المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فانفرج الماء، فقذفه فيه، ورجع إلى كعب فعلم أنه صدق، - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٩

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌أبو شبيب

- ‌أبو شعيب الحضرمي ويقال أبو الأشعث

- ‌أبو شمر بن أبرهة بن الصباح

- ‌أبو شيبان العبسي

- ‌أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو شيبة من أصحاب عمر بن عبد العزيز

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌أبو صالح الأشعري

- ‌أبو صالح المتعبد الدمشقي

- ‌أبو صفوان بن علقمة الرعيني

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌أبو طالب عبد مناف

- ‌أبو طالب الجعفري الفقيه

- ‌أبو طالب الدمشقي

- ‌أبو طاهر الدمشقي

- ‌أبو طعمة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌أبو ظبية السلفي الكلاعي الحمصي

- ‌حرف العين المهملة

- ‌أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى

- ‌أبو العالية

- ‌أبو عامر

- ‌أبو عامر الرحبي الحمصي

- ‌أبو عامر المكي

- ‌أبو عابد السلمي

- ‌أبو عائشة

- ‌أبو العباس

- ‌أبو العباس البيروتي

- ‌أبو العباس الحنفي:

- ‌أبو العباس الوراق الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الأشعري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله حرسي

- ‌أبو عبد الله مولى لعمر

- ‌أبو عبد الله أو أبو عبيد الله الجزري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌‌‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله بن عبد الله

