الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نبذة من تاريخ "نفطة
"
- قسطلية - كتهوار - أقارسل نبت - زعفران وحمزة - فورشانة - فطناسة ودرجين - "نفطة".
اتفق المؤرخون العرب، وفي طليعتهم ابن الشبّاط التوزري (ترجمة م. أفلوري): بأن مؤسس مدينة "نفطة" كان قسطل بن نوح عليه السلام بعد الطوفان، وإنما عرفت باسم مؤسسها. واعترف المؤرخون الغربيون بوجود علاقات سياسية واقتصادية في تلك العصور السحيقة بين أهل "نفطة" وإخوانهم الساميين أصحاب أعالي وادي النيل، ودلتا مصر، والصحراء الغربية، ومجانسة في اللغة والعادات (راجع: مجموع "مجلة قرطاجنة التونسية" سنة 1890: الهجرة المصرية، وعام 1895 و 1899: هجرة الرعاة).
ثم قالوا: اختفت القسطلية بعد ثلاثة قرون من تأسيسها، وظهرت شمالها (في مكان زاوية الشيخ أحمد بن الحاج المصري سيدي حمد الآن الذي هاجر إلى "نفطة" سنة 815 هجرية) مدينة "كتهوار"، وأصحابها من النفتوهيم من أبناء كاسلوجين ابن مصراتم بن سام بن نوح عليه السلام، ومصراتم وكوش أخوان، والنفتوهيم أول شعب آمن بالشمس وقدسها، واتخذ لها معابد ومحاريب في التاريخ، وأول شعب عرف باسمها.
وكتب العلامة (دي أكلام) رسالة قيمة نشرها المؤتمر الجغرافي العالمي
سنة 1889 في أصول عبادات الوثنيين، حاول فيها إثبات اقتداء وتقليد الرومان للساميين، وأخذهم عبادة آلهة الأنهار والعيون عندهم، وتحريفهم اسم نفتوهيم السامي إله الشمس الأعظم والقوة والجمال ورمز الوجود والخير، ورب النيل الأكبر إلى نبتوم إله المياه.
وكان تأسيس "كتهوار"سنة 2300 قبل الميلاد، أسسها النفتوهيم الفارين من مصر لجوار إخوانهم بمدينة "القسطلية" اتقاء غزوة وسلطان الرعاة (الهيكسوس)، وأسسوا بلداناَ بأسماء مدائنهم المفقودة للذكرى والعبرة. و"كتهوار" من أشهر مدنهم التاريخية، وترجمها (دي أكلام) من اللغة المصرية (كتر): المبعدون، (هوار): مدينة هوار: المبعدون من مدينة هوار. و"نفطة" ماخوذة من فتاه: ظرف مكاني معناه: معبد، أو دار، وحرف علة أيضاً من الكلمة المصرية: ها
…
كا .. فا .. ، فتكون "نفطة": دار، أو معبد الشمس.
وقربت (1)"كتهوار" بعد خمسة قرون من تأسيسها، وظهرت في مكانها مدينة "أقارسل نبت"، وهي التي أدركت الفتح الروماني، وذكرها (ابتولومي) سنة 141، و (ينجور) 393 ميلادية بحروف كبيرة، مما يدل على مكانتها، وهي التي ولد بها الفيلسوف الديني الايتوس) القبطي الشهيد الذي قتله الوندال، وكتب حياته ودرسها كل من (فيكتوردي فيت)، و (فيكتور دي تونان) في رسالتين، وإلى اليوم تحيي الكنيسة الكاثوليكية ذكره، واكتشف مكانها وضبطه الرحالة (دفوري) سنة 1861، وترجمها العلامة (تيسو) في الجزء الثاني من كتابه "جغرافية أفريقيا الشمالية" من اللغة المصرية القديمة إلى أقار
(1) كذا في الأصل، ولعل الكلمة:(خربت).
سل - نبت. أقار
…
لأبناء .. ر .. بين. س
…
من. ر
…
ل .. نفت .. نفتاه، ومعناه: الأشراف من بين أبناء النفتاه. وهي التي صالح أهلها عقبة ابن نافع سنة 65، وقاوموا حسان بن النعمان، فخربها عقاباً، وهي التي ولد بها طارق بن زياد البربري مولى موسى بن نصير فاتح الأندلس، كما حقق المؤرخ (دي أكلام) عن كلامه عن أشهر أخبار وحوادث مدينة "نفطة" في التاريخ.
وبعد تخريبها، ظهرت بالقرب منها مدن "زعفران وحمزة" سنة 70 هجرية، وخربت "زعفران" سنة 122 هجرية من عبد الله بن صفوان الكلبي بعد انتصاره على ثورة البربر الكبرى، ومشاركة أهلها للهوارة.
ثم ظهرت مدينة "فورشانة" غربي الواحة في مكان بساتين بلاق البهوب وابن عياش. وابن نور اليوم قرب زاوية أبي الحسن إسماعيل المعروف بسيدي حسن عياد، وهو حديث عهد عمر في أول القرن التاسع، وهي التي ولد بها ابن الزقاق صاحب "الافتراق الخامس في مذهب الوهبية" في قنطارة إحدى أرباضها، كما ذكر أبو زكرياء في "تاريخه"بترجمة المستشرق (أميل ماسكراي)، وهي التي عرفت بالكوفة الصغرى في الشرق العربي، وخرّب فلفول بن خزرون صاحب طرابلس مدينة (فورشانة) سنة 387.
وظهرت مدينتا (فطناسة ودرجين)، الأولى في الواحة، وهي التي نزل بها أبو علي الحسن بن إبراهيم (سيدي أبو علي) سنة 562، وكانت بين أهل المدينتين إحن وخلافات مذهبية، انتهت بقتل الشيخ أبي علي من يد إبراهيم النخيلي الدرجيني، وخراب "درجين " بواسطة حملة من أهل القيروان ونفزاوة بقيادة الشيخ يوسف الدهماني (المدفون قرب فسقية الأغالبة بالقيروان؛ كما
أثبت .. في كتابه دليل الرحالة في القيروان وسبيطلة والجريد) وفرار أهلها لواحة "ورقلقه "سنة 684، وخرب فطناسة الأمير أبو العباس بن أبي يحيى أبي بكر الحفصي سنة 735 انتقاماً من دويلة بني الخلف.
ثم أسس أهل فطناسة مدينة عرفت بـ "نفطة" في مكان البلد الحالية الآن سنة 633، خربها أبو محمد الحسن بن المسعود بن المولى أبي عمر الحفصي؛ لثورة أهلها، وامتناعهم من دفع الأتاوات؛ لمحالفته الإسبان سنة 1534، ثم ظهرت مدينة "نفطقه"العامرة الموجودة من أرياض عشروات المدينة الأخيرة سنة 535 - 40 هـ.
وفي إمكان الباحث والمؤرخ كتابة مجلد ضخم به أحاديث مجد وتضحية وفخار لكل مدينة من المدائن المختلفة، تحت اسم وحيوية وخلود اسم "نفطة" والنفتوهيم بين القرون.