المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول في الكلام عليهم جمليا - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - جـ ٣

[ابن فضل الله العمري]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء الثالث]

- ‌مقدمة المحقق

- ‌أ- المؤلف:

- ‌ب- المخطوط:

- ‌ج- منهج المؤلف في تأليف الكتاب

- ‌د- التأريخ والمؤرخون في عصر المؤلف:

- ‌هـ- منهج المحقق في تحقيق المخطوط:

- ‌النّوع الثّاني في ذكر ممالك الإسلام جملة

- ‌الباب الأول في مملكة الهند والسّند

- ‌الباب الثاني في ممالك بيت جنكيز خان

- ‌الفصل الأول في الكلام عليهم جمليا

- ‌نبذة من عقيدته وياسته وقاعدته وسيرته

- ‌الفصل الثاني في مملكة القان الكبير

- ‌الفصل الثالث في التورانيين وهم فرقتان

- ‌الفرقة الثانية في خوارزم والقبجاق

- ‌الفصل الرابع في مملكة الإيرانيين

- ‌الباب الثالث في مملكة الجيل

- ‌الفصل الأول في بومن

- ‌الفصل الثاني في صاحب توليم

- ‌الفصل الثالث في كسكر

- ‌الفصل الرابع في رسفت

- ‌الباب الرابع في مملكة الجبال

- ‌الفصل الأول في الأكراد

- ‌الفصل الثاني في اللر

- ‌الفصل الثالث في الشول

- ‌الفصل الرابع في شنكاره

- ‌الباب الخامس في مملكة الأتراك بالروم

- ‌الفصل الأول في مملكة كرمينان

- ‌الفصل الثاني في مملكة طغرلو

- ‌الفصل الثالث في مملكة توازا

- ‌فصل الرابع في مملكة عبدلي

- ‌الفصل الخامس في مملكة كصطمونية

- ‌الفصل السادس في مملكة فاويا

- ‌الفصل السابع في مملكة برسا

- ‌الفصل الثامن في مملكة اكيرا

- ‌الفصل التاسع في مملكة مرمرا

- ‌الفصل العاشر في مملكة نيف

- ‌الفصل الحادي عشر في مملكة مغنيسيا

- ‌الفصل الثاني عشر في مملكة بركي

- ‌الفصل الثالث عشر في مملكة فوكه

- ‌الفصل الرابع عشر في مملكة إنطاليا

- ‌الفصل الخامس عشر في مملكة قراصار

- ‌الفصل السادس عشر في مملكة أزمناك

- ‌الباب السادس في مملكة مصر والشام والحجاز

- ‌[ذكر مملكة المصر]

- ‌ذكر هيئة جلوسه للمظالم

- ‌ذكر هيئة في بقية الأيام

- ‌ذكر هيئته في الأسفار

- ‌ذكر انتهاء الأخبار إليه

- ‌فصل

- ‌زي ذوي العمائم المدورة

- ‌الكلام على أرباب الوظائف في هذه المملكة

- ‌ذكر الوظائف

- ‌فصل

- ‌ذكر عادة هذه المملكة في الخلع ومراتبها

- ‌ذكر العيدين

- ‌فصل

- ‌القاهرة

- ‌الاسكندرية

- ‌دمياط

- ‌ومما يتعلق بذيل هذه المملكة

- ‌ذكر برقة

- ‌ذكر المملكة الثانية وهي مملكة الشام

- ‌ذكر دمشق وبنائها

- ‌أسماء بعض جهاتها

- ‌جملة أعمال دمشق

- ‌بعلبك

- ‌حمص

- ‌حماة

- ‌حلب

- ‌طرابلس

- ‌صفد

- ‌القدس

- ‌الكرك

- ‌الشوبك

- ‌غزة

- ‌فائدة جليلة تتعلق بذكر غزة

- ‌(تتمة في ذكر سبب سفرهم الموجب لموت من مات منهم غريبا)

- ‌تنبيه

- ‌فهرس المحتويات

الفصل: ‌الفصل الأول في الكلام عليهم جمليا

‌الفصل الأول في الكلام عليهم جمليا

ص: 95

(المخطوط ص 39)

جعلت هذا فصلا جامعا لذكرهم، قبل ذكرهم على التفصيل في ممالكهم، لأن هؤلاء منهم أربعة سلاطين «1» بيد كل منهم مملكة عظيمة، استولوا بها على غالب المعمور من حدود الفرات إلى نهاية الشرق على الخط المستقيم المتصل بالسند [1] ، فالمسمى بالقان [2] الكبير، وهو المتغلغل في الشرق، منهم، وهو القائم مقام جنكيز خان [3] ، والجالس على تخته [4]«2» وسيأتي ذكره إن شاء الله.