- ‌أبو عبد الله الراهبي

- ‌أبو عبد الله البصري

- ‌أبو عبد الله الفيحي أو الفتحي

- ‌أبو عبد الله البرزي

- ‌أبو عبد رب

- ‌أبو عبد الرحمن

- ‌أبو عبد الرحمن شيخ من أهل دمشق

- ‌أبو عبد الرحمن الهمذاني

- ‌أبو عبد الرحمن الأزدي

- ‌أبو عبد الرحمن الأسدي

- ‌أبو عبد الرحيم الدمشقي

- ‌أبو عبيد بن أبي عمرو

- ‌أبو عثمان بن سنة الخزاعي

- ‌‌‌أبو عثمان

- ‌أبو عثمان

- ‌أبو عذبة

- ‌أبو العذراء

- ‌أبو العريان المخزومي

- ‌أبو عفير الدؤلي

- ‌أبو عقيل المبتلي

- ‌أبو علقمة بن أبي كبير الأسلمي

- ‌أبو علقمة النميري المضحك

- ‌أبو علقمة أو أبو علي البيروتي

- ‌أبو علي بن أبي التائب

- ‌أبو علي بن أبي السمراء الأطرابلسي

- ‌أبو علي بن أبي موسى المعدل

- ‌أبو علي القيسراني

- ‌أبو عمارة الصوري

- ‌أبو عمران الطبري

- ‌أبو عمر شيخ ببيروت

- ‌‌‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمرو

- ‌أبو عمرو الدمشقي

- ‌أبو عمرو بن العلاء

- ‌أبو عمرو شيخ قدم دمشق

- ‌أبو عنبة الخولاني

- ‌أبو عنبة الأموي مولاهم

- ‌أبو العلاء

- ‌أبو العلاء بن العين زربي

- ‌أبو عياش الدمشقي

- ‌أبو عيسى الدمشقي

- ‌ابن عمار

- ‌ابن أبي العمياء

- ‌عم يعلى بن عطاء العامري

- ‌عم إبراهيم بن أبي شيبان العنسي

- ‌العيشي أو العنسي

- ‌أسماء النساء على حرف العين في الكنى

- ‌أم عاصم

- ‌أم عبد الله بنت أبي هاشم

- ‌أم عمر

- ‌أم عمرو زوج يزيد بن عبد الملك

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌أبو الغريز صاحب أبي عبيد

- ‌أبو غسان الثقفي

- ‌ابن غنيم البعلبكي

- ‌الغاضري المضحك المدني

- ‌حرف الفاء

- ‌أبو فاطمة

- ‌أبو فالج الأنماري

- ‌أبو الفرات

- ‌أبو فروة السائح

- ‌أبو الفضل الموسوس

- ‌أبو الفضل بن خيران

- ‌أبو الفضل الأصبهاني المتطبب

- ‌الفرخ من موالي بني أمية

- ‌حرف القاف

- ‌أبو القاسم

- ‌أبو القاسم الواسطي

- ‌أبو القاسم بن أبي يعلى

- ‌أبو القاسم بن رزيق البغدادي

- ‌أبو قتادة بن ربعي

- ‌أبو قنان

- ‌أبو قيس الدمشقي

- ‌أبو قيصر

- ‌أبو قاسم بن عثمان الجوعي

- ‌حرف الكاف

- ‌أبو كبشة السلولي

- ‌أبو كثير المحاربي

- ‌أبو كرب العراقي

- ‌أبو كرب

- ‌أسماء النساء على حرف الكاف

- ‌أم كلثوم بنت عبد الله

- ‌حرف اللام

- ‌أبو لبيد الأشعري

- ‌أبو لبيد كاتب أبي زرعة

- ‌أبو لهب

- ‌ابن لؤلؤ الكاتب

- ‌حرف الميم

- ‌أبو محمد الأنصار

- ‌أبو محمد الكلبي

- ‌أبو محمد الدمشقي

- ‌أبو محمد الكلاعي

- ‌أبو محمد القرشي

- ‌أبو محمد القرشي الدمشقي

- ‌أبو محمد الطرابلسي

- ‌أبو محمد الأنصاري

- ‌أبو محمد بن العباس

- ‌أبو محمد المعيوفي

- ‌أبو محمد بن فضالة الفقيه

- ‌أبو محمد بن الصفر

- ‌أبو محمد الغزنوي الفقيه

- ‌أبو مالك الأشعري

- ‌أبو مخرمة السعدي

- ‌أبو مدرك

- ‌أبو مذكور الخولاني

- ‌أبو مرجى القرشي مولاهم الموقري

- ‌أبو مرحوم العطار

- ‌أبو مرحوم المكي

- ‌أبو مريم الأزدي

- ‌أبو مريم مولى سلامة

- ‌أبو مريم خادم مسجد دمشق

- ‌أبو مسلم الجليلي

- ‌أبو مسلم العبدي

- ‌أبو مسلم الثعلبي

- ‌أبو مشجعة بن ربعي الجهني

- ‌أبو المصبح المقرائي الأوزاعي

- ‌أبو مصعب مولى بني يزيد

- ‌أبو معاوية الأسود الزاهد

- ‌أبو المعطل

- ‌أبو معين الرازي

- ‌أبو المغيرة الصوفي الدمشقي

- ‌أبو منبه

- ‌أبو منهال الخارجي

- ‌أبو منيب الجرشي الأحدب

- ‌أبو المهاجر الدمشقي

- ‌أبو المهاصر

- ‌ابن مقبل

- ‌أسماء النساء على حرف الميم

- ‌أم محمد بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

- ‌أم مروان بنت مروان بن محمد بن مروان بن الحكم

- ‌أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب

- ‌أم مسلم الخولانية

- ‌حرف النون

- ‌أبو نصر بن أبي الفرج

- ‌أبو نصر البرمكي

- ‌ابن ناصح

- ‌ابن نمر

- ‌حرف الواو

