المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو عمرو بن العلاء - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٩

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌أبو شبيب

- ‌أبو شعيب الحضرمي ويقال أبو الأشعث

- ‌أبو شمر بن أبرهة بن الصباح

- ‌أبو شيبان العبسي

- ‌أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو شيبة من أصحاب عمر بن عبد العزيز

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌أبو صالح الأشعري

- ‌أبو صالح المتعبد الدمشقي

- ‌أبو صفوان بن علقمة الرعيني

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌أبو طالب عبد مناف

- ‌أبو طالب الجعفري الفقيه

- ‌أبو طالب الدمشقي

- ‌أبو طاهر الدمشقي

- ‌أبو طعمة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌أبو ظبية السلفي الكلاعي الحمصي

- ‌حرف العين المهملة

- ‌أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى

- ‌أبو العالية

- ‌أبو عامر

- ‌أبو عامر الرحبي الحمصي

- ‌أبو عامر المكي

- ‌أبو عابد السلمي

- ‌أبو عائشة

- ‌أبو العباس

- ‌أبو العباس البيروتي

- ‌أبو العباس الحنفي:

- ‌أبو العباس الوراق الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الأشعري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله حرسي

- ‌أبو عبد الله مولى لعمر

- ‌أبو عبد الله أو أبو عبيد الله الجزري

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌‌‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله الدمشقي