والثاني منهم، هو صاحب إيران بمجموعها، وهي التي كانت بيد الأكاسرة [5] ، والثالث منهم «3» ، هو صاحب القبجاق (والرابع منهم)«4» ، صاحب مملكة ما

[1] السند: هو النهر الفاصل بين إيران والهند قديما، والسند إقليم بباكستان الحديثة ونهر يجري بها، وذكره ابن بطوطة پنج آب وهي خمسة أودية تصب في النهر الأعظم (رحلة ابن بطوطة بتحقيق د. جمال الدين الرمادي، دار الشعب القاهرة ص 262) .

[2]

القان: كلمة مغولية وهي في الأصل فاآن وتعني ملك كبير وسلطان عظيم (فرهنگ عميد 2/1561) .

[3]

ورد بالمخطوط جنكيز خان وكذلك في كثير من المصادر العربية، ويرد كذلك تنكيز خان (رحلة ابن بطوطة 244) وصوابه جنگيز خان أو جنگيز خان كما ورد في جامع التواريخ لرشيد الدين فضل الله وجهانگشاى لعلاء الدين عطا ملك جويني وتاريخ وصاف.

[4]

تخت: كلمة فارسية تعني العرش، كرسي الحكم، من الكلمة البهوية Taxt تكلمت به العرب، ودخل في العربية بنفس المعاني ومعاني أخرى (انظر الدخيل في لهجة أهل الخليج، د. أحمد الشاذلي القاهرة 1992 ص 31- لسان العرب 1/422 قاموس والمعاني الفصيح 32 فرهنگ عميد 1/548) .

[5]

الأكاسرة:، جمع مفرده كسرى، من اللفظ الفارسي خسرو، وهو لقب ملوك الفرس قبل الإسلام (فرهنگ جديد رازي، محمود سعيدي پورآذينفر انتشارات فرد 277) .

ص: 97

وراء النهر، فانقسمت بينهم مملكة توران، وهي مملكة الترك القديمة، وبها كان افراسياب [1] وأما صاحب إيران، فهو يفخر على الملكين؛ صاحب القبجاق وصاحب ما وراء النهر؛ بأن جده الأكبر هولاكو بن تولى [2] ابن جنكيز خان، وهو جد القان الأكبر الآن.

والملكان [3] الآخران يفخران بأن جنكيز خان لما قسم البلاد بين «1» ابنيه، ملك جديهما [4] ، ولم يملك تولى ولا هولاكو ولده جد صاحب إيران، بل كان هولاكو ابن تولى مندوبا من جهة أخيه منكوكبكاخان [5] ، وارث الملك والتخت.

(حدثني الفاضل نظام الدين أبو الفضائل يحيى بن الحكيم نور الدين الطياري (المخطوط ص 40) الكاتب البوسعيدي [6] أنه كان أرسله لدفع

[1] أفراسياب: أكبر الملوك الأسطوريين التورانيين من نسل تنورين افريدون، جلس على ملك توران بعد يشنگ (انظر: حماسهء سراي وإيران ذبيح الله صفا تهران 1369 ش 616- 626) .

[2]

هولاكو بن تولوى (الابن الرابع لجنكيز خان) ابن سيورقوني بيگي من قبيلة الكرايت، والعامة يدعونه هلاوون، قاد جيوش المغول جنوب البلاد الإسلامية وقضى على الإسماعيلية والخلافة العباسية، واستولى على الشام، وهزمت جيوشه في عين جالوت سنة 658 هـ أمام المصريين وتوفي سنة 663 هـ (انظر: جامع التواريخ لرشيد الدين فضل الله ترجمة صادق نشأت وآخرين ج 2/219، وكتابي فتوحات هولاكوخان في ميزان النقد التاريخي- القاهرة 1990 ص 1- 6 تركستان لبارتولد 715) .

