المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٩

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌أبو شبيب

- ‌أبو شعيب الحضرمي ويقال أبو الأشعث

- ‌أبو شمر بن أبرهة بن الصباح

- ‌أبو شيبان العبسي

- ‌أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو شيبة من أصحاب عمر بن عبد العزيز

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌أبو صالح الأشعري

- ‌أبو صالح المتعبد الدمشقي

- ‌أبو صفوان بن علقمة الرعيني

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌أبو طالب عبد مناف

- ‌أبو طالب الجعفري الفقيه

- ‌أبو طالب الدمشقي

- ‌أبو طاهر الدمشقي

- ‌أبو طعمة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌أبو ظبية السلفي الكلاعي الحمصي

- ‌حرف العين المهملة

- ‌أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى

- ‌أبو العالية

- ‌أبو عامر

- ‌أبو عامر الرحبي الحمصي

- ‌أبو عامر المكي

- ‌أبو عابد السلمي

- ‌أبو عائشة

- ‌أبو العباس

- ‌أبو العباس البيروتي

- ‌أبو العباس الحنفي:

- ‌أبو العباس الوراق الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الأشعري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله حرسي

- ‌أبو عبد الله مولى لعمر

- ‌أبو عبد الله أو أبو عبيد الله الجزري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌‌‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله بن عبد الله

