الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الأدلة على فساد الأزمنة كلما تباعد العهد بالنبوة الخاتمة]
فمن جحد هذا كله وزعم أن الأكثر هم خير أمة أخرجت للناس وأن دين الإسلام لا يزال قائما بهم، وإن أمر أكثر الناس لا يزال مستقيما حتى تقوم الساعة، فهو من أكذب الناس وأضلهم، وأجهلهم بالنصوص ومعانيها.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا (1) كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل: من هم (2) يا رسول الله؟ قال: النزاع من القبائل» "(3) وقد تقدم ذلك، وتقدم (4) حديث:" «لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه» "(5) .، وفي الحديث:" «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» (6) (7) "، وعن ابن مسعود:«يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من النقد» (8) وقال صلى الله عليه وسلم: " «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول
(1) ساقطة من (ق) .
(2)
في (الأصل) و (ح) كتبت متصلة هكذا: (منهم) ، وهو خطأ.
(3)
سبق تخريجه، انظر: ص (91) ، هامش.
(4)
في (ق) و (م) : "وتقدم ذلك وحديث ".
(5)
أخرجه البخاري (7068) من حديث أنس رضي الله عنه.
(6)
في (ق) زيادة: قالوا: اليهود والنصارى يا رسول الله؟ قال: فمن؟) ، وفي (م) : (قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟! . ".
(7)
الحديث أخرجه البخاري (7320) ، ومسلم (2669) ، وابن ماجه (3994) ، وأحمد (2 / 327، 336، 450) ، والحاكم (1 / 37) .
(8)
في هامش النسخة (ق) : "في الأصل. قوله: "لنقد" بالتحريك جنس من الغنم قصار الرجلين قباح الوجوه تكون با لبحرين، الواحدة "نقده"، ويقال: "أذل من النقد "، صحاح. (انظر: لسان العرب، نقد) ، والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (10 / 229) .
ذي الخلصة» " (1) وفي حديث ثوبان: ( «ولا» (2) تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى يعبد (3) . فئام من أمتي الأوثان "(4) وهذا لا يخالف قوله في حديث معاوية: " «لا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة» "(5) لأن المراد بالأمة: أهل الاستقامة والمتابعة والإجابة لا جميع أمة الدعوة، فإن "الأمة" تطلق ويدخل (6) فيها من بلغته الدعوة، كما في حديث:" «ما من رجل من هذه الأمة يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن إلا كان من أهل النار» "(7) وغربة الدين قررها أهل العلم، وأفردوها بالتأليف، وهي أكثر وأشهر من حديث معاوية وحديث جابر رضي الله عنهما.
وما زعم المعترض من أن حديث معاوية متواتر، قول لا أصل له، لأن المتواتر ما رواه عدد كثير يستحيل تواطؤهم على الكذب.
وأما قوله: (وأهل الباع طريقتهم الجهل والافتراء) فنعم؟ والله، وهو الذي سودت به أوراقك واعتراضاتك من أولها إلى آخرها، ولأهل
(1) أخرجه البخاري (7116) ، ومسلم (2906) ، وأحمد (2 / 271) .
(2)
في (ق) و (م) : "لا".
(3)
في (ق) و (م) : "تعبد"، بالمثناة الفوقية.
(4)
أخرجه الترمذي (2219) .
(5)
أخرجه البخاري (71، 3116) ، ومسلم (156، 1921) ، والترمذي (2192، 2229) ، وأحمد (4 / 101) .
(6)
في (ق) : " ويراد".
(7)
أخرجه مسلم 1531) ، وأحمد 21 / 317. 350، 396) ، والحاكم في المستدرك (2 / 372) .