المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شاعر من المادرائيين - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٩

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌أبو شبيب

- ‌أبو شعيب الحضرمي ويقال أبو الأشعث

- ‌أبو شمر بن أبرهة بن الصباح

- ‌أبو شيبان العبسي

- ‌أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو شيبة من أصحاب عمر بن عبد العزيز

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌أبو صالح الأشعري

- ‌أبو صالح المتعبد الدمشقي

- ‌أبو صفوان بن علقمة الرعيني

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌أبو طالب عبد مناف

- ‌أبو طالب الجعفري الفقيه

- ‌أبو طالب الدمشقي

- ‌أبو طاهر الدمشقي

- ‌أبو طعمة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌أبو ظبية السلفي الكلاعي الحمصي

- ‌حرف العين المهملة

- ‌أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى

- ‌أبو العالية

- ‌أبو عامر

- ‌أبو عامر الرحبي الحمصي

- ‌أبو عامر المكي

- ‌أبو عابد السلمي

- ‌أبو عائشة

- ‌أبو العباس

- ‌أبو العباس البيروتي

- ‌أبو العباس الحنفي:

- ‌أبو العباس الوراق الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الأشعري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله حرسي

- ‌أبو عبد الله مولى لعمر

- ‌أبو عبد الله أو أبو عبيد الله الجزري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌‌‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله بن عبد الله