- ‌أبو واثلة الهذلي

- ‌أبو واقد الحارث بن عوف

- ‌أبو الوزير بن النعمان

- ‌أبو الوليد

- ‌ابن وبرة الكلبي

- ‌حرف الهاء

- ‌أبو هاشم

- ‌أبو هريرة الدوسي

- ‌أبو هريرة

- ‌أبو همام الشعباني

- ‌أبو هنيدة

- ‌أسماء النساء على حرف الهاء

- ‌أم هارون الخراسانية

- ‌حرف الياء

- ‌أبو يحيى الموصلي

- ‌أبو يزيد المكي

- ‌أبو يزيد القاضي

- ‌أبو يعقوب التميمي

- ‌‌‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعيش

- ‌أبو يوسف حاجب معاوية

- ‌أبو يوسف

- ‌أبو يونس الدمشقي

- ‌أسماء النساء على حرف الياء

- ‌أم يزيد

- ‌ذكر المجهولين من الرجال

- ‌رجل من بني مرة بن عوف

- ‌رجل من أمداد حمير

- ‌رجل شهد يوم مؤتة

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من غسان

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل من خثعم

- ‌رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل من مزينة

- ‌ورجل شهد اليرموك

- ‌رجل من أهل اليمن

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من الأزد

- ‌شيخ حكى عن عمر بن الخطاب

- ‌قاضي دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌عامل لعمر بن الخطاب

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من الأشعريين

- ‌رجل من بني تميم

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجلان من أهل دمشق

- ‌رجل سأل أبا الدرداء

- ‌رجل رحل إلى أبي الدرداء

- ‌رجل من أصحاب أبي الدرداء

- ‌رجل نخعي من أهل الكوفة

- ‌رجل سمع أبا الدرداء ومعاوية

- ‌رجل مر بأبي الدرداء

- ‌مولى لأبي الدرداء

- ‌رجل من الأنصار

- ‌رجل

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل حدث عن عائشة

- ‌شيوخ من بني عنس

- ‌‌‌رجل من دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجل رحبي من الرحبة

- ‌رجل من حجور

- ‌شيخ كبير من أهل دمشق

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌شاب من قريش

- ‌رجل من أهل البادية

- ‌مولى لشقيق أو ابن شقيق

- ‌شيخ كان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل قاص

- ‌رجل من تيم الله بن ثعلبة

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل شاعر من كلب

- ‌رجل من المعمرين

- ‌رجل شاب من غسان

- ‌رجل لقب أم عمار

- ‌أعرابي

- ‌رجل من كنانة

- ‌رجل لقي الخضر عليه السلام

- ‌رجل أقام بباب معاوية

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل من همدان شاعر

- ‌رجل استسقى به معاوية

- ‌رجل من ولد خلف الجمحي

- ‌رجل

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌شاعر

- ‌شاعر من كلب

- ‌شاعر من طيئ

- ‌رجل من همدان

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌مولى ليزيد بن معاوية

- ‌رجل من اليمامة

- ‌شيخ كلبي

- ‌أعرابي من كلب

- ‌رجل من ولد عثمان بن عفان

- ‌قضاعي

- ‌أعرابي وفد على عبد الملك بن مروان

- ‌أعرابي دخل على عبد الملك

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌رجل فصيح

- ‌‌‌‌‌رجل

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل أعرابي

- ‌رجل من العراق

- ‌رجل قدم على الحجاج بفتح سمرقند

- ‌رجل مدح سليمان بن عبد الملك

- ‌شيخ من دمشق

- ‌أعرابي دخل على سليمان بن عبد الملك

- ‌رجل ظلمه وكلاء رجل من بني أمية

- ‌رجل أجابه سليمان

- ‌رجل أرسل إليه عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ ضرير من الجزيرة

- ‌رجل من بني مروان بن الحكم

- ‌مؤذن عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل وفد على عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل ممن كان في جيش مسلمة

- ‌رجل من العلماء

- ‌خصي لعمر بن عبد العزيز

- ‌مولى لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل سمع عمر بن عبد العزيز

