الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأعجب شيء أنه استدل على إيمان من يسب دين الرسول ومدح الشرك بأنه لو رأى الرسول صلى الله عليه وسلم لوقاه بنفسه، ولم يرفع إليه بصره تعظيما له.
فيقال لهذا المفتري: وما يشعرك أنه لو رآه لكفر به كما كفر بدينه.
قال تعالى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ - وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 109 - 110][الأنعام / 109، 110] .
ثم لو وقى الرسول بنفسه (1) ولم يرفع إليه بصره، وبذل له ماله كما فعل أبو طالب، أي شيء يغني عنه ذلك مع مسبة التوحيد وعدم التزامه (2) ومدح الشرك والثناء على أهله؟ والإسلام والإيمان وراء ذلك كله، لا بد فيه من معرفة الحق وإمارته والانقياد له وإيثاره على ما عداه، والجهل بحدود ما أنزل الله أوجب لهؤلاء الفجار أن يتلاعبوا (3) بدين الله ويقوموا (4) في نصر الكفر والكفار، فالحمد لله على ردع هؤلاء وكبتهم، وإظهار خزيهم وكشف جهلهم.
[بيان تحريف المعترض كلام الشيخ بالطعن على أهل الكويت]
وأما قوله: (ثم إن هذا الرجل جعل " (5) أهل الكويت الذين، شيدوا المساجد والمنار لداعي الفلاح، وأظهروا شعائر (6) الإسلام وبذلوا
(1) ساقطة من (م) .
(2)
في (ح) : "وعدم مدح ".
(3)
في (ح) و (المطبوعة) : " تلاعبوا) .
(4)
في (المطبوعة) : (وقاموا) .
(5)
هذا الرجل جعل " ساقطة من (ق) .
(6)
في (ق) و (م) : " شرائع".
أموالهم على ذلك، واجتهدوا في المحافظة على أعمال الخير طلبا لما عند الله كالذين نزلت فيهم هذه الآيات. . .) إلى آخر قوله فيهم.
فقد تقدم أن الشيخ لم يذكر أهل الكويت ولا مثل بهم، وإنما هو تحريف من هذا المعترض، وتنفير وصد عن سبيل الله.
ثم لو فرض أنهم كما ذكر في بناء المساجد والمنار، وبذل الأموال في ذلك، فما الفرق بينهم وبين (1) أهل خراسان وطبرستان والري وغيرهما (2)(من بلاد فارس)(3) وقد نص العلماء على أن الشخص لا يدخل في الإسلام إلا بعبادة (4) الله وحده لا شريك له، والبراءة مما عبد (5) من دونه، والكفر بالطواغيت (6) مع التزام بقية الأركان والعمل بها.
وهذا الغبي لم يحسن ولم يعرف ما يمدح به أهل الكويت إلا بأمر شاركهم فيه من عبد عليا والحسين والعباس، وشاركهم فيه الجهمية والباطنية والزنادقة، وهذا هو اللائق بحال هذا الرجل وعلمه (7) وهو غاية ما عنده.
وكذلك قوله: (إنهم من أهل القبلة المحمدية الإبراهيمية) هو من
(1) ساقطة من (ق) .
(2)
في (المطبوعة) : "وغيرها ".
(3)
ما بين القوسين ساقط من (م) .
(4)
في (ق) : "بتوحيد".
(5)
في (ق) زيادة: (بالطواغيت) .
(6)
في (ق) : " بالطاغوت ".
(7)
في (ح) : "وعمله".
هذا القبيل، وفيه إشعار بأنه لم يعرف مراد العلماء (بقولهم:"أهل القبلة لا يكفرون بالذنوب " ولم يعرف مراد العلماء) (1) ولا أصل هذه الكلمة وما تساق له.
فكلامه ظلمات بعضها فوق بعض، وقد أنكر الإمام أحمد قول الناس:" لا نكفر أهل القبلة بذنب"، مع أن مراد من قاله مراد صحيح، لا يمنعه أحمد، لكن الشأن في الألفاظ والعمومات، وما يسلم منها وما يمنع.
وأما قوله: (فأين الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس؟) .
يقال له (2) قد ضيقت واسعا، إن كانت الأمة عندك خصوص أهل الكويت، فهذا الكلام إلى هذيان (3) المجانين أقرب منه إلى لسان المتشرعين (4) .
ثم ما المانع أن يكون الشيخ وأتباعه من (5) خير أمة أخرجت للناس؟ {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [النساء: 54][النساء / 54]
. وقال تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]
(1) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(2)
في (ق) و (المطبوعة) : "فيقال "، "له" ساقطة من (ق) .
(3)
في (ح) و (المطبوعة) : " بهذيان ".
(4)
في (ق) : (المشرعين) .
(5)
ساقطة من (ق) .
{أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} [الزخرف: 32][الزخرف / 31، 32]
وقد روى الطبراني في الكبير بسنده إلى ابن عباس (1)" «كنتم خير أمة أخرجت للناس، قال: هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار» "(2)
(1) في (ق) زيادة: "رضي الله عنهما".
(2)
لم أقف عليه بهذا اللفظ، ووقفت عليه بنحوه ولفظه: "هم الذين هاجروا مع النبي! من مكة إلى المدينة) ، أخرجه أحمد (1 / 273) ، والنسائي في تفسيره (1 / 320) ، وابن أبي شيبة (12 / 155) ، والحاكم (2 / 294) وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.