المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو مشجعة بن ربعي الجهني - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٩

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌أبو شبيب

- ‌أبو شعيب الحضرمي ويقال أبو الأشعث

- ‌أبو شمر بن أبرهة بن الصباح

- ‌أبو شيبان العبسي

- ‌أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو شيبة من أصحاب عمر بن عبد العزيز

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌أبو صالح الأشعري

- ‌أبو صالح المتعبد الدمشقي

- ‌أبو صفوان بن علقمة الرعيني

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌أبو طالب عبد مناف

- ‌أبو طالب الجعفري الفقيه

- ‌أبو طالب الدمشقي

- ‌أبو طاهر الدمشقي

- ‌أبو طعمة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌أبو ظبية السلفي الكلاعي الحمصي

- ‌حرف العين المهملة

- ‌أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى

- ‌أبو العالية

- ‌أبو عامر

- ‌أبو عامر الرحبي الحمصي

- ‌أبو عامر المكي

- ‌أبو عابد السلمي

- ‌أبو عائشة

- ‌أبو العباس

- ‌أبو العباس البيروتي

- ‌أبو العباس الحنفي:

- ‌أبو العباس الوراق الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الأشعري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله حرسي

- ‌أبو عبد الله مولى لعمر

- ‌أبو عبد الله أو أبو عبيد الله الجزري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌‌‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله بن عبد الله

