الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجهولا ومحلها مبهما. وكان على باب هذه المدرسة حوض فوقه مسجد جدده أقجا وكان في هذا الزقاق المعروف قديما بدرب الحدادين مسجد آخر جددته زوجة الحمزاوي كافل حلب ثم جدده بعض التجار وهو المعروف بمشهد علي المتقدم ذكره.
المدرسة السفاحية
قال ابن الخطيب: أنشأها (أحمد بن صالح بن أحمد السفاح) ورتب فيها مدرسا وخطيبا على مذهب الإمام الشافعي. وقال ابن الشحنة: بناها القاضي شهاب الدين سبط بني السفاح ووقفها على الشافعية وشرط أن لا يكون لحنفي فيها حظ إلا في الصلاة. أقول: الأصح ما ذكره ابن الخطيب فقد رأيت كتاب وقفها باسم الأول. وهكذا يفهم من الكتابة التي على بابها وهي (أنشأ هذا المكان المبارك ووقفه جامعا ومدرسة وشرط أن يكون إمامها وخطيبها شافعي المذهب الفقير إلى رحمة الله أحمد ابن السفاح الشافعي في شهور سنة 828) ووقف هذه المدرسة حافل جدا مشتمل على طواحين وقاساريات وحمامات وأراض ومصابن وغير ذلك موقوفة على هذه المدرسة وجامعها وذرية الواقف المذكور وذكرنا في ترجمة (أبي بكر بن عمر بن أحمد بن عمر بن أحمد بن صالح) أن عمر ابن الواقف هو الذي وقف مدرسة أبيه بحلب والجملة فإن هذه المدرسة معطلة ومسجدها معمور تقام فيه الصلاة والجمعة وهو رحبة متوسط في السعة في شماليها حوض ولها قبلية عامرة ولها فوق باب الرحبة منارة جميلة الصنعة غير إنها متشعثة مائلة للخراب لا يصعد إليها أحد وفي جانب القبلية من شرقيها مدفن فيه قبور من جماعة من بني السفاح ورأيت في مسودة تاريخ ابن الملا أنه كان يوجد قبلي السفاحية مدرسة أقجا مملوك يشبك اليوسفي قال وتعرف الآن بالأدهمية.
قلت الموجود الآن قبلي السفاحية دار يسكنها الناس.
جامع العادلية
قريب من المدرسة السفاحية لصيق أقميم حمام ميخان من شرقيه الشمالي بناه (محمد باشا ابن أحمد باشا ابن دوقه كين) في حدود سنة 963 واشتهر هذا الجامع بالعادلية لأنه كان في جوار دار العدل التي هي دار الحكومة في ذلك الزمن وهي سراي منقار وهذا الجامع من مشاهير جوامع حلب فخامة وإتقانا وبهاء وأوقافه على كثرتها لا نظير لها من جهة
قربها من بعضها وشرف بقاعها وهو مبني على نسق جوامع الروم رحبة متسعة في وسطها حوض مدور مسقوف برفرف ومحاط بشباك من الحديد والماء يؤخذ منه بواسطة (مباذل) في أسفله وفي الجهة الجنوبية من هذه الرحبة رواقان ممتدان من الشرق إلى الغرب على عرض القبلية الداخلي منها مسقوف بقباب محمولة على قناطر معقودة على عمد غليظة من الرخام الأصفر وهكذا الخارجي منها سوى أنه مسقوف بالأخشاب ويقطع هذين الرواقين من وسطيهما مسلك يؤدي إلى باب القبلية وهي واسعة جميلة تشبه قبلية البهرامية وصنعة بابها جميلة ولها شبابيك من جهاتها الثلاث الشرقية والجنوبية والغربية مطلة على جنينة محيطة بها في شرقيها قبور جماعة من ذرية الواقف وقد تجدد في الجهة الغربية من الرحبة حوض مربع فوق عشر بعشر.
وللجامع بابان غربي تجاه خان البرغل وفي دهليزه الأسفل ميضأة للجامع، ثم في سنة 1322 سد باب الميضأة من الدهليز وفتح عوضه لها باب من رحبة الجامع قرب حوضه المكشوف، ثم يصعد من الدهليز المذكور بدرج إلى الجامع والباب الشرقي منه مساو لسطح الأرض تجاه عرصة المدرسة الأتابكية وقد رأيت كتاب وقف هذا الجامع موقعا بتوقيع أبي السعود أفندي مفتتحة بقوله تعالى بعد البسملة (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) وكأنه افتتح كتاب وقفه بهذه الآية تحدثا بنعمة الإسلام وقف في هذا الكتاب خانا قريبا من المدرسة السفاحية (هو خان الفرايين) شمالي دار السعادة (سراي منقار) وغربي سوق العطارين (سوق العبي) وقف اليشبكية وشرقي سوق الواقف (سوق الفرايين) . وهذا السوق مشتمل على صفين شرقي وغربي وعدد دكاكينه خمسة وسبعون دكانا يحده قبلة الطريق وشرقا الخان المذكور وعمارة القاسارية وشمالا سوق الأبارين (سوق العطارين) وغربا حمام الدلبه (محلها سوق الحمام) وتلة عائشة وقاسارية شمالي الخان المتقدم ذكره (هي قاسارية الفرايين) قبلة دار السعادة شمالا سوق العطارين وغربا سوق الواقف وإليه الباب وخانا ثانيا تجاه حمام الست (حمام النحاسين) بالقرب من الجامع الكبير قبلة بيت الكنادي وشرقا السوق الجديد الذي أنشأه الواقف وإليه الباب وشمالا سوق النحاسين وغربا الطريق ومسجد بيت بني الحلفاء (وكان هذا السوق يعرف قديما بسوق الخراطين) وسوقا لصيق هذا الخان مشتملا على ستة عشرة دكانا سوى الدكاكين الأربع في مدخل الخان قبلة الطريق وشرقا حمام الست وشمالا السوق