الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكرا أو (1) النحو والعربية، بل يتهكمون (2) بمن يطريها دون من يتليها) .
وأطال بهذيان بهذا الضرب يتنزه العاقل عن ذكره.
وجوابه أن يقال: أما ما صدر من مسبته الشيخ وتجهيله ونسبته إلى الهوى: فالحكم بينك وبينه إلى الله الذي إليه تصير الأمور، ويحكم بعدله بين المؤمن والكافر (3) وأهل البر والفجور (4) وشهادة الحال والمصنفات والدعوة الإسلامية، وما أورده من الأدلة والبراهين هي الشاهد المصدق، والبرهان المحقق، ولا عبرة بقدح أمثالك، وإنكار فضائله، كما أنه لا عبرة بقدح جميع من كذب الرسل وسفههم، ونسبهم إلى الجهل والافتراء والجنون والسحر، وغير ذلك مما هو مذكور في كتاب الله، وفي الأخبار والسير، ومشابهة حالك وأقوالك بأقوال أسلافك وأشباهك، تكفي المؤمن في رد أباطيلك؟ وعدها من الزور البين.
وقد اشتهرت (5) رحلة الشيخ للعلم وطلبه وسماعه، كما ذكره صاحب التاريخ حسين بن غنام وغيره (6) وقد تقدم ذلك.
[الرد على دعوى المعترض أن والد الشيخ نهاه وأن أهل البصرة أخرجوه وسياق الأدلة أن طاعة الآباء لا تحمد مطلقا]
وأما كون أبيه نهاه: فهذا لم يثبت، ومثل هذا المعترض أخباره تلحق بأخبار الوضاعين المفترين، الذين أجمع أهل العلم على رد أخبارهم وعدها من الزور البين.
(1) في (ق) : "و".
(2)
في (ق) : "يتهمون".
(3)
في (ق) : "المؤمنين والكفار".
(4)
في (المطبوعة) : "والبر والفاجر".
(5)
في (ق) و (م) : "اشتهر".
(6)
ساقطة من (ح) .
ثم لو سلمنا هذا النقل، فأي حجة وأي دليل فيه على أن الحق مع أبيه في ذلك؟ ومتابعة الآباء لا تحمد مطلقا، وقد ذم الله تعالى من تمسك بدين آبائه، ولم يقبل ما جاء (1) من الهدى ودين الحق الذي يخالف عادة الآباء وما نشأوا عليه (2) قال تعالى:{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا (3) مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23][الزخرف / 23] وقال محمد بن إسماعيل (4) رحمه الله (5)
كذلك أهل للكتاب (6) تتابعوا
…
على ملة الآباء فردا على فرد
وهيهات كل في الديانة تابع (7)
…
أباه ، كأن الحق في الأب والجد
وقد (8) قال هذا قبلهم (9) كل مشرك
…
فهل قدحوا هذي العقيدة عن زند
وأما كون أهل البصرة أخرجوه: فهذا من جنس ما قبله، لم ينقله أحد يعتد به.
(1) في (المطبوعة) زيادة: "به الرسل".
(2)
في (ح) : "إليه".
(3)
في (ق) و (م) : "وما أرسلنا".
(4)
في (ق) و (المطبوعة) زيادة: "الصنعاني ".
(5)
ساقطة من (ق) .
(6)
في (ق) : " الكتاب ".
(7)
في (ق) : " نافع ".
(8)
في (ق) و (م) : "فقد ".
(9)
في (ق) : "قبل ".
ولو قدر وقوعه لكان من أدلة فضل الشيخ وعلمه، وأنه على طريقة مستقيمة ودعوة نبوية.
قال تعالى عن قوم (1) شعيب: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [الأعراف: 88](2)[الأعراف / 88] .
وقال تعالى عن قوم لوط: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل: 56][النمل / 56] .
وقد أخرج نبينا صلى الله عليه وسلم، وقال له (3) ورقة بن نوفل - لما ذكر له ما يرى في مبدأ النبوة وما ينزل عليه-: " «هذا الناموس الذي أنزل الله (4) على موسى، يا ليتني فيها جذعا، يا ليتني (5) أكون حيا إذ يخرجك (6) قومك، فقال النبي (7) صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم، لم (8) يأت رجل بمثل (9) ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا» (10)
(1) ساقطة من (ق) .
(2)
في (ق) زيادة: أولو كنا كارهين.
(3)
ساقطة من (ح) .
(4)
في (ق) : "كان ينزل"، وفي (م) :"أنزل".
(5)
ساقطة من (ق) .
(6)
في (ق) : "يخرجوك ".
(7)
ساقطة من (ق) و (م) .
(8)
ساقطة من (ح) .
(9)
في (ح) : "أحد قط بما".
(10)
أخرجه البخا ري (3، 3393، 4953) ، ومسلم (160) ، وأحمد (6 / 223، 232) .