المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فما كان من حسن وخشقدم إلا أن مدا يد المعونة - موجز دائرة المعارف الإسلامية - جـ ١٥

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌خالد بن يزيد

- ‌الخالديان

- ‌خباب بن الأرت

- ‌خبر

- ‌ الخبر:

- ‌ الخبر

- ‌خبر الواحد

- ‌خبيب بن عدى الأنصاري

- ‌خَتْم

- ‌خديجة

- ‌خديو

- ‌1 - تاريخ مصر السياسي

- ‌2 - نظام الحكم والإدارة

- ‌3 - التطور الاقتصادى

- ‌4 - السكان

- ‌5 - التربية والعلوم والآداب

- ‌الخراج

- ‌خراسان، بنو

- ‌الخرطوم

- ‌الخِرْقة

- ‌خرقة شريف

- ‌خُزَاعة بن عمرو

- ‌الخزرج

- ‌الخزرجى

- ‌الخزف

- ‌خسرو بك

- ‌خسرو ملا

- ‌الخشبية

- ‌خشقدم

- ‌الخضر

- ‌الخطابية

- ‌الخطبة

- ‌خط همايون

- ‌خطيب

- ‌الخطيب البغدادى

- ‌خفاجة

- ‌الخفاجي

- ‌خلعة

- ‌خليفة

- ‌الخليل

- ‌الخليل بن أحمد

- ‌خليل بن إسحاق

- ‌خليل أفندي زاده

- ‌خمارويه

- ‌الخندق

- ‌الخنساء

- ‌الخوارج

- ‌1 - أصول حركة الخوارج:

- ‌2 - حروب الخوارج في العصر الأموي

- ‌3 - مذاهب الخوارج السياسية والدينية

- ‌تعليق على مادة الخوارج

- ‌الخوارزمي

- ‌الخوارزمي

- ‌خواندمير

- ‌خوجه أفندي

- ‌خولان

- ‌خويلد

- ‌الخياط

- ‌خيال ظل

- ‌خيبر

- ‌خير الله أفندي

- ‌خير الدين

- ‌ خير الدين

- ‌د

- ‌دابق

- ‌دابة

- ‌الدار البيضاء

- ‌دار الحرب

- ‌دار السلام

- ‌دار الصلح

- ‌دار الصناعة

- ‌الدارقطني

- ‌الدارمي

- ‌دار الندوة

- ‌الداعى

- ‌الداني

- ‌دانيال

- ‌داود

- ‌تعليق

- ‌داود باشا

- ‌داود بن خلف

- ‌الدجال

الفصل: فما كان من حسن وخشقدم إلا أن مدا يد المعونة

فما كان من حسن وخشقدم إلا أن مدا يد المعونة إلى إسحاق والى قرمان الذي كان مشتبكًا في حرب مع العثمانيين، كما عاونا أميرى أبلستين بداغ ورستم في تنافسهما على الولاية مع شاه سوار الذي كان هواه مع العثمانيين ولم ينشب القتال بين السلطانين قط، وإن كانت العداوة قد تأصلت في نفسيهما. وقد استطاع خشقدم أن يكبح جماح مماليك أسلافه من السلاطين، إلا أن مماليكه ساموا الشعب الخسف مرارًا وتكرارًا. وكانت حالة السلطان المالية مرتبكة على الدوام، ومن ثم حاول أن يحصل على المال متوسلا ببيع المناصب وزيارة أفراد شعبه. ومرض السلطان عام 872 هـ (1467) وتوفي بعد عشرة أيام من مرضه. والحق أن خشقدم لم يكن حاكمًا عظيمًا، ولكنه أفلح في بسط السلام على ربوع مصر. ونجت مصر في عهده من شر الأوبئة. وكان يكره الإصلاح كما كان مستمسكا بالعادات القديمة على خلاف قايتباى الذي كان متمردًا لا يستقر له قرار.

المصادر:

(1)

ابن إياس، بولاق 1311، جـ 2، ص 70 - 74.

(2)

Geschichte der Chalifen: Weil جـ 5، ص 240 - 315.

(3)

The Mamluk or Slave: Muir Dynasty of Egypt ص 163 - 11.