- ‌أعرابي دخل على عمر

- ‌شيخ حد في الشراب

- ‌شاب

- ‌فتى من الأنصار

- ‌شاب من الكوفة

- ‌رجل من مزينة

- ‌شاب من أهل العراق

- ‌رجل أنصاري

- ‌رجل من البصرة

- ‌رجل من عمال الحجاج

- ‌أعرابي من كلب

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل من أهل المدينة

- ‌أعرابي

- ‌أعرابي شاعر

- ‌رجل من أهل اليمامة

- ‌‌‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌بعض آل المهلب

- ‌شيخ من ثقيف

- ‌رجل

- ‌أعرابي

- ‌رجل من جلساء هشام

- ‌شيخ من الشام

- ‌رجل من أصحاب هشام

- ‌رجل علوي

- ‌أعرابي من بني أسد

- ‌رجل

- ‌شيخ راجز

- ‌رجل من ولد خباب

- ‌مولى لمسلمة بن عبد الملك

- ‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌رجل من ولد أبي سفيان

- ‌شيخ من كتاب بني أمية

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من محارب

- ‌رجل حكى عن كعب الأحبار

- ‌رجل

- ‌مولى لبني نمران

- ‌شيخ من السكاسك

- ‌رجل من دمشق

- ‌‌‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من البلقاء

- ‌شيخ من موالي بني فزارة

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من الجند

- ‌شيخ من أهل دومة الجندل

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ

- ‌رجل من أهل العلم

- ‌رجل

- ‌رجلان سائحان في جبل البنان

- ‌رجل عابد

- ‌شيخ متعبد

- ‌رجل من شرعب

- ‌رجل كان يصحب ابن جوصاء

- ‌رجل صالح

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌شيخ كان بكناكر من دمشق

- ‌شاب صالح

- ‌صديق للقاسم الجوعي

- ‌رجل

- ‌رجل متصوف

- ‌رجل

- ‌رجل صالح

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌‌‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌شاعر من دمشق

- ‌صديق لأبي القاسم بن أبي العقب

- ‌رجل من أهل بيروت

- ‌شاعر من المادرائيين

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌ذكر المجهولات من النساء

- ‌بنت أبي عباية

- ‌بنت عبد الله بن زيد

- ‌بنت عدي بن زيد

- ‌أم محمد بن سليمان بن أبي الدرداء

- ‌أم مسلمة بن عبد الله الجهني

- ‌أم يزيد بن أبي مريم

- ‌أخت عبد الله بن عامر

- ‌امرأة لها صحبة

- ‌امرأة من بني مرة

- ‌امرأة أدركت الصحابة

- ‌نسوة متعبدات

- ‌امرأة مخزومية ويقال زهرية

- ‌امرأة يزيد بن سنان

- ‌جارية لسليمان بن عبد الملك

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزيز

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزبز

- ‌حاضنة لعمر بن عبد العزيز

- ‌امرأة من الكوفة

- ‌أم ولد لهشام بن عبد الملك

- ‌‌‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌عجوز

- ‌شاعرة من كلب

- ‌امرأة شاعرة

- ‌امرأة عنسية

- ‌امرأة شاعرة

- ‌أخت رابعة

الفصل: فانفرج الماء، فقذفه فيه، ورجع إلى كعب فعلم أنه صدق،

فانفرج الماء، فقذفه فيه، ورجع إلى كعب فعلم أنه صدق، فقال: إنها التوراة كما أنزلها الله.

‌أبو لبيد كاتب أبي زرعة

قال لبيد كاتب محمد بن عثمان القاضي: كانت لشريح القاضي جارية، وكان يحب أن يطأها ولا يمكنه من امرأته، فواعدها يوماً، فدخلت معه البيت، وفطنت امرأته، فأقبلت إليه، فلما أحس بها وثب فلبس قباء الجارية ولبست الجارية قميصه، وجلس كأنه يشبر البساط، فقالت له امرأته: يا عدو الله، ما هذا؟ قال: أشبر هذا البساط، زعمت الملعونة أن عرضه أكثر من طوله. قالت: فكيف صار قباها عليك، وقميصك عليها؟ قال: من هذا أعجب أنا أيضاً.

