الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأخرى قنقورات [1] وأما القبيلة التي هي في خدمه، ومنها عظمه تسمى قيات [2] وهي أكثر القبائل شهرة، وأتمها كثرة، وكان اسمه القديم تموجين [3] فلما تؤخذ أمره، وعلا قدره، سمى جنكيز خان [4] .
نبذة من عقيدته وياسته وقاعدته وسيرته
قال الصاحب علاء الدين عطا ملك الجويني: الظاهر من عموم مذاهبهم الإدانة بوحدانية الله تعالى، وأنه خلق السماوات والأرض، وأنه يحيى ويميت، ويغني ويفقر، ويعطي ويمنع، وأنه على كل شيء قدير [5] .
قال مؤلف جهانگشاي [6] : إن من أولاده من كان بملة عيسى، ومن دان بملة موسى، ومنهم من أخرج الجميع، وكل من اعتقد من بنيه مذهبا لم يكن له
[1] قنقورات قبيلة مغولية (جهانگشاي الترجمة العربية 1/71) .
[2]
ورد أنه كان من بين قبائل المغول، وبرز أثناء محاربة التتار، وإنه اتخذ اسم المغول علما له وحل محل قوتوله خاقان حاكم القبيلة السابقة (تركستان لبارتولد 545) .
[3]
تيموجين أو تمرجي أو تمجين (جهانگشاي الترجمة العربية 1/69) .
[4]
ذكره ابن بطوطة جنكيز خان وأنه كان يعمل حدادا بأرض الخطا، وكان له كرم نفس وقوة وبسطة في الجسم، كان يجمع الناس ويطعمهم حتى صار له جماعة، فقدموه على أنفسهم، وغلب على بلده وقوي واستفحل أمره، فغلب على ملك الخطا وملك الصين والختن وكاشخر والمالق (رحلة ابن بطوطة 244) .
[5]
انظر جهانگشاي عطا ملك جويني- الترجمة العربية ج 1/60) .
[6]
جهانگشاي: من تواريخ العصر المغولي، تأليف علاء الدين عطا ملك جويني، ألف سنة 658 هـ ويضم ثلاثة مجلدات عن أحوال وقائع المغول حتى سنة 655 هـ- المجلد الأول عن عادات وتقاليد المغول القديمة وقوانين الياسا التي وضعها جنكيز خان، وفتوحات جنكيز خان. وسلطنة أوكتاي قاآن وگيوك خان وجغتاي، والمجلد الثاني عن تاريخ الخوارزمشاهية وأحوال ملوك القراختاي والجرجانية والثالث عن تتويج منكو قاآن وسلطنته وهولاكو خان وتوجهه إلى بغداد والقضاء على الإسماعيلية- (انظر: جهانگشاي عطا ملك جويني جاب تهران- عطا ملك جويني وكتابه جهانگشاي د. السباعي محمد السباعي رسالة الدكتوراه بجامعة القاهرة، فرهنگ أدبيات فارسي 114- 115) (تركستان من الفتح العربي إلى الغزو المغولي؟ -؟ بارتولد نقله عن الروسية صلاح الدين عثمان هاشم- الكويت 1981 هـ ص 841) .
تعصب على غيره ومنهم من تقرب بالأصنام [1] ، وكان جنكيز خان [2] إذا تهدد أحدا من الملوك أو كاتبه بالتحذير من صولته، قال له: إن أطعت كان لك كذا وكذا من الإعزاز والتقريب، وإن عصيت فالله أعلم بما يكون حالك معنا، قال: ويلمح من هذا القول نوع من التوكل والتفويض.
وأمّا السياسة وأحوالها كثيرة، فمنها ما يوافق الشريعة المحمدية، قال: وليعلم أن هذا الرجل لم يقف على سيرة ملوك، ولا طالع كتابا، وجميع ما نسب إليه من ذلك صادر عن قوة ذهنه (المخطوط ص 44) وحسه، واستدراك الأصلح من قبل نفسه، فإنه استخرج لكل منهم مبهمّ، وقعد قاعدة مفردة، ولكل مذنب عقوبة مقدرة، وعين حدودا، لا إمهال له عندهم، ولا مغير، وأوعز أن يتعلم ذلك صغار أهله، ويسرى امتثاله عن عقب الرجل منهم، ونسله، بعد أن أثبتها في كتاب سماه الياسا الكبيرة [3] ، وأمر أن يوضع في خزانته، ويتوارثها أقارب عصبته وذريته [4] .
ونسخ ما كان لهم من قديم عواند مذمومة بتسليكات محمودة مفهومة، فمن ذلك أن من زنى سواء أن كان محصنا أو غير محصن قتل، ومن لاط قتل، ومن تعمد الكذب قتل، ومن سحر قتل، ومن يتجسس علي قوم قتل، ومن داخل بين اثنين يختصمان فأعان أحدهما قتل، ومن بال من الماء قتل، ومن أعطى بضاعة وخسر ثم أعطى ثانية وخسر إلى الثالثة قتل، ومن أطعم أسير قوم أو كساه أو شكاه بغير إذنهم قتل، ومن وجد هاربا أو أسيرا أو عبدا ولا يرده قتل.
[1] انظر: جهانگشاي الترجمة العربية ج 1/63.
[2]
ظل جنكيز خان متمسكا بديانته الشامانية (تركستان لبارلوله 560) .
[3]
كتاب القواعد الكبير (جهانگشاي الترجمة العربية 1/62) أي القانون العرفي للمغول (تركستان لباتولد 373) .
[4]
دونت الياسا باللغة الأويغورية بالإضافة إلى تعاليم جنكيز خان المسماة (بيللك)(انظر: تركستان ص 559) وانظر تفاصيل الياساي في جهانكشاي 1/62) .
وكانوا يعتمدون في ذبح الحيوان أن تكتف قوائمه ويشق جوفه، ويدخل أحدهم يده إلى قلبه ويهرسه فركا حتى يموت أو يخرج قلبه، ومن ذبح كذبيحة المسلمين ذبح، ومن وقع جمله أو فرسه وثقله في كر أو فر، ومر عليه من يتلوه بعده، ولم ينزل لمساعدته قتل، وقيل كانت لهم ياسه قديمة أن من ارتمس في الماء قتل.
وكان جنكيز خان يعظم رؤساء كل أمة وملة، ويتخذ تعظيمهم، وسيلة إلى الله تعالى.
قال: والمشهود من حالهم إسقاط المؤمن والكلف عن العلويين [1] والفقراء [2] والقراء والفقهاء والأطباء وأرباب العلوم على اختلافهم والزهاد حتى عن المؤذنين ومغسلي الموتى.
ومن آدابهم المستعملة وقوانينهم أشياء كثيرة؛ منها أن لا يأكل أحد من يد أحد طعاما حتى يأكل المطعم منه أولا، ولو كان المطعم أميرا والمطعم أسيرا، ولا يختص أحد بالأكل وحده دون أن يطعم جميع من وقع نظره عليه ذلك الطعام، ولا يمتاز أمير بالشبع من الزاد دون أصحابه، بل يقسمون الزاد بالسوية، ولا يرمى أحد بالمأكول رميا، وقد قابل (المخطوط ص 45) مناولة باليد، ولا يخطو أحد موقد نار ولا طبق زاد، ومن اجتاز بقوم يأكلون فله أن يجلس إليهم، ويأكل معهم من غير استئذان، وأن لا يدخل الإنسان يده في الماء بل يأخذ ملء فيه، ويغسل يديه ووجهه، ولا يبول أحد على الرماد، ولا يطأ عتبة الخرگاه [3] .