الشنتناوى [سوبرنهيم M. Sobrenheim]

‌الخضر

الخَضِر (الخِضْر) اسم شخص معروف مشهور له شأن كبير في الأساطير والقصص. واسم الخِضْر (تشبيها بالنبات الأخضر).

وتتصل الروايات والقصص المتعلقة بالخضر أولا وقبل كل شئ بالقصة التي وردت في القرآن (سورة الكهف، الآيات 59 - 81)(1) {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ

(1) رقم الآيات في المصحف العثماني: 60 - 82.

(علام)

ص: 4676

الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70). .} ثم انطلقا حتى إذا قام عبد الله ببعض الأمور غير المألوفة في ظاهرها عيل صبر موسى ولم ير بدًا من السؤال فأجابه عبد الله: ". . ألم أقل إنك لن تستطيع معى صبرا" وفارق موسى آخر الأمر بعد أن نبأه بتأويل فعاله وأبان له عن وجاهة الأسباب التي دعت إليها.

ويطلق جمهور المفسرين للقرآن الكريم على هذا العبد اسم الخضر، أما غيرهم فيجعلونه فتى موسى.

وقد جمع المفسرون والمحدثون والمؤرخون حشدًا من الأقوال حول قصة القرآن الكريم.

وأول مسألة دارت حولها المناقشة هي: هل الشخصية الأساسية هي شخصية موسى بن عمران أو شخصية موسى بن ميشا (= منسة) بن يوسف ابن يعقوب، أو بعبارة أخرى واحد من نسل الأب الأول يعقوب (الرازى: مفاتيح الغيب، جـ 4 ص 333؛ الزمخشرى: كشاف تفسير الآية 59) (1) ويكاد المفسرون يجمعون على الرأى الأول [موسى بن عمران] وهم يبنون رأيهم هذا على الرواية الآتية التي وصلت إليهم في صيغ شتى: وهي أن موسى النبي المشهور قام في بنى إسرائيل خطيبًا، فقيل أي الناس أعلم فقال أنا، فقال الله بل عبد لى [الخضر] عند مجمع البحرين، فعزم على أن يلتقى بهذا الحكيم، وهذه الرواية

(1) الصواب: الآية 60 (م. ع).

ص: 4677

موجودة في كثير من المصادر العربية (البخارى: علم، باب 16، 19، 44؛ الأنبياء، باب 27؛ التفسير: سورة الكهف، باب 2 - 4؛ مسلم: الفضائل، حديث 170 - 174؛ الترمذى: تفسير سورة الكهف، باب 1؛ الطبرى: طبعة ده غوى جـ 1، ص 417؛ تفسير جـ 15 ص 165 وما بعدها؛ فخر الدين الرازى: المصدر المذكور جـ 4، ص 333).

أما الحوت (المملوح) فيستعان به هاديًا إلى الطريق، والموضع الذي فقد فيه أو عادت إليه الحياة فيه هو نهر الحياة حيث كان يعيش الخضر (الطبرى جـ 1، ص 417) وثمة إشارة أخرى إلى نهر الحياة هي أن أماراته الصخرة لأنه يقوم عند سفحها (الطبرى: تفسير جـ 15، ص 167؛ البخارى: تفسير سورة الكهف، باب 4) وجعلت الصخرة أيضًا أمام نهر الزيت أو نهر الذئب (البيضاوى والزمخشرى في سورة الكهف، الآية 61 (1)؛ الطبرى: تفسير جـ 15، ص 164) وليس من المستبعد أن تكون هناك علاقة بين نهر الزيت ونهر الحياة. ذلك أن ثمة روايات تذهب إلى أن الزيت صفة من صفات أنهار الجنة، ومن ثم فإن كلمة الذئب تكون تصحيفا لكلمة الزيت، وهو أمر سهل الوقوع، ويعد فولرز Vollers نهر الذئب صحيحا، فهو يرى أن نهر الذئب ترجمة لاسم لوكوس Loukos وليس هذا الاسم قليل الشيوع بين أسماء الأنهار في المصادر القديمة. وإذا صح هذا الفرض، فإن المرء قد يتبادر إلى ذهنه لوكس Lukkos في مراكش أو ليكوس Lycus على ساحل الشام، وهما موضعان تقترن بهما فكرة أقصى المغرب كما سنرى ذلك بعد.