- ‌أبو عبد الله الراهبي

- ‌أبو عبد الله البصري

- ‌أبو عبد الله الفيحي أو الفتحي

- ‌أبو عبد الله البرزي

- ‌أبو عبد رب

- ‌أبو عبد الرحمن

- ‌أبو عبد الرحمن شيخ من أهل دمشق

- ‌أبو عبد الرحمن الهمذاني

- ‌أبو عبد الرحمن الأزدي

- ‌أبو عبد الرحمن الأسدي

- ‌أبو عبد الرحيم الدمشقي

- ‌أبو عبيد بن أبي عمرو

- ‌أبو عثمان بن سنة الخزاعي

- ‌‌‌أبو عثمان

- ‌أبو عثمان

- ‌أبو عذبة

- ‌أبو العذراء

- ‌أبو العريان المخزومي

- ‌أبو عفير الدؤلي

- ‌أبو عقيل المبتلي

- ‌أبو علقمة بن أبي كبير الأسلمي

- ‌أبو علقمة النميري المضحك

- ‌أبو علقمة أو أبو علي البيروتي

- ‌أبو علي بن أبي التائب

- ‌أبو علي بن أبي السمراء الأطرابلسي

- ‌أبو علي بن أبي موسى المعدل

- ‌أبو علي القيسراني

- ‌أبو عمارة الصوري

- ‌أبو عمران الطبري

- ‌أبو عمر شيخ ببيروت

- ‌‌‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمرو

- ‌أبو عمرو الدمشقي

- ‌أبو عمرو بن العلاء

- ‌أبو عمرو شيخ قدم دمشق

- ‌أبو عنبة الخولاني

- ‌أبو عنبة الأموي مولاهم

- ‌أبو العلاء

- ‌أبو العلاء بن العين زربي

- ‌أبو عياش الدمشقي

- ‌أبو عيسى الدمشقي

- ‌ابن عمار

- ‌ابن أبي العمياء

- ‌عم يعلى بن عطاء العامري

- ‌عم إبراهيم بن أبي شيبان العنسي

- ‌العيشي أو العنسي

- ‌أسماء النساء على حرف العين في الكنى

- ‌أم عاصم

- ‌أم عبد الله بنت أبي هاشم

- ‌أم عمر

- ‌أم عمرو زوج يزيد بن عبد الملك

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌أبو الغريز صاحب أبي عبيد

- ‌أبو غسان الثقفي

- ‌ابن غنيم البعلبكي

- ‌الغاضري المضحك المدني

- ‌حرف الفاء

- ‌أبو فاطمة

- ‌أبو فالج الأنماري

- ‌أبو الفرات

- ‌أبو فروة السائح

- ‌أبو الفضل الموسوس

- ‌أبو الفضل بن خيران

- ‌أبو الفضل الأصبهاني المتطبب

- ‌الفرخ من موالي بني أمية

- ‌حرف القاف

- ‌أبو القاسم

- ‌أبو القاسم الواسطي

- ‌أبو القاسم بن أبي يعلى

- ‌أبو القاسم بن رزيق البغدادي

- ‌أبو قتادة بن ربعي

- ‌أبو قنان

- ‌أبو قيس الدمشقي

- ‌أبو قيصر

- ‌أبو قاسم بن عثمان الجوعي

- ‌حرف الكاف

- ‌أبو كبشة السلولي

- ‌أبو كثير المحاربي

- ‌أبو كرب العراقي

- ‌أبو كرب

- ‌أسماء النساء على حرف الكاف

- ‌أم كلثوم بنت عبد الله

- ‌حرف اللام

- ‌أبو لبيد الأشعري

- ‌أبو لبيد كاتب أبي زرعة

- ‌أبو لهب

- ‌ابن لؤلؤ الكاتب

- ‌حرف الميم

- ‌أبو محمد الأنصار

- ‌أبو محمد الكلبي

- ‌أبو محمد الدمشقي

- ‌أبو محمد الكلاعي

- ‌أبو محمد القرشي

- ‌أبو محمد القرشي الدمشقي

- ‌أبو محمد الطرابلسي

- ‌أبو محمد الأنصاري

- ‌أبو محمد بن العباس

- ‌أبو محمد المعيوفي

- ‌أبو محمد بن فضالة الفقيه

- ‌أبو محمد بن الصفر

- ‌أبو محمد الغزنوي الفقيه

- ‌أبو مالك الأشعري

- ‌أبو مخرمة السعدي

- ‌أبو مدرك

- ‌أبو مذكور الخولاني

- ‌أبو مرجى القرشي مولاهم الموقري

- ‌أبو مرحوم العطار

- ‌أبو مرحوم المكي

- ‌أبو مريم الأزدي

- ‌أبو مريم مولى سلامة

- ‌أبو مريم خادم مسجد دمشق

- ‌أبو مسلم الجليلي

- ‌أبو مسلم العبدي

- ‌أبو مسلم الثعلبي

- ‌أبو مشجعة بن ربعي الجهني

- ‌أبو المصبح المقرائي الأوزاعي

- ‌أبو مصعب مولى بني يزيد

- ‌أبو معاوية الأسود الزاهد

- ‌أبو المعطل

- ‌أبو معين الرازي

- ‌أبو المغيرة الصوفي الدمشقي

- ‌أبو منبه

- ‌أبو منهال الخارجي

- ‌أبو منيب الجرشي الأحدب

- ‌أبو المهاجر الدمشقي

- ‌أبو المهاصر

- ‌ابن مقبل

- ‌أسماء النساء على حرف الميم

- ‌أم محمد بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

- ‌أم مروان بنت مروان بن محمد بن مروان بن الحكم

- ‌أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب

- ‌أم مسلم الخولانية

- ‌حرف النون

- ‌أبو نصر بن أبي الفرج

- ‌أبو نصر البرمكي

- ‌ابن ناصح

- ‌ابن نمر

- ‌حرف الواو

- ‌أبو واثلة الهذلي

- ‌أبو واقد الحارث بن عوف

- ‌أبو الوزير بن النعمان

- ‌أبو الوليد

- ‌ابن وبرة الكلبي

- ‌حرف الهاء

- ‌أبو هاشم

- ‌أبو هريرة الدوسي

- ‌أبو هريرة

- ‌أبو همام الشعباني

- ‌أبو هنيدة

- ‌أسماء النساء على حرف الهاء

- ‌أم هارون الخراسانية

- ‌حرف الياء

- ‌أبو يحيى الموصلي

- ‌أبو يزيد المكي

- ‌أبو يزيد القاضي

- ‌أبو يعقوب التميمي

- ‌‌‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعيش

- ‌أبو يوسف حاجب معاوية

- ‌أبو يوسف

- ‌أبو يونس الدمشقي

- ‌أسماء النساء على حرف الياء

- ‌أم يزيد

- ‌ذكر المجهولين من الرجال

- ‌رجل من بني مرة بن عوف

- ‌رجل من أمداد حمير

- ‌رجل شهد يوم مؤتة

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من غسان

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل من خثعم

- ‌رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل من مزينة

- ‌ورجل شهد اليرموك

- ‌رجل من أهل اليمن

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من الأزد

- ‌شيخ حكى عن عمر بن الخطاب

- ‌قاضي دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌عامل لعمر بن الخطاب