[3]

وردت بالمخطوط المكان.

[4]

جغتاي.

[5]

منكوكبكاخان هو مونكو بن تولوي بن جنگيز خان حكم ما بين سنة 1251- 1258 نجان باليق (انظر:

تركستان لباتولة 715) .

[6]

البوسعيدي نسبة إلى أبي سعيد هاد بن أولجايتو وخدابنده بن أرغون بن آباقا بن هولاكو، من سلاطين الإيلخانيين (انظر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ابن حجر العسقلاني حققه محمد سعيد جاد الحق القاهرة 1966 ج 3/469 وكذلك كتاب عبيد زاكاني ومنظومته موش وكربه د. أحمد الشاذلي القاهرة 1990 ص 7- 8) .

ص: 98

الإسماعيلية [1] والأكراد [2] ، فلما أخذ بغداد [3] ، تمكن وعصا، واستقل بنفسه، والواضح الجلي ما سنذكره عن شيخنا الفرد نادرة الوجود أبي الثناء الأصفهاني [4] إن شاء الله في ذلك) «1» .

وأمّا أصل جنكيزخان، جد هؤلاء الملوك في النسب، فنحن نذكر منتهى نسبهم إلى أن نأتي إلى جنكيزخان (متبعهم، ومشرع الباسته [5] لهم)«2» ، ثم

[1] الإسماعيلية: فرقة دينية تنسب إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق، والذي مات في عهد أمية سنة 143 هـ، واتباعه أسسوا مذهبا قائما على التأويل والتفكير الفلسفي، أظهر الفاطميون مذهبهم، وتفرقوا بعد ذلك إلى فرق منها الدروز والصباحية والبهرة والأغاضانية والمقصود بهم في هذا الكتاب هم الصباحية الذين يسمونه أيضا الباطنية والملاحدة والحشاشين (انظر كتاب حركات الغلو والتطرف أحمد الشاذلي القاهرة 1987 ص 35- 87) وكذلك روضة الصفا في سيرة الأنبياء والملوك والخلفاء ترجمة المحقق 232 وما بعدها- نزهة القلوب حمد الله قزويني 61) .

[2]

الأكراد: شعب يسكن هضبة فسيحة في آسيا الوسطى، وبلادهم موزعة بين تركيا وإيران والعراق وغيرها (المعجم الوسيط ج 2/813) .

[3]

بغداد: مدينة السلام، على نهر دجلة، كانت حاضرة الدولة العباسية أسسها المنصور، كانت أم الدنيا وسيدة البلاد فيها سبع لغات بغداد وبغذاذ وبغذاد ومغداد ومغذاذ ومغدان وبغدان (مراصد الاطلاع 2/209) .

[4]

أبو الثناء الأصفهاني: محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأصبهاني، مفسر وصوفي ومتكلم، ولد بأصبهان 674 هـ وقدم دمشق لازم المسجد الأموي ومات بالقاهرة 749 هـ (معجم المؤلفين لكحالة 12/177) .

[5]

الياسا: الأحكام والقانون وهي بالمغولية يساي (انظر: تركستان لبارتولد 114) وترد في العربية يسق ويساق والكلمة مغولية تعني قانون، وهي ياسا وباسق وباسا، وهي مجموعة من القوانين التي وضعها جنكيزخان ليسير عليها قومه (انظر فرهنگ رازي 1034- وفتوحات هولاكوخان 7 (وهو كتاب القواعد الكبير (تاريخ جهانكشاي وعطا الله جويني ترجمة د. محمد التونجي حلب 1985 ج 1/62) .