- ‌أبو عبد الله الراهبي

- ‌أبو عبد الله البصري

- ‌أبو عبد الله الفيحي أو الفتحي

- ‌أبو عبد الله البرزي

- ‌أبو عبد رب

- ‌أبو عبد الرحمن

- ‌أبو عبد الرحمن شيخ من أهل دمشق

- ‌أبو عبد الرحمن الهمذاني

- ‌أبو عبد الرحمن الأزدي

- ‌أبو عبد الرحمن الأسدي

- ‌أبو عبد الرحيم الدمشقي

- ‌أبو عبيد بن أبي عمرو

- ‌أبو عثمان بن سنة الخزاعي

- ‌‌‌أبو عثمان

- ‌أبو عثمان

- ‌أبو عذبة

- ‌أبو العذراء

- ‌أبو العريان المخزومي

- ‌أبو عفير الدؤلي

- ‌أبو عقيل المبتلي

- ‌أبو علقمة بن أبي كبير الأسلمي

- ‌أبو علقمة النميري المضحك

- ‌أبو علقمة أو أبو علي البيروتي

- ‌أبو علي بن أبي التائب

- ‌أبو علي بن أبي السمراء الأطرابلسي

- ‌أبو علي بن أبي موسى المعدل

- ‌أبو علي القيسراني

- ‌أبو عمارة الصوري

- ‌أبو عمران الطبري

- ‌أبو عمر شيخ ببيروت

- ‌‌‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمرو

- ‌أبو عمرو الدمشقي

- ‌أبو عمرو بن العلاء

- ‌أبو عمرو شيخ قدم دمشق

- ‌أبو عنبة الخولاني

- ‌أبو عنبة الأموي مولاهم

- ‌أبو العلاء

- ‌أبو العلاء بن العين زربي

- ‌أبو عياش الدمشقي

- ‌أبو عيسى الدمشقي

- ‌ابن عمار

- ‌ابن أبي العمياء

- ‌عم يعلى بن عطاء العامري

- ‌عم إبراهيم بن أبي شيبان العنسي

- ‌العيشي أو العنسي

- ‌أسماء النساء على حرف العين في الكنى

- ‌أم عاصم

- ‌أم عبد الله بنت أبي هاشم

- ‌أم عمر

- ‌أم عمرو زوج يزيد بن عبد الملك

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌أبو الغريز صاحب أبي عبيد

- ‌أبو غسان الثقفي

- ‌ابن غنيم البعلبكي

- ‌الغاضري المضحك المدني

- ‌حرف الفاء

- ‌أبو فاطمة

- ‌أبو فالج الأنماري

- ‌أبو الفرات

- ‌أبو فروة السائح

- ‌أبو الفضل الموسوس

- ‌أبو الفضل بن خيران

- ‌أبو الفضل الأصبهاني المتطبب

- ‌الفرخ من موالي بني أمية

- ‌حرف القاف

- ‌أبو القاسم

- ‌أبو القاسم الواسطي

- ‌أبو القاسم بن أبي يعلى

- ‌أبو القاسم بن رزيق البغدادي

- ‌أبو قتادة بن ربعي

- ‌أبو قنان

- ‌أبو قيس الدمشقي

- ‌أبو قيصر

- ‌أبو قاسم بن عثمان الجوعي

- ‌حرف الكاف

- ‌أبو كبشة السلولي

- ‌أبو كثير المحاربي

- ‌أبو كرب العراقي

- ‌أبو كرب

- ‌أسماء النساء على حرف الكاف

- ‌أم كلثوم بنت عبد الله

- ‌حرف اللام

- ‌أبو لبيد الأشعري

- ‌أبو لبيد كاتب أبي زرعة

- ‌أبو لهب

- ‌ابن لؤلؤ الكاتب

- ‌حرف الميم

- ‌أبو محمد الأنصار

- ‌أبو محمد الكلبي

- ‌أبو محمد الدمشقي

- ‌أبو محمد الكلاعي

- ‌أبو محمد القرشي

- ‌أبو محمد القرشي الدمشقي

- ‌أبو محمد الطرابلسي

- ‌أبو محمد الأنصاري

- ‌أبو محمد بن العباس

- ‌أبو محمد المعيوفي

- ‌أبو محمد بن فضالة الفقيه

- ‌أبو محمد بن الصفر

- ‌أبو محمد الغزنوي الفقيه

- ‌أبو مالك الأشعري

- ‌أبو مخرمة السعدي

- ‌أبو مدرك

- ‌أبو مذكور الخولاني

- ‌أبو مرجى القرشي مولاهم الموقري

- ‌أبو مرحوم العطار

- ‌أبو مرحوم المكي

- ‌أبو مريم الأزدي

- ‌أبو مريم مولى سلامة

- ‌أبو مريم خادم مسجد دمشق

- ‌أبو مسلم الجليلي

- ‌أبو مسلم العبدي

- ‌أبو مسلم الثعلبي

- ‌أبو مشجعة بن ربعي الجهني

- ‌أبو المصبح المقرائي الأوزاعي

- ‌أبو مصعب مولى بني يزيد

- ‌أبو معاوية الأسود الزاهد

- ‌أبو المعطل

- ‌أبو معين الرازي

- ‌أبو المغيرة الصوفي الدمشقي

- ‌أبو منبه

- ‌أبو منهال الخارجي

- ‌أبو منيب الجرشي الأحدب

- ‌أبو المهاجر الدمشقي

- ‌أبو المهاصر

- ‌ابن مقبل

- ‌أسماء النساء على حرف الميم

- ‌أم محمد بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

- ‌أم مروان بنت مروان بن محمد بن مروان بن الحكم

- ‌أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب

- ‌أم مسلم الخولانية

- ‌حرف النون

- ‌أبو نصر بن أبي الفرج

- ‌أبو نصر البرمكي

- ‌ابن ناصح

- ‌ابن نمر

- ‌حرف الواو