[1] العلويون هم أتباع الإمام علي بن أبي طالب، وتطلق على الشيعة إجمالا إلا أن فرقة النصيريين وهي إحدى الفرق الشيعة الغلاة يسمون بالعلويين (حركات الغلو والتطرف في الإسلام د. أحمد الشاذلي القاهرة 1987 ص 92- 93) والعلويون هنا المقصود بهم أولاد وأحفاد الذين أقاموا جماعات علويين لهم في أنحاء متفرقة من إيران.
[2]
الفقراء: المتصوفة.
[3]
الخرگاه: خيمة كبيرة سرادق سلطاني (فرهنگ رازي 272) ، الخرگاه بيت يسمى عندهم الخرقة، هي-
قال: وسمعت أنهم كانوا لا يرون غسل الثياب البتة، ولا يميزون بين ما يميزه المسلمون في شيء من طاهر ونجس البتة [1] .
قال: ومن قوانينهم التي ألفت منهم أن لا يتعصبوا لمذهب من المذاهب على مذهب، وأن لا يفخموا الألفاظ والألقاب من كلام بل يتلفظ باسم السلطان كما يسمى غيره، فيقال قد تقدم قاآن أو خان [2] بكذا وكذا، وأن لا يتعرضوا لمال ميت أصلا، ولو ترك ملأ الأرض ولا يدخلونه خزانة السلطان.
قال: وأما ترتيب العساكر والقانون المقرر في ذلك، فأعلم أنه لا ينقل في تاريخ قديم ولا حديث أن عسكرا اجتمع لسلطان كثرة كما اجتمع لهم كثرة عدد وعدد وقوة وصبرا وطاعة لسلطانهم إلا لأجل مشاهرة، ولا توقع مال وجاه بل لمجرد الطاعة حسب، ثم إذا رجعوا من القتال وكرب الحرب إلى السكون، والسلم [3] ، أخذ السلطان فيهم القلان [4] والقبجور [5] والأولاق [6] والبدرقة [7] من غير ضجر
- عصى من الخشب يجمع شبه قبة، وتجعل عليها اللبود ويفتح أعلاه ولدخول الضوء والريح جعل البادهنج ويسد متى أحتيج إلى سده (رحلة ابن بطوطة 200) .
[1]
انظر جهانكشاي، الترجمة العربية 1/61- 680) .
[2]
القاآن: أول مرة يكتبها المؤلف صوابا، ويبدو أنه نقلها عن علاء الدين عطا الله جويني، والقاآن هو الملك الكبير والخان هو الأمير.
[3]
انظر: جهانكشاي 1/63.
[4]
القلان: دراهم ترصد برسم الكلق مقررة على البلاد (حاشية المخطوط ص 48) ضريبة كانت موجودة قبل القويجور، تجبى من المسلمين وغير المسلمين (تركستان 656) .
[5]
القبجور: من نوعه (أي أنه رسم مقرر)(حاشية المخطوط ص 45) القوپجور ضريبة تجبى (رأس من كل مائة رأس) وتوزع على الفقراء والمعوذين (تركستان 656) ويقول عن ابن العبري: مراعي ذوات اوربع (ابن العبري 459) .
[6]
الأولاق: خيل البريد (حاشية المخطوط 45) الولاق هو خيل البريد (رحلة ابن بطوطة 262) وهو اولاغ وهو البريد عامة والبريد الخاص يسمى ناريت أو بارين تاريت والبريد العادي بيات أو تيان ينات (تركستان 657) .
[7]
البدرقة: في معنى البائزة: البائزة لوح البريد (حاشية المخطوط 45) والبائزة كانت عبارة عن لوحة من-
منهم، ولا تأسف منهم، بل يؤدونه إليه مختارين، ومتى تجهزوا للقتال، عرضوا آلات الحرب وغيرها على أمرائهم حتى تعتبر أمراؤهم الخيط والإبرة، ويؤاخذونهم على تجويد آلة أو تقصير في سلاح.
قال: وأغرب من ذلك أن نساءهم [1] تنهض في حال بعدهم وسفرهم بجميع ما يتوجه على رجالهم الغياب من الطلب والسخر السلطانية، ومن ذلك أن كل بنت حسناء تجمع من كل مكان، ويحملن جميعا في رأس كل سنة إلى السلطان، فيختار منهن ما يصطفيه له ولأولاده، ويرد الباقي.
ومن أحسن الترتيبات وضعهم أمراء الألوف [2] والمئات [3] والعشرات [4] فهو أضبط نظام لما يحاولونه، وأسرع إفهام لما يطلبونه.
ومن جملة ياسهم أنه إذا كان أمير في غاية القوة والعظيمة وبينه وبين السلطان كما بين المشرق (المخطوط ص 46) والمغرب، حتى أذنب ذنبا يوجب عقوبة، بعث إليه ولو من أخس أصحابه من يؤذ به بموجب ما يقتضيه ذنبه، ولو كان من ذنبه ما يوجب قتله، ألقى نفسه بين يديه ذليلا، وأخذه الرسول بموجب جرمه حقيرا كان أو جليلا. [5]
ومنها أن كل أمير لا يتردد إلي سواه، ولا يتغير عن موضعه [6] فإن فعل ذلك
- الذهب أو الفضة وفي بعض الأحيان من الخشب، وذلك حسب رتب الأشخاص (حاشية جامع التواريخ ج 1/247) وجميع بايز. بايزات (تركستان 688- 738) .
[1]
وردت بالمخطوط نسائهم.
[2]
أمير الألف أي تحت إمرته ألف جندي وهو عادة لا يقل عن خان ويقال عن أمراء الألف هزاره (رحلة ابن بطوطة 227) .
[3]
أمير مائة أي تحت إمرته مائة جندي وهو عادة لا يقل عن بيگ.
[4]
أمير عشرة أي تحت إمرته عشرة جنود ويسمى أو نباشي وأدنى بمعنى عشرة وباشي بمعنى رئيس.
[5]
قوانينهم، ينقل ابن فضل الله العمري القوانين نقلا جيدا يكاد يترجمها من أصلها الفارسي انظر الترجمة (جهانگشاي 1/61- 68) .
[6]
انظر جهانگشاي 1/67.
عوقب أو قتل، لا يتردد إلى أحدهم أولاده.
ومنها وضعهم البريد بكل مكان، طلبا لحفظ الأموال، وسرعة إيصال الأخبار، ومستجدات الأحوال.
