المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجامع الكبير الأموي - نهر الذهب فى تاريخ حلب - جـ ٢

[كامل الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء الثانى]

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌خلاصة ما قاله المتقدمون في أسوار مدينة حلب وأبوابها وقلعتها

- ‌أسوار حلب

- ‌أبواب مدينة حلب

- ‌الكلام على قلعة الشريف

- ‌فصل نذكر فيه خلاصة ما فهمناه من كلام المتقدمين ودلنا عليه الاستقصاء في أسوار حلب وأبوابها

- ‌هيئة السور والأبواب في هذا الوقت

- ‌خندق البلدة

- ‌ما قاله المتقدمون في قلعة حلب

- ‌الكلام على تشخيص القلعة وما آل إليه أمرها

- ‌بعض ما مدحت به هذه القلعة

- ‌حارة الجلوم الكبرى (د) عدد بيوتها 477

- ‌حارة الجلوم الصغرى (د) عدد بيوتها 164

- ‌آثار الجلوم الصغرى

- ‌آثار الجلوم الكبرى

- ‌جامع البهرامية

- ‌أوقافها

- ‌شروطه

- ‌المدرسة الأحمدية

- ‌أوقافها

- ‌شروطه المتعلقة بمدرسته

- ‌البيمارستان النوري

- ‌مسجد الشيخ عبد الله

- ‌مسجد أبي درجين

- ‌ التربة الخشابية

- ‌جامع الأصفر

- ‌ سبيل الأصفر

- ‌الزاوية الهلالية

- ‌المدرسة المقدمية

- ‌مدفن الجلبي

- ‌الخانقاه الكاملية

- ‌سبيل الست منور

- ‌مسجد خان الطاف

- ‌مدفن أحمد باشا مطاف

- ‌البزازية

- ‌مسجد في سوق الغزل

- ‌مسجد بني الحلفا

- ‌مسجد زقاق الشيخ نعسان

- ‌مسجد الحرام

- ‌مسجد تحت باب أنطاكية

- ‌مسجد القمري

- ‌المسجد العمري

- ‌مسجد جادة البرقة

- ‌‌‌مسجد الزيتونة

- ‌مسجد الزيتونة

- ‌جامع الكميني

- ‌المدرسة اليشبكية

- ‌مسجد الشيخ معروف

- ‌كنيسة الرهبنة الفرنسيسكانية وهي خاصة باللاتين

- ‌مجيء الرهبنة الفرنسيسكانية إلى حلب

- ‌السبلان

- ‌خاناتها وقياصرها

- ‌حماماتها

- ‌مدرها وهي الأرحيّ التي تدار بالدواب

- ‌أفرانها

- ‌بيوت القهوة

- ‌بقية الآثار القديمة التي كانت في هذه المحلة

- ‌المدرسة الزجاجية

- ‌الأسر الشهيرة في هذه المحلة

- ‌الدور العظام في هذه المحلة

- ‌محلة العقبة (د) عدد بيوتها 110

- ‌آثارها

- ‌جامع التوتة

- ‌جامع القيقان

- ‌جامع الكيزواني

- ‌الزاوية الكمالية

- ‌سبلانها

- ‌خاناتها وقاسارياتها

- ‌حمّاماتها

- ‌مدرها

- ‌الأسر الشهيرة في هذه المحلة

- ‌الدور العظام في هذه المحلة

- ‌محلة قلعة الشريف (د) عدد بيوتها 132

- ‌آثارها

- ‌مسجد الشيخ سعيد الأسمر

- ‌مسجد العلمي

- ‌مسجد الغندورة

- ‌ سبيل الغندورة

- ‌مسجد الشيخ محمد التابتي

- ‌قسطل عين البقرة

- ‌محلة داخل باب قنسرين (د) عدد بيوتها 193

- ‌آثارها

- ‌مسجد الشيخ شريف

- ‌جامع الكختلي

- ‌جامع الكريمية

- ‌شروطه

- ‌مسجد الطرسوسي

- ‌المدرسة الأسدية

- ‌جامع صفي الدين

- ‌جامع الشيخ حمود

- ‌ البيمارستان الكاملي

- ‌مسجد ميرو

- ‌مسجد داخل بوابة خان القاضي

- ‌سبلانها وقساطلها

- ‌بقية مبانيها العظيمة

- ‌الأسر في هذه المحلة

- ‌محلة ساحة بزه (د) عدد بيوتها 328

- ‌آثارها

- ‌جامع الشيخ زين الدين

- ‌جامع منكلي بغا

- ‌المسجد العمري

- ‌المدرسة الحدادية

- ‌المدرسة السفاحية

- ‌جامع العادلية

- ‌شروطه

- ‌المدرسة الأتابكية

- ‌مدفن كوهر ملك شاه

- ‌الخسروية

- ‌شروطه

- ‌المدرسة الظاهرية

- ‌الغوثية

- ‌مسجد النبي

- ‌مسجد زقاق النبي

- ‌مسجد الخريزاتي

- ‌جامع الموازيني

- ‌زاوية الأخضر

- ‌جامع الخيمي

- ‌جامع إسماعيل باشا

- ‌زاوية الشيخ تراب

- ‌المكتب الرشدي العسكري

- ‌سبلانها

- ‌خاناتها وقيسرياتها

- ‌حماماتها

- ‌مدرها

- ‌أفرانها

- ‌بيوت القهاوي

- ‌الأسر الشهيرة في هذه المحلة

- ‌محلة الفرافرة (د) عدد بيوتها 144

- ‌المدرسة الإسماعيلية

- ‌آثارها

- ‌زاوية النسيمي

- ‌مسجد الشيخ فرج

- ‌المدرسة الحسامية

- ‌جامع الناصرية

- ‌العصرونية

- ‌المنصورية

- ‌خلاصة كتاب وقفها

- ‌شروطه

- ‌جامع الدليواتي

- ‌مسجد أزدمر

- ‌مسجد الشاذلي

- ‌المدرسة الهاشمية

- ‌ الزينبية

- ‌خلاصة كتاب وقفها

- ‌شروطه

- ‌الخانقاه الناصرية

- ‌المدرسة الشعبانية

- ‌خلاصة كتاب وقفها

- ‌شروطه

- ‌المدرسة السيافية

- ‌خلاصة كتاب وقفها

- ‌شروطه

- ‌مسجد الحريري

- ‌مسجد زقاق القنايات

- ‌بقية آثارها

- ‌مزار الشيخ عبد الله

- ‌سبيل الجالق

- ‌حماماتها

- ‌مدرها

- ‌الأسر الشهيرة في هذه المحلة

- ‌محلة داخل باب النصر (د) عدد بيوتها 58

- ‌آثارها

- ‌أوقافها وشروط واقفها

- ‌بقية آثارها جامع المهمندار

- ‌المدرسة القرناصية

- ‌مسجد في غربي المدرسة الرضائية

- ‌ومسجد قديم شرقي حمام أزتيمور

- ‌الأسر الشهيرة في هذه المحلة

- ‌محلة سويقة علي (د) عدد بيوتها 135

- ‌آثارها

- ‌جامع الحاج موسى

- ‌شروط الوقف

- ‌مسجد النارنجية

- ‌جامع الفستق

- ‌المدرسة الجردكية

- ‌زاوية أصلان دده

- ‌المدرسة الصلاحية

- ‌الزاوية الجوشنية

- ‌المسجد المعلق

- ‌مسجد إبراهيم خان

- ‌مسجد علي

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة الدباغة العتيقة (د) عدد بيوتها 83

- ‌آثارها

- ‌مسجد شمعون

- ‌مسجد البكفالوني

- ‌آثارها

- ‌مسجد الحاج تقي الدين باشا ابن عبد الرحمن

- ‌مسجد القدوري

- ‌المسجد العمري

- ‌المحكمة الشرعية

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة المصابن (د) عدد بيوتها 138