- ‌أبو عبد الله الراهبي

- ‌أبو عبد الله البصري

- ‌أبو عبد الله الفيحي أو الفتحي

- ‌أبو عبد الله البرزي

- ‌أبو عبد رب

- ‌أبو عبد الرحمن

- ‌أبو عبد الرحمن شيخ من أهل دمشق

- ‌أبو عبد الرحمن الهمذاني

- ‌أبو عبد الرحمن الأزدي

- ‌أبو عبد الرحمن الأسدي

- ‌أبو عبد الرحيم الدمشقي

- ‌أبو عبيد بن أبي عمرو

- ‌أبو عثمان بن سنة الخزاعي

- ‌‌‌أبو عثمان

- ‌أبو عثمان

- ‌أبو عذبة

- ‌أبو العذراء

- ‌أبو العريان المخزومي

- ‌أبو عفير الدؤلي

- ‌أبو عقيل المبتلي

- ‌أبو علقمة بن أبي كبير الأسلمي

- ‌أبو علقمة النميري المضحك

- ‌أبو علقمة أو أبو علي البيروتي

- ‌أبو علي بن أبي التائب

- ‌أبو علي بن أبي السمراء الأطرابلسي

- ‌أبو علي بن أبي موسى المعدل

- ‌أبو علي القيسراني

- ‌أبو عمارة الصوري

- ‌أبو عمران الطبري

- ‌أبو عمر شيخ ببيروت

- ‌‌‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمرو

- ‌أبو عمرو الدمشقي

- ‌أبو عمرو بن العلاء

- ‌أبو عمرو شيخ قدم دمشق

- ‌أبو عنبة الخولاني

- ‌أبو عنبة الأموي مولاهم

- ‌أبو العلاء

- ‌أبو العلاء بن العين زربي

- ‌أبو عياش الدمشقي

- ‌أبو عيسى الدمشقي

- ‌ابن عمار

- ‌ابن أبي العمياء

- ‌عم يعلى بن عطاء العامري

- ‌عم إبراهيم بن أبي شيبان العنسي

- ‌العيشي أو العنسي

- ‌أسماء النساء على حرف العين في الكنى

- ‌أم عاصم

- ‌أم عبد الله بنت أبي هاشم

- ‌أم عمر

- ‌أم عمرو زوج يزيد بن عبد الملك

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌أبو الغريز صاحب أبي عبيد

- ‌أبو غسان الثقفي

- ‌ابن غنيم البعلبكي

- ‌الغاضري المضحك المدني

- ‌حرف الفاء

- ‌أبو فاطمة

- ‌أبو فالج الأنماري

- ‌أبو الفرات

- ‌أبو فروة السائح

- ‌أبو الفضل الموسوس

- ‌أبو الفضل بن خيران

- ‌أبو الفضل الأصبهاني المتطبب

- ‌الفرخ من موالي بني أمية

- ‌حرف القاف

- ‌أبو القاسم

- ‌أبو القاسم الواسطي

- ‌أبو القاسم بن أبي يعلى

- ‌أبو القاسم بن رزيق البغدادي

- ‌أبو قتادة بن ربعي

- ‌أبو قنان

- ‌أبو قيس الدمشقي

- ‌أبو قيصر

- ‌أبو قاسم بن عثمان الجوعي

- ‌حرف الكاف

- ‌أبو كبشة السلولي

- ‌أبو كثير المحاربي

- ‌أبو كرب العراقي

- ‌أبو كرب

- ‌أسماء النساء على حرف الكاف

- ‌أم كلثوم بنت عبد الله

- ‌حرف اللام

- ‌أبو لبيد الأشعري

- ‌أبو لبيد كاتب أبي زرعة

- ‌أبو لهب

- ‌ابن لؤلؤ الكاتب

- ‌حرف الميم

- ‌أبو محمد الأنصار

- ‌أبو محمد الكلبي

- ‌أبو محمد الدمشقي

- ‌أبو محمد الكلاعي

- ‌أبو محمد القرشي

- ‌أبو محمد القرشي الدمشقي

- ‌أبو محمد الطرابلسي

- ‌أبو محمد الأنصاري

- ‌أبو محمد بن العباس

- ‌أبو محمد المعيوفي

- ‌أبو محمد بن فضالة الفقيه

- ‌أبو محمد بن الصفر

- ‌أبو محمد الغزنوي الفقيه

- ‌أبو مالك الأشعري

- ‌أبو مخرمة السعدي

- ‌أبو مدرك

- ‌أبو مذكور الخولاني

- ‌أبو مرجى القرشي مولاهم الموقري

- ‌أبو مرحوم العطار

- ‌أبو مرحوم المكي

- ‌أبو مريم الأزدي

- ‌أبو مريم مولى سلامة

- ‌أبو مريم خادم مسجد دمشق

- ‌أبو مسلم الجليلي

- ‌أبو مسلم العبدي

- ‌أبو مسلم الثعلبي

- ‌أبو مشجعة بن ربعي الجهني

- ‌أبو المصبح المقرائي الأوزاعي

- ‌أبو مصعب مولى بني يزيد

- ‌أبو معاوية الأسود الزاهد

- ‌أبو المعطل

- ‌أبو معين الرازي

- ‌أبو المغيرة الصوفي الدمشقي

- ‌أبو منبه

- ‌أبو منهال الخارجي

- ‌أبو منيب الجرشي الأحدب

- ‌أبو المهاجر الدمشقي

- ‌أبو المهاصر

- ‌ابن مقبل

- ‌أسماء النساء على حرف الميم

- ‌أم محمد بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

- ‌أم مروان بنت مروان بن محمد بن مروان بن الحكم

- ‌أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب

- ‌أم مسلم الخولانية

- ‌حرف النون

- ‌أبو نصر بن أبي الفرج

- ‌أبو نصر البرمكي

- ‌ابن ناصح

- ‌ابن نمر

- ‌حرف الواو

- ‌أبو واثلة الهذلي

- ‌أبو واقد الحارث بن عوف

- ‌أبو الوزير بن النعمان

- ‌أبو الوليد

- ‌ابن وبرة الكلبي

- ‌حرف الهاء

- ‌أبو هاشم

- ‌أبو هريرة الدوسي

- ‌أبو هريرة

- ‌أبو همام الشعباني

- ‌أبو هنيدة

- ‌أسماء النساء على حرف الهاء

- ‌أم هارون الخراسانية

- ‌حرف الياء

- ‌أبو يحيى الموصلي

- ‌أبو يزيد المكي

- ‌أبو يزيد القاضي

- ‌أبو يعقوب التميمي

- ‌‌‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعيش

- ‌أبو يوسف حاجب معاوية

- ‌أبو يوسف

- ‌أبو يونس الدمشقي

- ‌أسماء النساء على حرف الياء

- ‌أم يزيد

- ‌ذكر المجهولين من الرجال

- ‌رجل من بني مرة بن عوف

- ‌رجل من أمداد حمير

- ‌رجل شهد يوم مؤتة

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من غسان

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل من خثعم

- ‌رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل من مزينة

- ‌ورجل شهد اليرموك

- ‌رجل من أهل اليمن

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من الأزد

- ‌شيخ حكى عن عمر بن الخطاب

- ‌قاضي دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌عامل لعمر بن الخطاب

