الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تهنئة الأدباء
(1)
محمد الطاهر بن العربي النفطي
جميل التهاني في جليل الرغائب
…
لعمرك عن مثلي من إحدى الضرائب
ويجدر بي أن لا أرى متغاضيًا
…
متى اهتزت الأعطاف من كل جانب
ليجري نفسي فوق طرسي محبّراً
…
ويهتف لُسْني في إقامة واجب
وأشدو برنّات الثنا وضروبه
…
لكي أجعل الأذواق صيد مطالبي
كما اصطادها ذاك الهمام وقد غدا
…
به مُيَّلَ الأكوار وفدُ المناصب
توزع ذكراً عند بادٍ وحاضرٍ
…
فبين أنوفٍ نشره وذنايب
أهنيكم (يا ابن الحسين) بما تلى
…
وإن لم أكن فذاً فلي أجر صائب
وقلت أهنيكم وإن كنت مخطياً
…
حذارك أن تعتدّها من مثالبي
(1) جريدة "المعارف" العدد 24 الصادر في 29 جمادى الثانية 1325 هـ - 8 أوت آب 1907 م - تونس. وجاء في مقدمة القصيدة: "اتصلنا بالقصيدة الآتية تهنئة لأستاذ العلم والأدب الشيخ سيدي الخضر بن الحسين بمناسبة ارتقائه لخطة التدريس. نظم عقد دررها الثمينة الأديب الكامل السيد محمد الطاهر بن أبو بكر بن العربي النفطي المتطوع بالجامع الأعظم. وخدمة للعلم والأدب ننشرها بنصها مع الافتخار على صفحات "المعارف".
وإلا صواب القول أهني وظيفكم
…
بكم وأهالي الجامع المتطارب
على أنني أهني الأنام بأسرهم
…
خصوصاً بني الآداب زهر المراكب
وذلك لما أعربت أن بيننا
…
لواء التساوي مستحث الكتائب
رعى الله أعلاماً رعوا حرمة لِما ا
…
دّخرت فمازوك امتياز الأقارب
أما سمعوا استدلالك الصبح واضحاً
…
وقولك صبحاً كاشفاً عن غرائب
وليس ذوو التمييز غيرهم وإن
…
يجزهم فمن أهل الحجا في المغارب
وما أنت إلا فوق ما أمّلوا بها
…
وهل بخسوا يوماً حقوقاً لطالب
نهضت مكبّاً للمعالي مزاحماً
…
وذاك بأطراف النهي لا المناكب
وعزّزت مجد الجَدِّ بالجِدِّ سالكاً
…
حُزون الثنايا معضلات العواقب
وما زال هذا دأبك الدهر دائماً
…
إلى أن خفضت النجم غب نواصب
فتِي خطّة أمَّتك عن وجا
…
ألمَّ بها من قبل تثقيف ثاقب
أتتك تجر الذيل معلقة بما
…
يليها بُعَيدٌ عند نشر الذوائب
تطوَّلْ عليها بالقبول وجلِّها
…
كأبهى مهاة حليها بالترائب
بدرسك للآداب درساً مشرفاً
…
لنا عن بسيط وافر متقارب
فنأتيك منها والعِياب مجفَّف
…
ونرجع من مغذاك بجر الحقائب
فلولاك لم ندرِ المبرّد كاملاً
…
ولولاك لم يونق يتيم الثعالبي
ومن مفصحٌ عن ثعلب وفصيحه
…
إذا أنت لم تبد الصفي لصاحب
وهل أنسوا من مؤنس أو تقلدوا
…
قلائد عقيان وحنّوا لراغب
وإني أرى لابن الحسين مواقفاً
…
يسلمها لابن الحسين كواهب
متى ردَّ طرفاً في لآلئ نظمكم
…
يعضُّ بناناً حيث فاه بعائب