الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما ورد في شعره وشيبه وخضابه وثيابه
عن أنس قال: كان شعر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه وفي رواية: إلى شحمة أذنيه وفي رواية: يضرب منكبيه. وعن قتادة قال: قلت لأنس: كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان شعراً رجلا، ليس بالجعد ولا بالسبط، بين أذنيه وعاتقه. وعن أنس قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جمة جعدة. وعن زيد بن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق شعره، وكانت له جمة. وعن البراء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد البياض، كثير الشعر، يضرب شعره منكبيه. وعن جابر بن سمرة قال: كأني أنظر إلى رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجمته تضرب هذا المكان، ويضرب بيده على صدره فوق ثندؤته. وفي رواية: فوق ثدييه.
وعن أبي رمثة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخضب بالحناء والكتم. وكان شعره يبلغ كتفيه، أو منكبيه. وعن عروة قال: قالت لي عائشة: يا بن أختي، كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة. وعن ابن عباس قال: كان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب في بعض مالم يؤمر فيه بشيء، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد. روى محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت: كنت إذا فرقت لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه صدعت فرقيه عن يافوخه، فأرسلت ناصيته بين عينيه، فالله أعلم أذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنا لا نكف شعراً، ولا ثوباً أم هي سيماء كان يتسوم بها. وقد قال محمد بن جعفر بن الزبير: وكان فقيهاً: ما هي إلا سيماء من سيماء الأنبياء تمسكت بها النصارى من بين الناس. وعن أم هانئ قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وله أربع غدائر، يعني: ذوائب. وعن أبي إياس قال: سئل أنس عن شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما شانه الله عز وجل ببيضاء. لعل أنساً أراد: بلحية بيضاء. فقد روى عنه وعن غيره من الصحابة أنه كان شاب بعض شعره صلى الله عليه وسلم. وعن محمد بن سيرين قال: سألنا أنساً: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب؟ قال: لم يبلغ الخضاب. كانت في
لحيته شعرات بيض قال: فقلت له: أكان أبو بكر يخضب قال: نعم بالحناء والكتم. وفي حديث آخر عن قتادة قال: سألت أنساً " هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: لم يبلغ ذلك. إنما كان شيبه في صدغيه، ولكن أبا بكر وعمر خضبا بالحناء والكتم. وعن ثابت قال: سئل أنس عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لو شئت أن أعد شعرات في رأسه لفعلت. وقال: لم يختضب، وقد اختضب أبو بكر بالحناء والكتم، واختضب عمر بالحناء. وعن أنس بن مالك قال: لم يبلغ الشيب الذي كان بالنبي صلى الله عليه وسلم عشرين شعرة. وعن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: كان الشيب الذي كان بالنبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة شعرة شيبة. وعن حميد قال: سئل أنس عن الخضاب فقال: خضب أبو بكر بالحناء والكتم، وخضب عمر بالحناء وحده. فقيل: رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لم يكن في لحيته عشرون يعني: شعرة بيضاء. قال: وأصغى حميد إلى رجل إلى جنبه فقال: كن سبع عشرة. يعني: شعرة. وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: قلت لأنس: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب؟ قال: ما أرى كان في رأسه ولحيته خمس عشرة بيضاء. قال: فإني رأيت في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان في بيتنا شعراً فيه صفرة. فقال له: كان يمس أصوله الصفرة؟ قال أبو بكر بن عياش: قلت لربيعة، جالست أنس بن مالك؟ قال: نعم، قلت: سمعت منه؟ قال:
نعم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخضب، قد شاب في مقدم لحيته شيبة لو عدها العاد أحصاها. قال له أبو بكر: شبت يا رسول الله! قال: شيبتني سورة هود والواقعة. وعن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته. فإذا ادهن ومشطه لم يتبين، وإذا شعث رأيته. وكان كثير الشعر واللحية. فقال رجل: وجهه مثل السيف، قال: لا، مثل الشمس والقمر، مستدير. قال: ورأيت خاتمه عند كتفه مثل بيضة النعامة تشبه جسده. وعن عبد الله بن همام قال: قلت: يا أبا الدرداء، أي شيء كان يخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا بن أخي أو يا بني ما كان بلغ من الشيب أن يخضب. ولكن قد كان منه هاهنا وأشار بيده إلى عنفقته شعرات بيض فكان يغسله بالحناء والسدر. وعن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: صفه لي فقال: أبيض قد شمط. قال حريز: لقيت عبد الله بن بسر السلمي فقلت: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخاً قال: كان في عنفقته شعرات بيض. وعن القاسم بن زهر الأسلمي قال: رأيت شيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عنفقته وناصيته. حزرته يكون ثلاثين شيبة عدداً.