وكان لجنكيز خان عادة مستمرة، وإن كانت إلي الآن سارية في الأولاد، وهي وفور الرغبة في الصيد والأمر به والركوب إليه، في كل وقت يتفرغ فيه من القتال، والمنازلة، وربما اشتملت حركته على مسيرة ثلاثة أشهر، يحافظ العسكر على ما تحويه تلك الحلقة [1] ، ويضايقون ما بين الخراكي [2] والبيوت بالحبال، ولم يكن غرض السلطان من ذلك مجرد الصيد خاصة، وإنما مراده تمرين عساكره، واستمرار أوامره، وإدمانهم علي استعمال السلاح، وسفك الدماء، وتغلب القوة الغضبية والمضاهرة على الأرواح.
ومن عاداتهم أنه متى خرج من قبل واحد منهم شيء من الصيود أدب بحسب ما تقدم من أمره بل ربما قتلوه، ويسوقون تلك الصيود كسوق الغنم [3] ، وتواتر الرسل إلى السلطان بصورة حالها وكثرتها وقلتها، فإذا ضاقت الحلقة، وتراكمت الصيود، مشحونة بغرائب الوحوش، والحيوانات السهلية والجبلية، ودخل هو وأولاده وخواصه، وتفوقوا في القتل والقبض والتفرج، وربما استثرف القان من مكان عال، لينظر فروسية أولاده، وقوة مراسهم، فإذا تخلف من تلك الصيود بعد ذلك شيء، اجتمع ولدانهم وصبيانهم، وشفعوا إلى السلطان في إطلاق ذلك المتخلف.
وحكى أن في بعض صيودهم واجتماع ما اجتمع في بعض تلك الحلق لهم من الوحوش، وضاقت عليهم المذاهب، وعاينت التلف، فاستقبلت السلطان بوجهها
[1] انظر جهانگشاي 1/63.
[2]
الخراكي جمع مفرده خركاه- خيمة كبيرة (فرهنگ رازي 272) والخركاه غير البارگاه فالثانية بيت كبير له أربعة أعمدة من الخشب ومكسورة بصفائح الفضة (رحلة ابن بطوطة 227) .
[3]
انظر جهانگشاي 1/64.
وجاءت إليه بالصياح العالي على هيئة المستعطف (المخطوط ص 47) المستجير، فيتقدم بفك الحلقة، وإطلاق تلك الوحوش [1] .
قال الصاحب علاء الدين الجويني [2] كان له عدة أولاد ذكور وإناث من الخواتين [3] والسراري [4] وكان أعظم نسائه أوبولجين بيگي، وفي رسم المغول تعظيم الولد بنسبة والدته، فكان له من هذه المذكورة، أربعة أولاد معدين للأمور الخطرة وهم لتخت ملكه بمنزلة أربعة قوائم سدته، وكان أكبرهم توش والد قردوا [5] وباته [6] وبركه [7] وتركجار [8] ، فرتب توش على الصيد والقبض لأنه أمر محبوب إليهم موصوف عندهم، ورتب چغتاي [9] الذي هو أصغر منه لتنفيذ الياسات والأرغوا [10] والمقابلات وأمثال ذلك، ورتب أوكتاي [11] لما يتعلق بالعقل والرأي والتدبير والولاية والعزل واختيار الرجال واختيار الأعمال وعرض الجيوش
[1] انظر: جهانگشاي 1/65.
[2]
أولاد جنكيز خان المذكور هم: جوجي وجغتاي واوگداي وتولوي (تركستان 715) .
[3]
الخواتين جمع مفرده خاتون وهي السيدة عريقة النسب (فرهنگ رازي 255) زوجة الملك (المسعودي:
مروج الذهب ج 4/144) .
[4]
السراري جمع سرية وهي الجارية (فرهنگ عميد 2/1205) .
[5]
توشي ولد قرد ولعله يذكر جوجي بن جنكيز خان (انظر شجرة نسبه تركستان 715) .
[6]
باتن هو باتو بن جوجي (شجرة النسب عند بارتولد ص 715) .
[7]
بركة: هو نفسه بركا وبركاي وبركاء (انظر جامع التواريخ 1/14- 2/232 وما بعدها) ، هو بركة بن جوجي بن جنكيز خان حكم في القبيلة الذهبية ص 1237- 1256 م (انظر شجرة النسب في تركستان لبارتولد 719) .
[8]
تركجار: لعله يقصد تولوي الابن الرابع لجنكيز خان رتب للثلاثة الأول ولم يذكر الرابع منهم.
[9]
جغتاي هو جغتاي بن جنكيز خان حكم سنة 1227- 1242 م في مملكة بين القاآن الأكبر ومملكة جوجي وهولاكو (انظر الخريطة المرفقة) .
[10]
الأرغوا: هو يرغو أو يارغو- كلمة مغولية بمعنى العدل والقانون ويارغوجي بمعنى القاضي (جامع التواريخ ج 1/227)(انظر: تركستان 559- 683) .
[11]
أوكتاي: هو أوگتاي قاآن بن جنكيز خان (جامع التواريخ 2/21) وهو أوكداي خلف جنكيز خان 1229- 1241 م (تركستان 715) .
وتجهيزها.
وحكى أنه قال لأولاده في جملة وصاياه إليهم، وحقه لهم على المؤالفة، وإجراء الأمور على انقياد الصغير للكبير، وضرب لهم أمثالا منها أنه دفع إليهم عدة أسهم مفردة، وأمر بكسر كل واحد منهم، فكسر في أسرع وقت، ثم جمع من تلك الأسهم عدة كثيرة، وأمر كل واحد منهم بكسرها مجتمعة، فعجزوا، قال: كذا حالكم في الوهن متفرقين.
ولما عرضت لهم الممالك، وذلت لهم المسالك، عين لكل منهم إقليما بمفرده، ومنزلا يختص بحشده وعدد، فعين لأخيه أو تكين نويان [1] حدود بلاد الختا [2] وعين لولده الكبير توشى من حدود قيالق إلى أقصى شفشين وبلغار [3] ، وعين لچغتاي من حدود الأويغور [4] إلى سمرقند وبخاري، وجعل لنفسه مقاما في قياس مجاور أرمالق، وجعل ولده أوكتاي ولي عهده، وكان موضعه في عهد حدود آمل وقراباق [5] ، فلما جلس على تخت السلطان، انتقل إلى الموضع الأصلي بين الختا
[1] أوتكين نوين ويقصد به تولوي حيث كان يحمل لقب نوين الأكبر وكان أصغر إخوته، واللقب بالمغولية يكه نوين وبالتركية الوغ نوين (رشيد الدين فضل الله جامع التواريخ طبعة برزين ق 8/127) .
[2]
الختا: الختا والخطا قبائل سكنت شمال شرقي إيران في عهد السلاجقة وأقاموا دولة سنة 518 هـ كانت بين ممالك المغول وخوارزم، قضى عليهم سنة 609 هـ (انظر دولة السلاجقة د. عبد المنعم حسنين القاهرة 1975- 98- 100 المغول في التاريخ د. فؤاد عبد المعطي ص 6) وهم شعوب الختن بكسر الخاء- يعرفون لدى المغول باسم خادقوت (جامع التواريخ 1/115) . (انظر) تركستان 81 وما بعدها) .
[3]
البلغار: من بلغار القولجا (انظر: رحلة ابن بطوطة 225) وانظر: الخرائط المرفقة أخر الكتاب- والبلغار مدينة للصقالبة شديدة البرد لا يكاد البرد يقلع عن أرضهم صيفا ولا شتاء (مراصد الأطلاع 1/219) .