- ‌أبو عبد الله بن عبد الله

- ‌أبو عبد الله الراهبي

- ‌أبو عبد الله البصري

- ‌أبو عبد الله الفيحي أو الفتحي

- ‌أبو عبد الله البرزي

- ‌أبو عبد رب

- ‌أبو عبد الرحمن

- ‌أبو عبد الرحمن شيخ من أهل دمشق

- ‌أبو عبد الرحمن الهمذاني

- ‌أبو عبد الرحمن الأزدي

- ‌أبو عبد الرحمن الأسدي

- ‌أبو عبد الرحيم الدمشقي

- ‌أبو عبيد بن أبي عمرو

- ‌أبو عثمان بن سنة الخزاعي

- ‌‌‌أبو عثمان

- ‌أبو عثمان

- ‌أبو عذبة

- ‌أبو العذراء

- ‌أبو العريان المخزومي

- ‌أبو عفير الدؤلي

- ‌أبو عقيل المبتلي

- ‌أبو علقمة بن أبي كبير الأسلمي

- ‌أبو علقمة النميري المضحك

- ‌أبو علقمة أو أبو علي البيروتي

- ‌أبو علي بن أبي التائب

- ‌أبو علي بن أبي السمراء الأطرابلسي

- ‌أبو علي بن أبي موسى المعدل

- ‌أبو علي القيسراني

- ‌أبو عمارة الصوري

- ‌أبو عمران الطبري

- ‌أبو عمر شيخ ببيروت

- ‌‌‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمر الدمشقي

- ‌أبو عمرو

- ‌أبو عمرو الدمشقي

- ‌أبو عمرو بن العلاء

- ‌أبو عمرو شيخ قدم دمشق

- ‌أبو عنبة الخولاني

- ‌أبو عنبة الأموي مولاهم

- ‌أبو العلاء

- ‌أبو العلاء بن العين زربي

- ‌أبو عياش الدمشقي

- ‌أبو عيسى الدمشقي

- ‌ابن عمار

- ‌ابن أبي العمياء

- ‌عم يعلى بن عطاء العامري

- ‌عم إبراهيم بن أبي شيبان العنسي

- ‌العيشي أو العنسي

- ‌أسماء النساء على حرف العين في الكنى

- ‌أم عاصم

- ‌أم عبد الله بنت أبي هاشم

- ‌أم عمر

- ‌أم عمرو زوج يزيد بن عبد الملك

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌أبو الغريز صاحب أبي عبيد

- ‌أبو غسان الثقفي

- ‌ابن غنيم البعلبكي

- ‌الغاضري المضحك المدني

- ‌حرف الفاء

- ‌أبو فاطمة

- ‌أبو فالج الأنماري

- ‌أبو الفرات

- ‌أبو فروة السائح

- ‌أبو الفضل الموسوس

- ‌أبو الفضل بن خيران

- ‌أبو الفضل الأصبهاني المتطبب

- ‌الفرخ من موالي بني أمية

- ‌حرف القاف

- ‌أبو القاسم

- ‌أبو القاسم الواسطي

- ‌أبو القاسم بن أبي يعلى

- ‌أبو القاسم بن رزيق البغدادي

- ‌أبو قتادة بن ربعي

- ‌أبو قنان

- ‌أبو قيس الدمشقي

- ‌أبو قيصر

- ‌أبو قاسم بن عثمان الجوعي

- ‌حرف الكاف

- ‌أبو كبشة السلولي

- ‌أبو كثير المحاربي

- ‌أبو كرب العراقي

- ‌أبو كرب

- ‌أسماء النساء على حرف الكاف

- ‌أم كلثوم بنت عبد الله

- ‌حرف اللام

- ‌أبو لبيد الأشعري

- ‌أبو لبيد كاتب أبي زرعة

- ‌أبو لهب

- ‌ابن لؤلؤ الكاتب

- ‌حرف الميم

- ‌أبو محمد الأنصار

- ‌أبو محمد الكلبي

- ‌أبو محمد الدمشقي

- ‌أبو محمد الكلاعي

- ‌أبو محمد القرشي

- ‌أبو محمد القرشي الدمشقي

- ‌أبو محمد الطرابلسي

- ‌أبو محمد الأنصاري

- ‌أبو محمد بن العباس

- ‌أبو محمد المعيوفي

- ‌أبو محمد بن فضالة الفقيه

- ‌أبو محمد بن الصفر

- ‌أبو محمد الغزنوي الفقيه

- ‌أبو مالك الأشعري

- ‌أبو مخرمة السعدي

- ‌أبو مدرك

- ‌أبو مذكور الخولاني

- ‌أبو مرجى القرشي مولاهم الموقري

- ‌أبو مرحوم العطار

- ‌أبو مرحوم المكي

- ‌أبو مريم الأزدي

- ‌أبو مريم مولى سلامة

- ‌أبو مريم خادم مسجد دمشق

- ‌أبو مسلم الجليلي

- ‌أبو مسلم العبدي

- ‌أبو مسلم الثعلبي

- ‌أبو مشجعة بن ربعي الجهني

- ‌أبو المصبح المقرائي الأوزاعي

- ‌أبو مصعب مولى بني يزيد

- ‌أبو معاوية الأسود الزاهد

- ‌أبو المعطل

- ‌أبو معين الرازي

- ‌أبو المغيرة الصوفي الدمشقي

- ‌أبو منبه

- ‌أبو منهال الخارجي

- ‌أبو منيب الجرشي الأحدب

- ‌أبو المهاجر الدمشقي

- ‌أبو المهاصر

- ‌ابن مقبل

- ‌أسماء النساء على حرف الميم

- ‌أم محمد بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

- ‌أم مروان بنت مروان بن محمد بن مروان بن الحكم

- ‌أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب

- ‌أم مسلم الخولانية

- ‌حرف النون

- ‌أبو نصر بن أبي الفرج

- ‌أبو نصر البرمكي

- ‌ابن ناصح

- ‌ابن نمر

- ‌حرف الواو