- ‌آثارها

- ‌زاوية الصالحية

- ‌بقية آثار هذه المحلة

- ‌آثارها

- ‌مسجد سيتا

- ‌بقية آثارها

- ‌آثارها

- ‌المدرسة الحلاوية

- ‌الكلام على تشخيصها في الحالة الحاضرة

- ‌الكلام على أوقافها

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة سويقة حاتم (د) عدد بيوتها

- ‌آثارها

- ‌الجامع الكبير الأموي

- ‌المدرسة الشرقية

- ‌الخانقاه الزينية

- ‌زاوية بيت الكيالي

- ‌سبيل الجزماتي

- ‌شروطه

- ‌بقية آثار هذه المحلة

- ‌محلة الكلاسة (خ) عدد بيوتها 353

- ‌آثارها

- ‌بقية آثارها

- ‌حارة المغاير (خ) عدد بيوتها 100

- ‌حارة الفردوس (خ) عدد بيوتها 15

- ‌آثارها

- ‌يطاف عليهم بصحاف من ذهب

- ‌بقية آثار هذه المحلة

- ‌محلة المقامات (خ) عدد بيوتها 86

- ‌آثارها

- ‌محلة المعادي (خ) عدد بيوتها 109

- ‌آثارها

- ‌جامع المعادي

- ‌تربة الشيخ علي شاتيلا

- ‌المدرسة البولادية

- ‌بقية آثار هذه المحلة

- ‌محلة جسر السلاحف وتعرف بالوراقة (خ) عدد بيوتها 70

- ‌محلة الشماعين (خ) عدد بيوتها 98

- ‌عدد سكانها

- ‌بقية آثارها

- ‌بقية آثار المحلة

- ‌آثارها

- ‌محلة القوانصة (خ) عدد بيوتها 144

- ‌آثارها

- ‌محلة المشارقة (خ) عدد بيوتها 83

- ‌آثارها

- ‌محلة الكتّاب

- ‌ومن الآثار العظيمة المستحدثة في هذه المحلة جامع الحميدي

- ‌شروطه

- ‌آثارها

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة تاتارلر (خ) عدد بيوتها 125 وعدد سكانها:

- ‌محلة الدلالين (خ) عدد بيوتها 195 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌جامع الأحمدي

- ‌محلة الصفا (خ) عدد بيوتها 85

- ‌محلة المشاطية (خ) عدد بيوتها 73

- ‌آثارها

- ‌محلة الفرايين الفوقاني (خ) عدد بيوتها 70

- ‌محلة الفرايين التحتاني (خ) عدد بيوتها 74

- ‌محلة شاكر آغا (خ) عدد بيوتها 107

- ‌آثارها

- ‌محلة حمزه بك (خ) عدد بيوتها 131

- ‌محلة ابن يعقوب (خ) عدد بيوتها 167

- ‌آثارها

- ‌محلة البلاط التحتاني (خ) عدد بيوتها 146

- ‌آثارها

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة خان السبيل (خ) عدد بيوتها 67

- ‌آثارها

- ‌جامع بانقوسا

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة جقور جق (خ) عدد بيوتها 48

- ‌محلة صاجليخان الفوقاني (خ) عدد بيوتها 148

- ‌آثارها

- ‌محلة جب قرمان (خ) عدد بيوتها 133

- ‌آثارها

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة صاجليخان التحتاني (خ) عدد بيوتها 125

- ‌آثارها

- ‌جامع آغاجق

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة تلعران (خ) عدد بيوتها 112

- ‌آثارها

- ‌جامع برسين

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة الضوضو (خ)

- ‌آثارها

- ‌الجامع السليماني

- ‌بقية آثار هذه المحلة

- ‌محلة السخانة ومحلة البقارة (خ)

- ‌محلة محمد بك (خ)

- ‌آثارها

- ‌جامع الطرنطائية ومدرسته

- ‌قسطل علي بك

- ‌جامع قرمط

- ‌جامع شبارق

- ‌مسجد البدوي

- ‌زاوية الشيخ حيدر

- ‌جامع التوبة

- ‌حارة كتان (خ)

- ‌محلة بادنجك (خ)

- ‌محلة الصفصافة (خ)

- ‌آثارها

- ‌محلة الدحدالة (د)

- ‌آثارها

- ‌محلة البستان (د)

- ‌آثارها

- ‌محلة الأعجام (د) عدد بيوتها 108

- ‌آثارها

- ‌جامع الأطروش

- ‌مسجد أشق تمر

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة داخل باب المقام (د) عدد بيوتها 151

- ‌آثارها

- ‌المسجد العمري

- ‌سبيل أصلان

- ‌بقية آثارها

- ‌المغازلة أو محلة جامع بزة (د) عدد بيوتها 142

- ‌آثارها

- ‌سبلانها

- ‌محلة داخل باب النيرب (د) عدد بيوتها 52

- ‌ جامع الطواشي

- ‌آثارها

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة الطنبغا (د) عدد بيوتها 172

- ‌آثارها

- ‌جامع الساحة

- ‌بقية آثارها

- ‌محلة أوغلبك (د) عدد بيوتها 99

- ‌آثارها

- ‌جامع أوغلبك

- ‌الزاوية الصيادية

- ‌بقية آثارها

- ‌آثارها

- ‌جامع الصروي

- ‌مسجد الخواجه سعد الله الملطي

- ‌التكية الإخلاصية

- ‌بقية آثار هذه المحلة

- ‌محلة مستدام بك عدد بيوتها 95

- ‌آثارها

- ‌جامع المستدامية

- ‌شروطه

- ‌المدرسة الرحيمية

- ‌بقية آثار هذه المحلة

- ‌محلة شاهين بك عدد بيوتها 82

- ‌آثارها

- ‌المسجد العمري

- ‌محلة الجبيلة (د) عدد بيوتها 137

- ‌آثارها

- ‌المدرسة الكلتاوية

- ‌محلة قاضي عسكر (خ) عدد بيوتها 73

- ‌آثارها

- ‌محلة ابن نصير (خ) عدد بيوتها 59

- ‌محلة الأبراج (خ) عدد بيوتها 94

- ‌محلة الشميصاتية (خ)

- ‌أما آثارها فهي جامع الحدادين

- ‌بقية آثارها

- ‌الرباط العسكري المعروف بالقشلة

- ‌محلة الملندي (خ)

- ‌آثارها

- ‌محلة أغير (خ) عدد بيوتها 313

- ‌آثارها

- ‌تكية بابا بيرام

- ‌حارة الألماجي (خ) عدد بيوتها 108

- ‌آثارها

- ‌جامع الميداني

- ‌حارة الشرعسوس (خ) عدد بيوتها 99

- ‌حارة قسطل المشط (خ) عدد بيوتها 53

- ‌حارة البساتنة (خ) عدد بيوتها 90

- ‌محلة قسطل الحرامي (خ) عدد بيوتها 316 وعدد سكانها الوطنيين

- ‌حارة زقاق الأربعين (خ) عدد بيوتها 91 وعدد سكانها

- ‌حارة بيت محب (خ) عدد بيوتها 47 عدد سكانها

- ‌حارة ترب الغرباء (خ) عدد بيوتها 58 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌حارة المرعشلي (خ) عدد بيوتها 77 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌مسجد المرعشلي

- ‌بقية آثارها

- ‌حارة جقور قسطل (خ) عدد بيوتها 68 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌حارة الماوردي (خ) عدد بيوتها 74 وعدد سكانها

- ‌حارة خراب خان (خ) عدد بيوتها 86 وعدد سكانها

- ‌بقية آثار المحلة

- ‌حارة عنتر (خ) عدد بيوتها 65 وعدد سكانها

- ‌حارة النوحية (خ) عدد بيوتها 66 وعدد سكانها

- ‌حارة الشيخ أبي بكر وجبل الغزالات (خ)

- ‌حارة النيال (خ) عدد بيوتها 95 وعدد سكانها

- ‌الحميدية (خ) عدد بيوتها 509 وعدد سكانها

- ‌حارة السليمانية عدد بيوتها 76 وعدد سكانها

- ‌حارة الأكراد (خ) عدد بيوتها 101 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌جسر الكعكة (خ) عدد بيوتها 50 وعدد سكانها