[4]
الأويغور: قوم من الأتراك يدينون بالمسيحية واليهودية والمانوية، وهم بصفة عامة أكثر أقوام الأتراك والمغول تمدنا، كانوا يقطنون شمال شرقي تركستان، وشمال نهر قاريم، وأهم مدنهم تورفان وبيش باليغ وبرقول وقره شهر وآلماليغ، كان لهم خط خاص لهم وهو الخط الأويغوري (انظر حاشية جامع التواريخ 1/195- تركستان لبارتولد 553- 554) .
[5]
قراباق: هي قره باغ أي الحديقة السوداء، أرض تقع ببلاد آذربيجان الحالية.
وبلاد الأويغور، وأعطى ذلك الموضع لولده كيوك [1] وكان ولده تولى [2] متصلا به، وبالجملة كان موضعه نقطة دائرة ملكه، وبنوه حوله كمحيط الدائرة.
وكان أولاده وأحفاده أزيد من عشرة آلاف، هذا ما ذكره الصاحب علاء الدين، وقد سألت شيخنا فريد الدهر شمس الدين (المخطوط ص 48) الأصفهاني [3] عن بني جنكيز خان فقال: إن جنكيزخان أولد أربعة أولاد وهم جوجى [4] وجداري [5] وتولى [6] واوكتاي [7] فقتل جوجى في حياة أبيه، وكان أكبر أولاده، وأعزهم وخلف أولادا.
قال ابن الحكيم: هو باتو [8] وأورده وبركه وتووك وجمنى [9] .
قال شيخنا شمس الدين: المشهور باتو وبركة ابنا جوجي، فلما قتل أبوهم كان جنكيز خان؛ أبوه، قد عين له دمشق القبجاق [10] ، وما معه، وأضاف إليه آراك [11]
[1] هوكويوك بن أوكداي حكم ما بين 1246- 1248 م وهو ثالث القانات الكبار (تركستان لبارتولد 715) .
[2]
تولوي بن جنكيز خان.
[3]
شمس الدين الأصفهاني: شمس الدين محمد بن سعيد فخر الأصفهاني من أدباء وشعراء القرن الثامن الهجري ألف بالفارسية كتابا بعنوان معيار جمالي، عاشر الشيخ أبي إسحاق اينجو (فرهنگ أدبيات فارسي 305) .
[4]
ورد بالمخطوط جوخي وتصويبها جوجي استنادا إلى جهانكشاي وجامع التواريخ.
[5]
يقصد جغتاي الذي حكم ما بين 1227- 1242 م.
[6]
ورد بالمخطوط طولي وصوابه تولوي وتولي- لم يحكم.
[7]
ورد بالمخطوط لو كداي وصوابه أوكتاي بناء على ما ورد في جهانگشاي أو أوكداي بناء على ما ذكره بارتولد ص 715.
[8]
ورد بالمخطوط باتوا وهو باتوي.
[9]
أولاد جوجي هم آوردا وباتو وبركه وبوال وسيبان (انظر: شجرة نسب آل جنكيز خان بارتولد ص 719) .
[10]
دشت القبجاق: صحراء القبجاق.
[11]
آراك: مدينة إيرانية.
وتبريز [1] وهمدان [2] ومراغه [3] ، وأوصى جنكيز خان بأن يكون تخته لولده الصغير اوكتاي [4] وأن تكون مملكة ما وراء النهر وما معه لولده الآخر جداي [5] ولم يجعل لتولي [6] شيئا، فاستقل اوكتاي بتخت أبيه جنكيز خان، واستقل بدشت القبجاق وما معه، ولم يتمكن جداي مما له من ممالك ما وراء النهر.
ثم مات اوكتاي وارث التخت، وملك بعده ولده كيوك، وكان رجلا شريرا جبارا متسلطا قوي النفس، فقوى على بني أبيه، وحكم عليهم حكما قاهرا [7] ، وهم بمعاندة باتو، ونزع يده، وبعث أميرا اسمه الجكداي إلى آران وبقية المضافات معها إلى باتو، وأمره بإمساك نواب باتو بها، وحملهم إليه، وسمع نواب باتو بذلك، فكتبوا إلى باتوا بالاستئذان على ما يكون اعتمادهم عليه.
وصل الجكداي المجهز من جهة كيوك، وفي تلك الساعة بعينها، عاد جواب باتو على نوابه بمسك الجكداي، وتقييده، وحمله إليه، فقامت شيعة أولئك النواب المقيدين، ففكوا قيودهم، وأمسكوا الجكداي، وقيدوه وحملوه إلى حضرة باتو، فسلقه [8] بالماء، فلما بلغ هذا كيوك مرسله عز عليه، وعظم لديه، وجمع ستمائة ألف فارس، وسار كل واحد منهما لملتقى الآخر وقتاله.
[1] تبريز هي كوريز، كان بها مقر حكم هولاكو، أشهر مدن آذربيجان (انظر: تقويم البلدان 400- 401- مراصد الاطلاع 1/252) .
[2]
همدان وهمذان اسم لمدينة إيرانية مشهورة- وهي مدينة من الجبال أعذبها ماء وأطيبها هواء وهي أكبر مدينة بها (مراصد الاطلاع 3/1464) .
[3]
مراغة: من قواعد آذربيجان تقع غربي تبريز، بها مرصد بناه نصير الدين الطوسي (انظر تقويم البلدان 398- مراصد الاطلاع 3/1250) .
[4]
ورد بالمخطوط لو كداي وهو أوكتاي أو أوكداي.
[5]
جداي: وهو گداي أو أوگداي.
[6]
ورد بالمخطوط طولي وهذا موجود في كثير من مصادر العربية.
[7]
كان كيرك سفاحا، عقد حلفا بين المغول والعالم المسيحي ضد المسلمين (تركستان 694) .
[8]
ورد بالمخطوط فصلقة.
فلما تقاربا حتى كان بينهما نحو عشرة أيام مات كيوك [1] ، فاضطرب من كان معه، ثم اتفق رأي الخواتين والأمراء على مكاتبة باتو، فكتبوا إليه بإعلامه بموت كيوك، وأنه هو أحق بتخته، فيفعل ما يراه.
فقال باتو: لا حاجة لي به وإنما أبعث إليه بعض أولاد تولي، وعين له منكوقان [2] بن تولى، وجهزه إليه هو وأخوه قبليه قان [3](المخطوط ص 49) وهولاكو وجهز معهم باتو أخاه بركه في مائة ألف فارس من بهادرته [4] العسكر ليجلسه على التخت، ثم يعود.
فأخذه معه وتوجه به ثم أجلسه، وعاد، فلما مر ببخارى، اجتمع بالشيخ سيف الدين الباخرزي [5] من أصحاب شيخ الطريقة نجم الدين كبرى [6] وحسن موقع كلام الباخرزي عنده، وأسلم على يده، وتأكدت الصحبة بينه وبين الباخرزي، فأشار عليه الباخرزي بمكاتبة المستعصم الخليفة [7] ومتابعته ومهاداته، فكاتب الخليفة، وبعث إليه هدية، وترددت بينهما الرسل والمكاتبات والتحف والمهاداة.
