الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما ورد من مزاجه وسعة صدره
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا أقول إلا حقاً ". فقال بعض الصحابة: فإنك تداعبنا يا رسول الله. فقال: لا أقول إلا حقاً. وعنه قال: قلنا: يا رسول الله، إنك تمزح معنا، قال: لا أقول إلا حقاً. وعن عائشة: أنها مزحت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إنها بعض دعابات هذا الحي من بني كنانة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل بعض مزحنا، هذا الحي من قريش. وعن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مزاحاً، وكان يقول: إن الله لا يؤاخذ المّزاح الصادق في مزاحه. وعن عكرمة قال: كان في رسول الله دعابة قليلة. يعني المزاح. وعن أنس بن مالك قال: كان لي أخ يقال له: أبو عمير، وكان له عصفور يلعب به فمات العصفور، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيتنا فيقول: يا أبا عمير ما فعل النُّغير؟
وفي حديث آخر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً. وكان لي أخ يقال له: أبو عمير أحسبه فطيما فطماً، وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير. وعن أنس بن مالك: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا حاملوك على ولد الناقة. فقال: يا رسول الله، وما أصنع بولد الناقة؟! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد الإبل إلا النوق؟. وعن ابن عباس: أن رجلاً سأله فقال: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح؟ قال ابن عباس: نعم. فقال الرجل: فما كان مزاحه؟ قال ابن عباس إنه صلى الله عليه وسلم كسا ذات يوم امرأة من نسائه ثوباً واسعاً، فقال لها: البسيه واحمدي الله وجري منه ذيلاً كذيل العروس. وعن أنس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: يا ذا الأذنين. وعن سفينة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان إذا أعيا بعض القوم ألقى عليّ سيفه، ألقى علي ترسه. حتى حملت من ذلك شيئاً كثيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت سفينة.
وعن عائشة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة طبختها، فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها: كلي فأبت. فقلت: لتأكلنّ أو لأُلطخنَّ وجهك فأبت، فوضعت يدي فيها فطلبت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فوضع فخذه لها وقال لها: الطخي وجهها، فلطخت وجهي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم لها، فمر عمر بن الخطاب فقال: يا عبد الله، يا عبد الله، فظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيدخل فقال: قوما فاغسلا وجوهكما. فقالت عائشة: فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم منه.
وعن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ذات يوم: ما أكثر بياض عينك. وعن أبي جعفر الخطمي: أن رجلاً كان يكنى أبا عمرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أم عمرة، فضرب الرجل يده إلى مذاكيره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: مه. قال: والله ما ظننت إلا أني امرأة لما قلت لي يا أم عمرة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أنا بشر مثلكم أمازحكم. وعن خوّات بن جبير قال: نزلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران، وخرجت من خبائي فإذا نسوة يتحدثن. قال: فأعجبني. قال: فرجعت فأخرجت حلة لي من عندي فلبستها ثم جلست إليهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبته فقال: أبا عبد الله، ما يجلسك إليهن؟! قال: فهبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، جمل لي شرود، فأنا أبتغي له قيداً. قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته. قال: فألقى إلي رداء ودخل الأراك. فلكأني أنظر إلى بياض قدميه في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ ثن جاء فقال: أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال السلام عليكم أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك؟ قال: فتعجلت إلى المدينة، واجتنبت المسجد ومجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما طال ذلك علي تحينت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فجعلت أصلي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره. قال: فجاء فصلى ركعتين خفيفتين ثم جلس، وطولت الصلاة رجاء أن يذهب ويدعني فقال: طوّل أبا عبد الله ما شئت، فلست بقائم حتى تنصرف. فقلت: والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره. قال: فانصرفت، فقال: السلام عليكم يا أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك؟ فقلت: والذي بعثك بالحق، ما شرد ذاك الجمل منذ أسلمت. فقال: رحمك، مرتين أو ثلاثاُ. ثم أمسك عني فلم يعد. وسئل بعض السلف عن مرح الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: كانت له مهابة. فكان يبسط الناس بالدعابة.