- ‌حارة الطبلة (خ) عدد بيوتها 56 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌جامع الزكي

- ‌محلة القواس (خ) عدد بيوتها 49 وعدد سكانها

- ‌كنيسة الرهبنة اليسوعية

- ‌حارة المغربلية (خ) عدد بيوتها 57 وعدد سكانها

- ‌حارة العطوي الكبير (خ) عدد بيوتها 7759 وعدد سكانها

- ‌العطوي الصغير (خ) عدد بيوتها 97 وعدد سكانها

- ‌حارة عبد الرحيم (خ) عدد بيوتها 80 وعدد سكانها

- ‌حارة عبد الحي (خ) عدد بيوتها 48 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌جامع شرف

- ‌حارة الهزّازة (خ) عدد بيوتها 135 وعدد سكانها

- ‌حارة الغطاس (خ) عدد بيوتها 13 وعدد سكانها

- ‌حارة التومايات (خ) عدد بيوتها 86 وعدد سكانها

- ‌كنيسة طائفة الأرمن الكاثوليك

- ‌حارة الصليبة (خ) عدد بيوتها 139 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌ كنيسة الروم الأرثوذكس

- ‌كنيسة الأرمن

- ‌كنيسة طائفة الروم الكاثوليك

- ‌كنيسة الطائفة المارونية

- ‌كنيسة السريان الكاثوليك

- ‌حارة الصليبة الصغرى (خ) عدد بيوتها 266 وعدد سكانها

- ‌حارة بالي برغل (خ) عدد بيوتها 32 وعدد سكانها

- ‌وعدد سكانها الآن

- ‌آثارها

- ‌كنيسة الطائفة الكلدانية

- ‌مدرسة الراهبات مار يوسف

- ‌مدرسة الرهبنة البيضاء

- ‌كنيسة اللاتين

- ‌بقية آثار هذه المحلة

- ‌حارة الشمالي (خ) عدد بيوتها 29 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌شروطه

- ‌كوجك كلاسه (خ) عدد بيوتها 24 وعدد سكانها

- ‌آثارها

- ‌جامع الساحة التحتاني

- ‌سبلانها

- ‌حارة القرباط (خ) عدد بيوتها 79 وعدد سكانها 392

- ‌حارة البقّارة (خ) وعدد بيوتها 70

- ‌حارة أعراب المشارقة

- ‌الأوقاف الإسلامية

- ‌الأوقاف وأقسامها وإدارتها

- ‌شروط الوقف

- ‌ الوقفيات الموجودة في السجلات

- ‌السجل الأول

- ‌السجل الثاني

- ‌السجل الثالث

- ‌السجل الرابع

- ‌السجل الخامس

- ‌السجل السادس

- ‌السجل السابع

- ‌السجل الثامن

- ‌السجل التاسع

- ‌السجل العاشر

- ‌وهذا بيان ما هو محرر في سجلات الأوقاف من الوقفيات

- ‌فهرست الجزء الثاني من كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب

الفصل: ‌الجامع الكبير الأموي

‌محلة سويقة حاتم (د) عدد بيوتها

الذكور/ الإناث/ المجموع/ الأقوام 313/423/736/المسلمون 33/30/63/الروم/ الكاثوليك 16/26/42/الأرمن 7/6/13/الروم 262/479/841/المجموع حدها قبلة الجلوم الكبرى وغربا جب أسد الله وشمالا الدباغة العتيقة وشرقا سويقة علي وهي من أشهر حارات حلب وأعمرها وماؤها في آبار وحياض من قناة حلب إلا أن مناخها ليس بجيد لتزاحم مبانيها وكانت هذه المحلة تسمى السهيلية وكانت السكنى فيها مرغوبة لقربها من الجامع الكبير.

‌آثارها

‌الجامع الكبير الأموي

خلاصة ما قاله قدماء المؤرخين في جامع حلب. قالوا كان موضع الجامع في أيام الروم بستانا للحلوية ولما فتح المسلمون حلب صالحوا أهلها على موضع الجامع وكانت الجهة الشمالية منه مقبرة للحلوية المذكورة وكان في أول أمره يضاهي جامع دمشق في الزخرفة والرخام والفسيفساء والتأنق ويقال إن سليمان بن عبد الملك هو الذي بناه ليضاهي به ما عمله أخوه الوليد في جامع دمشق وقيل إنه من بناء الوليد أيضا لأنه نقل إليه آلة كنيسة

ص: 180

قورص «1» وكانت من عجائب الدنيا حتى قيل إن ملك الروم بذل في ثلاثة أعمدة كانت فيها سبعين ألف دينار للوليد فلم يسمح له بها وقيل إن بني العباس نقضوا ما كان فيه من الزخارف والآلات ونقلوه إلى جامع الأنبار لما نقضوا آثار بني أمية من بلاد الشام وعفوها ولم يزل على هذه الصفة حتى دخل نيقفور حلب سنة 351 وأحرقها وأحرق جامعها ورحل عنها وعاد سيف الدولة إليها فرم بعض المسجد المذكور ثم لما تولى ولده سعد الدولة بنى فيه قرعويه قبة الفوراة التي في وسطه طول كل عمود منها سبعة أشبار وفي هذه القبة جرن رخام أبيض في غاية الكبر والحسن يقال أنه كان مذبحا في بعض الكنائس التي بحلب وفي حافة الجرن مكتوب (هذا ما أمر بعمله قرعويه غلام سيف الدولة ابن حمدان في سنة 354) .

وبنى فيه الجهة الشرقية القضاة بنو عمّار الذين كانوا أصحاب طرابلس الشام فلما كانت ليلة الأربعاء سابع وعشرين شوال سنة 564 في أيام نور الدين بن زنكي أحرقته الإسماعيلية «2» مع الأسواق التي حوله فاجتهد نور الدين بعمارته وقطع الأعمدة الصفر من بعادين ونقل إليه عمد سور قنسرين لأن العمد التي كانت فيه قد تفطرت من الحريق وكانت قواعد العمد في صحن الجامع مع شيء من الرءوس وهي في أرضه فجمعت وبنى بعضها فوق بعض في الغربية التي فيه وكان الصف القبلي من الشرقية التي في قبلي الجامع الآن الملاصقة سوق البز عن يمين الداخل من الباب القبلي سوقا موقوفا على الجامع ولم يكن المسجد على التربيع فأحب نور الدين أن يجعله مربعا فاستفتى في ذلك الفقيه علاء الدين أبا الفتح عبد الرحمن بن محمود الغزنوي فأفتاه بجوازه فنقض السوق المذكور وأضافه إلى الجامع فاتسع به وحسن مرآه.

وفي سنة 679 هـ أحرقه صاحب سيس «3» فلما كان قرا سنقر نائب حلب عمره بتولي القاضي شمس الدين بن صقر الحلبي وفرغ منه في رجب سنة 684 هـ ويقال إن الحائط الشمالي من القبلية التي تلي الصحن كان إذ ذاك من بقايا عمارة نور الدين وفي

ص: 181

سنة 824 هـ وقعت الغربية وكان سقفها جملونا خشبا فعزم الأمير يشبك اليوسفي نائب حلب على عمارتها قبوا وشرع في ذلك ثم توفى فعمرت من مال الجامع وعقد سقفها قبوا وكان في صحن الجامع صهريج واسع عظيم جدا يحكى أن السبب في عمارته هو أنه كان بعض السلف من أهل حلب متوليا على أوقافه بحلب فأتاه انسان لا يعرفه فطرق عليه الباب ليلا ودفع له ألف دينار وقال له إصرفها في جهة بر، فأخذها وخطر له أن يصرفها في عمارة مصنع يخزن فيه الماء من القناة فإن منابع حلب مالحة وكان العدو يطرق مدينة حلب كثيرا فإذا قطع عنها ماء القناة تضرر أهلها فرأى أن يعمل مصنعا في صحن الجامع المذكور مدفونا تحت أرضه فشرع في ذلك وحفر حفيرة عظيمة واسعة واشترى الحجارة والكلس وعقد المصنع وفرغ الذهب المحمول إليه فضاق صدره واضطرب مدة في إتمام المشروع فطرق عليه الباب الطارق الأول ودفع له ألف دينار أخرى وقال له أتمم عملك فأخذها وأتم العمل وجاء المصنع واسعا متقنا بحيث كان يكفي السقائين والناس ولا يفرغ من الماء فجعل أهل حلب يطعنون على المتولي المذكور ويقولون إنه أضاع من مال الوقف جملة في عمارة مصنع فطلب منه الحاكم الحساب فرفعه إليه ولم يذكر فيه درهما واحدا في نفقات المصنع المذكور فسأله عن نفقة المصنع فأخبره بالقصة.