- ‌أبو واثلة الهذلي

- ‌أبو واقد الحارث بن عوف

- ‌أبو الوزير بن النعمان

- ‌أبو الوليد

- ‌ابن وبرة الكلبي

- ‌حرف الهاء

- ‌أبو هاشم

- ‌أبو هريرة الدوسي

- ‌أبو هريرة

- ‌أبو همام الشعباني

- ‌أبو هنيدة

- ‌أسماء النساء على حرف الهاء

- ‌أم هارون الخراسانية

- ‌حرف الياء

- ‌أبو يحيى الموصلي

- ‌أبو يزيد المكي

- ‌أبو يزيد القاضي

- ‌أبو يعقوب التميمي

- ‌‌‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعيش

- ‌أبو يوسف حاجب معاوية

- ‌أبو يوسف

- ‌أبو يونس الدمشقي

- ‌أسماء النساء على حرف الياء

- ‌أم يزيد

- ‌ذكر المجهولين من الرجال

- ‌رجل من بني مرة بن عوف

- ‌رجل من أمداد حمير

- ‌رجل شهد يوم مؤتة

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من غسان

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل من خثعم

- ‌رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل من مزينة

- ‌ورجل شهد اليرموك

- ‌رجل من أهل اليمن

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من الأزد

- ‌شيخ حكى عن عمر بن الخطاب

- ‌قاضي دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌عامل لعمر بن الخطاب

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من الأشعريين

- ‌رجل من بني تميم

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجلان من أهل دمشق

- ‌رجل سأل أبا الدرداء

- ‌رجل رحل إلى أبي الدرداء

- ‌رجل من أصحاب أبي الدرداء

- ‌رجل نخعي من أهل الكوفة

- ‌رجل سمع أبا الدرداء ومعاوية

- ‌رجل مر بأبي الدرداء

- ‌مولى لأبي الدرداء

- ‌رجل من الأنصار

- ‌رجل

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل حدث عن عائشة

- ‌شيوخ من بني عنس

- ‌‌‌رجل من دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجل رحبي من الرحبة

- ‌رجل من حجور

- ‌شيخ كبير من أهل دمشق

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌شاب من قريش

- ‌رجل من أهل البادية

- ‌مولى لشقيق أو ابن شقيق

- ‌شيخ كان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل قاص

- ‌رجل من تيم الله بن ثعلبة

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل شاعر من كلب

- ‌رجل من المعمرين

- ‌رجل شاب من غسان

- ‌رجل لقب أم عمار

- ‌أعرابي

- ‌رجل من كنانة

- ‌رجل لقي الخضر عليه السلام

- ‌رجل أقام بباب معاوية

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل من همدان شاعر

- ‌رجل استسقى به معاوية

- ‌رجل من ولد خلف الجمحي

- ‌رجل

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌شاعر

- ‌شاعر من كلب

- ‌شاعر من طيئ

- ‌رجل من همدان

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌مولى ليزيد بن معاوية

- ‌رجل من اليمامة

- ‌شيخ كلبي

- ‌أعرابي من كلب

- ‌رجل من ولد عثمان بن عفان

- ‌قضاعي

- ‌أعرابي وفد على عبد الملك بن مروان

- ‌أعرابي دخل على عبد الملك

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌رجل فصيح

- ‌‌‌‌‌رجل

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل أعرابي

- ‌رجل من العراق

- ‌رجل قدم على الحجاج بفتح سمرقند

- ‌رجل مدح سليمان بن عبد الملك

- ‌شيخ من دمشق

- ‌أعرابي دخل على سليمان بن عبد الملك

- ‌رجل ظلمه وكلاء رجل من بني أمية

- ‌رجل أجابه سليمان

- ‌رجل أرسل إليه عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ ضرير من الجزيرة

- ‌رجل من بني مروان بن الحكم

- ‌مؤذن عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل وفد على عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل ممن كان في جيش مسلمة

- ‌رجل من العلماء

- ‌خصي لعمر بن عبد العزيز

- ‌مولى لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل سمع عمر بن عبد العزيز