[1] مات كويوك سنة 1248 م.
[2]
منگوقاآن (جامع التواريخ مجلد 2 ج 2/82) مونكوين تولوي بن جنكيز خان حكم ما بين 1251- 1258 م (تركستان 715) .
[3]
قبيلة قان هو قوبلاي قاآن أو قوبيلاي بن تولوي بن جنكيز خان حكم ما بين 1260- 1294 م.
[4]
بهادرته: أي أبطاله وشجعانه من اللفظ الفارسي والتركي بهادر بمعنى شجاع، وكان هؤلاء يشكلون فرقة للحرس الخاص للقاآن (انظر تركستان 549) .
[5]
الشيخ سيف الدين الباخرزي من شعراء ق 6 هـ ومن مشايخ المتصوفة، كان مريدا للشيخ نجم الدين كبرى، عاصر العطار، أشعاره بالفارسية. مات 629 هـ (فرهنگ أدبيات فارسي 83) .
[6]
نجم الدين كبرى هو أبو الجناب أحمد بن عمر من رجال التصوف، مؤسس السلسلة الكبروية قتل سنة 610 هـ له فواتح الجمال ورسالة الخائف الهائم، وله أشعار كثيرة، فقتل في هجوم المغول (فرهنگ أدبيات فارسي 502) .
[7]
المستعصم: هو آخر الخلفاء العباسيين، تولى الخلافة العباسية سنة 640 هـ وقتل سنة 656 هـ على يد المغول، كان متدينا محبا للكتب، ولكنه ضعيف الرأي لم يكن له من الحكم شيئا، سيطر عليه نساؤه ووزراؤه (انظر كتابي فتوحات هولاكو خان في ميزان النقد التاريخي 31- تاريخ الخلفاء 464- البداية والنهاية 13/200 الفخري 333- أخبار الدول 180) .
ثم أن منكوقان لما استقل بالتخت ملك أولاد جغتاي [1] مملكة ما وراء النهر، تنفيذا لما كان جنكيز خان أوصى به لأبيهم چغتاي، ومات دونه.
وعلت كلمة منكوقان، وجاءت إليه رسل أهل قزوين وبلاد الجبال [2] يشكون من سوء مجاورة الملاحدة [3] ، وضررهم بهم، فجهزهم [4] أخاه هولاكو في جيوش جمة لقتال الملاحدة، وأخذ قلاعهم [5] ، وقطع دابر دولتهم.
فحسن هولاكو لأخيه منكوقان أخذ ممالك الخليفة وخرج على هذا، فبلغ هذا بركة بن جوجي، فصعب عليه، لما تأكد بينه وبين الخليفة من الصحبة [6]، وقال لأخيه باتو: إننا نحن أقمنا منكوقان، وما جزانا منه أنه يكافئنا بالسوء في أصحابنا، وينقض عهدنا، ويحقر ذمتنا، ويتعرض إلى ممالك الخليفة، وهو صاحبي وبيني وبينه مكاتبات وعقود مودة، وفي هذا ما فيه من القبح.
وقبح على أخيه باتو فعل هولاكو، فبعث باتو إلى هولاكو بأنه لا يتعدى مكانه، فجاءه رسالة باتو وهو وراء نهر جيحون ما غيره، فأقام في موضعه بمن معه سنتين كاملتين حتى مات باتو، وتسلطن أخوه بركة بعده، فحينئذ قويت أطماع هولاكو، وبعث إلى أخيه منكوقان يستأذنه في إمضاء ما كان أمره به، من قصد
[1] وردت بالمخطوط جغطاي وصوابها جغتاي.
[2]
بلاد الجبال هي گيلان وطبرستان الواقعة جنوبي بحر قزوين.
[3]
الملاحدة: هم الإسماعيلية والإسماعيلية فرق والفرقة المقصودة هنا هم الصباحية أتباع حسن الصباح المسمى بشيخ الجبل، وآخر حكامهم خورشاة المعتزل سنة 655 هـ، سكنوا قلاع أصفهان وقهسقان وأشهر قلاعهم آل موت (انظر: كتبي: فتوحات هلاكو خان 7- 10- حركات الغلو والتطرف في الإسلام- الشيعة الفاطميون يحكمون مصر- وترجمة روضة الصفا 235- 261) .
[4]
وردت بالمخطوط منجزهم.
[5]
أهم قلاع الملاحدة، آل موت وكردكوه ولا مستر وميمون درّ وطبس وجور وجوسف وزوزن وقاين (انظر نهاية الأرب في فنون الأدب شهاب الدين أحمد النوري تحقيق فوزي العنتيل- القاهرة 1985/ج 26/254) .
[6]
كان هذا سببا في العداء المستحكم بين هولاكو وبركة (انظر جامع التواريخ 2/332 وما بعدها) .
ممالك الخليفة وانتزاعها منه، وحسّن له ذلك، فأجابه إليه [1] .
ودخل هولاكو إلى البلاد، وأوقع بالملاحدة [2] واتهم سبعمائة نفر من أكابر همذان وتلك البلاد المضافة إلى باتو ثم إلى بركة (المخطوط ص 50) بالميل إلى بركة والمباطنة على هولاكو ومنكوقان، وقتلهم عن آخرهم، وامتد في البلاد، وقصد دست [3] القبجاق، وعدى إليه، وأقام ثلاثة أيام، لا يجد مقاتلا، فلما كان في اليوم الرابع دهمتهم الخيل، وداسهم بركة بجنوده وعساكره، ودارت الدائرة على هولاكو حتى هم بالهزيمة، فترك أمير كبير [4] كان معه اسمه سنتاي، وهو المنسوب إليه عقبة سنتاي بالعراق، وأمسك برأس فرس هولاكو، وقال له: أين تروح؟ ثم استمر القتل في أصحابه فتأخر حتى صار نهر الكر، بينه وبين بركة [5] .
وجاء بركة على نهر الكر، ولم يجد له سبيلا إلى العبور، ورجع هولاكو، وعاث في البلاد، وعام في تيار الفساد، وفعل فعلته، وقويت العداوة بينه وبين بركة قاآن [6] وخف حاذه من الجيش لمقاومة أعدائه.
ثم لما جرى على بغداد ما أجرى العيون دما، وأسال النفوس أسفا، استأثر
[1] لم ترد هذه الرسالة عند رشيد الدين فضل الله في كتابه جامع التواريخ.
[2]
سنة إيقاع هولاكو بالملاحدة 654- 655 هـ (انظر فتوحات هولاكو خان 14- 17- روضة الصفا 259- 260- جامع التواريخ 1/243- 259- إسماعيليان در تاريخ- يعقوب آزند جاب دوم تهران 339) .
[3]
أي عاصمة القبجاق.
[4]
أمير كبير وظيفة تعادل وظيفة الوزير.
[5]
كانت الحرب بينهما سنة 1263 م.
