الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو عمرو شيخ قدم دمشق
إن لم يكن يوسف بن يعقوب بن الأخوين، فهو غيره. حدث عن سعيد بن يحيى الأموي بسنده إلى معاوية بن إسحاق قال: رأيت سعيد بن جبير عند الميضأة في الغلس، وهو ثقيل اللسان، فقلت: ما لي أراك ثقيل اللسان؟ قال: ختمت القرآن البارحة مرتين ونصفاً.
أبو عنبة الخولاني
أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وقيل: إنه سمع منه، وصلى إلى القبلتين، وقيل: إن اسمه عبد الله بن عنبة، وقيل: عمارة. حدث أبو عنبة وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ممن صلى القبلتين كلتيهما، وأكل الدم في الجاهلية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال الله يغرس في هذا الدين بغرس يستعملهم في طاعته. وعن أبي عنبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيراً عسله. قيل: وما عسله؟ قال: يفتح له عملاً صالحاً قبل موته ثم يقبضه عليه. وعن أبي عنبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أراد بعبد خيراً ابتلاه، فإذا ابتلاه اقتناه. قالوا: يا رسول الله وما اقتناه؟ قال: لم يترك له مالاً ولا ولداً.
وعن أبي عنبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تحرجوا أمتي ثلاثاً اللهم؛ من أمر أمتي بما لم تأمرني به. فإنهم منه في حل. وعن أبي عنبة قال: حضرت عمر بالجابية قرأ " إذا السماء انشقت " على المنبر، فسجد وسجد الناس. وفي رواية: فنزل، فسجد. قال أبو عنبة: لقد أكلت الدم في الجاهلية، وتعلمت القرآن كله، لم يبق علي منه إلا آية لم أجد أحداً يقرئنيها. وقال أبو عنبة: لقد رأيتني وقد أرسلت شعري لأجزه لصنم لنا، فأخر الله ذلك حتى جزرته في الإسلام.
دخل أبو عنبة المسجد وهو أعمى يقوده غلام له فقال له: إياك أن تخطى بي رقاب الناس، أجلسني في أدنى المسجد. وعن أبي عنبة قال: رب كلمة خير من إعطاء مال.
وعن أبي عنبة قال: إن لله آنيةً في أرضه، وآنيته في أرضه قلوب عباده الصالحين، فأحبها إليه أرحمها وألينها. كان أبو عنبة يوماً في مجلس خولان في المسجد جالساً، فخرج عبد الله بن عبد الملك هارباً من الطاعون. فسأل عنه فقالوا: خرج يتزحزح هارباً من الطاعون. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما كنت أرى أني أبقى حتى أسمع بمثل هذا، أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم؟ أولها: لقاء الله، كان أحب إليهم من الشهد. والثانية: لم يكونوا يخافون عدواً قلوا أو كثروا. والثالثة: لم يكونوا يخافون عوزاً من الدنيا، كانوا واثقين بالله أن يرزقهم. والرابعة: إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي الله فيهم ما قضى.
مات أبو عنبة سنة ثماني عشرة ومئة.