الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والذكر للإنسان
بقلم الأستاذ الجليل
محمد الصالح المهيدي
إنها لسنة حسنة هاته التي شرعها الشبيبة النفطية، وهي اختيار الاسم الذي وضعته عَلماً على جمعيتها؛ اعترافاً بما لشخصية المسلم الصادق، والعلم الفرد، الكامل الإيمان: محمد الخضر حسين من الخدمات والمزايا التي قام بها في حياته الحافلة بجلائل الأعمال لفائدة العروبة والإسلام.
الخضر حسين الذي جاهد الباطل والمحسوبية، وكافح الجهل والأنانية، وتصدى لرد الباطل ودحضه أينما حل وارتحل، فكان موفقاً في عمله إلى أبعد حد.
ومن أجدرُ بتخليد ذكرى اسمه، وهو حي يرزق، من رجل هاجر وطنه في سبيل الله، يوم كانت عوامل الطغيان والظلم تتوافر في هذا الوطن، فانتقل إلى المشرق، وطاف في أرجائه باحثاً عن وكر جديد، عششت فيه الحرية، إلى أن ألفى ذلك في بلاد الكنانة، فاستقر فيها كوكباً نيراً، يضيء أرجاء العالم الإسلامي شرقيه وغربيه، عربيه وعجميه.
فأرشد بـ"نور الإسلام " السارين في ظلمات الجهال. وأنار بـ "الهداية الإسلامية" دجنة الغاوين المتمردين عن سبل الحق والرشاد، وحمل "لواء
الإسلام " بيد قوية، وساعد متين إلى عنان السماء، فأفاد المسلمين والمؤمنين.
ولقد أصابت الشبيبة النفطية المرمى والمحز، فسجلت ذكرى حي يرزق؛ ليكون ذلك أدعى لشحذ القريحة، وحفز الهمة، وراحة الضمير، وذلك أدعى لنُجح العمل، نظير ما هو متوافر لدى الأمم الحية الناهضة التي تقدر أعمال بنيها البررة، فتخلد أسماءهم وذكرياتهم بما تقيمه من معالمهم ومنشآت.
وأين هذا مما اعتادته بعض الأوساط التونسية، التي لا تقدر العاملين من أبنائها متى كانوا بقيد الحياة، ولا تساعدهم على سلوك العمل الذي يرتضونه لفائدة وطنهم، حتى إذا ما أدركوا الموت، حزنوا وتحسروا، وإن وجد من أصدقائهم أوفياء، قاموا بمآتم الذكريات يحيونها، ثم يندمون على ما فرطوا في جانب النبغاء، ولات حين مندم!.
وإذا كانت الشبيبة قد خطر لها هذا الخاطر، أو لم يخطر حين فكرت في إنشاء جمعيتها الفتية، فإن المرجو منها، والمؤمل أن تكون عند حسن الظن بها، وأن تجعل من ذلك العالم العامل الجليل قدوة في مستقبل عملها؛ لتضيف إلى فخرها فخراً، ومجدها أمجاداً.
محمد الصالح المهيدي