وقد فسر "مجمع البحرين" تفسيرات شتى، فيعده البعض "الموضع الذي يلتقى فيه البحر الفارسي ببحر الروم إلى الشرق" البيضاوى: سورة الكهف آية 60؛ الطبرى: تفسير جـ 16، ص 163). وهذا يشير إلى خليج

(1) صواب الرقم 63 (م. ع).

ص: 4678

السويس، وهو صدى للفكرة التي تذهب إلى أن ساحل الشام كان هو أقصى المغرب (انظر: Bird: A.J Wensinck and tree as consmological Symbols in western Asia في Verk A.K. Amsterdam ص 17 وما بعدها) ويقول بعضهم إنه التقاء بحر الروم بالمحيط (طنجة، إفريقية؛ الطبرى: تفسير، جـ 15، ص 163؛ الزمخشرى، على الآية نفسها) ويتصل هذا الرأى بفكرة متأخرة في علم نظام الكون، تعد مضيق جبل طارق هو أقصى المغرب. وثمة تفسير مجازى هو أن مجمع البحرين يعنى اجتماع موسى بالخضر، وهما بحرا الحكمة (الدميرى: حياة الحيوان جـ 1، ص 318).

وعندما رأى موسى الخضر أول مرة وجده مسجى بثوبه كما ورد في القرآن (1)"لأنه كان نائما" كما يقول الطبرى (طبعة ده غوى جـ 1، ص 418) وعندما رأى عصفورا ينقر في الماء قال لموسى: "ما ينقص علمى وعلمك من علم الله إلا مقدار ما نقر أو نقد هذا العصفور من البحر"(الطبرى: طبعة ده غوى، جـ 1، ص 418؛ البخارى: تفسير سورة الكهف، باب 3؛ الرازى: مفاتيح الغيب جـ 14، ص 333 وما بعدها). وكان الخضر يعيش في جزيرة (الطبرى. طبعة ده غوى جـ 1، ص 422) أو على طنفسة خضراء علي كبد البحر (البخارى: تفسير سورة الكهف، باب 3).

وروى المفسرون حكاية اختبار الصبر زاخرة بالتفاصيل، ولا يتسع المقام للخوض فيها (انظر تفاسير سورة الكهف، آية 59 (2) وما بعدها ومصنفات التاريخ والحديث المذكورة في المصادر).

ويؤكد فرع آخر من الرواية، العلاقة بين الخضر وبحث الإسكندر عن نهر الحياة بخاصة، ويتجاوز فريد لاندر Frienlânder القصد Die

(1) لم يرد في القرآن أن موسى وجد الخضر مسجى بثوبه، ولعل الكاتب أخذ هذه العبارة من التفاسير.

(2)

صواب الرقم: 60 (م. ع).

ص: 4679

(chadhir - legende ص 108 وما بعدها) بقوله: "أما شأن الخضر بالفتى المحيِّر الوارد ذكره في الآية 64 فهو يندرج في حلقة أخرى من القصص مختلفة تمام الاختلاف، ولكنه يتصل بفتى موسى (الإسكندر) الذي كان الحوت معه -كما ورد في الآية 59 وما بعدها- أو بعبارة أخرى: هذا الفتى هو عين طاهي الإسكندر الذي نعرفه جيدًا من كاليستينيز المزعوم Pseudokallisthenes والعظة السريانية، لأن الخضر كما رأينا، وكما سوف نرى بعد، يتصل بـ"أتنبشتم" اتصاله برفيق الإسكندر.