- ‌أعرابي دخل على عمر

- ‌شيخ حد في الشراب

- ‌شاب

- ‌فتى من الأنصار

- ‌شاب من الكوفة

- ‌رجل من مزينة

- ‌شاب من أهل العراق

- ‌رجل أنصاري

- ‌رجل من البصرة

- ‌رجل من عمال الحجاج

- ‌أعرابي من كلب

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل من أهل المدينة

- ‌أعرابي

- ‌أعرابي شاعر

- ‌رجل من أهل اليمامة

- ‌‌‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌بعض آل المهلب

- ‌شيخ من ثقيف

- ‌رجل

- ‌أعرابي

- ‌رجل من جلساء هشام

- ‌شيخ من الشام

- ‌رجل من أصحاب هشام

- ‌رجل علوي

- ‌أعرابي من بني أسد

- ‌رجل

- ‌شيخ راجز

- ‌رجل من ولد خباب

- ‌مولى لمسلمة بن عبد الملك

- ‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌رجل من ولد أبي سفيان

- ‌شيخ من كتاب بني أمية

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من محارب

- ‌رجل حكى عن كعب الأحبار

- ‌رجل

- ‌مولى لبني نمران

- ‌شيخ من السكاسك

- ‌رجل من دمشق

- ‌‌‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من البلقاء

- ‌شيخ من موالي بني فزارة

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من الجند

- ‌شيخ من أهل دومة الجندل

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ

- ‌رجل من أهل العلم

- ‌رجل

- ‌رجلان سائحان في جبل البنان

- ‌رجل عابد

- ‌شيخ متعبد

- ‌رجل من شرعب

- ‌رجل كان يصحب ابن جوصاء

- ‌رجل صالح

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌شيخ كان بكناكر من دمشق

- ‌شاب صالح

- ‌صديق للقاسم الجوعي

- ‌رجل

- ‌رجل متصوف

- ‌رجل

- ‌رجل صالح

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌‌‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌شاعر من دمشق

- ‌صديق لأبي القاسم بن أبي العقب

- ‌رجل من أهل بيروت

- ‌شاعر من المادرائيين

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌ذكر المجهولات من النساء

- ‌بنت أبي عباية

- ‌بنت عبد الله بن زيد

- ‌بنت عدي بن زيد

- ‌أم محمد بن سليمان بن أبي الدرداء

- ‌أم مسلمة بن عبد الله الجهني

- ‌أم يزيد بن أبي مريم

- ‌أخت عبد الله بن عامر

- ‌امرأة لها صحبة

- ‌امرأة من بني مرة

- ‌امرأة أدركت الصحابة

- ‌نسوة متعبدات

- ‌امرأة مخزومية ويقال زهرية

- ‌امرأة يزيد بن سنان

- ‌جارية لسليمان بن عبد الملك

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزيز

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزبز

- ‌حاضنة لعمر بن عبد العزيز

- ‌امرأة من الكوفة

- ‌أم ولد لهشام بن عبد الملك

- ‌‌‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌عجوز

- ‌شاعرة من كلب

- ‌امرأة شاعرة

- ‌امرأة عنسية

- ‌امرأة شاعرة

- ‌أخت رابعة

الفصل: ‌شاعر من المادرائيين

إن كنت تزعم أرض الله واسعة

فيها لغيرك مرتاد ومرتحل

فارحل فإن بلاد الله ما خلقت

إلا ليسكن منها السهل والجبل

الله عودني الحسنى فما برحت

عندي له نعم تترى وتتصل

إن ضاق بي بلد أبدلته عوضاً

وإن نبا منزل بي كان لي بدل

وإن تغير لي عن وده رجل

أصفى المودة لي من بعده رجل

لم يقطع الله لي من صاحب أملاً

إلا تجدد لي من صاحب أمل

لا تبتذل أبداً وجهك في طمع

فما لوجهك ماء حين يبتذل

‌رجل من أهل بيروت

قرأ على سور صور مكتوباً: من الوافر

دع الدنيا فإني لا أراها

لمن يرضى بها دار بدار

ودارك إنما اللذات فيها

معلقة بأيامٍ قصار

‌شاعر من المادرائيين

حدث أبو الفرج عبد الواحد المخزومي قال: تأخرت بدمشق عن سيف الدولة مكرهاً، وقد سار في بعض وقائعه، فانقطعت إلى أبي بكر علي بن صالح الروذباري لتقدمه في الرياسة، وفضله، فأحسن إلي، وتوفرت على قصد المتنزهات المطروقة تسلياً وتعللاً، فقصدت دير مران، واستصحبت بعض من كنت آنس به، فنزلناه، وكنت اخترت من رهابنته من توسمت فيه رقة الطبع، وسجاحة الأخلاق، فانصرفت بي نظرة إلى بعض