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من الأشعريين

- ‌رجل من بني تميم

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجلان من أهل دمشق

- ‌رجل سأل أبا الدرداء

- ‌رجل رحل إلى أبي الدرداء

- ‌رجل من أصحاب أبي الدرداء

- ‌رجل نخعي من أهل الكوفة

- ‌رجل سمع أبا الدرداء ومعاوية

- ‌رجل مر بأبي الدرداء

- ‌مولى لأبي الدرداء

- ‌رجل من الأنصار

- ‌رجل

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل حدث عن عائشة

- ‌شيوخ من بني عنس

- ‌‌‌رجل من دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجل رحبي من الرحبة

- ‌رجل من حجور

- ‌شيخ كبير من أهل دمشق

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌شاب من قريش

- ‌رجل من أهل البادية

- ‌مولى لشقيق أو ابن شقيق

- ‌شيخ كان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل قاص

- ‌رجل من تيم الله بن ثعلبة

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل شاعر من كلب

- ‌رجل من المعمرين

- ‌رجل شاب من غسان

- ‌رجل لقب أم عمار

- ‌أعرابي

- ‌رجل من كنانة

- ‌رجل لقي الخضر عليه السلام

- ‌رجل أقام بباب معاوية

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل من همدان شاعر

- ‌رجل استسقى به معاوية

- ‌رجل من ولد خلف الجمحي

- ‌رجل

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌شاعر

- ‌شاعر من كلب

- ‌شاعر من طيئ

- ‌رجل من همدان

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌مولى ليزيد بن معاوية

- ‌رجل من اليمامة

- ‌شيخ كلبي

- ‌أعرابي من كلب

- ‌رجل من ولد عثمان بن عفان

- ‌قضاعي

- ‌أعرابي وفد على عبد الملك بن مروان

- ‌أعرابي دخل على عبد الملك

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌رجل فصيح

- ‌‌‌‌‌رجل

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل أعرابي

- ‌رجل من العراق

- ‌رجل قدم على الحجاج بفتح سمرقند

- ‌رجل مدح سليمان بن عبد الملك

- ‌شيخ من دمشق

- ‌أعرابي دخل على سليمان بن عبد الملك

- ‌رجل ظلمه وكلاء رجل من بني أمية

- ‌رجل أجابه سليمان

- ‌رجل أرسل إليه عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ ضرير من الجزيرة

- ‌رجل من بني مروان بن الحكم

- ‌مؤذن عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل وفد على عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل ممن كان في جيش مسلمة

- ‌رجل من العلماء

- ‌خصي لعمر بن عبد العزيز

- ‌مولى لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل سمع عمر بن عبد العزيز

- ‌أعرابي دخل على عمر

- ‌شيخ حد في الشراب

- ‌شاب

- ‌فتى من الأنصار

- ‌شاب من الكوفة

- ‌رجل من مزينة

- ‌شاب من أهل العراق

- ‌رجل أنصاري

- ‌رجل من البصرة

- ‌رجل من عمال الحجاج

- ‌أعرابي من كلب

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل من أهل المدينة

- ‌أعرابي

- ‌أعرابي شاعر

- ‌رجل من أهل اليمامة

- ‌‌‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌بعض آل المهلب

- ‌شيخ من ثقيف

- ‌رجل

- ‌أعرابي

- ‌رجل من جلساء هشام

- ‌شيخ من الشام

- ‌رجل من أصحاب هشام

- ‌رجل علوي

- ‌أعرابي من بني أسد

- ‌رجل

- ‌شيخ راجز

- ‌رجل من ولد خباب

- ‌مولى لمسلمة بن عبد الملك

- ‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌رجل من ولد أبي سفيان

- ‌شيخ من كتاب بني أمية

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من محارب

- ‌رجل حكى عن كعب الأحبار

- ‌رجل

- ‌مولى لبني نمران

- ‌شيخ من السكاسك

- ‌رجل من دمشق

- ‌‌‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من البلقاء

- ‌شيخ من موالي بني فزارة

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من الجند

- ‌شيخ من أهل دومة الجندل

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ

- ‌رجل من أهل العلم

- ‌رجل

- ‌رجلان سائحان في جبل البنان

- ‌رجل عابد

- ‌شيخ متعبد

- ‌رجل من شرعب

- ‌رجل كان يصحب ابن جوصاء

- ‌رجل صالح

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌شيخ كان بكناكر من دمشق

- ‌شاب صالح

- ‌صديق للقاسم الجوعي

- ‌رجل

- ‌رجل متصوف

- ‌رجل

- ‌رجل صالح

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌‌‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌شاعر من دمشق

- ‌صديق لأبي القاسم بن أبي العقب

- ‌رجل من أهل بيروت

- ‌شاعر من المادرائيين

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌ذكر المجهولات من النساء

- ‌بنت أبي عباية

- ‌بنت عبد الله بن زيد

- ‌بنت عدي بن زيد

- ‌أم محمد بن سليمان بن أبي الدرداء

- ‌أم مسلمة بن عبد الله الجهني

- ‌أم يزيد بن أبي مريم

- ‌أخت عبد الله بن عامر

- ‌امرأة لها صحبة

- ‌امرأة من بني مرة

- ‌امرأة أدركت الصحابة

- ‌نسوة متعبدات

- ‌امرأة مخزومية ويقال زهرية

- ‌امرأة يزيد بن سنان

- ‌جارية لسليمان بن عبد الملك

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزيز

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزبز

- ‌حاضنة لعمر بن عبد العزيز

- ‌امرأة من الكوفة

- ‌أم ولد لهشام بن عبد الملك

- ‌‌‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌عجوز

- ‌شاعرة من كلب

- ‌امرأة شاعرة

- ‌امرأة عنسية

- ‌امرأة شاعرة

- ‌أخت رابعة

الفصل: ‌أبو مشجعة بن ربعي الجهني

أبي أمامة؟ قال: نعم. قال: قلت: دمشق علي حرام إن دخلتها حتى أرجع إلى أبي أمامة فرجعت إليه فوجدته في صحن المسجد، قاعداً يتفلى فيأخذ الدواب فيدفنها في الحصى قال: قلت: يا أبا أمامة، إني لقيت رجلاً فحدثني أنك حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما على الأرض من مسلم يتوضأ، فيسبغ الوضوء لصلاة مفروضة، إلا غفر له في ذلك اليوم، ما مشت إليه رجلاه، أو قبضت عليه يداه، أو نظرت إليه عيناه، واستمعت إليه أذناه، ونطق به لسانه، وحدثته به نفسه. قال: فحلف بالله الذي لا إله إلا هو، لقد سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

‌أبو مشجعة بن ربعي الجهني

عم مسلمة بن عبد الله. شهد خطبة عمر بالجابية.

قال أبو مشجعة: عدنا مع عثمان بن عفان مريضاً، فسمعته يقول: خاض في رحمة الله، فإذا جلس عند مريض، غمرته الرحمة. قال: قلنا له: أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحدث أبو مشجعة عن أبي الدرداء قال: ما دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحم إلا أجاب، ولا أهدي له إلا قبله. حدث أبو مشجعة عن أبي زميل الجهني، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال، وهو ثانٍ رجليه: سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله، إن الله كان تواباً. سبعين مرة ثم يقول: سبعين، بسبع مئة، لا خير فيمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبع مئة، ثم يقول ذلك مرتين، ثم يستقبل الناس بوجهه وكان تعجبه الرؤيا، ثم يقول: هل رأى أحد منكم شيئاً؟ قال ابن زمل: فقلت: أنا يا نبي الله. قال: خير تلقاه، وشر توقاه، وخير لنا، وشر على أعدائنا، والحمد لله رب

ص: 153

العالمين، اقصص. فقلت: رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لاحب، والناس على الجادة منطلقين، فبينما هم كذلك إذ أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيني مثله، يرف رفيفاً يقطر ماؤه، فيه من أنواع الكلأ. قال: فكأني بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا، ثم أكبوا رواحلهم في الطريق، فلم يظلموه يميناً ولا شمالاً. قال: فكأني أنظر إليهم منطلقين، ثم جاءت الرعلة الثانية، وهم أكثر منهم أضعافاً، فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق، فمنهم المرتع، ومنهم الآخذ الضغث ومضوا على ذلك. قال: ثم قدم عظم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا وقالوا: هذا حين المنزل. كأني أنظر إليهم يميلون يميناً وشمالاً. فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج فإذا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات، وأنت في أعلاها درجة، وإذا عن يمينك رجل آدم شتل أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولاً، وإذا عن يسارك رجل ربعة تار أحمر كثير خيلان الوجه، كأنما حمم شعره بالماء، إذا هو تكلم أصغيتم له إكراماً له. وإذا أمامكم رجل شيخ أشبه الناس بك خلقاً ووجهاً، كلكم تؤمونه تريدونه. وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف فإذا أنت يا رسول الله كأنك تبعتها. قال: فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سري عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب، فذاك ما حملتكم عليه من الهدى، وأنتم عليه.