وليست هناك ترجمة معروفة لقصة الإسكندر في الأدب العربي (Weymann ، انظر المصادر) في حين توجد أجزاء غير محققة من قصة الإسكندر التي بحثها فريد لاندر. ونحن نجاوز القصد كثيرًا إذا خضنا فيما بين هذه النسخ من خلاف، لأن هذه المصادر تبدو مستقلة عن القرآن الكريم، لا لأنها تجعل الخضر رفيق ذي القرنين فحسب، بل لعدم وجود إشارة ما إلى الفتى الوارد في القرآن الكريم أيضًا. ويبدو الخضر فيها عادة على مقدمة جيش الإسكندر في مسيره إلى نهر الحياة، ويسمى في رواية الصورى وزير الملك، كما غدا الشخصية الأساسية التي أخملت الملك نفسه. أما رواية عمارة فتذهب إلى أنه ابن عم الإسكندر، ولد ونشأ معه في ظروف واحدة وفي وقت واحد، وتجعل الرواية الشائعة للرحلة إلى نهر الحياة، الخضر والإسكندر وقد ذهب كل منهما في طريق. ويأخذ الإسكندر الحوت معه في رواية أخرى ويكشف عن العين العجيبة التي يعود حوته إلى الحياة فيها عندما يمس الماء؛ في حين نجد قصصًا أخرى لا يرد فيها ذكر الحوت، وإنما يعرف الخضر النهر بأمارات أخرى. وتروى قصص غير هذه ودلك أنه يغطس فيه وهو لا يعلم فضائله (الطبرى جـ 1، ص 414) وثمة رواية واحدة لنظامى تقول إن الخضر لا يرافق الإسكندر، ولكنه

ص: 4680

يرافق إيليا إلى النهر وهناك يشربان منه ويخلدان.

السمة الوصفية العامة لاسم الخضر واضحة كل الوضوح من معناه حتى أن الرواية إنما استطاعت أن تعطى البطل اسمه الحقيقي وأن تضع له نسبًا وتاريخًا. فنحن نجده كثيرًا ما يسمى بليا بن ملكان. وروى المسعودي (مروج، جـ 3، ص 144) أن هذا الاسم الأخير يطلق على أخ لقحطان، ومن ثم يجعل له مكان في أنساب اليمن، مما يرجح أن ملكان هو عين ملكم (سفر الأيام الأول، الإصحاح 8، آية 9) المندرج كذلك بين بطارقة اليمن. ورد هذا النسب بعد ذلك إلى سام من ناحية فالغ وعابر (انظر الطبرى، طبعة ده غوى، جـ 1، ص 415، المسعودي. مروج الذهب جـ 1، ص 92؛ النووى: صحيح مسلم، جـ 5، ص 135) وربما لا يكون اسم بليا تصحيفا لاسم يليا الذي هو عين الاسم السريانى إيليا ونجد أن إيليا قد ورد من ناحية أخرى بالصيغة الإسلامية إلياس علما على الخضر وعلما على اليسع وأورميا (انظر الإصابة ص 887) وخضرون (الطبرى، طبعة ده غوى جـ 1، ص 415؛ الديار بكري: تاريخ الخميس جـ 1، ص 106، Friedlânder: chadhirlegende ص 333).

ويورد ابن حجر أيضًا الأنساب الآتية (الإصابة ص 883 وما بعدها):

(1)

أنه ابن آدم (بإسناد ضعيف) وتتصل بهذه القصة (الإحياء ص 887 وما بعدها؛ أبو حاتم السجستانى: كتاب المعمرين ص 1) التي تروى أن الخضر عنى بجسد آدم ثم تولى دفنه بعد الطوفان. (2) أنه ابن قابيل الملقب بخضرون (3) أنه (المعمر) ابن مالك بن عبدالله بن نصر الأزد. (4) أنه ابن عمائيل بن النور بن العيص بن إسحاق (5) أنه ابن بنت فرعون (6) أنه فارسي أو كان أبوه فارسيا وأمه رومية أو كان أبوه روميا وأمه فارسية. ويقال أيضًا إنه ولد في مغارة ورضع

ص: 4681

لبن الضوارى ثم دخل آخر الأمر في خدمة ملك من الملوك (الدميرى. جـ 1، ص 318؛ ابن حجر؛ ص 891 وما بعدها) وانظر أيضًا اجتماعه في "سوق بنى إسرائيل" بالرجل الذي سأله الصدقة بوجه الله (الإصابة ص 894 وما بعدها).

ولا تحيط هذه الأقوال بجميع الروايات عن اسمه ونسبه، وحسبنا أن نذكر هنا الفقرة الآتية من ماراتشى (Prodromi: Maracci على سورة الكهف، الآية 57) (1).