ويقال إن هذا المتولي هو ابن الأيسر ويحكى أن هذا المصنع وجد في حفرته تمثال أسد من حجر قد وضع مستقبلا بوجهه القبلة، قال ابن الخطيب:«وهذا المصنع اليوم مردوم» ، وفي سنة 482 كان تأسيس منارة الجامع وعمرت على يد القاضي أبي الحسن محمد بن يحيى بن محمد الخشاب عوضا عن منارة كانت قبلها وكان بحلب معبد للنار قديم قد تحول إلى أن صار أتون حمام فأخذ القاضي حجارته لعمارة هذه المنارة فوشى به بعض حساده لأمير البلد قسيم الدولة فاستحضره وقال له قد هدمت معبدا هو ملكي فقال أيها الأمير كان معبدا للنار وقد صار معبدا يذكر عليه اسم الله تعالى وقد كتبت اسمك عليه وجعلت الثواب لك فإن رسمت أن أغرم ثمن الحجارة ويكون الثواب لي فعلت فأعجب الأمير كلامه واستصوب رأيه.

وقيل إن المنارة أسست في زمن سابق محمود بن صالح على يد القاضي المذكور والمعمار الذي بناها من سرمين وبلغ بأساسها إلى الماء وعقد حجارتها بكلاليب الحديد والرصاص وأتمها في أيام قسيم الدولة آق سنقر وطول هذه المنارة إلى الدرابزين بذراع اليد سبعة وتسعون

ص: 182

ذراعا وعدد مراقيها مائة وأربع وسبعون درجة ولما كانت ليلة الاثنين ثاني عشر شوال سنة 575 زلزلت حلب زلزلة عظيمة هدمت أكثر دورها وأهلكت جماعة من أهلها وحركت المنارة فدفعت هلالا كان على رأسها مقدار ستمائة قدم وشققت ولما استولى التتار على حلب في عاشر صفر سنة 658 دخل صاحب سيس إلى الجامع وقتل خلقا كثيرا وأحرق الجاني القبلية منه وأخذ الحريق قبلة وغربا إلى المدرسة الحلاوية واحترق سوق البزازين فعرف عماد الدين القزويني هولاكو ما اعتمده السيسيون من إحراق الجامع وتركهم كنائس النصارى فأمر هولاكو برفع ذلك وأطفئت النار بسبب مطر صادف وقوعه في تلك الأثناء ثم اعتنى نور الدين يوسف بن أبي بكر عبد الرحمن السلماسي الصوفي بتنظيف الجامع ودفن ما كان فيه من قتلى المسلمين في جباب كانت بالجامع للغلة في شماليه ولما مات عز الدين أحمد الكتبجي أي الكتبي خرج عن جميع ماله فقبضه أخوه وتصدق ببعضه وعمر حائط الجامع منه فأنفق عشرين ألف درهم منها ثمانية عشر لبنائه وألفان لحصره ومصابيحه ولما ملك السلطان الملك الظاهر حلب أمر بتكليس الحائط القبلي وكذا الغربي من جهة صحن الجامع وعمل له سقفا متقنا وكان المحراب الأصفر يعرف بمحراب الحنابلة والمحراب الكبير الكائن في يمين الحضرة ويسار المنبر مختصا بالشافعية والمحراب الغربي الكائن في أواخر قبلية الحنفية مختصا بالحنفية ومحراب الغربية مختصا بالمالكية وفي سنة 931 أمر القاضي عبيد الله بن محمد بن يعقوب أن يصلي الحنفي بالمحراب الكبير ثم يصلي الشافعي بعده وكان يوجد على الباب الشمالي من الجامع مارستان «1» ينسب إلى ابن خرخاز وله بوابة عظيمة وقد أغلق بابه وأدخل في الدور المجاورة له (أظنه الآن مدرسة موقوفة على إمام الأحناف بالجامع وتعرف بدار الكحالة) .

حالته الحاضرة: موقع الجامع في غربي القلعة بينها وبينه مسيرة نصف ميل تقريبا على خط مستقيم وهو عمارة عظيمة طولها من الغرب إلى الشرق مع ثخانة جدران الجهتين الخاصتين بها مائة وثلاثون ذراعا وعرضها كذلك من الجنوب إلى الشمال مائة واحد عشر ذراعا واثنا عشر قيراطا فإذا ضربت ذرع الطول والعرض ببعضهما يبلغ المجموع أربعة عشر ألفا وأربعمائة وخمسة وتسعين ذراعا مربعا ثم إن هذه العمارة لها أربعة أبواب.

ص: 183

أولها: موجه قبلة ويعرف بباب النحاسين لأنه كان يخرج منه إلى سوق النحاسين الكائن في قبليه وعلى يمنة الداخل إلى هذا الباب سوق باعة النعال والمعروف بسوق القوافين وعلى يسار الداخل سوق باعة حبال القنب المعروف بسوق الحبالين وهذان السوقان ملاصقان ظهر الجامع وترتفع أرض الزقاق الكائنة تجاه هذا الباب عن أرض صحن الجامع ذراعين.

الباب الثاني: موجه شرقا ويعرف بباب سوق الطيبية لأنه يخرج منه إليه وعلى يمين الداخل منه سوق الصرمايتية ويعرف بسوق المروبصين وكان يعرف قديما بسوق الطواقين وعلى يساره سوق إستانبول الجديد ويعرف أيضا بسوق الصياغين وترتفع أرض الزقاق الكائنة تجاه هذا الباب عن أرض صحن الجامع ثلاثة أذرع وتسعة قراريط.

الباب الثالث: متجه إلى الشمال ويعرف بباب الجراكسية قد اكتنفه من جانبيه دور تابعة حارة سويقة حاتم ويرتفع زقاقه عن أرض صحن الجامع ذراعين وسبعة عشر قيراطا مكتوب في أعلاه (إنشاء الملك المظفر في عصر السلطان مراد خان عزّ نصره) مكتوب تحته:

حضرة الباشا سميّ المرتضى

نسل الوند ملاذ القاصدين

جدد الجامع من غير ريا

مخلصا لله رب العالمين

ولهذا في الورى تاريخه

صار حقا نعم أجر العاملين

الباب الرابع: موجه غربا ويعرف بباب المسامرية لأن في حضرته الحدادين الذين يصنعون المسامير وتجاه هذا الباب باب المدرسة الحلاوية ليس بينهما سوى عرض الطريق وليس على يمين هذا الباب سوق إنما اتصل بيمينه جداره الخالي من الدكاكين وتجاه هذا الجدار صف من الدكاكين يطلق عليها سوق المسامرية وكان يعرف قديما بسوق السلاح ثم بسوق المتعة وعلى يسار الباب المذكور دكاكين تابعة حارة سويقة حاتم وترتفع أرض صحن الجامع ذراعا وخمسة قراريط ثم إن هذا الجامع المعمور قد اشتمل داخله على أربع جهات في كل منها عمارة نورد بها كلاما على حدته فنقول: الجهة الأولى جنوبيه تتجه إلى الشمال وظهرها لصيق سوق الحبالين والقوافين المتقدم ذكرهما يستوعب هذه الجهة من أولها إلى آخرها قبلية السادة الحنفية والشافعية البالغ طولهما مائة وثلاثين ذراعا سوى

ص: 184

ثخانة جداريهما الشرقي والغربي يفصل بينهما ممر من الباب القبلي إلى صحن سقفهما قبو عظيم محمول على ثمانين عضادة مصطفة من الغرب إلى الشرق أربعة صفوف كل صف منها عشرون عضادة مربعة محيط كل واحدة منها 5 ع و 8 ط وتبعد عن التي تليها من صفها 5 ع و 2 ط وبعد ما بين العضادتين من الصف الأول قبالة وجه المصلي وبين العضادة التي تليها من الصف الثاني 5 ع و 14 ط وما بينها من الصف الثاني وما يليها من الصف الثالث 5 ع و 6 ط وما بينها وبين ما يليها من الصف الرابع 6 ع و 15 ط.