- ‌أبو واثلة الهذلي

- ‌أبو واقد الحارث بن عوف

- ‌أبو الوزير بن النعمان

- ‌أبو الوليد

- ‌ابن وبرة الكلبي

- ‌حرف الهاء

- ‌أبو هاشم

- ‌أبو هريرة الدوسي

- ‌أبو هريرة

- ‌أبو همام الشعباني

- ‌أبو هنيدة

- ‌أسماء النساء على حرف الهاء

- ‌أم هارون الخراسانية

- ‌حرف الياء

- ‌أبو يحيى الموصلي

- ‌أبو يزيد المكي

- ‌أبو يزيد القاضي

- ‌أبو يعقوب التميمي

- ‌‌‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعقوب الدمشقي

- ‌أبو يعيش

- ‌أبو يوسف حاجب معاوية

- ‌أبو يوسف

- ‌أبو يونس الدمشقي

- ‌أسماء النساء على حرف الياء

- ‌أم يزيد

- ‌ذكر المجهولين من الرجال

- ‌رجل من بني مرة بن عوف

- ‌رجل من أمداد حمير

- ‌رجل شهد يوم مؤتة

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من غسان

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل من خثعم

- ‌رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل له صحبة

- ‌رجل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل من مزينة

- ‌ورجل شهد اليرموك

- ‌رجل من أهل اليمن

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من الأزد

- ‌شيخ حكى عن عمر بن الخطاب

- ‌قاضي دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌عامل لعمر بن الخطاب

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من الأشعريين

- ‌رجل من بني تميم

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجلان من أهل دمشق

- ‌رجل سأل أبا الدرداء

- ‌رجل رحل إلى أبي الدرداء

- ‌رجل من أصحاب أبي الدرداء

- ‌رجل نخعي من أهل الكوفة

- ‌رجل سمع أبا الدرداء ومعاوية

- ‌رجل مر بأبي الدرداء

- ‌مولى لأبي الدرداء

- ‌رجل من الأنصار

- ‌رجل

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل حدث عن عائشة

- ‌شيوخ من بني عنس

- ‌‌‌رجل من دمشق

- ‌رجل من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌رجل رحبي من الرحبة

- ‌رجل من حجور

- ‌شيخ كبير من أهل دمشق

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌شاب من قريش

- ‌رجل من أهل البادية

- ‌مولى لشقيق أو ابن شقيق

- ‌شيخ كان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل قاص

- ‌رجل من تيم الله بن ثعلبة

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل شاعر من كلب

- ‌رجل من المعمرين

- ‌رجل شاب من غسان

- ‌رجل لقب أم عمار

- ‌أعرابي

- ‌رجل من كنانة

- ‌رجل لقي الخضر عليه السلام

- ‌رجل أقام بباب معاوية

- ‌رجل من كلب

- ‌رجل من همدان شاعر

- ‌رجل استسقى به معاوية

- ‌رجل من ولد خلف الجمحي

- ‌رجل

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌شاعر

- ‌شاعر من كلب

- ‌شاعر من طيئ

- ‌رجل من همدان

- ‌حرسي لمعاوية

- ‌مولى ليزيد بن معاوية

- ‌رجل من اليمامة

- ‌شيخ كلبي

- ‌أعرابي من كلب

- ‌رجل من ولد عثمان بن عفان

- ‌قضاعي

- ‌أعرابي وفد على عبد الملك بن مروان

- ‌أعرابي دخل على عبد الملك

- ‌رجل من بني عذرة

- ‌رجل فصيح

- ‌‌‌‌‌رجل

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل أعرابي

- ‌رجل من العراق

- ‌رجل قدم على الحجاج بفتح سمرقند

- ‌رجل مدح سليمان بن عبد الملك

- ‌شيخ من دمشق

- ‌أعرابي دخل على سليمان بن عبد الملك

- ‌رجل ظلمه وكلاء رجل من بني أمية

- ‌رجل أجابه سليمان

- ‌رجل أرسل إليه عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ ضرير من الجزيرة

- ‌رجل من بني مروان بن الحكم

- ‌مؤذن عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل وفد على عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من بني أسد

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌شيخ حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌حرسي لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل من حرس عمر بن عبد العزيز