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من الأشعريين

- ‌رجل من بني تميم

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجلان من أهل دمشق

- ‌رجل سأل أبا الدرداء

- ‌رجل رحل إلى أبي الدرداء

- ‌رجل من أصحاب أبي الدرداء

- ‌رجل نخعي من أهل الكوفة

- ‌رجل سمع أبا الدرداء ومعاوية

- ‌رجل مر بأبي الدرداء

- ‌مولى لأبي الدرداء

- ‌رجل من الأنصار

- ‌رجل

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل حدث عن عائشة

- ‌شيوخ من بني عنس

- ‌‌‌رجل من دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجل رحبي من الرحبة

- ‌رجل من حجور

- ‌شيخ كبير من أهل دمشق

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌شاب من قريش

- ‌رجل من أهل البادية

- ‌مولى لشقيق أو ابن شقيق

- ‌شيخ كان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل قاص

- ‌رجل من تيم الله بن ثعلبة

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل شاعر من كلب

- ‌رجل من المعمرين

- ‌رجل شاب من غسان

- ‌رجل لقب أم عمار

- ‌أعرابي

- ‌رجل من كنانة

- ‌رجل لقي الخضر عليه السلام

- ‌رجل أقام بباب معاوية

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل من همدان شاعر

- ‌رجل استسقى به معاوية

- ‌رجل من ولد خلف الجمحي

- ‌رجل

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌شاعر

- ‌شاعر من كلب

- ‌شاعر من طيئ

- ‌رجل من همدان

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌مولى ليزيد بن معاوية

- ‌رجل من اليمامة

- ‌شيخ كلبي

- ‌أعرابي من كلب

- ‌رجل من ولد عثمان بن عفان

- ‌قضاعي

- ‌أعرابي وفد على عبد الملك بن مروان

- ‌أعرابي دخل على عبد الملك

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌رجل فصيح

- ‌‌‌‌‌رجل

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل أعرابي

- ‌رجل من العراق

- ‌رجل قدم على الحجاج بفتح سمرقند

- ‌رجل مدح سليمان بن عبد الملك

- ‌شيخ من دمشق

- ‌أعرابي دخل على سليمان بن عبد الملك

- ‌رجل ظلمه وكلاء رجل من بني أمية

- ‌رجل أجابه سليمان

- ‌رجل أرسل إليه عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ ضرير من الجزيرة

- ‌رجل من بني مروان بن الحكم

- ‌مؤذن عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل وفد على عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل ممن كان في جيش مسلمة

- ‌رجل من العلماء

- ‌خصي لعمر بن عبد العزيز

- ‌مولى لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل سمع عمر بن عبد العزيز