والأول من هذه الصفوف الملتصقة ظهور عضاداته بجدار القبلية الذي يوجه المصلي وجهه إليه بين العضادة الرابعة والخامسة منه محراب كان مختصا بالحنفية ويعرف في زماننا بمحراب العلمين لأن على جانبيه علمين من أعلام الطريق وبين العضادة السادسة والسابعة مقصورة الوالي وهي حجرة مكشوفة من الخشب المصنع يرقى إليها بدرجتين مكتوب على بابها (بسم الله الرحمن الرحيم جددت هذه المقصورة في أيام مولانا السلطان الملك الناصر عماد الدنيا والدين محمد خلد الله ملكه) وقد جدد في هذه المقصورة خزانة مملوءة من الكتب وقفها على الجامع محمود أفندي ابن الحاج أحمد الجزار ابن عبد الرحمن آغا السياف وفي سنة 1336 هدمت هذه المقصورة وألحقت بأرض القبلية فصارت من جملتها: مكتوب في أعلى الجدار ما بين العضادة السابعة والثامنة ما صورته (جددت هذه المقصورة المباركة في أيام المقر العالي المولوي الملكي الشمسي قرا سنقر المنصوري كافل المملكة الحلبية عز نصره) ويوجد فيما بين العضادة الثامنة والتاسعة حجرة سعتها من الداخل نحو ذراعين في مثلهما وكان لها باب ينفذ من سوق الحبالين المتقدم ذكره فكان الوالي أو الخطيب يدخل منه إلى الحجرة كيلا يتخطى رقاب الناس ثم في حدود سنة 1260 سد هذا الباب وبقي للحجرة باب واحد يلي القبلية وهذا الباب عضادتاه ونجفته من خشب مصنع جميل جدا دائرة عليه كتابة في البسملة وآية الكرسي وغلق هذا الباب فيه رقاع من نوع الرقاع الموجودة في المنبر الآتي ذكرها وفي أعلى نجفة الباب مكتوب (جددت هذه المقصورة في أيام مولانا السلطان الملك الصالح عماد الدنيا والدين أبي الفدا يلبغا بن محمد بإشارة المقر الأشرف العالي المولوي السيفي يلبغا كافل المملكة الثانية الحلبية عز نصره سنة 746) .

وبعد بضعة أذرع من هذه الحجرة يكون المنبر ومحله ما بين العضادة التاسعة والعاشرة وهو من الخشب المصنع الجميل العديم النظير في مساجد حلب قد اشتمل على رقاع مخمسة

ص: 185

ومسدسة محيطها بضعة قراريط بديعة صنعة التبخير قد نزل فيها قطع رقاق من العاج والصفر الذي يلمع كأنه الذهب ومن جملة خشب هذا المنبر الأبنوس المشهور وارتفاعه عن أرض القبلية إلى كرسيه الذي هو بعد آخر درجة منه 3 ع و 12 ط ثم تكون قبته وقد كتب على تاج بابه (عمل في أيام مولانا السلطان الملك الناصر أبي الفتح محمد عز نصره) وتحت هذا (عمل العبد الفقير إلى رحمة الله محمد بن علي الموصلي) وعلى مصراعيه (بتولي العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن عثمان الحداد) وعلى صدر معبره (أمر بعمله المقر العالي الأمير الشمسي قرا سنقر الجو كندار الملكي المنصوري عز نصره) وكان هذا المنبر صنع مع منبر نظيره حمل إلى بيت المقدس بعد أن فتحت القدس على يد المرحوم السلطان صلاح الدين ويوسف بن أيوب) ثم يلي المنبر المحراب الكبير الذي كان مختصا بالشافعية ويعرف الآن بمحراب الحنفية ومحله فيما بين العضادتين المذكورتين وسعة فتحته عرضا 2 ع و 4 ط وهو من الحجر الأصفر البعاديني مكتوب عليه (أمر بعمارته بعد حريقه مولانا السلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاون) وعلى جانبيه (بالإشارة العالية المولية الأميرية الشمسية قرا سنقر الجو كندار الملكي المنصور كافل المملكة بحلب المحروسة أدامه الله وحرسه في رجب سنة 684) وتجاه المحراب تقريبا توجد السدة مكتوب على بابها بالإشارة العالية العلائية الطنبغا كافل المملكة الحلبية أعز الله أنصاره بإشارة المقر العالي العلائي سيدي عبد الرزاق عز نصره.

الحضرة النبوية: محلها فيما بين العضادة العاشرة والحادية عشرة من الصف الأول في حجرة مربعة تبلغ 4 ع وفي مثلها تقريبا يصعد إليها من أرض القبلية بدرجة واحدة سقفها قبة لها على سطح الجامع كوات بشبكات من الحديد وفي قاعدة القبة شبكة كالسقف مفتوحة من النحاس بعيون مربعة تبلغ واحدتها ثلاثة قراريط في مثلها ترتفع عن أرض الحجرة نحو ثمانية أذرع وجدران الحجرة الثلاثة التي هي الغربي والشرقي والجنوبي المقابل وجه المصلى ظهارتها من أرض الحجرة إلى الشبكة المذكورة مبنية بأجمل أنواع الخزف المعروف بالقاشاني وباب هذه الحجرة وهي الجهة الرابعة منها قنطرة مشادة عالية حجارتها سود وصفر محمولة على عمودين عظيمين وارتفاعها من ختمها إلى أرض القبلية ثمانية أذرع في عرض أربعة أذرع وهذه القنطرة العظيمة مع العمودين المحمولة عليهما لها غلق يستوعبها من أرض الحجرة إلى ختم القنطرة من نحاس أصفر مشبك ببعضه على شكل مربع وهو من رأس العمودين

ص: 186

إلى أرض الحجرة ذو مصراعين يفتح ويغلق وسعة عيون شبكاته قيراطان في مثلهما ومن رأس العمودين إلى ختم القنطرة واحدة لا تفتح ولا تغلق وسعة عيون شبكاته قيراط واحد في مثله وفي جانب كل من العمودين المذكورين لمعة ظهارتها من الخزف القاشاني المذكور مكتوب على زنار شبكة الباب شعر تركي لنابي الشاعر المشهور ذكره في ديوانه آخر مصراع منه يبلغ بالجمل 1120 هو تاريخ تجديد المرقد الشريف.

أما صندوق الجرن الشريف فهو في وسط الحجرة من الخشب على صفة ضريح عليه كسوة من مخمل مزركش بالقصب الفضي فيه بعض سورة مريم وهذه الكسوة أنعم بها المرحوم السلطان عبد العزيز خان سنة 1291 وكان قبلها كسوة سرقت قديمة بالية وضعت سنة 1232 على إثر كسوة سرقت في السنة المذكورة وهذه الكسوة التي هي قبل الكسوة الحاضرة أرسلت إلى إستانبول ووضعت هناك في محل الآثار القديمة وعلى هذه الكسوة الجديدة فوق سنام الضريح عدة شالات ثمينة عجمية وهندية ومما يوجد في الحضرة مصحف شريف مكتوب على قفا أول صفحة منه (هذا المصحف الشريف بقلم المغيرة بن شعبة الصحابي رضي الله عنه بخط كوفي) ومكتوب تحتها (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين يقول كاتب هذه الأحرف حسين بن علي الشهير بابن البجاقجي الحلبي الحنفي بأنه وقف هذا المصحف الشريف بالجامع الكبير بحلب المحروسة ابتغاء لوجه الله تعالى وصلى الله على محمد وآله تحريرا في أواخر صفر الخير سنة 1064) على أن خط هذا المصحف مغربي لا كوفي ولا دليل فيه يدل على أنه خط المغيرة ابن شعبة ويوجد في الحضرة عدة مصاحف بخطوط إستانبولية معتبرة وغيرها مع نسخة من صحيح البخاري خطية وعشرة قناديل فضة صغار وقنديلان كبيران من الفضة وقنديل ذهب وشمعدان فضة وقمقم ومبخرة فضة وغير ذلك من البلور والسجادات والبقج والشالات.