- ‌رجل ممن كان في جيش مسلمة

- ‌رجل من العلماء

- ‌خصي لعمر بن عبد العزيز

- ‌مولى لعمر بن عبد العزيز

- ‌رجل سمع عمر بن عبد العزيز

- ‌أعرابي دخل على عمر

- ‌شيخ حد في الشراب

- ‌شاب

- ‌فتى من الأنصار

- ‌شاب من الكوفة

- ‌رجل من مزينة

- ‌شاب من أهل العراق

- ‌رجل أنصاري

- ‌رجل من البصرة

- ‌رجل من عمال الحجاج

- ‌أعرابي من كلب

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌رجل من أهل المدينة

- ‌أعرابي

- ‌أعرابي شاعر

- ‌رجل من أهل اليمامة

- ‌‌‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌بعض آل المهلب

- ‌شيخ من ثقيف

- ‌رجل

- ‌أعرابي

- ‌رجل من جلساء هشام

- ‌شيخ من الشام

- ‌رجل من أصحاب هشام

- ‌رجل علوي

- ‌أعرابي من بني أسد

- ‌رجل

- ‌شيخ راجز

- ‌رجل من ولد خباب

- ‌مولى لمسلمة بن عبد الملك

- ‌شاعر

- ‌شاعر

- ‌رجل من ولد أبي سفيان

- ‌شيخ من كتاب بني أمية

- ‌رجل من دمشق

- ‌رجل من محارب

- ‌رجل حكى عن كعب الأحبار

- ‌رجل

- ‌مولى لبني نمران

- ‌شيخ من السكاسك

- ‌رجل من دمشق

- ‌‌‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من البلقاء

- ‌شيخ من موالي بني فزارة

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ

- ‌شيخ

- ‌شيخ من الجند

- ‌شيخ من أهل دومة الجندل

- ‌شيخ من دمشق

- ‌‌‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من أهل دمشق

- ‌شيخ من دمشق

- ‌شيخ

- ‌رجل من أهل العلم

- ‌رجل

- ‌رجلان سائحان في جبل البنان

- ‌رجل عابد

- ‌شيخ متعبد

- ‌رجل من شرعب

- ‌رجل كان يصحب ابن جوصاء

- ‌رجل صالح

- ‌رجل من أهل دمشق

- ‌شيخ كان بكناكر من دمشق

- ‌شاب صالح

- ‌صديق للقاسم الجوعي

- ‌رجل

- ‌رجل متصوف

- ‌رجل

- ‌رجل صالح

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌‌‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌رجل من أصحاب الحديث

- ‌شاعر من دمشق

- ‌صديق لأبي القاسم بن أبي العقب

- ‌رجل من أهل بيروت

- ‌شاعر من المادرائيين

- ‌‌‌رجل

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌شاعر

- ‌رجل

- ‌ذكر المجهولات من النساء

- ‌بنت أبي عباية

- ‌بنت عبد الله بن زيد

- ‌بنت عدي بن زيد

- ‌أم محمد بن سليمان بن أبي الدرداء

- ‌أم مسلمة بن عبد الله الجهني

- ‌أم يزيد بن أبي مريم

- ‌أخت عبد الله بن عامر

- ‌امرأة لها صحبة

- ‌امرأة من بني مرة

- ‌امرأة أدركت الصحابة

- ‌نسوة متعبدات

- ‌امرأة مخزومية ويقال زهرية

- ‌امرأة يزيد بن سنان

- ‌جارية لسليمان بن عبد الملك

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزيز

- ‌أم ولد لعمر بن عبد العزبز

- ‌حاضنة لعمر بن عبد العزيز

- ‌امرأة من الكوفة

- ‌أم ولد لهشام بن عبد الملك

- ‌‌‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌امرأة متعبدة

- ‌عجوز

- ‌شاعرة من كلب

- ‌امرأة شاعرة

- ‌امرأة عنسية

- ‌امرأة شاعرة

- ‌أخت رابعة

الفصل: ‌أبو عمرو بن العلاء

‌أبو عمرو الدمشقي

قال أبو عمر بن عبد العزيز عن جند له شيء، فكتب إليهم " الله لا إله إلا هو، ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثاً ".

‌أبو عمرو بن العلاء

ابن عمار بن العريان، واسمه عمرو بن عبد الله بن الحصين البصري أحد الأئمة السبعة من القراء اختلف في اسمه، فقيل: زبان بزاي بعدها باء مشددة وقيل: يحيى، وقيل: العريان، وقيل: جبر، وقيل: اسمه وكنيته. حدث عن ابن سيرين بن عبيدة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج قوم فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد، ولولا أن تبطروا لأنبأتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قال عبيدة: قلت لعلي: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة. وحدث عن أنس عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له خرقة ينشف بها بعد الوضوء. قال أبو عمرو بن العلاء: خرجت مع جرير بن الخطفي إلى الشام فلما كنا ببعض