ص: 99

تفرع نسب كل ملك من هؤلاء الأربعة، فنقول وبالله التوفيق، (قيل)«1» أن جنكيزخان ينتهى (نسبه)«2» إلى امرأة تسمى آلان قوا [1] كانت متزوجة بزوج أولدها ولدين، اسم أحدهما بكتوت والآخر بلكوت، وأبناء هذين الولدين يسميان عند المغل [2] الدرلكيه، ثم مات زوجها، وبقيت مرحلة بغير زوج، فحملت فأنكر عليها المحمل، وحملت إلي من له الحكم بينهم، لينظر في أمرها، فسألها ممّن حملت؟ فقالت: ما حملت من أحد، إلا أني كنت قاعدة وفرجي مكشوف، فنزل نور دخل في فرجي ثلاث مرات فحملت منه هذا الحمل، وأنا حامل بثلاثة ذكور، لأن دخول ذلك النور كل مرة بولد ذكر، فأمهلوني حتى أضع، فإن وضعت ثلاثة ذكور، فأعلموا مصداق قولي، وإلا فرأيكم فيّ، فولدت ثلاثة أولاد ذكورا من بطن واحد؛ بوقن فوناغي، وبوسن سالجى، وبوذنجر، وهؤلاء الثلاثة هم المسمون بالنورانيين نسبة إلى النور الذي ادعت أمهم أنه نزل في فرجها [3] ، ولهذا يقال عن جنكيزخان أنه ابن الشمس وبوذنجر عليه عمود النسب إلى جنكيزخان.

فنقول: إن هذا بوذنجر ابن الآن قوا أولد بغا وبغا أولد ذو توم منن، وذو توم منن

[1] آلان قوا وترد آلانقو (جامع التواريخ رشيد الدين فضل الله ج 2/25) وعند أحمد تبريزي شهنشاه نامة تبرزي آلان قوا ص 172- 164) .

[2]

المغل هم المنغول شعب لم يكن على عهد جنكيزخان سوى مصطلح رسمي وكان مجهولا لدى بقية الشعوب، وكان حكام الصين يطلقون عليهم التتار (تركستان لبارتولد 545) والمغول هم المغال والمنغووا قبائل تركية سكنت قرب نهر اونون (تاريخ التمدن الإسلامي جرجي زيدان بيروت 3/508. القرماني 286) .

[3]

انظر: قصة مشابهة مع اختلاف في الموضوع حول الشعاع الذي يبشر بالأولاد العظام، في حديث عطا ملك جويني عن الأويغور (انظر جهانگشاي الترجمة العربية 1/81) .

ص: 100

أولد قيدو، وقيدو أولد باي سنقر، وباي سنقر أولد تومنيه خان، وتومنيه خان أولد قبل خان، وقبل خان أولد تربان «1» ، وتربان أولد بيسوكي بهادر، وبيسكوي بهادر أولد جنكيزخان، جد هؤلاء الأربعة.

(المخطوط ص 41)

ونحن الآن نسرد نسبه منه إلى الآن، فواصل «2» أن تفرع أنساب هؤلاء «3» الأربعة منه، فنقول جنكيزخان بن بيسوكي بهادر ابن تريان بن قبل خان بن تومنيه خان بن باي سنقر بن قيدو ابن ذو توم منن بن بغابن بوذنجر بن الآن قوا، إلى هذه المرأة منتهى نسبهم [1]«4» .

وهذه الحكاية في نسب جنكيزخان أكذوبة قبيحة، وأحدوثة غير صحيحة، وإن صحت عن المرأة، فلعلها احتالت على سلامة نفسها من القتل، ولعلها سمعت قصة مريم الزكية، فتعلقت بحبل الشبهة، حتى أضلت أقواما بشبيه ذلك الحق، وزورت كذبا على مثل هذا الصدق. [البسيط]

قد يبعد الشيء من شيء يشابهه

إن السماء نظير الماء في الزرق

وها نحن نبدأ بذكر نبذة من ابتداء حال جنكيزخان وترقيه إلى أن ملك، ودانت له ملوك تلك الديار، وقبل الخوض في سياقة انتساب هؤلاء الملوك واتصالهم

[1] يدعى جنگيزخان نسبة إلى قوتولةخان زعيم قبيلة الموتغكو، تتار باعتلائه عرش القبيلة، وهو ادعاء لا يرقى إلى الصواب (تركستان من الفتح العربي إلى الفترة المغولية- فاسيلي فلاديميرو باتولد نقله عن الروسية صلاح الدين عثمان هاشم الكويت 1401 هـ 1981 م ص 545.