الدفين بهذه الحضرة: قال ابن شداد وابن الشحنة وابن الخطيب نقلا عن تاريخ ابن العظيمي أنه في سنة 435 ظهر ببعلبك في حجر منقور رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام فنقل إلى حمص ثم منها إلى مدينة حلب في هذه السنة ودفن بهذا المقام (يعنون المقام الأعلى في القلعة) في جرن من الرخام الأبيض ووضع في خزانة إلى جانب المحراب وأغلقت ووضع عليها ستر يصونها قال ابن الخطيب: وهو في هذا اليوم في التحتاني في القلعة. وقال علي بن

ص: 187

أبي بكر الهروي في كتابه الاشارات: إن في قلعة حلب في مقام إبراهيم عليه السلام صندوقا فيه قطعة من رأس يحيى ظهر في سنة 434 ثم قال ابن الشحنة نقلا عن ابن بطلان: ولما احترق المقام في حادثة التتار سنة 659 عمد سيف الدولة أبو بكر بن إيليا الشحنة بالقلعة المذكورة والناظر على الذخائر وشرف الدين أبو حامد بن النجيب الدمشقي الأصل الحلبي المولد إلى رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام فنقلاه من القلعة إلى المسجد الجامع بحلب ودفناه غربي المنبر وقيل شرقيه وعمل له مقصورة وهو يزار.

قلت: هذه الحكاية لا تنطبق على ما قاله ابن الخطيب من أن الرأس الشريف في المقام التحتاني في أيامه التي هي القرن التاسع إذ مقتضى الحكاية المذكورة التي حكاها ابن الشحنة عن ابن بطلان أن الرأس الشريف في الجامع الكبير قبل ابن الخطيب بنحو مائتي سنة والأغرب من هذا ما ذكره ابن الوردي في تاريخه حيث قال وفي سنة 738 في صفر توفى بدر الدين محمد بن إبراهيم بن الدقاق الدمشقي ناظر الأوقاف بحلب وفي أيام نظره فتح الباب المسدود الذي بالأموي شرقي المحراب الكبير لأنه سمع أن بمكانه رأس زكريا عليه السلام فارتاب في ذلك فأقدم على فتح الباب المذكور بعد أن نهى عنه فوجد باب عليه تأزير رخام أبيض ووجد فيه تابوت رخام أبيض فوقه رخامة بيضاء مربعة فرفعت الرخامة عن التابوت فإذا فيها بعض جمجمة فهرب الحاضرون هيبة لها ورد التابوت بغطائه إلى موضعه وسد عليه الباب ووضعت خزانة المصحف الشريف على الباب وقد أثرت هذه الهيبة بالناظر المذكور وابتلى بالصرع إلى أن عض على لسانه فقطع ومات. اه. كلام ابن الوردي، فهذه الحكاية تفيد صراحة بأن المدفون بالجامع هو رأس زكريا عليه السلام لا يحيى مع أن كلام المتقدمين يدل على أن المدفون هو رأس يحيى وذكر المرادي في ترجمة علي بن شداد بن علي أنه في سنة 1120 ظهر في بعض جدران الجامع صندوق من مرمر مطبق ملحوم بالرصاص مكتوب عليه هذا عضو من أعضاء نبي الله زكريا عليه السلام فاتخذوا له هناك في ناحية القبلية في حجرة قبرا في مكانه الآن وحمل الصندوق إليه جميع العلماء والصالحين بالاحترام والتعظيم والتكبير وجدد عليه المرقد. اه. كلام المرادي وهو يؤيد ما قاله ابن الوردي وعليه الشهرة في زماننا وعلى كل حال فليس يخلو الجامع من أثر شريف نبوي جدير أن تفتخر حلب بوجوده ويوجد بين العضادتين الحادية عشرة والثانية عشرة من الصف الثاني مقصورة تعرف من قديم الزمان بمقصورة القاضي مكتوب عليها (جددت

ص: 188

هذه المقصورة المباركة في أيام المقر العالي المولوي الملكي الشمسي قرا سنقر المنصوري كافل المملكة الحلبية شمس الدين قرا سنقر الجوكندار) وبهذه العضادة التي هي العضادة الثانية عشرة من الصفوف الأربعة تنتهي قبلية الحنفية وطولها 72 ع و 16 ط سوى ثخانة جداري الجهتين وعرضها 23 ع و 9 ط سوى ثخانة عضادات الصف الأول وبين العضادة الثانية عشرة والثالثة عشرة من الصفوف الأربعة يكون دهليز الباب الجنوبي المتقدم ذكره وهو الباب الأول وفي شرقي هذا الدهليز وغربيه من آخره باب القبلية الحنفية وباب القبلية الشافعية.

وفي آخره يكون الباب الكبير الذي ينفذ إلى صحن الجامع وفي شرقي هذا الباب تكون قبلية الشافعية وطولها 45 ع و 16 ط سوى ثخانة جداري الجهتين وعرضها كعرض قبلية الحنفية ومبداها من العضادة الثالثة عشرة من الصفوف الأربعة وتنتهي بالعضادة العشرين من الصفوف المذكورة ولا يوجد في هذه القبلية من الآثار سوى المحراب الأصفر المختص في زماننا بالشافعية ومحله بنيت العضادة السادسة عشرة والعضادة السابعة عشرة. ثم إنه يوجد في قبلية الحنفية ست عضادات مربعة هي من جملة الثمانين لكنها أغلظ من قبلية العضادات إذ أن محيط كل واحدة منها 6 ع و 12 ط، وبعد ما بين الواحدة والتي تليها من صفها 5 ع و 18 ط وهي العضادة العاشرة والحادية عشرة من الصفوف الثلاثة وقد عقد عليها في الصف الثاني والثالث قبة ويوجد فيما بين العضادة التاسعة والعاشرة من الصف الثالث سدة محمولة على أربعة أعمدة من الخشب مكتوب على بابها (بالإشارة العالية العلائية الطنبغا كافل الممالك الحلبية أعز الله أنصاره بإشارة المقر العالي العلائي سيدي عبد الرزاق عز نصره) وقد بدل شكلها بعد ذلك ورفعت الأعمدة من تحتها وحملت على أسطوانات من الحديد مغروسة في الجدار والصف الرابع من صفوف العضادات يوجد بين كل عضادتين منه في قبلية الحنفية والشافعية باب واسع له غلق ينتهي إلى قاعدة قنطرته ثم تكون شبكة جميلة الصنعة من الخشب ويوجد فيما بين التاسعة والعاشرة من هذا الصف باب صغير بالنسبة إلى بقية الأبواب مبني من ظاهره مما يلي الصحن بحجارة صفر وسود له تاج وشرافة قد كتب بأعلى جانبه على يمنة الداخل (جدد هذا الحائط في دولة السلطان مراد خان (ابن أحمد خان عز نصره) وعلى يسرة الداخل (بإشارة الصدر الأعظم خسرو باشا يسر الله له من الخيرات ما يشا) وعلى الجبهة بين هاتين الكتابتين:

ص: 189

لقد كان محمود المآثر ماجدا

وبابا لفعل المكرمات ومعدنا

بنى جامع الشهباء لله مخلصا

وطالب رضوان من الله موقنا

فعوضه الله الكريم بفضله

قصورا بجناب النعيم ومسكنا

بدولة ظلّ الله سلطان عصره

سليل بني عثمان ذي المجد والثنا

مراد سلاطين الوجود ومن غدا

مقام حماه كعبة الجود مأمنا

فطوبى له فيما بناه مؤرخا

بنى المسجد المشهور محمود محسنا

ومكتوب تحت الجبهة المذكورة فوق نجفة الباب:

من بنى معبدا

فاز بظل ممدود

رحم الرحمن أرخ

صاحب الخير محمود

وفي كل من جانبي هذا الباب شباك وراءه مصطبة يرقى إليها من أرض القبلية بدرجتين معدتين للصلاة وجلوس بعض الوعاظ وفي سنة 1340 جعل أحد الشباكين المذكورين بابا إلى صحن الجامع يدخل منه الوالي توا ليصلي على المصطبة التي وراءه لأنها صارت مختصة بالوالي وأركان الولاية ثم إن كلا من قبلية الحنفية والشافعية قد قطعتا طولا شطرين بقاطع من الخشب المعمول شعرية ارتفاعه نحو 3 ع وفيه عدة أبواب يدخل منها إلى الشقة الداخلة مكتوب بالدهان على الباب الكائن تحت السدة (بالإشارة العالية العلائية الطنبغا كافل الممالك الحلبية أعز الله أنصاره باشارة المقر العالي العلائي سيدي عبد الرزاق عز نصره) وعلى الباب الذي يليه غربا (الحمد لله الذي جعل أحياء هذا الجامع المعظم على أيادي الكرام من سكان حلب الشهباء ليجزيهم أحسن ما عملوا في سنة 1110) .

وفي سنة 1170 وعلى الباب الذي يليه ما معناه (إن أحياء الجامع كان على يد عثمان باشا سنة 1152 ثم في سنة 1326 رفع هذا القاطع من القبليتين وصارت كل واحدة منهما شقة واحدة ويوجد مبنيا في أعلى الزاوية الكائنة في الجهة الغربية من جدار قبلية الحنفية الذي يلي صحن الجامع حجرتان سوداوان كل واحدة منهما في طول 5 ط ومثلها عرضا يقال أن أصلهما من الكعبة المكرمة ويوجد في آخر قبلية الحنفية أيضا من جهتها الغربية الشمالية قسطل له مباذل معد للوضوء لكنه غير مستعمل والجهة الشرقية من هذا الجامع المتجهة إلى الغرب رواق طوله 36 ع سوى ثخانة جداري الجهتين وعرضه كذلك 17 ع

ص: 190

وسقفه قبو محمول على عضادات تشاكل عضادات الجهة الجنوبية المتقدم ذكرها وبين كل عضادتين من الصف الأخير منها الملاصقة ظهورها جدار الجامع الكائن وراءه سوق الصياغين حجرة مبنية بالحجارة معدة لجلوس بعض المدرسين والأئمة والموظفين بالجامع وفي جداره الجنوبي محراب في يمينه باب يدخل منه إلى قبلية الشافعية وفي يسار المحراب حجرة يسكنها بعض المدرسين وفي جداره الشمالي باب صغير ينفذ منه إلى دهليز الباب الثاني المتجه إلى الشرق وفي الزاوية الموجهة إلى الغرب من هذا الرأس حجرة يسكنها الميقاتي وعرض الدهليز كعرض ما بين العضادتين وطوله كعرض هذا الرواق وترتفع أرض هذا الرواق عن أرض صحن الجامع 16 ط ويصعد إلى هذا الرواق من وسطه مما يلي صحن الجامع بثلاث درجات الثانية منها محزوزة من جنوبيها إلى شماليها حزا مستقيما متى بلغته الشمس أذن الظهر قيل إن الخضر عليه السلام هو الذي حزها والصحيح أن الذي حزها هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الحنبلي الميقاتي وعرض الدرجة الأولى من هذه الدرجات 1 ع و 16 ط وطولها من الغرب إلى الشرق 1 ع و 22 ط وثخانتها 5 ط وفضلتها عن التي فوقها 11 ط وعرض التي فوقها 23 ط وطولها ذراع و 22 ط وثخانتها خمسة قراريط ونصف القيراط والحجازية مصلى طوله من الشمال إلى الجنوب 29 ع و 6 ط سوى ثخانة جداري الجهتين وعرضه كذلك 18 ع وفيه من آخر جهته الغربية عطفة طولها من الجنوب إلى الشمال 14 ع و 17 ط وعرضها 6 ط و 12 ط وهذا المصلى يشتمل في جهته الشمالية على حوض طوله من الشرق إلى الغرب 7 ع و 5 ط وعرضه 5 ع و 23 ط وعمقه 14 ط جدد من مال الجامع سنة 1304 وجدد فيها تدفيف هذا المصلى جميعه وفي غربيه حوض آخر لخزن الماء وقد وجد تحت حفير الحوضين رمم أموات نقل منها مقدار أربعة أحمال إلى مقبرة العبارة خارج باب الفرج ووراء الحوض الصغير حجرة قديمة فيها رمم سد بابها بما فيها وصار الحوض المذكور قدامها والظاهر أن هذه الرمم هي رمم القتلى في حادثة تمرلنك كما أشرنا إليها في خبر حادثته وكان قبل هذا الحوض حوض في وسط هذا المصلى مساحته عشر بعشر بذراع اليد جدده أحد تجار حلب المعروف (بمحمد شيخ ابن عبد الوهاب السعديه) وكان في محله بركة صغيرة مدورة محيطها نحو 8 ع كانت خاصة بالشرب ثم في سنة 1326 أزيل هذا الحوض وجعل بدله حوض مستور يؤخذ منه الماء بواسطة مباذل وهذا المصلى يدخل إليه من بابين أحدهما في جانب دهليز الباب الثاني للجامع موجه غربا وثانيهما موجه غربا في صدر الرواق الشمالي الموجه جنوبا

ص: 191

وفي يمين الداخل من هذا الباب شباكان لعطفة المصلى المذكور مطلان على هذا الرواق.

والجهة الثالثة الشمالية المتجهة إلى الجنوب رواق طول فضائه 74 ع و 9 ط وعرضه كذلك 14 ع و 21 ط وسقفه قبو محمول على عضادات محيط واحدتها وبعد ما بينها قريب من محيط عضادات القبلية وبعد ما بينها. وبين كل عضادتين من الصف الملاصق جداره الشمالي مما يليه حجرة من الخشب يسكنها خدمة الجامع وبين العضادة العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة من هذا الصف قسطل مختص بالوضوء له مباذل وهذا القسطل حادث عمره زين الدين الذي فرش أرض الجامع بالرخام كما سيأتي بيانه وبين العضادة الثانية والثالثة من هذا الصف أيضا يكون باب دار القراءة العشائرية الآتي ذكرها وفي يمين القسطل المتقدم ذكره حجر مكتوب فيه (أمر بإنشائه مولانا المقام الأعظم السلطان الملك الظاهر أبو سعيد برقوق عز نصره في أيام المقر السيفي تغرى بردى كافل المملكة الحلبية عز نصره بتولي العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى حمزة الجعفري الحنفي في شهور سنة 777) وتحت الحجر المذكور أثر باب مسدود كان يخرج منه إلى الميضأة ويوجد بين العضادة السادسة والعضادة السابعة من الصف الثالث الذي يلي صحن الجامع إذا عددت عضاداته من جهته الغربية حجرة لها شبكة من الخشب إلى الرواق وأخرى إلى صحن الجامع فيها صهريج يأتي إليه الماء من قناة حلب وينتفع به حين انقطاع ماء القناة لتصليحها وفي الرأس الشرقي الموجه غربا من هذا الرواق باب الحجازية المتقدم ذكرها وفي الرأس الغربي منه باب إلى دهليز الباب الشمالي الذي هو الباب الثالث وطول هذا الدهليز كعرض الرواق وعرضه كبعد ما بين عضادتين وفي زلزلة سنة 1237 سقط الحائط القبلي مما يلي الصحن من هذا الرواق ولم يبق منه سوى قليل في جانبه الغربي فبناه متولي الجامع إذ ذاك وهو أحمد بك آل إبراهيم باشا قطار اغاسي «1» متسلم البلد وكان يتولى الجامع من كان يتسلم البلد ولما بناه لم يعد إليه شرفاته المعروفة بالسجق وكان فوق سطح حجرة الصهريج المذكور قبة تقرأ فيها الأوامر والفرامين السلطانية فلم يعدها أيضا.

