الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخ كان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم
كان معاوية يقوم لشيخ في منزله إذا دخل عليه، فقيل له: أتقوم لهذا الشيخ، وأنت أمير المؤمنين؟! قال: نعم، لأني رأيت فيه مشابهاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا أقوم لذلك لا له. قال: وهذا الرجل هو كابس بن ربيعة، وهو في حرف الكاف.
رجل قاص
من أهل الأردن. قال أبو عبيد الله: كنا مع معاوية بالجابية، وكان يخرج إليها إبان العشب، وفينا رجل يقص علينا من أهل الأردن، إذ قام رجل من ناحية الناس فقال: ألا أخبركم بكلم يهتز لها عرش الرحمن وشجر الجنة؟ قلنا: بلى. قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. يهتز لها عرش الرحمن وشجر الجنة. ثم قال في إثر ذلك: سبحان الله وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الكبير، أعوذ بوجه الله الكريم من عذابه الأليم.
رجل من تيم الله بن ثعلبة
أوفد زياد إلى معاوية وفداً من أهل البصرة، فيهم رجل من بني تيم الله بن ثعلبة من بكر بن وائل، فلما دخلوا على معاوية قام التيمي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين، إن السامع المطيع لا حجة عليه، وإن السامع العاصي لا حجة عليه، وإن الله إذا أراد بقوم خيراً ولي أمرهم علماؤهم، وقضى بينهم فقهاؤهم، وجعل الأموال في سمحائهم، وإذا أراد بقوم سوءاً، ولي أمرهم سفهاؤهم، وقضى في الأحكام جهلاؤهم، وجعل الأموال في بخلائهم. فاحفظ معاوية. ثم دعا له على رؤوس الناس بعطية جزيلة. فقال: خذها يا أخا بني تيم، أبخيل لنا؟ فقال: سبحان الله، إذا لم تكن بخيلاً فأخاف أن تكون
مبذراً، أو لكل الناس أعطيت كما أعطيتني؟ قال: لا، ولا يمكن هذا. فقال التيمي: فاجعل نصيبي في هذا الفيء أكثر من نصيب رجل من المسلمين. ففرق معاوية في ذلك الوفد مالاً عظيماً، وأمرهم بالشخوص إلى بلدهم، وكتب إلى زياد: لا تزال توجه إلي الرجل بعد الرجل فيقف بين يدي مؤنباً، أولى لك، فلما قرأ زياد الكتاب قال: علي نذر لأصلبن التيمي على أربع جذوع. ثم جعل ينتظر قدومه يوماً يوماً، ويعد له المراحل حتى انتهى التيمي إلى بعض المنازل، فمات به. وبلغ زياداً موته، فبعث إلى ابن أخ له من أهل البصرة فقال: عمك الحروري يؤنب أمير المؤمنين؟ فقال التميمي: أيها الأمير ما استأمرتني فيه حين أردت توجيهه، ولا ضمنت لك سقطة إن جاءت على لسانه، ولقد انتخبه بعلمك واخترته برأيك، فإن جاءتك فلا عليك بل على نفسه، وبعد، فمهما كنت صانعاً به أيها الأمير لو ظفرت به، أهو أكثر من أن تقتله؟ فقد قتله الله وكفاك أمره. فقال زياد: يا سلم، انطلق به فاحبسه الليلة حتى ينكل به غداً على رؤوس الناس. فدفعه سلم إلى غلام له فقال: امض به إلى الحبس. فمضى به الغلام، فلما كانوا في بعض الطريق أفلته الفتى وفر هارباً وأنشأ يقول: من الطويل
وأيقنت أني إن لبثت ساعة
…
على باب سلم سار جسمي إلى قبري
جميعاً وشتى مدرجاً في عباءة
…
فرأسي بعيد وهو أقرب من شبر
وجاء البخاريون يبتدرونني
…
عيون لهم خرز توقد كالجمر
عكوف على الأبواب من يؤمروا به
…
فليس براء أهله آخر الدهر
عشية يدعوهم دويد ومن يجب
…
دويداً فقد لاقى العظيم من الأمر
ولله أيام أتين ثلاثة
…
غلبن علينا القوم من كل ذي صبر
تحدر فيهن المنايا تحدراً
…
كأن دماء القوم من راحهم تجري
وكان زياد تواعد الناس بالقتل في ثلاثة أيام، فقتل منهم خلقاً كثيراً، ودويد هذا رجل كان من البخاريين على عذاب زياد.