‌أبو لهب

وهو لقب، واسمه: عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم وكنيته: أبو عتبه، وأبو معتب، القرشي الهاشمي عم النبي صلى الله عليه وسلم. قال هبار بن الأسود: كان أبو لهب وابنه عتبة تجهزا إلى الشام، وتجهزت معهما، فقال ابنه عتبة: والله، لأنطلقن إلى محمد فلأوذينه في ربه سبحانه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، هو يكفر بالذي " دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم، سلط عليه كلباً من كلابك. قال: يا بني، والله ما آمن عليك دعاءه. فسرنا حتى نزلنا

ص: 125

الشراة وهي مأسدة، فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال الراهب: يا معشر العرب، ما أنزلكم هذه البلاد؟ فإنما يسرح الأسد فيها كما يسرح الغنم فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي. فقلنا: أجل يا أبا لهب. فقال: إن هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، وافرشوا لابني عليها، ثم افرشوا حولها. ففعلنا، فجمعنا المتاع ثم فرشنا له عليه، وفرشنا حوله، فبتنا، وأبو لهب معنا أسفل. وبات هو فوق المتاع، فجاء الأسد فشم وجوهنا فلما لم يجد ما يريد تقبض فوثب وثبة فإذا هو فوق المتاع، ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه. فقال أبو لهب: قد عرفت أنه لا ينفلت من دعوة محمد. وكناه عبد المطلب أبا لهب من حسنه، لأنه كان يتلهب من حسنه. وله يقول أبو طالب يحرضه على نصر النبي صلى الله عليه وسلم ومنعه، ويعاتبه على خذلانه: من الطويل

إن امرأ أبو عتيبة عمه

لفي معزل من أن يسام المظالما

أقول له وأين منه نصيحتي

أبا معتب ثبت سوادك قائما

فكناه بأبي عتيبة، وأبي معتب.

وأم أبي لهب لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول. اصطرع أبو طالب وأبو لهب، فصرع أبو لهب أبا طالب، وجلس على صدره، فمد النبي صلى الله عليه وسلم بذؤابة أبي لهب، والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ غلام. فقال له أبو لهب: أنا عمك، وهو عمك، فلم أعنته علي؟! فقال: لأنه أحب إلي منك. فمن يومئذٍ عادى أبو لهب النبي صلى الله عليه وسلم، واختبأ له هذا الكلام في نفسه. وكان أبو لهب شديد المعاداة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 126

وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: لما نزلت هذه الآية: " وأنذر عشيرتك الأقربين، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت عليها، فجاءني جبريل فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك. قال علي: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا علي، إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فعرفت أني إن بادأتهم بذلك، رأيت منهم ما أكره، فصمت عن ذلك حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك، فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاع من طعام، وأعد لنا عس لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب. ففعلت، فاجتمعوا له وهم يومئذ أربعون رجلاً؛ يزيدون أو ينقصون، فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب الكافر الخبيث فقدمت إليهم تلك الجفنة، فأخذ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم حذية فشقها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها وقال: كلوا بسم الله. فأكل القوم حتى نهلوا عنه، وما يرى إلا آثار أصابعهم، والله إن كان الرجل ليأكل مثلها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اسقهم يا علي. فجئت بذلك القعب، فشربوا حتى نهلوا جميعاً، وأيم الله، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله. فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لهدما سحركم صاحبكم! فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، عد لنا مثل الذي كنت صنعت بالأمس من الطعام والشراب، فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما قد سمعت قبل أن أكلم القوم. ففعلت، ثم جمعتهم له، فصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنع بالأمس، فأكلوا حتى نهلوا عنه، ثم سقيتهم فشربوا من ذلك القعب حتى نهلوا عنه، وأيم الله، إن الرجل منهم ليأكل مثلها،

ص: 127

ويشرب مثله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني عبد المطلب، والله ما أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني جئتكم بأمر الدنيا والآخرة. فكان ما أخفى النبي صلى الله عليه وسلم أمره واستسر به إلى أن أمر بإظهاره ثلاث سنين من مبعثه.