ص: 321

الرهبان، فوجدته مترقباً لنظري، فغمزني وأومأ إلي، فأنكرت ذلك، ونهضت عجلاً، فأخرج إلي رقعة مختومة، ففضضتها فإذا فيها بأحسن خط وأوضحه: بسم الله الرحمن الرحيم، لم أزل فيما تؤديه هذه المخاطبة إلى مولاي بين حزم يحث على الانقباض عنك، وحسن ظن يحض على التجاوز عن نفيس الحظ منك، إلى أن استنزلني الرغبة على حكم الثقة بك من غير خبرة، فرفعت بيني وبينك سجف الحشمة، فأطعت بالانبساط أوامر الأنسة، وانتهزت في التوصل إلى مودتك فائت الفرصة، والمستماح منك زورة أرتجع ما اغتصبته الأيام من المسرة، مهنأة بالانفراد إلا من غلامك. من الطويل

وما ذاك عن خلق يضيق بطارق

ولكن لأخذي باجتناب العوائق

فإن صادف ما خطبته منك تقبلاً فمنه غفل الدهر عنها، وفارق مذهبه بما أهداه إلي منها، وإن جرى على رسمه في المضايقة فيما أوثره من قربك، فذمام المروءة يلزمك رد هذه الرقعة وسترها وتناسيها واطراح ذكرها. وتلو هذا الخطاب أبيات: من مجزوء البسيط

هل لك في صاحب تناسى بال

غربة أخلاقه وبالأدب

أوحشه القرب فاستراح إلى

قربك مستنصراً على النوب

فإن تقبلت ما حباك به

لم تشن الظن فيك بالكذب

وإن أبى الدهر دون بغيتنا

فكن كمن لم نقل ولم تجب

فورد علي ما حيرني، وتحصل لي في الجملة أن أغلب الأوصاف على صاحبها الكتابة، وقلت للراهب: من هذا؟ وكيف السبيل إليه؟ فقال: أما ذكر حاله فإليه إذا اجتمعنا، وأما السبيل إلى لقائه فسهل إن شئته. قلت: دلني. قال: تتصيد عذراً تفارق أصحابك، وإذا حصلت بظاهر الدير عدلت بك إلى باب خفي تدخل منه. فرددت الرقعة وقلت: ادفعها إليه ليتأكد أنسه بي وسكونه إلي، وعرفه أن التوفر على التحيل في المصير إليه أولى من التشاغل بإصدار جواب أو قطع وقت بمكاتبة. وعدت إلى أصحابي بغير النشاط الذي ذهبت به، فأنكروا ذلك، واعتذرت لهم بشيء عرض لي، واستدعيت ما أركبه، وأمرت

