الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة يعترض فيها على الشيخ وتأملتها فإذا هي رسالة جاهل بالعلم والصناعة، مزجى (1) التحصيل والبضاعة، لا يدري ما طحاها؟ ولا يحسن الاستدلال بذلك على من فطرها وسواها.
[نص رسالة من سليمان بن عبد الوهاب فيها البشارة بتوبته ورجوعه إلى الحق]
هذا؛ وقد من الله وقت تسويد هذا بالوقوف على رسالة لسليمان فيها البشارة برجوعه عن مذهبه الأول، وأنه قد استبان له التوحيد والإيمان، [67] وندم على ما فرط من الضلال والطغيان، وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من سليمان بن عبد الوهاب إلى الإخوان: أحمد (2) بن محمد التويجري وأحمد ومحمد ابنا عثمان بن شبانة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأذكركم ما من الله (3) به علينا وعليكم من معرفة دينه، ومعرفة ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من عنده، وبصرنا به من العمى، وأنقذنا من الضلالة، وأذكركم بعد أن جيتونا في الدرعية (4) من معرفتكم الحق على وجهه، وابتهاجكم به، وثنائكم على الله الذي أنقذكم وهذا دأبكم في سائر مجالسكم عندنا، وكل ما جاءنا- بحمد الله (5) يثنى عليكم. والحمد لله على ذلك، وكتبت لكم بعد ذلك كتابين
(1) في (ح) : " مرجى ".
(2)
في (الأصل) : " حمد "، وهو خطأ.
(3)
لفظ الجلالة لم يرد في (ق) و (م) .
(4)
في (ق) : " بالدرعية ".
(5)
في (الأصل) و (ح) : "من حمد الله "، والمثبت من بقية النسخ وهو الأقرب.
غير هذا أذكركم وأحضكم، ولكن يا إخواني معلومكم ما جرى منا من مخالفة الحق، واتباعنا سبل (1) الشيطان، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبل (2) الهدى.
والآن معلومكم لم يبق من أعمارنا إلا اليسير والأيام معدودة، والأنفاس محسوبة والمأمول منا أن نقوم لله ونفعل مع الهدى أكثر مما فعلنا مع الضلال (3) وأن يكون ذلك لله وحده لا شريك له؛ لا لما سواه، لعل الله يمحو (4) عنا سيئات ما مضى (5) وسيئات ما بقي.
ومعلومكم عظم الجهاد في سبيل الله؛ وما يكفر من الذنوب؛ وأن الجهاد باليد والقلب واللسان (6) والمال، وتفهمون أجر من هدى الله به رجلا واحدا.
والمطلوب منكم أكثر مما تفعلون الآن، وأن (7) تقوموا لله قيام صدق، وأن تبينوا للناس الحق على وجهه، وأن تصرحوا لهم تصريحا بينا بما أنتم (8) عليه أولا من الغي والضلال.
فيا إخواني: الله. . الله، فالأمر أعظم من ذلك، فلو خرجنا نجأر
(1) في (ق) و (م) : "واتباع"، وفي (ق) :(سبيل) .
(2)
في (ق) : " عن سبيل ".
(3)
في (ق) : "الضلالة".
(4)
في (ق) و (م) زيادة: "أن " قبل "يمحو".
(5)
في (المطبوعة) : " سيئات ".
(6)
في بقية النسخ: " اللسان والقلب ".
(7)
ساقطة من (ق) .
(8)
في (المطبوعة) : " كنتم ".
إلى الله في الفلوات وعدنا الناس من السفهاء والمجانين في ذلك لما كان ذلك بكثير منا.
وأنتم رؤساء الدين والدنيا في مكانكم (1) أعز من الشيوخ، والعوام كلهم تبع لكم، فاحمدوا الله على ذلك ولا تعتلوا (2) بشيء من الموانع.
وتفهمون أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد أن يرى ما يكره، ولكن أرشدكم في ذلك إلى الصبر، كما حكى عن العبد (3) الصالح (4) في وصيته لابنه، فلا أحق من أن تحبوا لله (5) وتبغضوا لله (6) وتوالوا لله وتعادوا لله.
وترى يعرض في هذا أمور شيطانية، وهي أن من الناس من ينتسب لهذا الدين، وربما يلقي الشيطان لكم أن هذا ما هو بصادق، وأن له ملحظ دنيوي، وهذا أمر ما يطلع عليه إلا الله، فإذا أظهر أحد الخير فاقبلوا منه ووالوه، فإذا ظهر من أحد شر، وإدبار عن الدين فعادوه واكرهوه، ولو أحب حبيب.
وجامع الأمر في هذا: أن الله خلقنا لعبادته وحده لا شريك له؛ ومن [68] رحمته بعث لنا رسولا يأمرنا بما خلقنا له، ويبين لنا طريقه، وأعظم
(1) في (ق) : "مكانتكم ".