[6]
قال بركاي (بركة) : إنه قد دمر جميع مدن المسلمين، وقضى على أسر ملوك الإسلام جميعهم، ولم يميز بين الصديق والعدو، وأعدم الخليفة دون مشورة كبار الأسرة، فلو أمدني الله تعالى لطالبته بدماء الأبرياء (انظر: جامع التواريخ 2/332) .
هولاكو بجلال الدين بن الدوادار [1] الخليفتي المستعصمي [2] ، واتخذه هولاكو موضع رأيه، ومكان سره، فلما كسر هولاكو، وتضعضعت رعان جيشه، كما ذكرنا، شكا إلى جلال الدين بن الدوادار ما أصابه من الكسرة وفناء جنوده، فقال له جلال الدين: عندي عسكر جيد خير من هؤلاء، قال: من هم؟ قال: عسكر الخليفة فإن ابن العلقمي [3] قطعهم وإلا فهم أحياء موجودين وأنا أجيبهم إليك، فأعجب هولاكو كلامه، ووقع منه موقعا حسنا، وكتب له يراليغ [4] مضمونها إننا قد جهزنا جلال الدين بن الدوادار في شغل مهم لنا، ورسمنا له بما يفعل، ومرسومنا أن يمتثل جميع الخواتين والأمراء والنواب والقراولات [5] وكافة الناس أمر جلال الدين المذكور، وأنه مهما شاء فعل، يقتل من يريد، ويخلى من يريد، وأن لا يعارض في أمر من الأمور، ولا يعترض عليه بسبب من الأسباب.
ومن هذا ومثله فتوجه جلال الدين، وحط يده في كل من بقى بحده من أمراء المغل وأكابرهم، والمقربين عند هولاكو، وفعل فيهم ما أراد، وفتك فيهم أنواع الفتك، حتى وصل إلى بغداد واستعد فيها (المخطوط ص 51) لما يريد أن يعمله، وأخذ منها ما أراد ومن أراد، ودخل البرية هاربا من هولاكو على عزم الوصول إلى مملكة مصر، فأدركه أجله قبل الوصول إليها.
[1] جلال الدين بن الدوادار أحد أركان الحكم في عهد الخليفة المستعصم آخر الخلفاء العباسيين، وكان ينوي خلع الخليفة وإجلاس آخر (انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 464) .
[2]
نسبة إلى الخليفة المستعصم آخر الخلفاء العباسيين والمقتول سنة 656 هـ.
[3]
ابن العلقمي: مؤيد بن محمد بن أحمد العلقمي، وزير المستعصم بالله، كان شيعيا، اختلفت الروايات حول موقفه من المغول، واتهم بأنه كان وراء هجوم المغول على بغداد، كان أديبا، جعله هولاكو وزيرا كما كان في عهد الخليفة (انظر: شذرات الذهب 5/272- الفخري 337- تاريخ ابن خلدون 5/1149- تاريخ الخلفاء 465- البداية والنهاية 13/196- مآثر الأناقة 2/92) .
[4]
يراليغ جمع مفرده، يرليغ، كلمة مغولية بمعنى حكم وأمر تعادل كلمة فرمان الفارسية (فرهنگ رازي 1038- صبح الأعشى للقلقشندي 4/423) - وهي ترد بارليغ مفرد (تركستان 588- 669) .
[5]
ورد بالمخطوط العراولات وأظنها القراولات ومفردها قراول وتعني الحارس من الكلمة التركية قراول (فرهنگ رازي 659) .
وبلغ هولاكو ما فعله جلال الدين في المغل من الفتك والقتل والتنكيل، ثم ما أخذه من بعده، وخرج به هاربا منه، فانفطرت كبده، ومات غبنا منه.
قال شيخنا شمس الدين الأصفهاني: ومات هولاكو [1] ولم يملك ملكا مستقلا، وإنما كان نائبا عن أخيه منكوقان ثم كان هكذا أبغا [2] ومن بعده، إلى أن استقل أرغون بن أبغا [3] بالملك، وأضاف اسمه في السكة إلى اسم صاحب التخت أمير لا يزال مقيم في مملكة إيران مع هولاكو وبنيه له عندهم حرمة كبيرة ومكانة محفوظة حتى ملك محمود غازان بن أبغا [4] فكتب اسمه بمفرده على السكة، وأسقط اسم القان صاحب التخت وأهان أمر أميره حتى لم يبق له وضع ولا حرمة وامتهن ذلك الجانب، واستقل بالملك والسلطنة في أولاده.
وقال: أنا ما أخذت البلاد إلا بالسيف، وقام الأمر على هذا مدة محمود غازان ومن بعده.
قال الشيخ: ولهذا ينتقص ملوك بني جنكيز خان بيت هولاكو، يقولون أنهم ما نقلوا [5] الملك عن جنكيز خان ولا عن وارث [6] تخت جنكيز خان، وإنما أخذوه
[1] مات هولاكو سنة 663 هـ، أثناء توجهه لحرب بركاي (بركة) ودفن في جبل شاهو في- مواجهة دهخوارقان (تاريخ مغول از حملهء جنگيز خان تا تشكيل دولت تيموري- عباس إقبال تهران 1364 ش ص 197) .
[2]
أبغا بن هولاكو، هو آباقا حكم بعد والده ثمانية عشر عاما، ومات سنة 680 هـ (انظر ابن كثير 13/297- جامع التواريخ لرشيد الدين فضل الله مجلد 2 ح 1/3- 86) .
[3]
أرغون بن أبغا هو أرغون بن آباقا حكم بعد أبيه (683 هـ/ 284- 690 هـ/ 1291 م) انظر جامع التواريخ م 2 ح 1/123- 167) .
[4]
محمود غازان بن أبغا هو محمود قازان بن آباقا صاحب العراقين وخراسان وفارس وآذربيجان والروم، اسلم وحسن إسلامه سنة 694 هـ، وفشا الإسلام في التتار، طرق الشام وغلب عليه، مات قرب همدان سنة 703 هـ/ 1304 م (فوات الوفيات 4/97- جامع التواريخ 2/14) .
[5]
وردت ما نقولوا.
[6]
وردت بالمخطوط وراث.
باليد والعداوات ومطاولة الأيام.
وسأذكر في ترجمة مملكة إيران شبهة أخرى في دعوى ملوك دشت القبجاق أن مراغة [1] وتوريز [2] لهم على ما كان يبلغنا من أخبارهم في كل وقت، ثم ما حدثني به الفاضل نظام الدين أبو الفضائل يحيى بن الحكم، وسألت ابن الحكيم والشريف محمد بن حيدرة الشيرازي، عمن يعلمانه بقى من أولاد هولاكو، فقال كل منهما أنه لم يبق أحد محقق النسب إلا ما قيل عن محمد المنسوب إلى عنبرجي [3] على كثرة اختلاف فيه، ثم جاءت الأخبار وصحت بعدم هذا محمد.
وقال لي (المخطوط ص 52) نظام الدين بن الحكيم أهل هذا البيت، تفانوا بعضهم على بعض، لخوف القائم منهم على ملكه، حتى أن كثيرا من أبناء ملوكهم كانوا يتخفون من الملك القائم حتى أن بعضهم كان يخلد إلى الحرف والمهانات لتستسقط همته، فيترك، ويجعل هذا سبيله للخلاص وطلبا للسلامة، حتى أن بعضهم كان قد عمل نساجة، وبعضهم عمل في الأدم [4] وبعضهم باع الشعير علافا، ومن هذا قال ويقال في أنساب كل منتسب منهم لكثرة التخليط من الأمهات، ومخالط آبائهم للعوام حتى خفت أنسابهم، فجهلت أحوالهم «1» .