ص: 80

الطريق قال لي: يا أبا عمرو، أنشدني شعراً لأخي بني مليح فأنشدته: من الطويل

وأذيتني حتى إذا ما استبيتني

بقول يحل العصم سهل الأباطح

تراخين عني حين لا لي مذهب

وغادرن ما غادرن بين الجوانح

فقال: يا أبا عمرو، لولا أن النخير لا يحسن بشيخ مثلي؛ نخرت نخرةً يسمعها هشام على سريره. مر أبو عمرو بن العلاء بمجلس قوم فقال رجل من القوم: ليت شعري، أعربي القوم أم مولى؟ وهو على بغلة له. فقال: النسب في مازن، والولاء للعنبر، وقال: عدس للبغلة، ومضى. قصد حمزة الزيات أبا عمرو بن العلاء إلى البصرة ليقرأ عليه، فأواه الليل بين قريتين، فإذا هاتف يهتف: أما وجد هذا موضعاً يأوي إليه هذا الموضع، سد؛ لأوذينه الليلة. قال: فأدرت حولي دارة، وقعدت في وسطها، وقرأت سورة الأنعام، فإذا بهاتف يهتف يقول: قد قرأ سورة الأنعام فاحرسه بقية ليلته. فوصل إلى البصرة، ودخل مسجد أبي عمرو بن العلاء فتغامز رجلان كانا في المسجد، فقال أحدهما: يشبه أن يكون حائكاً؛ وذلك أنه كان في خلقه دمامة، ولم يكن بالنظيف. وقال الآخر: إن كان حائكاً؛ فسيقرأ سورة يوسف. وسمع حمزة كلامهما، وخرج أبو عمرو بن العلاء فجلس في مجلسه، وجثا حمزة بين يديه، فابتدأ سورة يوسف، وكان لا يقرئ إلا عشراً عشراً، فلما قرأ عشراً منها ذهب حمزة ليقوم، فأومأ إليه أن زد، فقرأ عشراً آخر وأمسك، فأومأ إليه بيده أن زد. قال: فختمها وقام يجر كساءه وغطى به رأسه، وتعقل عند باب المسجد، ومضى راجعاً إلى الكوفة. فقال أبو عمرو لرجل عنده: الحق هذا الرجل وقل له: سألتك بالله أنت حمزة الزيات؟ فلحقه فقال له: أنت حمزة الزيات؟ قال: نعم. وانصرف إلى الكوفة. وكان أبو عمرو بن العلاء أعلم الناس بالقرآن والعربية، والعرب وأيامها، والشعر وأيام

ص: 81

الناس، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها، وقال فيه الفرزدق: من البسيط

ما زلت أفتح أبواباً وأغلقها

حتى أتيت أبا عمرو بن عمار

وكان قدوة في العلم باللغة، إمام الناس في العربية، متمسكاً بالآثار، لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله، متواضعاً في علمه، ولم يزل العلماء في زمانه تعرف له تقدمه، وتقر له بفضله، وتأتم في القراءة بمذاهبه، وكان حسن الاختيار، سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل. قال سفيان بن عيينة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي القراءات. فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ قال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء. قال شجاع بن أبي نصر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين.

قال الأصمعي: جمعنا بين أبي عمرو بن العلاء وبين محمد بن مسعر الفدكي. قال أبو عمرو: ما تقول؟ قال: أقول: أن الله وعد وعداً، وأوعد إيعاداً، فهو منجز إيعاده كما هو منجز وعده. فقال أبو عمرو: إنك رجل أعجم، لا أقول أعجم اللسان ولكن أعجم القلب. إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤماً وعن الإيعاد كرماً. وأنشد: من الطويل

وإني إن أوعدته أو وعدته

ليكذب إيعادي ويصدق موعدي

وروي مثل ذلك بينه وبين عمرو بن عبيد، وأنه كان تكلم في الوعيد سنة. فقال

ص: 82

أبو عمرو: إنك لألكن الفهم إذ صيرت الوعيد في أعظم شيء مثله في أصغر شيء. فاعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى الله عنهما لتتم حجته على خلقه، ولئلا يعدل عن أمره وطاعته، ووراء وعيده عفوه ووسيع كرمه، وأنشد: من الطويل