ص: 322

من يخدمني بالتوفر على خدمتهم، وقد كنا على المبيت، فاجتمعوا على تعجل الانصراف، وخرجت من الدير ومعي مملوك كنت آنس به، وتلقاني الراهب فعدل بي إلى طريق وأدخلني الدير من باب غامض، وصار بي إلى قلاية، فقرع بابها بحركات مختلفات كالعلامة، فابتدرنا منه غلام، كأن الشمس تشرق من غرته، والليل في أصداغه وطرته، وبغلالة تتم على ما تستره، فبهر عقلي، واستوقف نظري، ثم أجفل كالظبي المذعور، وتلوته والراهب إلى صحن القلاية، فإذا بيت مفروش مبسوط، فوثب إلينا منه فتى مقتبل الشبيبة، طاهر النبل، حسن الصورة متزي من اللباس بزي غلامه، فلقيني حافياً يعثر في سراويله، واعتنقني وقال: إنما استخدمت هذا الغلام في تلقيك لأجعل ما لعلك استحسنته من وجهه قبالة ما ترد عليه من قبح وجهي؛ فاستظرفت اختصاره الطريق إلى بسطي، وارتجاله النادرة على نفسه حرصاً في تأنيسي، وأفاض في شكري على المسارعة إليه، وأنا أواصله بالتعبد له، والاعتداد بتفضله. وقال: أنت مكدود بمن كان معك والتمتع بمحادثتك لا يتم إلا بالتوصل إلى راحتك. فاستلقيت يسيراً، ثم نهضت، فخدمت في حالتي النوم واليقظة الخدمة التي ألفتها في دور أكابر الملوك. وأحضرنا خادم له طبقاً يضم ما يتخذ للعشاء. فقال لي: الأكل مني يا سيدي للجوع، ومنك للممالحة والمساعدة. فنلنا شيئاً، وأقبل الليل، وجاءنا الراهب من الأشربة بما أخبرناه. ولم يزل يناهبني نوادر الأخبار، وملح الأشعار، ويخلط ذلك من المزاح بأطرفه، ومن التودد بألطفه إلى أن توسطنا الشرب، فالتفت إلى غلامه فقال: ما مترف، إن مولاك ما ادخر عنا السرور بحضوره، وما يجب أن ندخر ممكناً في مسرته. فامتقع وجه الغلام حياء وخفراً، فأقسم عليه بحياته وأنا لا أعلم ما يريد، فمضى وجاء بطنبور، وجلس وغنى: من المجتث

يا مالكي وهو ملكي

وسالبي ثوب نسكي

نزه يقين الهوى في

ك عن تعرض شك

لولاك ما زلت أبكي

إلى الصباح وأبكي

فنظر إلى الغلام وتبسم، فعلمت أن الشعر له، وكدت أطير طرباً، فاستدعيت

ص: 323

كيزاً، فأحضرنا الخادم عدة قطع من فاخر البلور وجيد الحكم، فشربت وشرب، ثم قال: أنا أحب ترفيهك، ولا أقطعك عما أنت متوفر عليه، فقد عرفت الاسم والنسب والصناعة، وقد كنت أوثر أن نسم ليلتنا بشيء يكون لذكرها معلماً. فكتبت ارتجالاً: من المجتث

وليلة أوسعتني

حسناً ولهواً وأنسا

ما زلت ألثم بدراً

بها وأشرب شمسا

إذ أطلع الدير سعداً

لم يبق مذ لاح نحسا

فصار للروح روحاً

مني وللنفس نفسا

فطرب على قولي: ألثم بدراً وأشرب شمساً، وعلى قولي: للروح روحاً، وللنفس نفساُ. وجذب غلامه فقبله، وقال: ما جهلت ما يجب لسيدي من التوقير، وإنما اعتمدت تصديقك فيما ذكرته، فبحياتي إلا فعلت ذلك بغلامك، فاتبعت إيثاره خوفاً من احتشامه، وأخذ الأبيات، وجعل يرددها، وكتب إجازة لها: من المجتث

