الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجل
دخل على عبد الملك بن مروان وهو يتغدى فقال: هلم إلى الغداء. فقال: ما في فضل. فقال عبد الملك: ما أقبح بالرجل أن يأكل حتى لا يكون به فضل. فقال: يا أمير المؤمنين، عندي مستزاد ولكني أكره أن أصير إلى الحالة التي استقبح أمير المؤمنين.
رجل أعرابي
دخل على عبد الملك بن مروان وهو يأكل الفالوذج فقال: يا بن عم، ادن فكل من هذا الفالوذج، فإنه يزيد في الدماغ. قال: لو كان كما يقول أمير المؤمنين كان رأسه مثل رأس البغل.
رجل
وعظ عبد الملك بن مروان. قال له عبد الملك: تكلم. قال: بم أتكلم وقد علمت أن كل كلام يتكلم به المتكلم عليه إلا ما كان لله؟ فبكى عبد الملك ثم قال: لم يزل الناس يتوعظون ويتواصون. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، إن للناس في القيامة جولة، لا ينجو من غصص مرارتها ومعاينة الردى فيها إلا من أرضى الله بسخط نفسه. فبكى عبد الملك وقال: لا جرم، لأجعلن هذه الكلمات مثالاً نصب عيني ما عشت.
رجل
من شعراء البادية عشق ابنة عمه وأمل أن يتزوجها، فأصابتهم حطمة أفسدت المال وغيرت الحال، في خلافة عبد الملك بن مروان فارتحل أهلها إلى بعض مدائن الشام وكثر خطاب الجارية، وبذل لها الرغائب، فبلغ ذلك الأعرابي، فأقبل على
قعود له، وأغذ السير، فعطب قعوده، فلم يبق معه إلا حلسه وقتبه، فأتاهم فذكر قرابة وشرفاً فقالوا: المال أحب إلينا للحال التي نحن عليها. قال: أي قوم، أما إذا أبيتم فأجلوني شهراً أو شهرين، فإن جئتكم بما تحبون وإلا فأنتم من وراء ما تريدون. وأتى باب عبد الملك فأقام ببابه شهراً لا يصل إليه، ثم أذن له فدخل وهو يقول: من البسيط
ماذا يقول أمير المؤمنين لمن
…
أدلى إليك بلا قربى ولا نسب
مدله عقله من حب جارية
…
موصوفة بكمال الدل والأدب
خطبتها إذ رأيت الناس قد لهجوا
…
لذكرها، والهوى يدعو إلى العطب
فقلت لي حسب عال ولي شرف
…
قالوا الدراهم خير من ذوي الحسب
قالوا نريد ألوفاً منك أربعة
…
ولست أملك غير الحلس والقتب
فالنفس تعجب لما رمت خطبتها
…
مني، وتضحك إفلاسي من العجب
لو كنت أملك مالاً أو أحيط به
…
أعطيتهم ألف قنطار من الذهب
فامنن علي أمير المؤمنين بها
…
واجمع بها شمل هذا البائس العزب
فما وراءك بعد الله مطلب
…
أنت الرجاء ومنهى غاية الطلب
فأمر له عبد الملك بعشرة آلاف درهم، وما يصلح للوليمة. زاد في أخرى مثلها: ورجع إلى الشيخ فتزوج ابنته.