الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو مريم مولى سلامة
شهد فتح إيلياء مع عمر بن الخطاب، فسار من الجابية فاصلاً حتى يقدم إيلياء، ثم مضى حتى يدخل المسجد، ثم مضى نحو محراب داود، ونحن معه، فدخلها، ثم قرأ سجدة ص، فسجد وسجدنا معه.
أبو مريم خادم مسجد دمشق
حدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أظنه قال: إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله إنما سخرها لتبلغوا بلداً لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، فجعل لكم الأرض، وعليها فاقضوا حوائجكم. وحدث عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يبال في الماء الدائم، ثم يتوضأ منه. وحدث عن أبي هريرة أنه قال: إن الملائكة يكونون يوم الجمعة على أبواب المساجد.
أبو مسلم الجليلي
ويقال: الجلولي والأول: أصح. من جبل الجليل. وكان من أهل الكتاب وكان معلم كعب الأحبار، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم، وأسلم في عهد معاوية. وقيل: في عهد عمر. وقيل: في عهد أبي بكر. قال أبو قلابة: إن أبا مسلم الجليلي أسلم على عهد معاوية، فأتاه أبو مسلم الخولاني فقال: ما منعك أن تسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، حتى أسلمت الآن؟ فقال: إني وجدت في التوراة أن هذه الأمة ثلاثة أصناف، صنف يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً، وصنف يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنة،
فأردت أن أكون من الأولين، فإن لم أكن منهم كنت من الذين يحاسبون حساباً يسيراً، فإن لم أكن منهم كنت من الذين يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنة.
وفي حديثٍ آخر أنه أسلم في زمن عمر، وأنه قال في الصنف الثالث: وصنف يوقفون، فيؤخذ بهم ما شاء الله، ثم يدركهم عفو الله وتجاوزه، فنظرت فإذا الصنف الأول قد فاتني، وأرجو أن أكون في الصنف الثاني، وأرجو أن لا يخطئني الثالث. فهذا الذي حملني على الإسلام.
كان لأبي مسلم الخولاني جار يهودي، يكنى أبا مسلم، فكان يمر به فيقول: أبا مسلم، أسلم تسلم. فيقول: إن لي ديناً خيراً من دينك. فمر به ذات يوم، وهو قائم يصلي، فلما انصرف، قال له: يا أبا مسلم، ألم أكن أدعوك إلى هذا الدين فتأبى علي؟ قال: بلى، ولكن قرأت في التوراة غير المبدلة أن هذه الأمة تأتي يوم القيامة على ثلاثة أصناف: صنف يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً، ويبقى صنف أوزارهم على ظهورهم كأمثال الجبال، فيقول الله لملائكته: يا ملائكتي، من هؤلاء؟ فتقول: هؤلاء عبادك، كانوا يشهدون أن لا إله إلا أنت. قال: فيقول تبارك وتعالى: خذوا أوزارهم وضعوها على المشركين. فيدخلون الجنة. كان أبو مسلم الجليلي يكنى أبا السموأل، فكناه أبو بكر أبا مسلم.
دخل أبو مسلم الجليلي على معاوية. فقال: اضمن لي خصلة، أضمن لك ألا يظهر على أمتك عدو، امنعهم من الزرع فإنه مكتوب أن الرعب مع الزرع. دخل أبو مسلم الجليلي على معاوية قبل أن يستخلف فقال: السلام عليك أيها الأجير. فقال القوم: أيها الأمير. فأعادها. فقال معاوية: دعوا الشيخ، فإنه أعلم بما يريد. فقال: اعلم أنه ليس من راعي رعية إلا وصاحبها سائله عنها، فإن هنأ جرباها، وجبر كسراها، ورد أولاها على أخراها، ورعاها في أنف الكلأ، وسقاها صفو الماء، وفاه أجره، وإن لم يفعل لم يعطه أجره، وعاقبه.