ولم أكن لغريمي

والله أبذل فلسا

لو ارتضى لي خصمي

بدير مران حبسا

فقلت: إذا ما كان أحد يؤدي حقاً ولا باطلاً. وعرفت أنه مستتر من دين. وقال لي: قد خرج لك أكثر الحديث، فإن عذرت وإلا ذكرت الحال لتعرفها على صورتها، فتبينت ما يؤثره من كتمان نفسه، فقلت له: يا سيدي كل ما لا يتعرف بك نكرة، وقد أغنت المشاهدة من الاعتذار. وجعل يشرب وينخب علي من غير إكراه ولا حث إلى أن رأيت الشراب قد أخذ منه. وأكب على مجاذبة غلامه، فأظهرت النوم، ففرش لي إلى جانب فراشه، وقام يتفقد أمري بنفسه، فقلت: إن لي مذهباً في تقريب غلامي مني، واعتمدت بذلك تسهيل ما يختاره من غلامه، فتبسم، وقال لي بسكره: جمع الله لك المسرة كما جمعها لي بك. وأظهرت النوم، وعاد يجاوب غلامه بأعذب الألفاظ، وأحلى معاتبة، ويخلط ذلك بمواعيد تدل على سعة حال وانبساط يد، وغلامه يقبل يده ورجله وفمه، وغلب علي النوم إلى أن أيقظني هواء السحر، فانتبهت وهما متعانقان، فأردت توديعه، وحاذرت إزعاجه، فخرجت ولقيني الخادم يريد إنباهه، فأقسمت عليه ألا يفعل، وركبت منصرفاً، ومحدثاً نفسي بالعودة إليه، ومتوهماً أن ما كنت فيه مناماً لطيبه، واعترضتني

ص: 324

أشغال أدت إلى اللحاق بسيف الدولة، فسرت متحسراً على ما فاتني من معرفة حقيقة خبره، ولم أزل متلهفاً على ما سلبته من فراقه، ولم أحصل على حقيقة خبر يطمعني في لقائه إلى أن عاد سيف الدولة إلى دمشق، فما بدأت بشيء قبل المصير إلى الدير، وطلبت الراهب، وسألته عن خبره، فقال: أما الآن فنعم، هذا فتى من المادرائيين، عظيم النعمة، جليل القدر، كان ضمن من السلطان بمصر ضياعاً بمال عظيم، فخاش به ضمانه وأشرف على الخروج من نعمته، فاستتر، واشتد البحث عنه، فخرج مختفياً إلى هذا البلد بزي تاجر، واستتر عند بعض إخوانه ممن أعرفه، فإني يوماً عنده إذ ظهر لي وقال لصديقه: إني أريد الانتقال إلى هذا الراهب إن كان علي مأموناً، فذكر له صديقه مذهبي، وأظهرت المسرة بما رغب فيه من الأنس بي، وأنا لا أعرفه، غير أن صديقي أمرني بخدمته، وأكد علي تأكيداً عرفت منه جلالة قدره، وحصل في قلايتي يواصل الصوم، فبعد أيام جاءنا رسول صديقنا ومعه الغلام والخادم وقد لحقا به بسفاتج وعليهما ثياب رثة، فلما نظر إلى الغلام قال: يا راهب، جاء الفطر مع إقبال العيد. ووثب إليه فاعتنقه، وقبل بين عينيه ويبكي، وأنفذ رقعة منه إلى صديق له، فحمل إلينا ألفي دينار، فدفع إليه منها ثلاث مئة دينار وقال له: ابتع لنا ما نستخدمه في هذه الضيقة. فابتاع آلة وفرشاً، ولم يزل مكباً على ما رأيت إلى أن ورد عليه غلمانه بالبغال والآلات الحسنة، وكتب أهله باجتماعهم على الإخشيد، وتعريفهم حاله، في بعده عن وطنه لضيق يده عما يطالب به، والتوقيع بحطيطة المال عنه، وبعوده إلى بلده بالكتب، فلما عمل على المسير قال لغلامه: سلم ما بقي من نفقتك إلى الراهب يصرفه في مصالح الدير إلى أن نواصل تفقده من مستقرنا. وسار وما له حسرة غيرك، ولا يشرب إلا على ما يغنيه الغلام من شعرك، وهو بمصر على أفضل حال، ما يخل بتفقدي. فتعجلت بعض السلوة بما عرفته من حقيقة خبره، وأقمت يومي عند الراهب، وانصرفت.

ص: 325