الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محاضرة الأستاذ الخضر بن حسين
(1)
في مساء يوم الجمعة الفائت، سمعنا (بالراديو) من مصر صوت أستاذنا
(1) جريدة "المنار التونسي" العدد الثالث من السنة الأولى الصادر في 6 جمادى الثانية 1355 هـ - 24 أوت 1936 م - تونس.
تعليق: هذا الخبر يمثل محبة الشعب التونسي الصادقة للإمام محمد الخضر حسين، وتقصيه لأخباره وأحاديثه عبر المذياع. ويشير من ناحسة ثانية إلى أن الإمام كان دائم التواصل مع وطنه تونس، وحرصه وعمله المخلص على نشر أنباء تونس، وبيان مكانتها في الشعر والأدب، ورجالاتها مع أهل تونس.
ونلفت النظر هنا إلى كتاب "تونس وجامع الزيتونة" للإمام، الذي خص فيه تونس ببحوث هامة عن شعرائها وفقهائها وأعلامها من شيوخ الزيتونة، وصفحات من تاريخها ونضالها.
واطلعت من خلال البحث في مجلة "العالم الأدبي" العدد الأول من السنة الرابعة الصادر في 11 محرم 1352 هـ - 6 ماي 1933 م على كلمة بعث بها الإمام محمد الخضر حسين إلى إدارة المجلة تحدث فيها عن مجلة "البدر" التونسية، فقال:"فقد بلغتنا مجلة البدر، وهي من المآثر التي تفتخر بها البلاد التونسية؛ لأنّا في الشرق لا نجد دليلاً على رقي الشعب التونسي إلا بمثل هذه المؤلفات الحديثة الراقية. ولو عرفت الأمة أن سمعتها في الخارج، إنما ترتفع بمثل هذه الآثار، لبذلت مجهودها في مساعدتها، وفي تحصيل الآمال على سمعة فاخرة في الخارج خير كثير".
العزيز العلامة النحرير الشيخ الخضر بن حسين -كما نعهده- ذلاقة وفصاحة، لم تغير فيه لهجة المصريين وقلبهم لحروف المعجم.
وقد فتن الناس بسماع ذلك الصوت الذي حرموا سماعه عشرات السنين. وكان موضوع حديثه "الشعر التونسي في القديم والحديث".
فتكلم جنابه على الشعراء، وذكر من شعرهم، وبيّن أن نقد الشعر وفلسفة الأدب أول من ضرب في فنهما سهم أدباء تونس والقيروان والمهدية، وغيرها من بلدان المملكة التونسية؛ كابن رشيق، وغيره في القديم.
ويوجد الآن شبيبة ناهضة، ضربت في جميع فنون الشعر والتثر، ويلغت فيهما الكمال، وإذا عدَّ الشعراء والكتّاب في العالم، فيحتلون المراكز الأولى، ويوضعون في أول الصفوف، وإن ذلك الشبل من ذلك الأسد، ومن يشابه أباه فما ظلم.
هذا خلاصة ما سمعناه من الأستاذ الخضر بن الحسين يلقيه على مسامعنا من مصر بمعناه.
وإن السرور لعمَّ البلاد، وللشيخ أصدقاء وتلامذة وأقارب وأحباب كثيرون، يودون رؤيته وسماع حديثه العذب.
وها نحن نسمع كلامه ولا نراه، متعنا الله برؤية وجهه الكريم، وجمعنا الله به في أبرك الساعات.