وعن بشير مولى المازنيين قال: سألت جابر بن عبد الله: هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا. ما كان شيبه يحتاج إلى الخضاب. كان وضح في عنفقته وناصيته، ولو أردنا أن نحصيها أحصيناها. قال محمد بن سيرين: سألنا أنساً: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب؟ قال: فقال: نعم، بالحناء والكتم.
وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أتينا بمشاقة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوبة بالحناء. وعن أبي سعيد، رجل من أهل الشام قال: دخلت مع مولاي على بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجت إلينا شعراً أحمر فقالت: هذا شعر النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روي أنه خضب بالصفرة. قال: عبيد بن جريج: رأيت ابن عمر يصفر لحيته، فقلت له في ذلك فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفر لحيته. وعن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعها! قال: وما هي؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال، ولم تهلل أنت حتى يكون يوم التروية، فقال عبد الله بن عمر: أما الأركان فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس إلا اليمانيين، وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال السبتية التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها. وأما الصفرة، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها، فأنا أحب أن أصبغ بها.
وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته. وعن أبي بكر الصديق قال: قلت: يا رسول الله، عجل عليك الشيب! قال:" شيبتني هود وصواحباتها "، يعني: الواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت. وعن ابن عباس قال: ألظ النبي صلى الله عليه وسلم بالواقعة، والحاقة، وعم يتساءلون، والنازعات، وإذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، فاستطار منه القتير. فقال أبو بكر: قد أسرع فيك
القتير، بأبي وأمي، قال: شيبتني هود وصواحباتها هذه، وفيها المرسلات. وقال عطاء: أخواتها: اقتربت الساعة، والمرسلات عرفاً، وإذا الشمس كورت. وعن أنس بن مالك قال: بينما أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب جالسان في نحو المنبر إذ طلع عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيوت نسائه، يمسح لحيته ويرفعها فينظر إليها. قال أنس: وكانت لحيته أكثر شيباً من رأسه. فلما وقف عليهما، قال أنس: وكان أبو بكر رجلاً رقيقاً، وكان عمر رجلاً غليظاً، فقال أبو بكر: بأبي وأمي، لقد أسرع إليك الشيب يا رسول الله! فرفع لحيته بيده فنظر إليها، فاغرورقت عينا أبي بكر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، شيبتني هود وأخواتها. قال أبو بكر: بأبي وأمي، وما أخواتها؟ قال: الواقعة، والقارعة، وسأل سائل بعذاب واقع، وإذا الشمس كورت. وفي رواية: قال أبو صخر: فأخبرت هذا الحديث ابن قسيط فقال: يا حميد، ما زلت أسمع هذا الحديث من أشياخي فما تركت الحاقة ما الحاقة.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أنا أكبر منك مولداً، وأنت خيرٌ مني وأفضل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شيبتني هود وأخواتها. وما فُعل بالأمم قبل. قال أبو علي الشبَّوي: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: روي عنك أنك قلت: شيبتني هود. قال: نعم. فقلت: ما الذي شيبك منها، قصص الأنبياء وهلاك الأمم؟ فقال: لا، ولكن قوله:" فاستقم كما أمرت ". وعن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى الأعاجم فقيل له: إنهم لا يقبلون كتاباً إلا بخاتم. فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة نقشه: محمد رسول الله. كأني أنظر إلى بصيصه في يده. وفي رواية عنه أيضاً:
لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم. وذكر باقي الحديث. وعنه قال: كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسطر: سطر: محمد، وسطر: رسول، وسطر: الله. وعنه قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة كله، وفصه منه، قال: فسألت حميداً عن الفص كيف هو، فحدثني أنه لا يدري. وعن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من ورق له فص حبشي، ونقشه: محمد رسول الله. وعنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتماُ من فضة في يمينه فيه فص حبشي، وكان يجعل فصه في بطن كفه. وعنه: أن معاذ بن جبل بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاتم من اليمن من ورق، فصه حبشي كتب عليه: محمد رسول الله وبوجهه صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتختم به، ويتختم به أبو بكر، ويتختم به عمر، ويتختم به عثمان ست سنين من إمارته، فبينا هو على بئر أريس سقط منه فنزحت البئر فلم يوجد. وعن أنس بن مالك: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده خاتم من ورق يوماً واحداً، ثم إن الناس اصطنعوا الخواتم من ورق ولبسوها، فطرح رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه، فطرح الناس خواتمهم. قال البيهقي: ويُشبه أن يكون ذكر الورق وهماً سبق إليه لسان الزهري فحملوه منه على الوهم.
وهذا كما قال البيهقي رحمه الله. فإن الخاتم الذي طرحه النبي صلى الله عليه وسلم كان من ذهب، ويدل على ذلك ما روي عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتماً من ذهب، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبذه وقال: لا ألبسه أبداً، فنبذ الناس خواتيمهم. وعنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع خاتماً من ذهب، وكان يجعل فصه في بطن كفه إذا لبسه في يده اليمنى. فاصطنع الناس خواتيم من ذهب، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فنزعه وقال:" إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصه في بطن كفي، فرمى به وقال: والله لا ألبسه أبداً "، فنبذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبذ الناس خواتيمهم. وعنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من ذهب ثم ألقاه، واتخذ خاتماً من ورق ونقش محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم. ونهى الناس أن ينقشوه، فكان إذا لبسه جعل الفص مما يلي بطن كفه، وهو الخاتم الذي سقط من معيقيب في بئر أريس. وهذا لفظ العباس. وقال إبراهيم: لبس النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم وجعل فصه مما يلي كفه، وقال: لا ينقش أحد على نقش خاتمي. وعنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من ذهب فلبسه ثلاثة أيام، ففشت خواتيم الذهب في أصحابه فرمى به، واتخذ خاتماً من ورق نقش فيه: محمد رسول الله. فكان في يده حتى مات. وفي يد أبي بكر حتى مات. وفي يد عمر حتى مات، وفي يد عثمان ست سنين. فلما كثرت عليه الكتب دفعه إلى رجل من الأنصار يختم به، فأتى قَليباً لعثمان فسقط فيها، فالتمسوه فلم يجدوه، فاتخذ خاتماً من ورق نقش فيه: محمد رسول الله.
حدث إياس بن الحارث بن معيقيب عن جده المعيقيب، وجده من قبل أمه ابن أبي ذُباب قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ملوى بفضة. فربما كان في يدي، وكان معيقيب على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن عمرو بن يحيى بن سعيد القرشي عن جده قال: دخل عمرو بن سعيد بن العاص حين قدم من الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا الخاتم في يدك يا عمرو؟! قال: هذه حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فما نقشها؟ قال: محمد رسول الله، قال: فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتختمه، فكان في يده حتى قبض، ثم في يد أبي بكر حتى قبض، ثم في يد عمر حتى قبض، ثم في يد عثمان. فبينا هو يحفر بئراً لأهل المدينة يقال لها بئر أريس، فبينما هو جالس على شفتها يأمر بحفرها سقط الخاتم في البئر، وكان عثمان يكثر إخراج خاتمه من يده وإدخاله، فالتمسوه فلم يقدروا عليه. وفي حديث أنس: قال أنس: فاختلفنا مع أمير المؤمنين ثلاثة أيام، نطلبه فلم نقدر عليه. وعن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه. وروى قتادة عن أنس بن مالك قال: كأني أنظر إلى وميض خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده اليسرى، وهو يخطبنا. وعن نافع بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يساره. ووجه الجمع بين هذه الروايات أنه صلى الله عليه وسلم لبس الخاتم الذهب في يمينه ثم نبذه، واتخذ خاتم الورق ولبسه في يساره. يبين ذلك ما رواه جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تختم خاتماً من ذهب في يده اليمنى على خنصره، حتى رجع إلى البيت فرماه فما لبسه، ثم تختم خاتماً من ورق فجعله في يساره. وأن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم كانوا يتختمون في يسارهم. وعن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه ثم حوله في يساره. وعن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء.