ص: 154

وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وغضارة عيشها، مضيت أنا وأصحابي لم نتعلق منها ولم تتعلق منا، ولم نردها، ثم جاءت الرعلة الثانية من بعدنا، وهم أكثر منا أضعافاً، فمنهم المرتع، ومنهم الآخذ الضغث، ونجوا على ذلك. ثم جاء عظم الناس فمالوا في المرج يميناً وشمالاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وأما أنت فمضيت على طريق صالحة، فلن تزال عليها حتى تلقاني. وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات، وأنا في أعلاها درجة، فالدنيا سبعة آلاف سنة، أنا في آخرها ألفاً.

وأما الرجل الذي رأيت على يميني الآدم الشتل فذاك موسى عليه السلام، إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه. والذي رأيت عن يساري التار الربعة، الكثير خيلان الوجه، كأنما حمم شعره بالماء، فذاك عيسى بن مريم نكرمه إكرام الله إياه. وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقاً ووجهاً، فذاك أبونا إبراهيم، كلنا نؤمه ونقتدي به. وأما الناقة التي رأيت ورأيتني أتبعها، فهي الساعة، علينا تقوم، لا نبي بعدي، ولا أمة بعد أمتي. قال: فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعد هذا إلا أن يجيء الرجل فيحدثه بها متبرعاً.

الطريق الرحب: الواسع. واللاحب: الطريق المنقاد الذي لا ينقطع. يرف رفيفاً: يقال ذلك للشيء إذا كثر ماؤه من النعمة والغضاضة حتى يكاد يهتز. والرعلة: يقال للقطعة من الفرسان رعلة، ولجماعة الخيل: رعيل. وأشفوا على المرج: أشرفوا، ولا يكاد يقال: أشفى، إلا على الشر، وكذلك هو على شفى، أكثر ما يستعمل في الشر، وأكبوا رواحلهم: هكذا ورد، وإنما هو كبوا رواحلهم. وكببت الإناء: قلبته، وكبه الله لوجهه

ص: 155

بغير ألف وأكببته أنا على عملي، ومعنى كبوا رواحلهم: ألزموها الطريق. وكببت الجزور: عقرته. وقوله المرتع: يقال: رتعت الإبل إذا رعت، وأرتع الرجل: إذا خلى الركاب ترعى، ومنه قوله " يرتع ويلعب " والمدنيون يقرؤون " يرتع " بكسر العين، أي: يحفظ بعضنا بعضاً. ومنهم الآخذ الضغث، الضغث: الحزمة تجمعها من الخلاء ومن العيدان، أراد أن الفرقة الثانية نالت من الدنيا، وأن الأولى لم تنل شيئاً. لزموا الطريق فلم يظلموه، أي: يعدلوا عنه، وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه. وقوله: قالوا: هذا حين المنزل: يريد أنهم ركنوا إلى ما في المرج من الرعي، وأوطنوه، وتخلفوا عن الفرقتين المتقدمتين. وقوله: يكاد يفرع الرجال: أي يطولهم. وقوله: فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي تغير. يقال: امتقع وانتقع. والجيدة: امتقع. وقوله: ثم سري عنه: أي كشف ذلك عنه. قال أبو مشجعة: لما قدم عمر بن الخطاب الجابية لفرض الخراج، وذلك بعد وقعة اليرموك، قال: فشهدته دعا بكرسي من كراسي الكنيسة، فقام عليه، فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: أيها الناس، إن خياركم أصحابي، ألا ثم الذين يلونهم ألا ثم يظهر الكذب، ويكثر الحلف، حتى يحلف الرجل وإن لم يستحلف، ويشهد وإن لم يستشهد، ألا فمن أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، يد ربكم على الجماعة، ألا وإن الشيطان ذئب بني آدم، فهو مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون رجل بامرأة لا تحل له إلا كان الشيطان ثالثهما، ألا من ساءته سيئاته وسرته حسناته فهو مؤمن، قمت فيكم بقد ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم فينا.

