى، وكان يحب التيمن في كل شيء أخذٍ وإعطاء. وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس خمر وجهه، وغض أو خفض بها صوته. وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي مشياً نعرف أنه ليس بعاجز ولا كسلان. وعن عائشة قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى لهواته، إنما كان يتبسم. وعن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، وكان أصحابه يجلسون فيتناشدون الشعر، ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية، فيضحكون، ويتبسم معهم إذا ضحكوا. يعني: النبي صلى الله عليه وسلم. وعن أنس بن مالك الأشجعي عن أبيه قال: كنا نجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أطول صمتاً منه، فكانوا إذا أكثروا تبسم. وعن البراء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضب رأينا لوجهه ظلالاً. وعن أبي هريرة قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط. كان إذا أتي به إن اشتهى أكله، وإن كرهه تركه. وفي رواية: إن اشتهاه أكله، وإلا تركه.
وعن كعب بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً يلعق أصابعه الثلاث التي ينال بهن الطعام. وعنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ولا يمسح يده حتى يلعقها. وعن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس في الإناء ثلاثاً. وقال: هو أهنأ، وأمرأ، وأبرأ.