الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ك ل ل
(377)
1 -
كل الرجل يكل كلالة: فقد الولد والوالد.
2 -
الكلالة لها معنيان هما:
أ- من ليس له ولد ولا والد، فإذا مات ورثه غيرهما كالأخوة.
ب- الورثة غير الولد والوالد.
وقد فسر بالمعنى الأول قوله:
الكلالة: (وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوْ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ)(12/ النساء).
ويحتمل المعنيين قوله:
(يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ)(176/ النساء)
3 -
الكل: من يعتمد على غيره فى معيشته.
كل: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ)(76/النحل).
4 -
كل:
أ- كل: كلمة تفيد الاستغراق أى شمول الحكم لجميع أفراد ما تضاف إليه أو أحواله.
ولها أربع حالات هى:
1 -
أن تفيد شمول الحكم لجميع حالات المضاف إليه، وذلك إذا كان اسم معنى كما فى:
كل: (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ)(129/ النساء)، فالمنهى عنه هو الميل التام الشامل لجميه حالاته:(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ)(29/ الإسراء) - فالمنهى عنه هو بسط اليد بسطا تاما لا أثر فيه لحالة من حالات القبض، وهذا كناية عن الإسراف.
2 -
أن تفيد شمول الحكم لجميع أفراد المضاف إليه مذكورا كان أو مقدرا، ولهذه الحالة أربع حالت فرعية هى:
أولا: أن يكون المضاف إليه اسم جنس معرفا أو ما فى معناه كما فى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ)(93/آل عمران).
ثانيا: أن يكون المضاف إليه جمعا معرفا أو ما فى معناه. كما فى: (لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ)(266/ البقرة).
وكما فى: (كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)(36/ الإسراء)، فقد أضيفت كل إلى اسم إشارة فى حالة الجمع.
وقوله: (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً)(38/ الإسراء) فقد أضيفت كل إسم إشارة مفرد ولكن يراد به الجمع كما يفهم من السياق ومثل هذا يقال فى (35/ الزخرف).
ثالثا: أن تضاف إلى مفرد منكر أو ما فى حكمه. مثال ما فى حكم المفرد.
قوله: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ)(34/ إبراهيم) أى من كل شىء طلبتموه.
وقوله: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَاّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً)(93/مريم) أى كل مخلوق.
وقوله: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)(26/ الرحمن) أى كل مخلوق.
ومثال المضاف إليه المفرد المنكر قوله: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(20/ البقرة).
رابعا: أن تقطع عن الإضافة ويقدر المضاف إليه مفردا كما فى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)(285/ البقرة) - أو جمعا كما فى: (بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ)(116/ البقرة) أى كل الخلائق والسياق هو الذى يدل على المضاف إليه المحذوف.
كلا: (وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى)(95/ النساء)
أن تستعمل كلمة كل مع إفادتها شمول الحكم كما ذكرنا اسم توكيد مؤكدا لما قبله، وذلك كما فى:
3 -
كله: (هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ)(119/ آل عمران)
كلها: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا)(31/ البقرة)
الأسماء كلها:
(وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين). فما هى " الأسماء كلها "؟ (الأسماء) - أى أسماء المسميات.
ثم عرضهم) أى المسميلت وفيه تغليب العقلاء.
وكلمة " العقلاء" هذه التى جاءت فى تفسير جلال الدين السيوطى وجلال الدين المحلى تأويلا للضمير فى (عرضهم) أى المسميات فيها علم كثير أنتفع به - إن شاء الله.
وإذا أخدنا كلمة "آدم " من الآية الكريمة وكلمة " العقلاء" من تفسير الجلالين
…
ثم تدبرنا الآية الثانية والسبعين بعد المائة من سورة الأعراف: (وإذ أخذ ربك من ينى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدتا، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين).
واذكر حين أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذرياتهم بأن أخرج بعضهم من صلب بعض - من صلب آدم - نسلا بعد نسل - كنحو ما يتوالدون كالذر، ونصب لهم دلائل على ربوبيته سبحانه، وركب فيهم " عقلا " وأشهدهم على أنفسهم .. فال:" ألست بربكم؟ ". قالوا: بلى إنك أنت ربنا نشهد بذلك. والاستشهاد لئلا
يقول الكفار يوم القيامة " إنا كنا عن هذا التوحيد غافلين "، وهذا هو الميثاق الذى قال فيه الجميع:" أنت ربنا " يوم الخلق الأول .. يوم انحصر الجميع .. جميع ذرية آدم .. وخلق الله فيهم " العقل " والفهم والكلام.
(وما خلفكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة)
ويحتمل أن تكون ذرية آدم كلها، أصحاب " الأسماء كلها " هم الذين عرضوا على الملائكة (فقال) الله تعالى للملائكة:(أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) أنبئونى بذرية آدم إن كنتم صادقين فى أنكم أحق بالخلافة، وإن كنتم صادقين فى أنى لا أخلق أعلم منكم.
قالت الملائكة (سبحانك، لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم)
وكأن الله تعالى يقول لآدم: يا آدم أنبىء الملائكة بأسماء ذريتك المكرمة، وماذا يقول آدم فى هذا المقام الكريم الذى تقوم فيه ذرية آدم كلها لرب العالمين، وهذا العرض الرائع الذى تشهده الملائكة؟
يقول آدم أول ما يقول:
الحمد لله .. وهذا " أحمد " أول العابدين واول المسلمين وخاتم المرسلين .. وهذا إبراهيم الخليل وهذا موسى أول المؤمنين .. وهذا عيسى بن مريم وهذا فلان وهذا فلان .. وآدم أولى من الملائكة أن يعرف أسماء ذريته كلها.
وعرفت الملائكة أن آدم أحق بالخلافة وفي ذريته رسول الله صلي الله عليه وسلم وأن الله يعلم مالا يعلمون.
ثم يقول علام الغيوب للملائكة: (ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض، وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون)
وكانت هذه موعظة من أحكم الحاكمين لتعيها آذان الملائكة الواعية وليعلموا أن الله يعلم مالا يعلمون حتي إذا أمرهم الله أن يسجدوا لآدم أطاعوا وسجدوا، ذلك بأن في ذرية آدم عليه السلام النور الذي يتلألأ صلي الله عليه وسلم هذا النور الذي يفوق نور الملائكة فسمعوا وأطاعوا
…
وهم عباد الرحمن يفعلون ما يؤمرون.
فسبحان الذي ارسل رسوله رحمة للعالمين، وخلق نوره رحمة للملائكة والله أعلم بمراده
…
وهو سبحانه أعلم بأسرار كتابه العظيم.
5 -
أن تستعمل ظرف زمان وفي هذه الحالة تتصل بها (ما) المصدرية الزمانية علي الاصح، ويكون المصدر المؤول نائبا عن الزمان المضاف إليه (كل) كما في:
كلما: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ)" 20/البقرة " أي مشوا فيه كل زمان إضاءة.
ومن هذا التركيب وما يشبهه نجد بعدها الذي يفوق نور الملائكة فسمعوا وأطاعوا
…
وهم عباد الرحمن يفعلون ما يؤمرون.