وأخبرني الأمير الكبير المقدم نسيب السلطنة طايربغا أنه أول من استقبل من هذا البيت بسلطان جدهم جنكيز خان [5] ،
[1] مراغة: من قواعد آذربيجان تقع غربي تبريز، وبها بنى نصير الدين المرصد الفلكي (تقويم البلدان 398) .
[2]
توريز هي تبريز، كان بها مقر هولاكو، أشهر بلد في آذربيجان (تقويم البلدان 400- 401) .
[3]
لم يرد اسم محمد عند أحد من المنتسبين إلى هولاكو سواء عند رشيد الدين فضل الله أو عند ابن بطوطة في رحلته ص 154:.
[4]
صناعة الجلود.
[5]
حكم بعد محمود غازان بن أرغون، أولجايتو خدابنده رغون (703- 716 هـ) وأبو سعيد بهادر بن أولجايتو (716- 736 هـ) واياخان بن ارتو، وموسى خان بن علي ومحمد خان بن منگو تيمور-
والتلفظ الصحيح جنكص خان [1] بالصاد ثم اوكديه والتلفظ الصحيح به اوكداي [2]«1» ثم كيوك قان [3] ثم مونككا قان [4](بن طولى بن جنكيز خان)«2» ثم ادي يكا ثم قتلى قان [5] ثم دمرقان [6] ثم برياي ثم تزي طيزى ثم قيسان قان ثم سندمرقان، فأما نسبه إلى جنكيز خان فهو سند مرقان بن طرمالايا بن جمكم بن قبلى قان بن طولا بن جنكيز خان وهذا نسبه [7] .
وأما ملوك الترك وهي تركستان وما وراء النهر وأولهم جغطاي بن جنكيز خان [8] ، وقد نبهنا على أنه لم يستقل، ثم (ولده مكتوكان [9] ثم ابنه قرا هولاوو [10] ثم ولده مباركشاه [11] ثم أن القان بلغه أن قيدو بن تاشى بن كيوك
- (736- 739 هـ وساتي بيگ بنت أولجايتو (739 هـ 739 هـ) وشاهجهان تيمور بن آلافرنگ (739- 740 هـ) وسليمان خان (741- 745 هـ) وطغا تيمور خان (746- 753 هـ) وانوشيروان العادل (754- 756 هـ)(انظر: جامع التواريخ ج 2/14) .
[1]
حكم ما بين 1206- 1227 م.
[2]
حكم ما بين 1229- 1241 م.
[3]
حكم ما بين 1246- 1248 م.
[4]
حكم ما بين 1251- 1258 م.
[5]
قوبيلاي قاآن 1260- 1294 م.
[6]
تيمور قاآن 1294- 1307 م.
[7]
الاسم ورد عند بارتولد من حيث الحكام آخرهم طغان تيمور 1332- 1370 سبقه رينجن بال إخوة 1332 ومن قبله أبوه قوتوقتو 1329- 1332 م ومن قبله طوطوق تيمور عن أبيه يسون تيمور (1323- 1329) وقبلهما ككن (1320- 1323 م) وبويانتو (1311- 1320 م) وفايشين (1307- 1311 م) ثم تيمور بن جينغكين (1294- 1307) عن جده قوبيلاتي.
[8]
جغتاي بن جنكيز خان حكم (1727- 1242 م) .
[9]
مكتو خان بن جغتاي أو منككو قاآن (جامع التواريخ 2/16) هو يسومونكو حكم سنة 1246- 1251 م بعد ابن أخيه أورقن بن موتكن.
[10]
قرا هولاود بن مكنوقان هو قرا هولاكو القاآن الرابع حكم ما بين سنة 1251- 1260 م.
[11]
مباركشاه بن قراهولاود هو مباركشاه بن قراهولاكو بن بيسوتوي بن مواتوكان بن جغتاي (جامع-
بن أوكداي بن جنكيز خان [1] تسلطن لهذه المملكة، فخافه لكوت كيوك عمه، كان وارث التخت عن أبيه اوكداي، وأبوه اكداي كان وارثه عن أبيه جنكيز خان، فسير براق [2] بن بسنطو ابن منكو كان بن جغطاي لدفع قيدو، فدفعه، وتعد مكانه) «1» ، ثم استقل براق ثم دوا [3] ولد براق ثم أولاد دوا واحدا بعد واحد وهم كنجك [4] ثم اسنيغا [5] ثم كيك [6] ثم الجكداي [7] ثم دواتمس [8] ثم ترماشيرين [9] رحمه الله ثم رجل ليس هو بابن دوا اسمه توزون [10] بن أو باكان «2» ابن (جنكيز خان)«3» وتخلل من خلال هؤلاء من توثب على الملك، ولم ينتظم لهم حال (المخطوط ص 53) ولا علت لهم أعلام دولة.
- التواريخ 2/18) ومباركشاه حكم سنة 1266 بعد ألغو بن بايدر بن جغتاي.
[1]
قيدو بن تاش بن كيوك بن أوكداي ليس هذا صوابا وصوابه قايدو بن قاشين بن أوكداي (انظر شجرة النسب تركستان 715) .
[2]
هو براق بن اسن دوا بن موتكن بن جغتاي حكم ما بين 1266- 1271 م.
[3]
دوا بن براق حكم ما بين سنة 1282- 1307 م وهو الحاكم العاشر في السلسلة الجغتاتية.
[4]
هو قونجوق بن دوا حكم سنة 1308 م.
[5]
هو ابن بغا بن دوا حكم ما بين 1310- 1318 م.
[6]
كيك: كان كافرا تولى حكم ما وراء النهر (رحلة ابن بطوطة 246) حكم ما بين سنة 1318- 1326 م.
[7]
جكداي: هو الجكطي كان كافرا تولى الحكم بعد أخيه كبگ (رحلة ابن بطوطة وهو ايلجيداي بن دوا حكم سنة 1326 م.
[8]
هو دواتمر بن دوا حكم سنة 1326 م.
[9]
ترماشيرين: سلطان ما وراء النهر هو طرمشيرين، عظيم المقدار، كثير الجيوش والعساكر، ضخم المملكة، شديد القوة، عادل الحكم، بلاده متوسطة بين أربعة ملوك (رحلة ابن بطوطة 246 هو ابن دوا حكم 1326- 1334 م.
[10]
هو بوزن بن دوا تيمور حكم سنة 1334 م.
وممن أراد الملك، وعلت كلمته، ولم يملك بيساوون ابن اركتمر بن بغاتمر بن براق «1» ، وبقى الملك بعد موت ترماشيرين رحمه الله متخبطا، حتى قام هذا جنغصوا «2» ، فأما نسبه إلى جنكيز خان [1] فهو جنغصو بن دراتمر بن طر بن براق بن بسنطو بن مكتوكان بن جغطاي بن جنكيز خان، (اسمه جداي وهو مصحح لما يقول عارف به)[2]«3» .