ثم ارتحل حتى نزل أذرعات. وقد ولى على الشام يزيد بن أبي سفيان. فدعا بغدائه، فلما فرغ من الثريد وضعت بين يديه قطعة أخرى، فصاح وقال: ما هذا؟

ص: 156

فأرسل يزيد إلى معاوية، وكان صاحب أمره. فقال معاوية: ما الذي أنكرت يا أمير المؤمنين؟ قال: ما بالي توضع بين يدي قصعة، ثم ترفع وتوضع أخرى؟ قال: يا أمير المؤمنين، إنك هبطت أرضاً كثيرة الأطعمة، فخفت عليك وخامتها، فأشر إلى أيها شئت حتى ألزمكه فأشار إلى الثريد. فقال قسطنطين لمعاوية: خادماً خرجت منها. فلما فرغ من غذائه قام قسطنطين وهو صاحب بصرى بينيديه فقال: يا أمير المؤمنين، إن أبا عبيدة قد فرض علي الخراج، فاكتب لي به. فأنكر عمر ذلك. قال: وما فرض عليك؟ قال: فرض علي أربعة دراهم وعباءة على كل جلجلة يعني الجماجم فقال عمر لأبي عبيدة: ما يقول هذا؟ قال: كذب، ولكني كنت صالحته على ما ذكر ليستمتع به المسلمون في شتائهم هذا، ثم تقدم أنت فتكون الذي يفرض عليهم الخراج. فقال له عمر: أبو عبيدة أصدق عندنا منك. فقال قسطنطين: صدق أبو عبيدة وكذبت أنا. قال: فويحك، ما أردت بمقالتك؟ قال: أردت أن أخدعك، ولكن افرض علي يا أمير المؤمنين أنت علينا الآن. فجاثاه الفتى مجاثاة الخصم عامة النهار. ففرض على الغني ثمانية وأربعين درهماً، وعلى الوسط أربعة وعشرين، وعلى المفلس المدقع اثني عشر، وشرط عليهم عمر أن يشاطرهم منازلهم، وينزل فيها المسلمون، وعلى ألا يضربوا بناقوس، ولا يرفعوا صليباً إلا في جوف كنيسة، وعلى ألا يحدثوا إلا ما في أيديهم، وعلى ألا يقروا خنزيراً بين أظهر المسلمين، وعلى أن يقروا ضيفهم يوماً وليلة، وعلى أن يحملوا راجلهم من رستاق إلى رستاق، وعلى أن يناصحوهم ولا يغشوهم، وعلى ألا يمالئوا عليهم عدواً. فمن وفى لنا وفينا له ومنعناه مما نمنع منه نساءنا وأبناءنا، ومن انتهك شيئاً من ذلك، استحللنا بذلك سفك دمه وسباء أهله وماله. فقال له قسطنطين: يا أمير المؤمنين، اكتب لي كتاباً. قال: نعم. ثم ذكر عمر فقال: أستثني عليك معرة الجيش فقال له النبطي: لك ثنياك وقبح الله من أقالك. فلما فرغ، قال له قسطنطين: يا أمير المؤمنين، قم في الناس فأعلمهم كتابك، ليتناهوا عن ظلمنا، والفساد علينا. فقام عمر فخطب خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. قال النبطي: إن الله لا يضل أحداً. فقال عمر: ما يقول؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، شيئاً تكلم به. فعاد عمر في الخطبة،

ص: 157

ثم أعاد النبطي المقالة، فقال: أخبروني ما يقول؟ قالوا: إنه يقول: إن الله لا يضل أحداً. فقال عمر: والذي نفسي بيده، لئن عدت لأضربن الذي فيه عيناك. ومضى عمر في خطبته، فلما فرغ، قام قسطنطين فقال: يا أمير المؤمنين. لي إليك حاجة، فاقضها لي، فإن لي عليك حقاً. قال:

وما حقك علينا؟ قال: إني أول من أقر لك بالصغار. قال: وما حاجتك؟ إن كان لك فيها منفعة فعلنا. قال: تغدى عندي أنت وأصحابك، قال: ويحك، إن ذلك يضرك. قال: ولكنها مكرمة وشرف أناله. قال: فانطق حتى نأتيك. قال: فانطلق، فهياً في كنيسة بصرى ونجدها وهيأ فيها الأطعمة، وقباب الخبيص وكانوناً عليه المجمر. فلما جاء عمر وأصحابه نزلوا في بعض البيادر، ثم خرج يمشي، وتبعه الناس، والنبطي بين يديه، ثم بدا لعمر فقال: لا يتبعني أحد. ومضى هو والنبطي، فلما دخل الكنيسة إذا هو بالستور والبسط وقباب الخبيص والمجمر. فقال عمر للنبطي: ويلك، لو نظر من خلفي إلى ما ها هنا لفسدت علي قلوبهم، اهتك ما أرى. قال: يا أمير المؤمنين، إني أحب أن ينظروا إلى نعمة الله تعالى علي. قال: إن أردت أن نأكل طعامك فاصنع ما آمرك. فهتك الستور، ونزع البسط، واخرج عنه المجمر. ثم قال: اخرج إلى رحالنا، فأتني بأنطاع، فأخذها عمر فبسطها في الكنيسة، ثم عمد إلى ذلك الخبيص وما كان هيأ، فعكس بعضه على بعض وقال له: أعندك شيء آخر؟ قال: نعم، عندنا بقل وشواء قال: ائتني به قال: فأخذه فخلط الشواء بالخبيص بعضه على بعض، وجعل يحمل بين يديه ويجعله على الأنطاع. فقال النبطي: يا أمير المؤمنين، إن هذا الطعام لا يؤكل هكذا! فقال عمر: ويل لك ولأصحابك إذا جاء من يحسن يأكل هذا. ثم قال: ادع الناس. فجاءوا، فجثوا على ركبهم فأقبلوا يأكلون، فربما وقعت اللقمة من الخبيص في فم الرجل فيقول: إن هذا طعام ما رأيناه. فيقول عمر: ويلك، أما تسمع؟ كيف لو رأيت ما رأيت. فلما فرغوا، قال النبطي لمعاوية: إن الأحبار والرهبان قد اجتمعوا، وهم يريدون أن ينظروا إلى أمير المؤمنين، وإنما عليه أخلاق وسخة، فهل لك أن تخدعه حتى ينزعها ويلبس ثياباً، حتى يقضي جمعته؟ فقال له معاوية: أما أنا فلا أدخل

ص: 158

في هذا بعد إذ نجوت منه أمس. فقال له النبطي: يا أمير المؤمنين، ثيابك قد اتسخت، فإن رأيت أن تعطيناها حتى نغسلها ونرمها قال: نعم. فغسل الثياب وتركها في الماء، ثم هيأ له قميصاً مروياً ورداءً قصباً. فلما حضرت الجمعة قال له عمر ائتني بثيابي. فقال له: يا أمير المؤمنين، ما جفت، ونحن نعيرك ثوبين حتى تقضي جمعتك. فقال: أرني. فلما نظر إلى القميص قال: ويحك!! كأنما رفي هذا رفواً. اغربهما عني، وائتني بثيابي. فجاء بها تقطر، فجعل يتناولها، وجعل النبطي يأخذ بطرف الثوب، وعمر بالطرف الآخر، ويعصرها، ثم دعا بكرسي من كراسي الكنيسة فقام عليه يخطب الناس، ويمسح ثيابه ويمددها قال: فسأله: أي شيء كانت ثيابه؟ قال: غزل كتان. قال: فجاءت الرهبان فقاموا وراء الناس، وعليهم البرانس تبرق بريقاً، ومعهم العصي فيها تفاح الفضة، ومعهم المواكب. فلما نظروا إلى هيئته قالوا: أنتم الرهبان؟! لا والله، ولكن هذه الرهبانية، ما أنتم عنده إلا ملوك.

ثم ارتحل عمر إلى دمشق، فشاطرهم منازلهم وكنائسهم، وجعل يأخذ الحيز القبلي من الكنيسة لمسجد المسلمين، لأنها أنظف وأطهر، وجعل يأخذ هو بطرف الحبل، ويأخذ النبطي بطرف الحبل، حتى شاطرهم منازلهم. قال: فربما أن خف فأخذ الحبل منه فأعقبه. ففرغ عمر من دمشق وحمص، وبعث أبا عبيدة إلى قنسرين وحلب ومنبج، ففعل بها كما فعل عمر، ورجع عمر من حمص إلى المدينة. ولما نزل أبو عبيدة منبج بعث عياض بن غنم في عشرين فارساً، فأتى الرها وقد اجتمع بها أهل الجزيرة من الأنباط، فأتاها ابن غنم، فوقف عند بابها الشرقي على فرس أحمر محذوف قال من سمع عياضاً وهو يدعوهم إلى الإسلام: فأبوا عليه، فعرض عليهم الجزية، فأقروا وقد عرفوا شرط عمر بن الخطاب على أهل الشام فقالوا: نقر، على أن

ص: 159