- ‌أعرابي دخل على عمر

- ‌شيخ حد في الشراب

- ‌شاب

- ‌فتى من الأنصار

- ‌شاب من الكوفة

- ‌رجل من مزينة

- ‌شاب من أهل العراق

- ‌رجل أنصاري

- ‌رجل من البصرة

- ‌رجل من عمال الحجاج

- ‌أعرابي من كلب

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل من أهل المدينة

- ‌أعرابي

- ‌أعرابي شاعر

- ‌رجل من أهل اليمامة

- ‌‌‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌بعض آل المهلب

- ‌شيخ من ثقيف

- ‌رجل

- ‌أعرابي

- ‌رجل من جلساء هشام

- ‌شيخ من الشام

- ‌رجل من أصحاب هشام

- ‌رجل علوي

- ‌أعرابي من بني أسد

- ‌رجل

- ‌شيخ راجز

- ‌رجل من ولد خباب

- ‌مولى لمسلمة بن عبد الملك

- ‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌رجل من ولد أبي سفيان

- ‌شيخ من كتاب بني أمية

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من محارب

- ‌رجل حكى عن كعب الأحبار

- ‌رجل

- ‌مولى لبني نمران

- ‌شيخ من السكاسك

- ‌رجل من دمشق

- ‌‌‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من البلقاء

- ‌شيخ من موالي بني فزارة

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من الجند

- ‌شيخ من أهل دومة الجندل

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ

- ‌رجل من أهل العلم

- ‌رجل

- ‌رجلان سائحان في جبل البنان

- ‌رجل عابد

- ‌شيخ متعبد

- ‌رجل من شرعب

- ‌رجل كان يصحب ابن جوصاء

- ‌رجل صالح

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌شيخ كان بكناكر من دمشق

- ‌شاب صالح

- ‌صديق للقاسم الجوعي

- ‌رجل

- ‌رجل متصوف

- ‌رجل

- ‌رجل صالح

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌‌‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌شاعر من دمشق

- ‌صديق لأبي القاسم بن أبي العقب

- ‌رجل من أهل بيروت

- ‌شاعر من المادرائيين

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌ذكر المجهولات من النساء

- ‌بنت أبي عباية

- ‌بنت عبد الله بن زيد

- ‌بنت عدي بن زيد

- ‌أم محمد بن سليمان بن أبي الدرداء

- ‌أم مسلمة بن عبد الله الجهني

- ‌أم يزيد بن أبي مريم

- ‌أخت عبد الله بن عامر

- ‌امرأة لها صحبة

- ‌امرأة من بني مرة

- ‌امرأة أدركت الصحابة

- ‌نسوة متعبدات

- ‌امرأة مخزومية ويقال زهرية

- ‌امرأة يزيد بن سنان

- ‌جارية لسليمان بن عبد الملك

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزيز

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزبز

- ‌حاضنة لعمر بن عبد العزيز

- ‌امرأة من الكوفة

- ‌أم ولد لهشام بن عبد الملك

- ‌‌‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌عجوز

- ‌شاعرة من كلب

- ‌امرأة شاعرة

- ‌امرأة عنسية

- ‌امرأة شاعرة

- ‌أخت رابعة

الفصل: ‌أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى

‌حرف العين المهملة

‌أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى

ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته زينب قيل: اسمه لقيط. وقيل: القاسم. وقيل: مهشم. وقيل: ياسر. أمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة، زوج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب، ابنته، وهي أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فولدت له علياً وأمامة. فتوفي علي بن أبي العاص وهو غلام. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أردفه ناقته عام الفتح. وقالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي حين حضرتها الوفاة: تزوج بنت أختي أمامة بنت أبي العاص. فتزوجها علي بن أبي طالب. فمكثت عنده ثلاثين سنة، ولم تلد له شيئاً وكانت عقيماً ثم تزوجها بعد علي المغيرة بن نوفل بن الحارث. وأبو العاص الذي بدأ فيه الجوار في ركب من قريش الذين أخذهم أبو جندل بن سهيل، وأبو بصير، وهو عتبة بن أسيد وأصحابه، فأتى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرى وبأموالهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن زينب بنت رسول الله قد أجارت زوجها أبا العاص بن الربيع في ماله ومتاعه. فأدى إليهم كل شيء كان لهم. حتى إن الرجل ليأتي بالعقال من متاعهم.

ص: 42

وكانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنت أبا العاص وهو بمكة أن تخرج إلى المدينة. فأذن لها، ثم خرج إلى الشام، فخرجت بعده إلى المدينة، فأنفر بها هبار بن الأسود فكسر ضلعاً من أضلاعها، وأدركها أبو سفيان وأصحابه فردوها إلى بيتها، فلقيتها هند بنت عتبة فقالت لها:

عمل أبي خير من عملك وعمل زوجك. ثم بعث لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، ورجلين من المهاجرين فواعدوها، وخرجت إليهم تحت الليل، فأقدموها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنها علي وابنتها أمامة. ثم قدم أبو العاص مكة من سفره، فأراد أن يخرج إلى امرأته وولده، فأخذته قريش وقالوا: هلم بنا ننكحك بنت سعيد بن العاص. فتزوجها أبو العاص فولدت له امرأة يقال لها أمية، فتزوجت محمد بن عبد الرحمن بن عوف، فهي أم القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف. فما مكث أبو العاص بن الربيع مع بنت سعيد بن العاص حتى لحق بزينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم وبولده بالمدينة قبيل الفتح بيسير. فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن، فاستخلفه علي على اليمن عام حجة الوداع. فحج عامه. وكان أبو العاص مع علي في البيت يوم بويع أبو بكر. وتوفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي عند أبي العاص. وكان أبو العاص بن الربيع أخاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مصافياً له. وكان يقال لأبي العاص: الأمين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر غشيان أبي العاص في منزل أمه هالة بنت خويلد. وأسلم أبو العاص قبل فتح مكة. وكان يسمى جرو البطحاء يعني أنه متلد بها. أسلم

ص: 43

قبل الحديبية بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مكة، ولم يشهد مع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً. وقيل: جيء به مربوطاً بقيد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يطلقوه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ذممنا صهر أبي العاص. ويقال: قدم مهاجراً إلى المدينة بعدما أسلم بمكة، فرجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته زينب بالنكاح الأول. ويقال: ردها عليه بمهر جديد، ونكاح جديد.

وأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنه حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي.

وأردف النبي صلى الله عليه وسلم ابنها علياً يوم فتح مكة، وحمل أمامة في صلاته.

وخرج أبو العاص في بعض أسفاره إلى الشام فقال: من البسيط

ذكرت زينب لما وردت أرما

فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما

بنت الأمين جزاها الله صالحةً

وكل بعل سيثني بالذي علما

إرم: هي دمشق. وعن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالأسرى خيراً ". فقال أبو العاص بن الربيع: كنت مع رهط من الأنصار جزاهم الله خيراً كنا إذا تعشينا أو تغدينا، آثروني بالخبز، وأكلوا التمر، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم. حتى إن الرجل لتقع في يده الكسرة فيدفعها إلي. وكان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك، ويزيد: وكانوا يحملوننا ويمشون. ولما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة من جزع ظفار كانت لخديجة، وأدخلتها بها

ص: 44

على أبي العاص حين بنى عليها. فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفها ورق لها، وذكر خديجة، ورحم عليها وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا إليها متاعها، فعلتم. فقالوا: نعم يا رسول الله. فأطلقوا أبا العاص، وردوا إلى زينب متاعها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه أو وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلي زينب إليه. قال ابن إسحاق: وكان فيما شرط عليه في إطلاقه إياه، ولم يظهر ذلك منه، ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم ما هو، إلى أن خرج أبو العاص إلى مكة، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، ورجلاً من الأنصار. فقال: كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتياني بها. وذلك بعد بدر بشهر. وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارةً. وكانت خديجة خالته، فقالت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: زوجه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالفها، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي، فزوجه. فلما أكرم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بنبوته، آمنت به خديجة وبناته. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم، فلما بادى قريشاً بأمر الله قالوا: إنكم قد فرغتم محمداً من بناته، فردوهن عليه، فاشغلوه بهن. فمشوا إلى أبي العاص فقالوا: فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة شئت من قريش. فقال: لا، ها الله، لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش. ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا: طلق ابنة محمد، ونحن نزوجك أي امرأة شئت من قريش. فقال: إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص، أو بنت سعيد بن العاص، فارقتها. فزوجوه بنت سعيد بن العاص، ففارقها ولم يكن دخل بها، وأخرجها الله من يديه كرامة لها، وهواناً عليه، وخلف عليها عثمان بن عفان. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوباً وكان الإسلام قد فرق بين زينب وبين أبي العاص حين أسلمت، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر على أن يفرق بينهما.