وأما ملوك دشت القبجاق، فأول من ملك منهم باتو بن جوجى «4» بن جنكيز خان ثم أخوه بركة «5» .
ثم وجميع ملوك بني جنكيز خان يغلب عليهم الكرم، وتخويل من قصدهم، لا يرضى أحد منهم بالقليل، فأما القان الكبير منهم صاحب الخطا فتلك شيمته لا تسح إلا بالذهب ديمته، ليس هذا من واحد بعينه، بل كل من تسنم [3] منهم ذروة ذلك التخت، كانت هذه سجاياه.
أما ما يحكى في القديم منهم عن منكوقان بن طولى «6» ابن جنكيز خان، فيخشى حاكيه أن ينسب إلى الخرافة حديثه والمجاذفة في قوله.
حكى الشيخ الفاضل شمس الدين أبو العباس أحمد بن أبو المحاسن الغيبي
[1] ذكره بارتولد بوزن بن دواتيمور بن دوا بن براق بن آسن دوا بن موتكن بن جغتاي (شجرة النسب 721) .
[2]
بركه بن جوجي هو بركاي جوجي بن جنكيز خان حكم ما بين 1257- 1266 م، (جامع التواريخ 2/332) .
[3]
تسنم: ارتقى.
قال: حدثني عز الدين أبو البقاء الأردويلي، قال: سمعت بكرم القان منكوتمر، فقصدت حضرته متفرجا بتلك البلاد، ومتوصلا إليه، ولازمت بابه مدة، ومالي من يوصلني إليه، ولا إلى أحد من أرباب دولته، فبينما أنا ذات يوم هناك من جملة الناس طلبت على التخصيص، فحملت إلى رجل سريّ بباب منكوتمرقان [1] ، فأمر الترجمان ذلك الرجل فسألني عن اسمي وبلدي وحالي ومقدمي، فشرحت له أمري، فقال: أشرف القان فرآك فاستغربك، فأمر بالسؤال عنك، ونحن نعلمه، ثم ذهب الرجل (هنيهة)«1» ، ثم طلبني فأحضرت إلى بين يدي منكوتمرقان وهو في خف من الناس، وبقى يحدث ذلك الرجل، وهو يحدث الترجمان، ويسألني عن أشياء من أمور بلادي، وطريقي وما رأيت، ثم قال: القان يقول لك: ما جاء بك من بلادك البعيدة إلى هنا؟ وأي شيء معك من طرف البلاد تقدمه له؟ فقلت (المخطوط ص 54) له: ما جاء بي إلا ما سمعت من كرم القان، وليس معي شيء، ولو كان معي شيء ما فارقت أهلي ووطني وجئت، فلما أعادوا عليه كلامي، ضحك خفيا ثم أشار إليهم، أي أنه صدق، وأمر ليّ بشيء ما فهمته، فلما خرجت قال لي ذلك الرجل المخاطب لي: قد أمر لك القان بما يصل إليك، ثم قال لي: على أي جهة تعود إلى بلادك؟ قلت: له: في البحر إلى الحجاز لأحج ثم أعود إلى بلادي، فحمل لي إلى المركب هناك أمتعة، بعتها بعدن، ومكة بألف ألف درهم.
وحكى لي الفاضل نظام الدين أبو الفضائل يحيى بن الحكيم قال: قصد رجل منكو تمرقان بزجاج من عمل حلب، ووصل إليه، وقدمه له، فشرب في بعض أوانيه، فأعجبه ما شف من جوهر الزجاج عن حمرة الشراب، فقال: هذا من أين؟
فقيل له: من حلب، فقال: يعطي له حلب، فقال بعض وزرائه، وإن حلب ليست
[1] منكو تمرقان هو موتكو تيمور بن كوقوخان بن باتوين جوجي حكم ما بين سنة 1267- 1280 م (انظر:
شجرة النسب، تركستان 719) .
لنا قال: فيوقف هذا الرجل ويصب عليه الذهب حتى يغطيه، فقالوا له: نوقفه في خرگاه ويصب عليه الذهب، فقال: أنتم غرضكم بهذا أن يموت ولا يكون من فضاء، فعملوا ما قاله، فجاء جملا كثيرة عظيمة، فجمعوها، وقالوا له: قد عملنا ما رسم القان، ولكننا نريد أن يقع نظر القان عليه قبل أن يأخذه فقال: هاتوه، فلما رآه قال: أنتم ما قصدكم إلا أني أبصر هذا فاستكثره، أعطوه هذا وقدره معه مرة أخرى فأعطوه.
وحكى أيضا أن فراشا كان يخدم تولي بن جنكيز خان أبا منكوتمر، ثم خدم منكوتمرقان بعده، ثم عدم، وتطلبه منكوتمر فلم يجده، فبينما هو يوما في الصيد رأى الفراش في بعض الجبال، وقد ساءت حاله، وطال شعره وظفره، فقال له: أين كنت؟ فقال: في هذه البرية، فقال: ما حملك على هذا؟ قال: القسمة قال: لا قل لي الصحيح، فقال: هو ما أقول للسكان، فقال له منكوتمر: لا حملك على هذا إلا العشق، فأطرق، فقال له منكوتمر؛ فلمن أنت عاشق، فسكت، فعلم منكوتمر أنه عاشق في أحد من جهته، فقال له: كأنك عاشق فلانة (المخطوط ص 55) لا، إلا فلانة لا إلا فلانة، يعد عليه واحدة بعد واحدة من خواتينه وأتباعهن، وهو يقول: لا إلى أن ذكر واحدة من أجلّ حظاياه، فسكت الفراش، فقال منكوتمر: أنت عاشق في هذه بلا شك، ثم أنه طلبها، وقال لها: فلان له علي أبي حق وعليّ، وهو عاشق فيك، وماله في هذا ذنب، ولا لك هذا شيء يتعلق بقلبه، ما له فيه حيلة، وأريد أزوجك به، فبكت وقالت: ياقان بعدك أتزوج بهذا، فقال: سوف تبصرين ما أعمل، ثم أنه عمل طودا، وسأل الأمراء أن ينصب للفراش كرسيا فوقهم، وأجلسه فوق الجميع، فقالوا له: الأمر أمر القان، فنصب له كرسيا فوقهم، وأجلسه عليه، وزوجّه بتلك الحظية [1] ، وعمل له يرتا [2] عظيما لا يصلح إلا
[1] الجارية.
[2]
برت: كلمة مغولية أصلها يورت أو أورت أو بورط وتعني خيمة أو مقر إقامة (فرهنگ عميد 2/2001) .
للتوامين [1] الكبار، وأجراه مجرى واحد منهم.
قلت: ومن تأمل هذه الحكاية عرف سعة إحسان هذا الرجل وكرمه، فإنه أخذ غلاما لا يؤبه إليه، جعله ملكا، وسمح له بما لا يسمح بمثله من المال والجاه والمحبوب.
[1] توامين جمع مفرده تومان والتومان يعني أمير عشرة الآلاف، لأن التومان وحدها بمعنى عشرة (فرهنگ رازي 179) .