الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشيخ- رحمه الله (1) وقف حيث وقف الرسل، وأنكر ما أنكروا، وقاتل على ما عليه قاتلوا، وأنت وأمثالك من الضالين وقفتم في طريقهم (2) فمن أنكر ما أنكروه، وقاتل من (3) قاتلوه، تصديتم للرد عليه، والذب عنهم، ودفعتم في صدر نصوص الكتاب والسنة بشبهات ساقطة، وأقوال ضالة، لا تروج على من عرف الإسلام وحقيقته، فأنتم جند محضرون لمن عبد الشجر والحجر.
[بيان المقصود بإظهار الدين وعدم لزوم المظهر للدين تكذيب الرسول]
وأما قوله: (ولازم قوله هذا تكذيب الرسول، حيث لم يجعل دينه قائما مستقيما ظاهرا؟ وأنه (4) الذي أظهره للناس) .
فيقال لهذا المعترض: إن كان إظهار العلماء والأئمة لدين الإسلام وبيانه للناس، وذكر حدوده يلزم منه تكذيب الرسول، فأي عالم وأي صحابي وأي خليفة هدى لم يقع منه بيان، وإظهار وكشف لحقيقة الإسلام وحدود الإيمان؟ بل آحاد المؤمنين لا بد أن يقع منه هذا (5) ولو لأهل بيته وأولاده، ومعلموا (6) . الصبيان أظهروا لهم من كتاب الله وعلموهم ما لم يكونوا يعلمونه، فإن كان الدين لا يحتاج لإظهار وتبيين، أو كان، الإظهار يستلزم تكذيب الرسول، فليس على وجه الأرض مؤمن إلا من سكت عن ذكر دين الإسلام وتعليمه للناس والدعوة إليه، ولم يسلك سبيل
(1) في (ق) كلمة ممحاة بدا منها: "أما".
(2)
في (ق) : "طريقكم ".
(3)
في (ق) و (المطبوعة) : "ما".
(4)
في (ق) و (م) زيادة: " هو".
(5)
ساقطة من (ق) و (م) .
(6)
في النسخ الأربع: "ومعلمي "، والمثبت هو الصواب.
الرسول وسبيل من اتبعه في الدعوة إلى الله على بصيرة، ومن دعا وأظهر للناس شيئا من الدين فلازم قوله تكذيب الرسول! .
فلا إله إلا الله!! ما أشد ما تلاعب الشيطان بهذا المغرور وأمثاله، حتى جعلوا متابعة الرسول وسلوك سبيله تكذيبا له أو لازمه التكذيب؟ . وهذا الضرب من الناس هم من شر الدواب المذكورين في قوله تعالى:{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ - وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 22 - 23][الأنفال / 22، 23]
وأول الناس بين حقيقة الإسلام وما يدخل فيه- بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فإن عمر قال له: أتقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» (2) فقال الصديق رضي الله عنهما (3) ألم يقل: "إلا بحقها" فإن الزكاة من حقها، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها (4) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر رضي الله عنه: فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق (5) وأجمع العلماء على تصويب أبي بكر وقتال من منعها، أفيلزم من
(1) في (م) زيادة: " هو ".
(2)
في (ق) و (م) زيادة: "وحسابهم على الله ".
(3)
في (ق) و (م) : "عنه "، والتثنية هنا لأبي بكر وعمر.
(4)
في (ق) و (م) : "يؤدونه ".
(5)
أخرجه البخاري (1399، 1400) ، ومسلم (20، 21، 22) ، وأبو داود (1556) ، والترمذي (2607) .
بيان أبي بكر لعمر تكذيب الرسول (1) سبحانك (2) نبرأ إليك مما أتى به هذا المفتري (3) وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: وإن للإسلام شرائع وفرائض وحدودا وسننا، فإن أعش فسأبينها لكم، وإن أمت فلست على صحبتكم بحريص (4) فيلزم من هذا- عند المعترض- خطأ عمر وتجهيله، وهذا الرجل يسب أئمة الإسلام وهو لا يشعر.
(1) في (ح) و (المطبوعة) : (الرسل) .
(2)
مكررة مرتين في (ق) و (م) .
(3)
في (ق) : " المعترض".
(4)
" أخرجه البخاري معلقا (1 / 11) ، ووصله ابن أبي شيبة (6 / 172) ، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (4 / 844) ، وابن حجر في تغليق التعليق (2 / 19) .