ولا يرهب ابن العم مني صولة

ولا أختتي من صولة المتهدد

وإني وإن أوعدته أو وعدته

لمخلف ميعادي ومنجز موعدي

فقال له عمرو: صدقت، إن العرب تمتدح الوفاء بالوعد دون الإيعاد، وقد تمتدح بالوفاء بهما، ألم تسمع قول الشاعر؟ من المنسرح

إن أبا خالد لمجتمع الر

م أي شريف الأفعال والبيت

لا يخلف الوعد والوعيد ولا

يبيت من ثأره على فوت

قال عمرو: قد وافق هذا قول الله عز وجل " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا " الآية، فقال له أبو عمرو: قد وافق الأول إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث يفسر القرآن. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: " وباركنا عليه " في موضع، " وبركنا عليه " في موضع آخر، أتعرف هذا؟ فقال: ما أعرف إلا ما نسمع من المشايخ الأولين.

قال: وقال أبو عمرو: ما نحن فيمن مضى إلا كبقلٍ في أصول نخل طوال.

ص: 83

وقال الأصمعي: قال أبو عمرو: لو أني كلما أخطأت رمي في حجري بجوزة، امتلأ حجري جوزاً.

مر أبو عمر بن العلاء بالبصرة، فإذا أعدال مطروحة مكتوب عليها: لأبو فلان. فقال: يا رب، يلحنون ويرزقون؟! لما قدم الأعمش وحدث بهذا الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام. فقال له أبو عمرو: إنما هي يتخوننا بالموعظة. فقال الأعمش: وما يدريك؟ فقال: لو شئت لأعلمتك أن الله لم يعلمك من هذا كبير شيء. قال الأصمعي: قد ظلمه أبو عمرو، يقال يتخولنا ويتخوننا جميعاً، فمن قال: يتخولنا، يقول يستصلحنا. يقال: رجل خائل مالٍ، ومن قال: يتخوننا: قال: يتعهدنا. وأنشد لذي الرمة: من البسيط

لا ينعش الطرف إلا ما تخونه

داعٍ يناديه باسم الماء مبغوم

وقال أبو بكر بن دريد: التخول والتخون: واحد. قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابياً ينشد، وكنت خرجت إلى ظاهر البصرة متفرجاً مما نالني من طلب الحجاج لي، واستخفائي منه: من الخفيف

يا قليل العزاء في الأهوال

وكثير الهموم والأوجال

صبر النفس عند كل ملم

إن في الصبر حيلة المحتال

لا تضيقن في الأمور فقد تك

شف لأواؤها بغير احتيال

ربما تجزع النفوس من الأم

ر له فرجة كحل العقال

قد يصاب الجبان في آخر الص

ف وينجو مقارع الأبطال

ص: 84

فقلت: ما وراءك يا أعرابي؟ فقال: مات الحجاج. فلم أدر بأيهما أفرح، بموت الحجاج أو بقوله فرجة بفتح الفاء لأني كنت أطلب شاهداً لاختياري القراءة في سورة البقرة " إلا من اغترف غرفة ". قال الأصمعي: كان نقش خاتم أب عمرو بن العلاء من الطويل

وإن أمرأً دنياه أكبر همه

لمستمسك منها بحبل غرور

فسألته عن ذلك فقال: كنت في ضيعتي نصف النهار أدور فيها، فسمعت قائلاً يقول هذا البيت، فنظرت فلم أجد أحداً، فكتبته على خاتمي. وفي رواية: قلت: إنسي أم جني؟ فقال: بل جني.