وروى الزهري عن أنس بن مالك قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء. قال: ولا يصح هذا عن الزهري إنما حديثه: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر. وعن أنس بن مالك: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعتم بعمامة سوداء. وعن جابر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء. وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عصابة دسمة، وروي دسماء. وعن عبد الله بن عمر وأبي هريرة قالا: ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة قط إلا وهو معتم، وإن كان في إزار ورداء. وإن لم يكن عنده عمامة وصل الخرق بعضها إلى بعض واعتم بها. قال أبو عبد السلام: سألت ابن عمر: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتم؟ قال: كان يدير العمامة على رأسه، ويغرزها من ورائه، ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه. وعن عبد الرحمن بن عوف قال: عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلها من بين يدي ومن خلفي. وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يلبس القلانس البيض والمزرورات وذوات الأردان. وعن ابن عمر وعن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس كمة بيضاء.
وعن عائشة قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلنسوة بيضاء لاطئة يلبسها. وعنها قالت: كان رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أذرع وشبراً في ذراع وشبر.
وعن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس رداء مربعاً. وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لك يكن من الثياب شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من القميص. وعن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس قميصاً فوق الكعبين مستوي الكمين بأطراف أصابعه. وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم له قميص قبطي قصير الطول، وقصير الكمين وفي رواية: قميص قطن وفي رواية: قميص قطني. وعن أسماء بنت يزيد قالت: كان كم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرصغ. وعن المغيرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة رومية ضيقة الكمين. وعنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ما كان يسافر، فسرنا، حتى إذا كان في وجه الصبح انطلق حتى توارى عنا، ضرب الخلاء، ثم جاء فدعا بطهور وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فأدخل يده من تحت الجبة ثم غسل وجهه ويديه ومسح برأسه ومسح على الخفين.
وعن طارق بن عبد الله المحاربي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز وعليه جبة حمراء. وعن المغيرة بن شعبة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، ويستحب أن يصلي على فروة مدبوغة. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالثياب البيض فيلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها أمواتكم، وعليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر ". وفي رواية سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البسوا الثياب البياض، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها أطهر وأطيب. وفي رواية: فإنها من خير ثيابكم ". وفي حديث آخر عنه: وقد كان صلى الله عليه وسلم يعجبه لبس الحبرات وهي البرود اليمانية. وقال قتادة: سألت أنساً: أي اللباس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أعجب، قال: الحبرة. وعن قدامة الكلابي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وعليه حلة حبرة.
وعن جابر بن سليم، أو سليم بن جابر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا هو جالس مع أصحابه. قال: فقلت: أيكم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فإما أن يكون أومأ إلى نفسه، وإما أن يكون أشار إليه القوم فإذا هو محتبٍ ببردة قد وقع هدبها على قدميه. قال: فقلت: يا رسول الله؛ أجفو عن أشياء فعلمني. قال: " اتق الله عز وجل، ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وإياك والمخيلة، فإن الله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك
وعيرك بأمرٍ يعلمه فيك فلا تعيره بأمر تعلمه فيه ليكون لك أجرة، وعليه إثمه، ولا تشتمن أحداً ". وقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم الثياب السود. وعن عائشة أنها قالت: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بردة سوداء من صوف فلبسها فأعجبته، فلما عرق فيها، فوجد فيها ريح النمرة قذفها. وعن عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرحل، ومن شعر أسود. وقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم الثياب الخضر. عن أبي رمثة قال: قدمت المدينة ولم أكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فخرج وعليه ثوبان أخضران. وذكر الحديث. قال قتادة: خرجنا مع أنس بن مالك إلى أرض له يقال لها الراوية، فقال حنظلة السدوسي: ما أحسن هذه الخضرة، فقال أنس: كنا نتحدث أن أحب الألوان إلى الله عز وجل الخضرة. وقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم الثياب الصفر. وعن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران: رداء وعمامة. وعن قيلة: أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء، وعليه أسمال مليتين كانتا تزعفران وقد نفضتا.
وقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم الثياب الحمر. وعن عون عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في حلة حمراء، فركز عنزةً، فجعل يصلي إليها بالبطحاء يمر من ورائها الكلب والحمار والمرأة. وعن البراء بن عازب قال: ما رأيت رجلاً قط أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء. وعن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس بردة الأحمر في الجمعة والعيدين. وعن نافع قال: سمعت ابن عمر يقول: والله ما شمل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ثلاثة أثواب. ولا شمل أبو بكر في بيته ولا خارج بيته ثلاثة أثواب، ولا شمل عمر في بيته ولا خارج بيته ثلاثة أثواب. غير أني كنت أرى كساءهم إذا أحرموا، كان لكل واحد منهم مئزر ومشمل لعلها كلها بثمن درع أحدكم. والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه، ورأيت أبا بكر تخلل العباء ورأيت عمر يرقع جبته برقاع من أدم وهو أمير المؤمنين. وإني أعرف في وقتي هذا من يجيز بالمئة ولو شئت لقلت ألفاً.
وعن أبي هريرة قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم السوق، فقعد إلى البزازين، فاشترى سراويل بأربعة دراهم. قال: وكان لأهل السوق رجل يزن بينهم الدراهم يقال له: فلان الوزان. قال: فجيء به يزن ثمن السراويل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتزن وأرجح؟ فقال له الوزان: إن هذا القول ما سمعته من أحد من الناس، فمن هذا الرجل؟ قال أبو هريرة: قلت: حسبك من الزهو والجفاء في دينك ألا تعرف نبيك صلى الله عليه وسلم. قال: فقال: أهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: فأخذها يعني يده ليقبلها فجذبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: مه إنما تفعل هذا الأعاجم بملوكها. وإني لست بملك، وإنما أنا رجل منكم. قال: ثم جلس، فاتزن الدراهم وأرجح كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفنا تناولت السراويل من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجملها عنه، فمنعني وقال: صاحب الشيء أحق بحمله إلا أن يكون ضعيفاً، يعجز عنه، فيعينه عليه أخوه المسلم. قلت: يا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ قال: نعم. بالليل والنهار، وفي السفر والحضر قال الإفريقي: وشككت في قوله: مع أهلي إني أمرت بالتستر، فلم أجد ثوباً أستر من السراويل. وعن علي قال: كنت قاعداً عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دجن مطر، فمرت امرأة على حمار، ومعها مكاري، فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض فسقطت المرأة، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنها بوجهه. فقالوا: يا رسول الله، إنها متسرولة فقال:" اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي. ثلاثاً. يا أيها الناس، اتخذوا السراويلات، فإنها من أستر ثيابكم، وخصوا بها نساءكم إذا خرجن ". وعن أنس قال: كان لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان. وعن تمام قال: نظر هشام بن عروة إلى نعل الصلت بن دينار ولها قبالان. فقال هشام: عندنا نعل النبي صلى الله عليه وسلم معقبة مخصرة ملسنة. وعن عمرو بن حُريث قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين.
وعن بريدة: أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خفين أسودين ساذجين، فتوضأ ومسح عليهما. وعن عائشة قالت: كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه وسادة بالليل من أدمٍ حشوها ليف. وعن أبي بردة قال: دخلنا على عائشة، فأخرجت إلينا إزاراً غليظاً مما يصنع باليمن. وكساء من هذه التي تدعونها الملبدة، فقالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الثوبين.