(2)
أي: لا تمتنعوا.
(3)
في (ق) : "عبد الله ".
(4)
في (المطبوعة) زيادة: " لقمان ".
(5)
في (ق) : " في الله ".
(6)
في (ق) : "في الله ".
ما نهانا عنه الشرك بالله وعداوة أهله وإبغاضهم (1) ؛ وأمرنا (2) بتبيين الحق وتبيين الباطل، فمن التزم ما جاء به الرسول (3) فهو أخوك، ولو أبغض بغيض، ومن نكب عن الصراط المستقيم فهو عدوك ولو هو (4) ولدك أو أخوك.
وهذا شيء (5) أذكركموه مع أني بحمد الله [أعلم] ، (6) أنكم تعلمون ما ذكرت لكم، ومع هذا فلا عذر لكم عن التبيين الكامل الذي لم يبق معه لبس، وإن تذاكروا دائما في مجالسكم ما جرى منا ومنكم أولا، وأن تقوموا مع الحق أكثر من قيامكم مع الباطل فلا أحق من ذلك ولا لكم عذر (7) ؛ لأن اليوم الدين والدنيا- والله الحمد (8) - مجتمعة في ذلك، فتذاكروا ما أنتم (9) فيه أولا في أمور الدنيا من الخوف والأذى، واعتلاء الظلمة والفسقة عليكم، ثم رفع الله ذلك كله بالدين وجعلكم السادة والقادة (10) .
ثم أيضا ما من الله به عليكم من الدين، انظروا إلى مسألة واحدة
(1) ساقطة من (المطبوعة)، وفي (ح) :" وبعضهم ".
(2)
ساقطة من (ح) .
(3)
في (ح) و (المطبوعة) : " الرسل".
(4)
ساقطة من (ق) و (م) .
(5)
ساقطة من (ق) .
(6)
" أعلم " ساقطة من (الأصل) و (ح) ، (أنكم) ساقطة من (ح) .
(7)
في (ق) و (م) : "ولا عذر لكم".
(8)
في (ق) و (م) : "ولله الحمد الدين والدنيا.
(9)
في (المطبوعة) : "كنتم".
(10)
في (المطبوعة) زيادة: " وذلك من آثار دعوة شيخ الإسلام، وعلم الهداة الأعلام.
فمما " (1) " نحن فيه من الجهالة (2) كون البدو (3) نجري عليهم (4) أحكام الإسلام مع معرفتنا أن الصحابة قاتلوا أهل الردة، وأكثرهم متكلمين (5) بالإسلام، ومنهم من أتى بأركانه ومع معرفتنا أنه من كذب بحرف من القرآن كفر ولو كان عابدا وأن من استهزأ بالدين أو بشيء منه فهو كافر؛ وأن من جحد حكما مجمعا عليه فهو كافر، إلى غير ذلك من الأحكام المكفرات، وهذا كله مجتمع في البدو وأزيد، ونجري عليهم (6) أحكام الإسلام اتباعا لتقليد من قبلنا بلا برهان.
فيا إخواني: تأملوا وتذاكروا في هذا الأصل يدلكم على ما هو أكثر من ذلك. وأنا أكثرت عليكم الكلام؛ لوثوقي بكم أنكم ما تشكون في شيء فيما (7) تحاذرون، ونصيحتي لكم ولنفسي، والعمدة في هذا أن يصير دأبكم في الليل (8) والنهار أن تجأروا إلى الله تعالى أن يعيذكم من شرور أنفسكم وسيئات أعمالكم، وأن يهديكم إلى الصراط المستقيم الذي عليه رسله وأنبياؤه وعباده الصالحون (9) وأن يعيذكم من مضلات الفتن،
(1) في (ق) و (م) : " فيما "، وفي (المطبوعة) :" مما "، وساقطة من (ح) .
(2)
في (المطبوعة) زيادة: "قبل انتشار هذه الدعوة الإسلامية ".
(3)
في النسخ الأربع: "البدوي"، ولعل ما أثبته هو الأقرب للصواب.
(4)
في النسخ الأربع: "عليه"، ولعل ما أثبته هو الأقرب للصواب.
(5)
في (المطبوعة) : "متكلمون "، وهو الصواب؛ لكن المصنف ساق لنا الرسالة بحروفها، دون تغيير.
(6)
في النسخ الأربع: "عليه "، ولعل ما أثبته هو الأقرب للصواب.
(7)
في (ق) : "مما".
(8)
في (ق) و (م) : "بالليل ".
(9)
في (المطبوعة) : "الصالحين " وهو الصواب، لكن المصنف أراد أن يلتزم الرسالة بلفظها وحروفها دون تغيير ولا تصويب لأخطائها.