ص: 101

به، فنقول: حكى الصاحب علاء الدين عطا ملك الجويني [1](أنه كان ملك الجويني)[2] ، أنه كان ملك عظيم في قبيلة عظيمة يدعى أونك خان [3] ، وكان مطاعا في قبيلته [4] ينقاد إليه عظماء رعيته، فتردد إليه جنكيزخان في حال صباه، وقربه وأدناه، وتوسم فيه النجابة والرياسة، فزاد في ارتقائه على أقربائه، وأعلاه على من سواه، حتى نشأ بينهما الاتحاد، وانتسج الوداد، فشبت نار الحسد في أقرباء ذلك السلطان، ونفخ في روعهم مخيل الشيطان. أن وضعوا لجنكيزخان المراصد والمصائد، ودفنوا له الأوابد والمكائد، وأعملوا الفكر في قطع حبل انفصال عنه، ووضع موجبات قتله واتصال منه، فلما بالغوا في الوقيعة، وأسرفوا في الغيبة والشنيعة، تغير أونك خان، على جنكيزخان تغيرا لم يظهره، وأسر كدرا لم ينقره، وجمع فكرا في ذنب يأخذه به، أو ينتحله، أو جرم يتقوله واستشار فيه أصحابه، وجعل التوقع لذلك دأبه، فاتفق أن سخط أونك خان على صبيين [5](المخطوط ص 42) من مماليكه، فخافاه والتجأ إلى حوزة،

[1] علاء الدين عطا ملك جويني هو علاء الدين عطا ملك بن بهاء الدين جويني من كتاب التاريخ الإيرانيين المعروفين في العصر المغولي، كان أبوه وأخوه أصحاب ديوان جوين عمل في بغداد أربعة أعوام، ولكنه قبض عليه بوشاية وزير باقاخان وتوفي سنة 781 هـ وأهم كتبه جهانگشاي (انظر عطا ملك جويني وكتابه جهانگشاي والسباعي محمد السباعي- رسالة دكتوراه؛ جامعة القاهرة- فرهنگ أدبيات فارسي زهرا خانلرى كيا چاپ سوم توس 1366 ش ص 167- تاريخ فاتح العالم جهانگشاي تأليف عطا ملك الجويني حاكم بغداد ترجمة د. محمد التونجي حلب 1985 مقدمة القزويني ج 1/27 وما بعدها) .

[2]

جملة اعتراضية.

[3]

أونك خان رئيس قبائل الكرايت (الكريت) والساتيز، وكان ذا قوة ومكانة تفوق غيرها من القبائل، وتمتاز قبيلته بالعدة والعتاد والعدد (جهانكشاي الترجمة العربية 1/69) وهو أيضا ونك خان زعيم الكرايت (تركستان؟ -؟ - بارتولد ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم الكويت 1981 ص 545) .

[4]

قبيلة الكرايت.

[5]

كان الصبيان يدعى أحدهما كلك والثاني باده (جهانگشاي الترجمة العربية 1/70) .

ص: 102

جنكيزخان [1] ، واستجارا به، فأحسن إليهما، وحنا عليهما، ووعدهما بإزالة كدر السلطان، وتلاقى ما كان، فأنطقهما لسان الإحسان بهذه:

«إذا التزم المقدار جبل سعادة

أتاك جميع الكائنات مساعدا

«وإذا جري القضاء على صعب سهّله

وإذا أرادك الله لأمر همّاك له»

وقالا له: إن السلطان أونك خان يتوقع لك الوقيعة، ويتربص لك الأجن الشنيعة، فخذ حذرك، وأصلح أمرك، فرحل من ليلته بأتباعه وجماعته، ودهمه أعداؤه سحرا، فلم يجدوا له أثرا، ولا عرفوا له خبرا، ونفر العسكر يتلوه، فلم يلقوه، وقيل بل لحقوه، فعطف بجماعته إليهم، وقاتلهم حتى أتى عليهم، وغنم مالهم، فلما جمع أتباعه وأقاربه، وأعز مقامه، وحمى جانبه، وربّ رجاله وآله، وبذل لهم قوته وماله، وخص بإحسانه دنيك الصغيرين دون الناس، وأنزلهما منزلة العينين من الراس، ويسمى كلا منهما ترخانا [2] ، وكتب له أمانا وفرمانا [3] بفراغه من جميع المؤن والكلف، وتفرغه لانتهاز الفرص، واقتطاف الطرف، وأن ينهب في الفتوح قبل كل ناهب، ويسلب قبل كل سالب، ويدخل على يده عامة البيوت فلا

[1] يذكر ابن بطوطة أنه لم يكن إلا حدادا بأرض الخطا، وجمع الناس حوله، وصارت له جماعة، فقدموه على أنفسهم، وغلب على بلده وقوي واشتدت شوكته، فغلب ملك الخطا ثم على ملك الصين (رحلته 244) .