Alchedrus، quem fabulantur Moslemi eundem fuisse، ac Phineas filium Eleazari filii A aron ; Cujus anima Per metem ، Psychosin emigravit Primo in Eliam deinde ex Elia in S. Gregorium، quem Propterea Mahumetani Omnes summo honore Prosequuntur (2) .

ولعل المطابقة الأخيرة ترجع إلى خلط بينه وبين القديس جرجيس الذي يماثل الخضر من وجوه معينه (انظر في هذا الشأن Clermont - Ganneau في Revue archéologique جـ 32 وما بعده، Friedlânder كتابه المذكور ص 275) ويشير كانو بعد ذلك إلى العلاقة بين حرف خ - ض - ر والحروف السامية الشمالية ح - ص - ر، ومن ثم يكون الاسم تصحيفا لـ"خسسترة Guyard): R.H.R. جـ 1، ص 344 وما بعدها) أو يتصل بـ "أهسويروس Ahousuerus اليهودي التائه (Lidzbarski في الـ Z.A جـ 7، ص 116).

وتذكر تواريخ جد متفاوتة للعهد الذي وجد الخضر فيه، فيقال أحيانًا إنه معاصر لإبراهيم الذي هاجر معه من أرض بابل (الطبرى، طبعة ده غوى، جـ 1، ص 415) ويوضع أحيانًا في

(1) لا يمكن أن يكون هذا الرقم صحيحًا فهذه الآية لا تشير إلى الخضر وإنما تبدأ الآيات المتصلة بهذه القصة من آية 60.

مهدى علام

(2)

الخضر الذي في أساطير المسلمين هو فنياس ابن إليعازر بن هارون الذي حلت روحه بالتناسخ في إيليا ثم في القديس غريغورى الذي وقره المسلمون جميعًا لهذا السبب توقيرا عظيمًا.

مهدى علام

ص: 4682

عهد أفريدون أو يجعل أحيانًا أخرى معاصرًا للإسكندر، وأنه عمر إلى زمان موسى (ابن حجر: الإصابة ص 886) ويذهب آخرون إلى أنه ولد في عهد ناشية بن آموص، أو بعبارة أخرى أشعياء بن آموص (الطبرى: المصدر المذكور ص 415، وما بعدها) ويرجع الخلاف في هذه الأقوال من بعض الوجوه إلى خلوده (انظر بعد).

وأهم من هذا شروح الاسم التي أوردتها المصادر الشرقية، من ذلك ما يروى أنه أخضر لتدليه في عين الحياة وسمى لذلك الخضر (الصيغة الإثيوبية لقصة الإسكندر، انظر فريد لاندر، المصدر المذكور، ص 235 وما بعدها) وكان يعيش كما ذكرنا آنفا على جزيرة من الجزائر (الدميرى: المصدر المذكور ص 317) كما يقال إنه يعبد الله في الجزائر (الصورى، انظر فريد لاندر: المصدر المذكور ص 83، الثعلبى ص 197). وقد يشير هذا إلى أن الخضر كان في الأصل كائنًا بحريًا، وتؤيد الملابسات الآتية هذا الاتجاه: فهو كثيرًا ما يوصف بأنه راعى الضاربين في البحر (تاريخ الخميس جـ 1، ص 107) ويقال إن البحارة عند شاطئ الشام يدعونه إذا عصفت العاصفة وأصبح في الهند يعرف باسم خواجه خضر وهو عندهم إله نهرى ويمثل جالسًا على حوت، ويغلب على كانو وفريد لاندر هذا الاتجاه في بحثهما عن أصل هذه الشخصية. واستند الأخير إلى افتراض ان أسطورة كلوكوس Glaukos اليونانية قد وصلت إلى المسلمين عن طريق وسيط سريانى (المصدر المذكور، ص 107 وما بعدها) ولكنا إذا لم ندخل في حسابنا أننا لا نعرف شيئًا عن هذا الوسيط فإن العلاقة بين الخضر وكلوكوس لا تفسر إلا جانبا واحدًا من جوانب الاسم الأول. كما أن هذه العلاقة لا تنبئنا بشئ عن أصل هذه الشخصية، والحق أن المرء ليشك في صواب البحث عن شخصية جد معقدة كشخصية الخضر

ص: 4683

الذي له خصائص مشتركة مع أتنبشتم وطاهي الإسكندر وغيرهما.