ص: 45

قالوا: وكان الذي قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع، وكان الذي أسره عبد الله بن جبير بن النعمان، أخو خوات بن جبير الأنصاري. خرج أبو العاص بن الربيع تاجراً إلى الشام وكان رجلاً مأموناً وكانت معه بضائع لقريش، فأقبل قافلاً، فلقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستاقوا عيره وأفلت، وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أصابوا، فقسمه بينهم، وأتى أبو العاص فدخل على زينب فاستجار بها، فسألها أن تطلب له من رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ماله عليه، وما كان معه من أموال الناس. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم السرية فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالاً ولغيره مما كان معه، وهو فيء الله الذي أفاء عليكم، فإن رأيتم أن تردوا عليه فافعلوا، وإن كرهتم فأنتم وحقكم. فقالوا: بل نرد عليه يا رسول الله. فردوا عليه ما أصابوا، حتى إن الرجل ليأتي بالشنة، والرجل بالإداوة، والرجل بالحبل، فما تركوا قليلاً أصابوه ولا كثيراً إلا ردوه عليه. ثم قدم مكة، فأدى إلى الناس ما كان معهم من بضائعهم، حتى إذا فرغ قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم معي مال لم أرده عليه؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيراً، قد وجدناك وفياً كريماً. فقال: أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلا تخوف أن تظنوا بي أني إنما أسلمت لأذهب بأموالكم، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. قالوا في حديث: وأتي بأبي العاص من طريق الشام مربوطاً في قد، فقامت إليه

زينب، فحلته، وكانت معه بضائع للناس، فقيل له: أسلم يكن لك ما معك، وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين. فقال: لبئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي. فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كل ذي حق حقه، ويرجع فيسلم. ففعل، وما فرق بينهما. وقيل: إن أبا العاص لما قدم من الشام، ومعه أموال وتجارات قال أصحاب

ص: 46

النبي صلى الله عليه وسلم: لو استقبلنا هذا الكافر فقتلناه، وأخذنا ماله. فبلغ ذلك زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي امرأته، فأمنته، فاستقبله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عزلاً. فقالوا: يا أبا العاص، هل لك أن تسلم على ما في يديك من هذه الأموال، فتسود قريشاً، وتكون أكثرهم مالاً؟ قال: ما كنت لأستقبل الإسلام بغدرة، فأتى مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه، وأسلم، وهاجر إلى المدينة، فأقاما على نكاحهما. وقيل: إن أبا العاص لما استجار بزينب، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح، فلما كبر في الصلاة صرخت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص. فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم؛ قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على الناس أدناهم. ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على زينب فقال: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك. وقيل: إن زينب قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس: رد النبي صلى الله عليه وسلم زينب ابنته على أبي العاص على النكاح الأول بعد ست سنين. وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت ربي عز وجل أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي، ولا يتزوج إلي أحد من أمتي، إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك. وعن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينب، فحلته، وكانت معه بضائع للناس، فقيل له: أسلم يكن لك ما معك، وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين. فقال: لبئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي. فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كل ذي حق حقه، ويرجع فيسلم. ففعل، وما فرق بينهما. وقيل: إن أبا العاص لما قدم من الشام، ومعه أموال وتجارات قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لو استقبلنا هذا الكافر فقتلناه، وأخذنا ماله. فبلغ ذلك زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي امرأته، فأمنته، فاستقبله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عزلاً. فقالوا: يا أبا العاص، هل لك أن تسلم على ما في يديك من هذه الأموال، فتسود قريشاً، وتكون أكثرهم مالاً؟ قال: ما كنت لأستقبل الإسلام بغدرة، فأتى مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه، وأسلم، وهاجر إلى المدينة، فأقاما على نكاحهما. وقيل: إن أبا العاص لما استجار بزينب، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح، فلما كبر في الصلاة صرخت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص. فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم؛ قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على الناس أدناهم. ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على زينب فقال: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك. وقيل: إن زينب قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس: رد النبي صلى الله عليه وسلم زينب ابنته على أبي العاص على النكاح الأول بعد ست سنين. وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت ربي عز وجل أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي، ولا يتزوج إلي أحد من أمتي، إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك. وعن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تزوجت إليه أو تزوج إلي فحرمه على النار أو قال أدخله الجنة. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري.

ص: 47