الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خديو
بفتح الخاء وكسرها: كلمة فارسية معناها "سيد" وهي من الألقاب التي يلقب بها أحيانا الحكام المسلمون منذ العصور الوسطى (انظر كتاب كنه الأخبار للمؤرخ التركى عالى الذي عاش في القرن السادس عشر الميلادى، طبعة الآستانة، جـ 5، ص 17) ومن ثم منح السلطان عبد العزيز سلطان آل عثمان إسماعيل باشا والى مصر هذا اللقب في عام 1767. وذلك أن إسماعيل كان يرغب في أن يضاف إلى اسمه لقب يدل على أنه أرفع منزلة من سائر الحكام العثمانيين الذين يحملون لقب "باشا"، ولم يكفه أن منصب باشا مصر قد أصبح بمقتضى فرمان عام 1841 وراثيا في أسرة محمد على. وعرض إسماعيل في المفاوضات التمهيدية الخاصة بهذا الموضوع أن يلقب بالعزيز (وقد ورد هذا اللقب في الآية الثلاثين من سورة يوسف) لكن أسبابا عدة (منها وجود لفظ العزيز في اسم السلطان نفسه) رجحت اختيار لقب "خديو"(ويذكر هذا اللقب في الوثائق الرسمية خديو مصر، وكثيرا ما يرد في صورة "الخديو") وكان محمد على نفسه قد لقب بهذا اللقب من قبل (انظر ما جاء في القسم الثاني من هذا المقال، وانظر أيضا ما قاله ديسى Dicey في كتابه The Storu Of the Khedivate ص 58) كما كان جميع أفراد الأسرة الحاكمة التي أسسها محمد على في مصر يلقبون به من عهد مؤسسها إلى وقت إعلان الحماية الإنكليزية في عام 1914. وفي هذه السنة سمى الحاكم الجديد سلطانا، ثم استبدل بهذا اللقب لقب ملك بعد أن ألغيت الحماية في 28 فبراير سنة 1922. على أن لقب نائب الملك Viceroy الذي يطلقه الكتاب الأوربيون كثيرا على خديو مصر كان مستعملا بالفعل في عهد محمد على نفسه.
وإلى القارئ أسماء أعضاء الأسرة الخديوية الذين حكموا مصر تحت سيادة سلطان تركيا.
محمد على 1805 - 1848.
إبراهيم 1848 (من يونيه إلى نوفمبر).
عباس الأول 1848 - 1854
سعيد 1854 - 1863
إسماعيل 1863 - 1879
توفيق 1879 - 1892
عباس حلمى الثاني 1892 - 1914
ثم خلفهم السلطان حسين كامل 1914 (19 ديسمبر) 1917 (9 أكتوبر).
السلطان أحمد فؤاد 1917 - 1922
ثم أصبح الملك فؤاد الأول من 1922 (16 مارس)
وهاك أسماء أهم أعضاء أسرة محمد على وهم كثيرون (*).
محمد علي 1769 - 1849
إبراهيم (1789 - 1848)
…
طوسن (1796 - 1816)
…
إسماعيل (1798 - 1822)
…
سعيد (1822 - 1863)
…
عبد الحليم (1831 - 1894)
أحمد (1858 م)
…
إسماعيل (1830 - 1895)
…
مصطفى فاضل (1875 م)
…
عباس الأول (1813 - 1854)
…
طوسون (1876 م)
توفيق (1852 - 1892)
…
عباس حلمي الثاني (1874 - 1945)
…
حسين كامل (1852 - 1917)
…
(أحمد فؤاد الأول) ولد في 1867
(*) كان آخر من تولوا الملك فاروق الأول وانتهى حكمه بقيام ثورة 23 يوليو 1952.
ونظم فرمان عام 1841 وراثة العرش فجعلها للأكبر ثم الأكبر من أسرة محمد على ثم استبدل فرمان سنة 1866 بالنظام السابق نظاما آخر جعل الوراثة لأكبر أبناء إسماعيل ثم لأكبر أبناء هذا الابن وهكذا. وفي 13 أبريل من عام 1922 صدر مرسوم ينظم وراثة ملك مصر تنظيما جديدًا.
وأسرة محمد علي من أصل ألباني، ولكن الخديويين كانوا يعدون في مصر على الدوام أتراكًا، وليس يسعنا أن نعد هذه الأسرة أسرة مصرية بالمعنى الصحيح (1). وقد قيل إن كل فرد من أفرادها يختلف في أخلاقه عن سائر الأفراد (انظر Geschichte: Hasenclever Aegyptens ص 199) وكان الخمسة الأولون منهم يحكمون البلاد حكما مطلقًا على نمط حكام الشرق، ولكنهم بعد الاحتلال البريطانى لم تتح لهم الفرص لأن يحكموا البلاد الحكم الذي يشاءون. وظلت الروابط التي تربط هذه الأسرة بتركيا قوية إلى حد استطاع معه أحد أفرادها، وهو الأمير المصرى سعيد حليم باشا، أن يصبح صدرًا أعظم في الآستانة عقب الانقلاب التركى الذي حدث في عام 1909.
وأخذت مصر في عهد الخديويين تصطبغ بالصبغة الأوربية شيئًا فشيئًا فأدخلت فيها كثير من النظم الأوربية الفنية والقضائية والاقتصادية والاجتماعية. وحدث هذا بعينه في أثناء تلك الفترة نفسها. في غير مصر من البلاد الإسلامية. وكانت المثل التي احتذتها مصر ومعظم البلاد الإسلامية نظما فرنسية، لكن الصبغة الأوربية التي اختصت بها مصر دون سائر البلاد الإسلامية -وهي نهضتها تحت حكم أسرة تكاد تكون مستقلة بشئونها، وما حدث في مرافقها الاقتصادية من نمو مدهش سريع، وما انتابها من ضعف شديد أدى إلى سيطرة إحدى الدول الأوربية عليها- كانت تختلف كل الاختلاف عن مثلها في تركيا وفي بلاد الجزائر وغيرهما
(1) هذا ما يقوله الكاتب، ولكن محمد علي وأسرته والمصريين على بكرة أبيهم يعدون أفراد هذه الأسرة على أنهم مصريون منذ أيامهم الأولى على أنهم مصريون في كل شئ في عواطفهم وآمالهم وصلاتهم بسائر المصريين.