ويجب أن ندخل في حسابنا أشياء أخرى. ففي الشروح العربية للاسم لا يعد الخضر متصلا بالبحر، ولكنه يعد متصلا بالمملكة النباتية:"إنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء"(النووى على صحيح مسلم جـ 5، ص 135؛ انظر الطبرى: تفسير جـ 5، ص 168) ويضيف النووى "الفروة هي الأرض اليابسة". أما الديار بكري (جـ 1، ص 106)، فهو أكثر تحديدا إذ يقول "الفروة وجه الأرض إذا أنبتت واخضرت بعد أن كانت جرداء" ويقول عمارة إن الخضر خوطب عند نهر الحياة: أنت الخضر وكلما مست قدماك الأرض اخضرت (فريد لاندر: المصدر المذكور ص 145) وهو كلما وقف أو صلى تخضر الأرض (النووى: المصدر المذكور؛ الرازى: مفاتيح الغيب جـ 4، ص 336).

وتذكرنا هذه الأقوال (وبخاصة الأخيرة منها) بقول للرب في العهد القديم: "هو ذا الرجل الغصن اسمه، ومن مكانه ينبت. ."(سفر زكريا، إصحاح 6، آية 12) والحق أن الخضر يتعلق بشخصيتين مسيحيتين: أولاهما إيليا والثانية المسيح. ويؤلف هؤلاء الثلاثة مع إدريس الأربعة الذين لم يذوقوا طعم الموت (تاريخ الخميس جـ 1، ص 107).

ويعود سبب الخلاف في صفة الخضر إلى الآراء المختلفة حول طبيعته، فإن عد نبيا (انظر الإصابة، ص 882 وما بعدها) بقى الخلاف في اعتباره من الرسل (النووى: المصدر المذكور، ص 135) وكان إلى هذا كله إنسيًا ملكيًا أرضيًا سماويًا (الطبرى طبعه ده غوى، جـ 1، ص 544، 798) ويسلكه الأتقياء والمتصوفة في عداد الأولياء وثمة قول صوفي: أن لكل عصر خضره، كما يعد الخضر اليوم نقيب الأولياء ويدعوه الناس بصفته وليًا ثلاث مرات فيحميهم من السرق والحرق والغرق والسلطان والشيطان

ص: 4684

والحية والعقرب (تاريخ الخميس جـ 1، ص 107، الإصابة ص 903) وتطيعه السماء والبحر وبقاع الأرض، وهو خليفة الله في البحر ووكيله على الأرض، ويحتجب عن الأبصار متى شاء (عمارة فريد لاندر: المصدر المذكور ص 145) وهو يطير في الهواء، ويلقى إلياس عند سد الإسكندر ويحج معه إلى مكة كل سنة (انظر الإصابة ص 904 وما بعدها) ويشرب كل يوم جمعة من زمزم ومن جب سليمان ويغتسل من عين سلوان (تاريخ الخميس جـ 1، ص 107؛ فريد لاندر: المصدر المذكور، ص 148 وما بعدها، 151) ويستطيع أن يجد الماء تحت الأرض ويتكلم لغة الناس قاطبة (الصورى في فريد لاندر ص 184).

ويؤكد خلوده بخاصة (انظر قصيدة روكرت Childer": Rückert عمارة في فريد لاندر: المصدر المذكور، ص 145؛ أبو حاتم السجستانى: كتاب المعمرين ص 1؛ الإصابة ص 887 وما بعدها، 892 ، 895) وقد منحه، كما ورد في الإصابة (ص 882) بعد حديث بينه وبين صديقه الملك روفائيل ليقر عبادة الله الحقة على الأرض ويحافظ عليها. ويصف ابن حجر اجتماعًا بين الخضر ومحمد [صلى الله عليه وسلم] في روايات شتى (الإصابة ص 899 وما بعدها؛ انظر المؤلف نفسه فيما يتعلق باجتماعه بأشخاص آخرين ص 908 وما بعدها) وانظر كذلك المصدر نفسه عن المائدة التي نزلت عليه من السماء (ص 919) وانظر مروج الذهب فيما يختص بشهوده وقعة القادسية (جـ 4، ص 216).