[2]

ترخان: لقبه يحمله أمراء وملوك تركستان، ويأتي أحيانا طرخان، طرخون (فرهنگ رازي 274)، وحامل لقب ترخان له مزايا عديدة ويمكنه مقابلة الملك في أي وقت- واللفظ تركي يعني في العربية رئيس ويجمع طراخنة (فرهنگ عميد 1/560- جامع التواريخ حاشية ج 2/17) . وقال عنه ابن بطوطة ترخان: الموضع المحرر من المغارم (رحلة ابن بطوطة 228) والطرخانات هم الطبقة الأب خراطية (جهانكشاي لعاط الله جويني 2/27- ابن العبري 395- تركستان لبارتولد 551- التاريخ السري للمغول طبقة كوزين 141- 167) .

[3]

فرمان: أمر وحكم وهو هنا يعني أمر سلطاني واللفظ فارسي من الپهلوية Faraman ودخل العربية وبجمع فرامين وفرمانات (انظر الدخيل في لهجة أهل الخليج للمحقق ص 89- معجم الألفاظ الفارسية المعربة لآدي شير بيروت 1980 ص 119، تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية لطوبيا العنيسي القاهرة 1964 ص 196 ص 51- معجم الألفاظ العامية لأنيس فريحة بيروت 1973 ص 129- فرهنگ-

ص: 103

يمنع، ويحكم فلا يدفع، وأن لا يؤخذ بذنوب كثيرة ولو تكررت ذنوبه، واستمرت عيوبه، وأجرى ذلك لجملتهما، وآحادهما، وأن يستمر ذلك إلى سبعة أبطن [1] من أولادهما، ومن نسلهما الآن قوم لا عادية عليهم، ولا لوم، محترمون عند الملوك، جارون على ذلك النهج المسلوك.

ثم شرع في الإحسان إلى جميع من رحل عن أونك خان، وباعده، واتصل به، وعاضده، وأفشى فيهم الإنعام، وبث فيهم الإعزاز والإكرام، حتى تتالوا إليه أفواجا، وتواردوا إليه فرادى وأزواجا، وأولادهم الآن أقرب الأخصين، وأخص الأقربين، فقوى بذلك أمره وإمارته، واشتدت شوكته ومهابته، وراسل القواد، فانقادت، واستلان القلوب (المخطوط ص 43) فلانت أو كادت، فحينئذ جرد عسكرا كثيفا، وتبعا لفيفا لمحاربة السلطان أونك خان، وأمده بآخر يتلوه، فنازلته العساكر الجنكيزية، فقتل في أقرب أمد، وملك جنكيزخان ما كان له من عدة وعدد.

ثم بعث جنكيزخان إلى القبائل المتباعدة، والبطون المتباينة [2] ، بما عرفهم به من حاله وعدله وبأسه وفضله وعلو شأنهم إن انضموا إليه، وتأييد سلطانهم إن عكفوا عليه، فتوالوا إليه كالسيل ورمل الفلا ورجل الجراد.

وكان من أعظم القبائل المجيبة لدعوته، الداخلة في إيالته، القانعة برئاسته وباسته [3] قبيلتان، بالغتان في العدد، نهايتان في الاستعداد والعدد، إحداهما تدعى أويرات [4] ،

- عميد 2/1529- فرهنگ رازي 632) .

[1]

انظر: القصة كاملة في جهانگشاي الترجمة العربية 1/70- 71.

[2]

أخضع جنكيزخان قبائل التتار، الكرايت والنايمان والأيغور والاويرات (انظر تركستان من الفتح العربي حتى الغزو المغولي، فاسيلي يمروفتش بارتولد، نقله عن الروسية صلاح الدين عثمان هاشم الكويت 1981- ح 1/400) ، وأرسل إلى قبائل اويرات وقنقورات (جهانگشاي الترجمة 1/71) .

[3]

ياستة- قانونة (فرهنگ رازي 1034) .

[4]

اويرات وإحدى القبائل المغولية (جهانگشاي الترجمة العربية 1/71- جامع التواريخ نشر برزين ج 1 ص 100) .

ص: 104