وفي رواية: فما أجابني، فنقشته على خاتمي. قال أبو عمرو بن العلاء: امتحنت خصال الإنسان فوجدت أشرفها صدق اللسان. قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو بن العلاء: يا عبد الملك، كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك. وكأن البحتري أخذ هذا المعنى فقال: من الكامل:

وسألت من لا يستجيب فكنت في اس

تخباره كمجيب من لا يسأل

سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها، ثم إن الحاجة تعذرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك فقال له: يا أبا عمرو، وعدتني وعداً فلم تنجزه. فقال أبو عمرو: فمن أولى بالغم؟ قال: أنا. قال: لا، بل أنا. قال الرجل: وكيف ذلك؟ قال: لأني

ص: 85

وعدتك وعداً، فأبت بفرح الوعد، وأبت أنا بهم الإنجاز، فبت ليلتك فرحاً مسروراً، وبت ليلتي مفكراً مهموماً، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتني مدلاً، ولقيتك محتشماً. قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: ما ضاق مجلس بي متحابين. وقال: إني لأحب أن أرى أهل ودي كل يوم مرتين. مرض أبو عمرو بن العلاء مرضة، فأتاه أصحابه إلا رجلاً منهم، ثم جاءه بعد ذلك، فقال: إني أريد أن أسامرك الليلة. فقال: أنت معافى وأنا مبتلي، والعافية لا تدعوك أن تسهر، والبلاء لا يدعني أنام، والله أسال أن يسوق إلي أهل العافية والشكر، وإلى أهل البلاء الأجر. قال الأصمعي:

كان لأبي عمرو بن العلاء من غلته كل يوم فلسان: يشتري بفلس ريحاناً، وكوزاً جديداً بفلس، فيشرب فيه يومه، وإذا أمسى تصدق به، ويشم الريحان يومه، فإذا أمسى قال للجارية: جففيه ودقيه في الأشنان. كان ثقيل يجلس إلى أبي عمرو يستثقله، فكان إذا طلع دخل وتركه، وكتب إليه يستعطفه، فكتب إليه أبو عمرو: من الخفيف

أنت يا صاحب الكتاب ثقيل

وقليل من الثقيل كثير

قال أبو عمرو بن العلاء: الطلاق الثلاث البت لازم له إن كانت العرب قالت أجود من هذه الأربعة أبيات: من الكامل

كن للمكاره بالعزاء مقلعاً

فلقل يوم لا ترى ما تكره

فلربما استتر الفتى فتنافست

فيه العيون وإنه لمموه

ولربما خزن الكريم لسانه

حذر الجواب وإنه لمفوه

ولربما ابتسم الكريم من الأذى

وفؤاده من حره يتأوه

ص: 86

ومما أنشده لأبي عمرو بن العلاء: من المتقارب.

دع الهم بالرزق يا غافلاً

فربك منه لنا قد فرغ

فمالك منه إذا ما افتكرت

بعقل صحيح سوى ما مضغ

وجاز التراقي بلا مانع

وفاتك بالجوف لما بلغ

فدع ذكر دنيا تبدت لنا

كسم الشجاع إذا ما لدغ

فإني خلوت بذكري لها

وخالفت إبليس لما نزغ

فألفيتها مثل ماء الإناء

وكلب العشيرة فيه يلغ

فخليتها عن قلىً كلها

وعللت نفسي بأخذ البلغ

وأنشدوا لأبي عمرو بن العلاء: من الكامل

أبني إن من الرجال بهيمةً

في صورة الرجل السميع المبصر

فطن بكل مصيبة في ماله

فإذا يصاب بدينه لم يغفر

قال أبو سعيد الرازي: قدم علينا أبو عمرو بن العلاء الكوفة على محمد بن سليمان، فكنت أجالسه، فذكر يوماً أهل البصرة فقدمهم على أهل الكوفة فجعلت أرد عليه، وأقدم أهل الكوفة. فقال أبو عمرو: لكم حذلقة النبط وصلفها، ولنا دهاء فارس وأحلامها. فأردت أن أقول له: ولكم حدة الخوز ونزقها، فاستحييت منه. فقال لي ابن ثروان مولى قريش: لوددت أنك قلتها له، وأني غرمت ألف درهم. توفي أبو عمرو بن العلاء سنة أربع وخمسين ومئة. وقيل: سنة سبع وخمسين ومئة. قالوا: وهو ابن ست وثمانين. قال وكيع بن الجراح: قرأت على قبر أبي عمرو بن العلاء بالكوفة: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء، مولى بني حنيفة.

ص: 87