الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أيديهم) ، وهذا تركيب نبطي يقتضي أن السالم من القتل استوعب بلاد نجد في السكنى والجلاء.
وسيأتيك عنه ذم الشيخ وأتباعه بأنهم لا يعرفون العلوم والعربية (1) إذا تأملت تراكيبه (2) في هذا الكتاب وعباراته عرفت أنه من أبعد خلق الله عن العلم وممارسته، والشعور (3) بشيء من الفنون، وإنما هو وقح، صال (4) وجال، وأمن (5) فاستطال.
[الكلام على مدلول شهادتي الإخلاص]
قال المعترض: (وقال أيضا لما (6) سئل عما يقاتل الناس عليه وعما يكفر به، فقال عن خطه بيده: لا نقاتل إلا على ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان) . انتهى نقل المعترض.
ثم قال بعده: (فهذا شأنه؛ يحكى الإجماع من نفسه لنفسه، ومن هو (7) الذي أنكر الشهادتين شهادتي الإخلاص من هذه الأمة حتى يقاتل عليهما، فإذا كانت الأمة من حيث الجملة حين يعرب مولودها أول ما تلقنه شهادتي الإخلاص قبل أن يلقنوه بأمه وأبيه، وإذا احتضر ميتهم أجلسوا عنده أعقل أهله وأبرهم به يلقنه بذلك بسهالة؛ لأنهم قد علموا من
(1) في (المطبوعة) : " العربية "، وسقطت الواو العاطفة.
(2)
في (ق) : "ترى تركيبه".
(3)
في (ق) : " والشعرور".
(4)
في (ق) و (م) : "لو صال ".
(5)
في بقية النسخ: "وأمن السيف".
(6)
ساقطة من (ق) .
(7)
في (ق) : "هذا".
[59]
علم نبيهم صلى الله عليه وسلم أن: " «من كان آخر كلامه (1) لا إله إلا الله دخل الجنة» ". وأيضا يلقنوه في قبره، حتى جاءهم فنهاهم، وعد ذلك من الشرك. وقال: فكيف (2) يدعى الميت؟ وينادى في قبره (3) وهو لا يسمع ولا يبصر؟
ويقول الله: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80][النمل / 80] ، حتى منعوا الناس عن (4) ذلك، وعن الدعاء بعد الصلاة (5) بالأدب المبرح (6) وعن القراءة على القبر، ولسنا بصدد (7) هذا في هذا الموضع، وقد أوفينا عليه في "التبصرة" و "غسل الدرن " بما فيه كفاية من الأحاديث والآيات وأقوال العلماء الأعلام (8) وإنما صددنا هنا لتكفيراته، فإذا كان أمر الأمة جميعها كذلك، فماذا يقاتل عليه من إنكار (9) شهادتي الإخلاص؟ . وأطال بما حاصله: أنهم لا ينكرون شهادتي الإخلاص) .
فالجواب أن يقال: هذا الرجل من أبعد الخلق عن الفقه عن الله.
(1) في (الأصل) و (ق) : "قوله"، وفي (ح) :"كلامه قوله"، وما أثبته هو نص الحديث كما رواه أبو داود (ح / 3116) ، وأحمد (5 / 233) ، والحاكم (1 / 351) ، كلهم من حديث معاذ بن جبل مرفوعا، وحسنه الألباني في إرواء الغليل (ح / 687) .
(2)
في (ق) و (م) : "كيف".
(3)
في (ق) و (م) : " في قبره وينادي ".
(4)
في (ق) و (م) : "من ".
(5)
" بعد الصلاة " ساقطة من (ق) .
(6)
في (ق) : " المبرور".
(7)
في (ق) : "بصد".
(8)
ساقطة من (ق) و (م) .
(9)
في (ق) و (م) : "أنكر ".
ورسوله ومعرفة مراده؛ وحقائق أحكامه، ومن أجهل خلق الله بأقوال أهل العلم ومدارك الأحكام، وكل من عقل عن الله يعلم علما ضروريا أن المقصود من الشهادتين ما دلتا عليه (1) من الحقيقة والمعنى، وما اشتملتا عليه من العلم والعمل، وأما مجرد اللفظ من غير علم بمعناهما (2) ولا اعتقاد لحقيقتهما (3) فهذا لا يفيد العبد شيئا، ولا يخلصه من شعب الشرك وفروعه.
قال الله تعالى (4){فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19][محمد / 19]، وقال:{إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86][الزخرف / 86] .
فالإيمان بمعناهما (5) والانقياد له لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلم، والحكم (6) على الشيء فرع عن تصوره؛ فإذا لم يعلم ولم يتصور، فهو كالهاذي وكالنائم وأمثالهما ممن لا يعقل ما يقول، بل لو حصل له العلم وفاته الصدق لم يكن شاهدا بل هو كاذب، وإن أتى بهما صورة.
قال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1][المنافقون / 1] .
فكذبهم في قيلهم، ورد شهادتهم وشهد على كذبهم؛ وأكد الحكم
(1) في (ق) : "عليهما".
(2)
في (ق) و (م) : "بمعناها ".
(3)
في (ق) و (م) : "بحقيقتها".
(4)
في (ق) و (م) و (المطبوعة) : "قال تعالى ".
(5)
في (ق) و (م) : "بمعناها".
(6)
في (ح) : "الحكم والحكم ".
" بإن " المؤكدة ولام التعليق (1) فهل يقول عاقل: إنهم يشهدون بكلمتي الإخلاص، ويعترفون بها؟ . وهل هذا القول إلا رد لكتاب الله وخروج (2) عن سبيل المؤمنين؟ فإنهم مجمعون (3) على اعتبار ما دلت عليه الشهادتان من المعنى المراد، وأنه هو المقصود.
ولم يقل أحد أن الإيمان مجرد اللفظ من غير عقيدة القلب وعلمه وتصديقه، ومن غير عمل بمدلول الشهادتين، وما سمعت أن أحدا قاله إلا طائفة من المتكلمين من الكرامية (4) نازعوا الجهمية في قولهم: إن [60] ، الإيمان، هو التصديق فقط. وقابلوا قولهم بأنه مجرد الإقرار فقط. والقولان مردودان عند الأمة، ولكنهما أحسن وأقرب إلى قول أهل العلم مما أتى به هذا المفتري، من عدم اعتبار العلم والمعنى، ومن قرأ القرآن أو سمعه وهو عربي اللسان يعلم (5) أن قتال (6) المشركين معلل بنفس الشرك معلق عليه.
قال تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} [التوبة: 36][التوبة / 36] .
وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72](7)[المائدة / 72] .
(1) في (ق) : "التعليل ".
(2)
في (ق) : "وخرج".
(3)
في (ق) : "يجمعون ".
(4)
في (ق) : "الكرامين ".
(5)
في (المطبوعة) : "فإنه يعلم ".
(6)
في (المطبوعة) : " قتل ".
(7)
في (ق) زيادة: " وما للظالمين من أنصار ".