وقال ابن عباس: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال: يا صباحاه. فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: ما لك؟ قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم، أما كنتم تصدقوني؟ قالوا: بلى، قال: فإني نذير لكم، بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، ألهذا جمعتنا؟! فأنزل الله تعالى:" تبت يدا أبي لهب وتب " إلى آخر السورة. وفي رواية عنه أيضاً: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا آل غالب، يا لؤي، يا آل مرة، يا آل كلاب، يا آل قصي، يا آل عبد مناف، إني لا أملك لكم من الله منفعة ولا من الدنيا نصيباً إلا أن تقولوا لا إله إلا الله. فقال أبو لهب: تباً لك، لهذا دعوتنا؟ فأنزل الله تعالى:" تبت يدا أبي لهب وتب ". وفي قراءة عبد الله " وقد تب " فالأول: دعاء، والثاني: خبر. كما تقول: أهلكه الله وقد أهلكه. ويقال: خسرت يداه بترك الإيمان وخسر هو. و" حمالة الحطب " كانت تنم بين الناس، فذلك حملها الحطب. يقول: تحرش بين الناس، وتوقد بينهم العداوة. و" في جيدها حبل من مسد "، هي السلسلة التي في

ص: 128

النار، ويقال: من مسد: هو ليف المقل. وقد يقال لما كان من أوبار الإبل من الحبال مسد. قال الشاعر: من الرجز

ومسدٍ أمر من أيانق

وقيل: المسد: ما فتل وأحكم من أي شيء كان. والمعنى: أن السلسلة التي في عنقها فتلت من الحديد فتلاً محكماً. ويقال: المسد: العصا التي تكون في البكرة. ويقال: المسد قلادة لها من ودع. و" تبت يدا أبي لهبٍ " معناها: خسرت يدا أبي لهب، وتب: أي خسر. وما في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عمومته، وقدم إليهم صحفة فيها طعام، فقالوا: أحدنا وحده يأكل الشاة، وإنما قدم إلينا هذه الصحفة! فأكلوا منها جميعاً، ولم ينقص منها إلا شيء يسير. فقالوا: ما لنا عندك إن اتبعناك؟ قال: لكم ما للمسلمين، وعليكم ما عليهم، وإنما تتفاضلون في الدين. فقال أبو لهب: تباً لك، ألهذا دعوتنا؟! فأنزل الله عز وجل:" تبت يدا أبي لهب وتب ".

وجاء في التفسير أن امرأته أم جميل، وكانت تمشي بالنميمة. قال الشاعر: من الطويل

من البيض لم تصطد على ظهر لأمةٍ

ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب

أي النميمة. وقيل: إنها كانت تحمل شوك العضاة، فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ص: 129

وقيل في الحبل المسد: إنه سلسلة طولها أربعون ذراعاً يعني بها أنها تسلسل في النار في سلسلة طولها سبعون ذراعاً. قال طارق المحاربي: إني بسوق ذي المجاز إذا أنا بشاب يقول: يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا. وإذا رجل خلفه يرميه؛ قد أدمى ساقيه وعرقوبيه، ويقول: أيها الناس، إنه كذاب فلا تصدقوه. فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا محمد يزعم أنه نبي، وهذا عمه أبو لهب يزعم أنه كذاب. زاد في رواية في صفة أبي لهب: أحول ذو غديرتين، تقد وجنتاه. وكان ابن كثير يقرأ " أبي لهب "، ساكنة الهاء، ونسبه أنه لغة، كالنهر والنهر، واتفقوا في الثانية على الفتح لوفاق الفواصل. وما أنذره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار، قال أبو لهب: إن كان ما يقوله حقاً فإني أفتدي بمالي وولدي. فقال الله عز وجل:

" ما أغنى عنه ماله وما كسب " أي: ما دفع عنه عذاب الله ما جمع من ماله " وما كسب "، يعني ولده، لأن ولده من كسبه. ثم أوعده الله بالنار فقال:" سيصلى ناراً ذات لهب " يعني ناراً تلتهب عليه. وفي حديث آخر عن طارق بمعناه، قال: فلما أسلم الناس وهاجروا خرجنا من الربذة نريد المدينة نمتار من تمرها، فلما دنونا من حيطانها ونخلها، قلنا: لو نزلنا فلبسنا ثياباً غير هذه، إذا رجل في طمرين له، فسلم وقال: من أين أقبل القوم؟ قلنا: من الربذة. قال: وأين تريدون؟ قلنا: نريد هذه المدينة. قال: ما حاجتكم فيها؟ قالوا: نمتار من تمرها. قال: ومعنا ظعينة لنا، ومعنا جمل أحمر مخطوم. فقال: أتبيعون جملكم هذا؟ قالوا: نعم بكذا وكذا صاعاً من

ص: 130

تمر. قال: فما استوضعنا مما قلنا شيئاً. فأخذ بخطام الجمل، فانطلق، فلما توارى عنا بحيطان المدينة ونخلها. قلنا: ما صنعنا؟ ما بعنا جملنا مما نعرف، ولا أخذنا له ثمناً؟! قال: تقول المرأة التي معنا: والله لقد رأيت رجلاً كأن وجهه شقة القمر ليلة البدر، أنا ضامنة لثمن جملكم. وزاد في آخر: ولقد رأيت وجه رجلٍ لا يغدر بكم. إذ أقبل رجل فقال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا تمركم، واشبعوا واكتالوا واستوفوا. فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا واستوفينا. ثم دخلنا المدينة فدخلنا المسجد، فإذا هو قائم على المنبر يخطب الناس، فأدركنا من خطبته وهو يقول: تصدقوا فإن الصدقة خير لكم، اليد العليا خير من السفلى. زاد في رواية: وابدأ بمن تعول؛ أمك وأباك وأختك وأخاك، وأدناك أدناك. إذا أقبل رجل في نفر من بني يربوع أو قال: رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، لنا في هؤلاء دماً في الجاهلية، فخذ لنا بثأرنا. فقال: إن أماً لا تجني على ولد ثلاث مرات.

قال ابن إسحاق: وفر أبو سلمى بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم إلى أبي طالب ليمنعه، وكان خاله، فمنعه، فجاءت بنو مخزوم لتأخذه، فمنعه، فقالوا: يا أبا طالب، منعت منا ابن أخيك، أتمنع منا ابن أخينا؟ فقال أبو طالب: أمنع ابن أختي مما أمنع منه ابن أخي. فقال أبو لهب ولم يتكلم بكلام خير قط ليس يومئذ: صدق أبو طالب، لا يسلمه إليكم. فطمع فيه أبو طالب حين سمع منه ما سمع، ورجا نصره والقيام معه فقال شعراً يستجلبه بذلك: من الطويل

إن امرأ أبو عتيبة عمه

لفي روضة من أن يسام المظالما

ص: 131

أقول له وأين منه نصيحتي

أبا معتب ثبت سوادك قائما

ولا تقبلن الدهر ما عشت خطة

تسب بها إما هبطت المواسما

وحارب فإن الحرب نصف ولن ترى

أخا الحرب يعطي الضيم إلا مسالما

وول سبيل العجز غيرك منهم

فإنك لم تخلق على العجز لازما

ثم أقبل أبو طالب على أبي لهب حين ظاهر عليه قومه ونصب لعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من نصب له. وكان أبو لهب للخزاعية. وكان أبو طالب وعبد الله أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير لفاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران، فغمزه أبو طالب بأم له يقال لها: سماحيج قد شبب بها بعد ذلك حسان بن ثابت حين قاذف قريشاً. فقال أبو طالب وأغلظ له في القول: من الكامل

مستعرض الأقوام يخبرهم

غدري وما إن جئت من غدري

فاجعل فلانة وابنها غرضاً

لكرائم الأكفاء والصهر

واسمع بوادر من حديث صادق

يهوين مثل جنادل الصخر

إن بنو أم الزبير وفحلها

حملت بنا للطيب والطهر

فحرمت منا صاحباً ومؤازراً

وأخاً على السراء والضر

وعن أبي رافع قال: كنا آل عباس قد دخلنا في الإسلام، وكنا نستخفي بإسلامنا، وكنت غلاماً للعباس أنحت الأقداح، فلما سارت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وكنا نستخفي يوم بدر جعلنا نتوقع الأخبار، فقدم علينا الحيسمان الخزاعي بالخبر، فوجدنا في أنفسنا قوة، وسرنا ما جاءنا من الخبر من ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لجالس في صفتي زمزم أنحت