ويعيش الخضر في بيت المقدس ويصلى الجمعة في مساجد مكة والمدينة والقدس وقباء وعلى جبل الزيتون وطعامه الكمأة والكرفس (تاريخ الخميس جـ 1؛ الإصابة ص 889 وما بعدها، 904) وبين أيدينا عن زيجاته قصة قديمة (انظر ابن ماجه: كتاب الزهد باب 23) وردت أيضًا في

ص: 4685

(الثعلبى: القصص ص 193 وما بعدها).

المصادر:

تفاسير القرآن لسورة الكهف الآيات 59 - 81 (1). سورة البقرة الآية 261 (2)؛ سورة هود الآية 86 (3)؛ والمصادر الخاصة بالحديث والتاريخ المذكورة آنفًا.

(1)

الثعلبى: قصص الأنبياء، القاهرة 1290 ، ص 125، 190 وما بعدها.

(2)

الديار بكري: تاريخ الخميس، القاهرة 1283، جـ 1، ص 106 وما بعدها.

(3)

ابن حجر: الإصابة، كلكتة. . . ص 882 وما بعدها.

(4)

الدميرى: حياة الحيوان القاهرة 1274 جـ 1 ص 317 وما بعدها.

(5)

النووى: تهذيب الأسماع، طبعة فستنفلد، ص 228 وما بعدها.

(6)

أبو حاتم السجستانى: كتاب المعمرين، طبعة كولدسيهر في Abh. Zur or Philologie جـ 2، ص 1.

(7)

المسعودي: مروج الذهب طبعة باريس جـ 4، ص 216.

(8)

الفردوسى: الشاهنامه، طبعة مول جـ 5 ص 216 وما بعدها؛ طبعة ما كان جـ 3، ص 1340.

(9)

نظامى: اسكندر نامه في القصيدة الخاصة بالاسكندر وبحثه عن ماء الحياة.

(10)

Alexanders Zug zum: Ethé lebens quell في S.B. Bayr. AK عام 1871، ص 343 - 405.

(1) صواب ترقيم الآيات هو: 60 - 82.

(2)

الآية التي يشير إليها هي: "أو كالذي مر على قرية". ورقمها 259.

(3)

الآية المشار إليها رقم 85.

ص: 4686

(11)

Horus et: Clermont - Ganneau Saint Georges d' aprés un bas - relief inédit du Louvre في الـ Revue d' ar chéologie جـ 32 - 34؛

(12)

Ursemit Religion: S.I. Cirtiss im Volksleben d. heut Orients، ليبسك 1903، مادة خضر.

(13)

Wer ist Chadhir: Dyroff في الـ Z.A. 1892 جـ 7، ص 319 - 327.

(14)

Zur: I. Friendlander Geschichte der Chadhirlegende في الـ A.R. 1910، جـ 13، ص 92 وما بعدها.

(15)

المؤلف نفسه: Alexanders Zug - nach dem Lebensquell und die chad hirlegende في الـ A.R. جـ 13، ص 161 وما بعدها.

(16)

المؤلف نفسه: Die Chad- hirlegende und der Alexanderromans، ليبسك 1913.

(17)

Wer ist: M. Lidzbarski Chadhir في الـ Z.A. 1892، جـ 7 ص 104 - 116؛

(18)

Beitrâge zur Ges-: Nôldeke Denks. AK.) chichte des Alexanderroman Wien جـ 38 رقم 5).

(19)

Chadher: K. Vollers في الـ A.R 1909 جـ 12، ص 243 - 284.

(20)

Chidher in Sage: G. Huart und Dichtung Sammlung gemeinverst (wiss، Vortrâge رقم 280 وليس هذا المؤلف في متناول يدى)؛

(21)

: Die athiopische: Weymann und arabische übersetzung des Pseudokallithenes، كرشهاين 1902.

(22)

Sirat Saif ibn Dhi: R. Paret Jazan هانوفر 1924 الفهرس، تعليقة 1.

(23)

Drie: G.W.I. Drewes Jovaansche Goeroe's ليدن، ديسمبر 1925 ، ص 56 وما بعدها، 195 وما بعدها.

يونس [فنسنك A.J. Wensinck]

ص: 4687