الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الواو
أبو واثلة الهذلي
حدث شهر بن حوشب الأشعري، عن رابه؛ رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه، كان شهد طاعون عمواس قال: لما اشتعل الوجع فذكر حديثاً فيه: فلما مات يعني معاذاً استخلف على الناس عمرو بن العاص، فقام فينا خطيباً، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع، فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبلوا منه في الجبال. فقال له أبو واثلة الهذلي: كذبت والله؛ لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت شر من حماري هذا! قال:
والله ما أرد عليك ما تقول، وأيم الله، لا نقيم عليه. ثم خرج وخرج الناس، وتفرقوا عنه، ورفعه الله عنهم.
أبو واقد الحارث بن عوف
ويقال: عوف بن الحارث، ويقال: الحارث بن مالك بن أسيد بن جابر بن عبد مناة، الليثي. له صحبة. قال أبو واقد: بينا نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلقة إذ جاء ثلاثة نفر، فأما رجل فوجد فرجة في الحلقة فجلس، وأما رجل فجلس خلف الحلقة، وأما رجل فانطلق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أحدثكم عن خبر هؤلاء الثلاثة؟ أما هذا الذي جلس في الحلقة فرجل أوى وفي حديث: آوى إلى الله. فآواه الله، وأما الذي جلس خلف الحلقة، فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الذي أعرض، فأعرض الله عنه.
وعن أبي واقد قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، والناس يجبون أسنام الإبل ويقطعون أليات الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قطع من البهيمة وهي حية، فهو ميتة. وعن أبي واقد أنه شهد اليرموك قال: رأيت الرجل من العدو يسقط فيموت. فقلت في نفسي: لو أني أضرب أحدهم بطرف ردائي ظننت أنه سيموت. وفي حديث بمعناه: فقالت أسماء بنت أبي بكر للزبير: يا أبا عبد الله، والله إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى فتصيب قدمه عروة أطناب خبائي فيسقط على وجهه ميتاً ما أصابه السلاح. وعن أبي واقد الليث قال: إني لمع عمر بالجابية إذ جاءه رجل فقال: عبدي زنا بامرأتي، وهي هذه تعترف، قال أبو واقد: فأرسلني عمر إليها في نفر معي فقال: سل امرأة هذا عما قال. فانطلقت، فإذا جارية حديثة السن قد لبست ثيابها قاعدة على فنائها فقلت لها: إن زوجك جاء أمير المؤمنين فأخبره أنك زنيت بعبده، فأرسلنا أمير المؤمنين نسألك عن ذلك. قال أبو واقد: إن كنت لم تفعلي فلا بأس عليك. فصمتت ساعة، فقلت: اللهم، أفرج فاها عما شئت اليوم أبو واقد القائل فقالت: والله لا أجمع فاحشة وكذباً، ثم قالت: صدق. فأمر بها عمر فرجمت. وشهد أبو واقد بدراً مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم زماناً، وخرج إلى مكة وجاور بها سنة، ومات بها. فدفن في مقبرة المهاجرين وإنما سميت مقبرة المهاجرين لأنه دفن فيها من كان هاجر إلى المدينة. حج أو جاور. وقيل: لم يشهد بدراً. والصحيح أنه أسلم عام الفتح، لأنه شهد على نفسه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بحنين: ونحن حديثو عهد بكفر.