ص: 132

أقداحاً لي، وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرنا ما جاءنا من الخبر، وبلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل الخبيث أبو لهب بشر يجر رجليه، قد كبته الله وأخزاه لما جاءه من الخبر حتى جلس على طنب الحجرة، فقال الناس: هذا أبو سفيان بن حرب قد قدم. فاجتمع عليه الناس، فقال: أبو لهب: هلم إلي يا بن أخي، فعندك لعمري الخبر. فجاء حتى جلس بين يديه، فقال له: يا بن أخي خبرني خبر الناس. قال: نعم، والله ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يضعون السلاح فينا حيث شاءوا، ووالله مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجال بيض على خيل بلق لا والله ما تليق شيئاً يقول: ما تبقي شيئاً قال: فرفعت طنب الحجرة فقلت: تلك والله الملائكة. فرفع أبو لهب يده، فضرب وجهي ضربة منكرة، وثاورته وكنت رجلاً ضعيفاً فاحتملني فضرب بي الأرض، وبرك على صدري يضربني، وتقوم أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة، فتأخذه، وتقول: استضعفته أن غاب عنه سيده، وتضربه بالعمود على رأسه، فيفلقه شجة منكرة. وقام يجر رجليه ذليلاً، ورماه الله بالعدسة، فوالله ما مكث إلا سبعاً حتى مات، ولقد تركه ابناه في بيته ثلاثاً ما يدفنانه حتى أنتن، وكانت قريش تتقي هذه القرحة كما تتقي الطاعون، حتى قال لهما رجل من قريش: ويحكما ألا تستحيان، إن أباكما في بيته قد أنتن؛ لا تدفنانه؟! فقالا: إنا نخشى عدوى هذه القرحة. فقال: انطلقا، فأنا أعينكما عليه. فوالله ما غسلوه إلا قذفاً بالماء من بعيد؛ ما يدنون منه، ثم إنهم احتملوه إلى أعلى مكة، فأسندوه إلى جدار، ثم رضموا عليه.

وعن عائشة أنها كانت لا تمر على مكان أبي لهب هذا إلا استترت بثوبها حتى تجوزه.

وفي حديث عروة في الرضاع، قال عروة: وثويبة مولاة أبي لهب، كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله في النوم بشر حيبة فقال له: ماذا لقيت؟ فقال أبو لهب: لم

ص: 133

ألق بعدكم رخاءً غير أني سقيت في هذه ما؛ بعتاقي ثويبة. وأشار إلى النقيرة التي بين الإبهام والتي تليها من الأصابع. وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ " تبت " أرجو أن لا يجمع الله بينه وبين أبي لهب في دار واحدة. مرت درة ابنة أبي لهب برجل فقال: هذه ابنة عدو الله أبي لهب. فأقبلت عليه، فقالت: ذكر الله أبي لنباهته وشرفه، وترك أباك لجهالته. ثم ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ما سمعت. فخطب الناس فقال: لا يؤذين مسلم بكافر. وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت " تب يدا أبي لهب وتب " أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب، ولها ولولة، وفي يدها فهر، وهي تقول: مذمماً أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك. قال رسول الله عليه وسلم: إنها لن تراني. وقرأ قرآناً فاعتصم به كما قال. وقرأ " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً " فوقفت على أبي بكر، ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا أبا بكر، إني أخبرت أن صاحبك هجاني. فقال: لا، ورب هذا البيت ما هجاك. فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها. وقيل: إن أم جميل دخلت على أبي بكر، وعنده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا بن أبي

ص: 134