ومحل منارة هذا الجامع في أواخر الصحن المتجه إلى الجنوب من جهة غربيه لها باب صغير وهي مربعة الشكل يبلغ محيطها 21 ع و 21 ط إذا ذرعت من أسفلها مما يلي سطح

ص: 192

الرواق وارتفاعها من أرض الجامع إلى موقف المؤذن 52 ع و 6 ومحيط مكبسها 14 ع و 21 ط وارتفاعها من موقف المؤذن إلى ختم القبة من الداخل 17 ع وموقف المؤذن مربع أيضا يبلغ 6 ع و 9 ط طولا في مثلها عرضا عدا الشرفات المتعلقة في حوافيه التي يبلغ عرضها نحو 4 ط وإذا نزلت من باب المنارة وتوجهت غربا إلى الغرب دخلت في دهليز الباب الرابع من أبواب الجامع وهناك حجرة عظيمة يسكنها بعض شيوخ الجامع وكان فوق سطح هذا الدهليز حجرة يسكنها بعض المدرسين يرقى إليها بدرج بابه في جانب الحجرة الأولى المذكورة.

والجهة الرابعة من هذا الجامع متجهة إلى الشرق وهو أيضا رواق فضاءه 53 ع و 17 ط وعرضه كذلك 6 ع و 22 ط وسقفه قبو محمول على عضادات محيط واحدتها وبعد ما بينها وبين التي تليها كمحيط وبعد عضادات القبلية تقريبا وارتفاع أرضه عن أرض صحن الجامع 17 ط ويوجد فيما بين كل عضادتين من عضادات الصف الملاصق الجدار الغربي منه حجرة من خشب يسكنها خدمة الجامع ومؤذنوه وفي الجدار القبلي منه باب قبلية الحنفية وفي جانب هذا الباب مما يلي الرواق على يمنة الداخل محراب وفي رأسه الشمالي باب ينفذ منه إلى دهليز الباب الرابع المتقدم ذكره وكان تجديد هذا الرواق من مال الجامع سنة 1302 لأنه كان قد توهن وأشرف على السقوط فهدم وجدد: مكتوب في حجر مرصوف في وسط جداره مما يلي صحن الجامع (جدد هذا الإيوان بأمر وإرادة أمير المؤمنين حضرة مولانا السلطان الأعظم الغازي عبد الحميد خان الثاني عز نصره بسعي والي الولاية المشير الأفخم السيد حسين جميل باشا أدام الله إجلاله سنة 1302) ثم إن ارتفاع جدران الأروقة وجدار القبليتين والحجازية عن أرض الجامع إلى السطح 10 ع و 18 ط ولم يدخل في هذا الذرع حافية هذه الجدران التي يبلغ ارتفاعها عن السطح 31 ط تقريبا.

وصحن الجامع يبلغ طوله من الغرب إلى الشرق 98 ع و 5 ط وعرضه 60 ع و 18 ط وهذه المسافة كلها قد فرشت بالرخام الأصفر الذي يتخلله بلاط أسود على صفة جميلة من النقش إذا نظرت إليه أول وهلة تظنه كتابة كوفية مع أنها ليست كذلك والأروقة مفروشة بالبلاط الأصفر فقط وكان تبليط الصحن والأروقة على هذه الصفة سنة 1042 تبرع به رجل من الأعيان اسمه زين الدين بك لم أظفر له بترجمة إنما رأيت في بعض المجاميع

ص: 193

أبياتا منسوبة للشيخ وفا العرضي ضمنها تاريخ التبليط سنة 1042 عن يد المذكور فأثبتها وهي:

قد زان زين الدين ماجد عصره

آثار خير للقيامة باقيه

أنشا لجامعنا الكبير بلاطه

لله مولاه بنفس راضية

وبنى له الحوضين يجري منهما

للمسلمين عيون ماء صافيه

هذا له يوم الحساب ذخيرة

وذخائر الأعمال تبقى زاكيه

لقبولها نادى البشير مؤرخا

صدقات زين الدين يهنا جاريه

ورأيت لبعضهم:

صاحب الخيرات زين الدين بك

مذ تحقق أن إلى الله المصير

أسبل الخيرات في شهبائنا

جاره الرحمن من حر السعير

زين الجامع في ترخيمه

جاء في تاريخه خير كبير

ثم إن صحن الجامع يشتمل على حوض مدور عليه قبة من الخشب مضلع اثني عشر ضلعا محيطه 8 ع و 15 ط وارتفاعه من أرض بالوعة الدائرة به إلى شفته العليا 2 ع ووسط هذا الحوض قطعة واحدة وعلى حوض في شمالي الحوض المذكور بينهما ممر فقط مسدس الشكل يرتفع عن بالوعته الدائرة به 1 ع و 12 ط وثخانته 16 ط ومحيطه 27 ع و 18 ط وسقفه قبة محمولة على ستة عواميد طول الظاهر من كل واحد منها 3 ع و 14 ط وطول ما ظهر منها وما بطن 5 ع و 2 ط ومحيط كل واحد من العمودين الكائنين في الجهة القبلية من الحوض 1 ع و 14 ط والموجهين غربا 1 ع و 23 ط والموجهين شرقا 1 ع و 20 ط وفي وسط هذا الحوض جرن مرمر مضلع مدور محيطه نحو 6 ع أظنه هو الذي كان يعرف بالفوارة التي أسسها قرعويه غلام سيف الدولة كما سبقت الإشارة إليه وفي سنة 1302 هدمت القبة لتوهنها فعمرت من مال الجامع وطلب مني تاريخ يكتب على رفرف القبة فقلت:

قد شاد هذا الحوض بعد توهن

ملك بما يرضى الإله خبير

عبد الحميد العادل الغازي أمير

المؤمنين له الثنا الموفور

من آل عثمان الألى شاد العلى

للمسلمين لواهم المنصور

ص: 194

وبسعي والينا جميل من غدا

يحيي المحامد سعيه المشكور

هو قطب دائرة الوزارة وهو في

رتب الفضائل والفخار مشير

لما تكامل حسنه أرخته

حوض به للعالمين طهور

ويشتمل صحن الجامع أيضا على محراب في جانب الباب الصغير الذي هو أحد أبواب قبلية الحنفية مما يلي الصحن يقف به الإمام في الأوقات الجهرية في الصيف وتجاه هذا المحراب مصطبة طولها من الشرق إلى الغرب 6 ع و 1 ط وعرضها 4 ع و 16 ط وارتفاع أرضها عن أرض صحن الجامع 1 ع و 5 ط ولها درابزين من الحجر وهي معدة لوقوف المؤذنين عوضا عن السدة ويشتمل أيضا على عمود من الحجر الأسود محيطه 2 ع و 8 ط وطول الظاهر منه 5 ع و 14 ط وفي رأسه شبه قفص من أطواق حديدية تعلق بها القناديل قيل إن نور الدين زنكي كان يحرق به العود البخور في المواسم الدينية وتزعم العامة أن هذا العمود كان شجرة اختبأ فيها زكريا عليه السلام حينما أراد اليهود قتله فقفلت عليه وخرج ذيله من طرفها فعلمت به اليهود وأرادوا نشرها فاستحالت حجرا ويشتمل صحن الجامع أيضا على بسيط لمعرفة وقت الظهر والعصر وضعه على نفقة البلدية (عبد الحميد دده ابن حسن بن عمر الحلبي) في حدود سنة 1300 كما تكلمنا عليه في ترجمة المذكور وهذا البسيط الآن مغلق بغطاء من النحاس لا ينتفع به ويشتمل صحن الجامع أيضا على بئر كبيرة معطلة تعرف بالدولاب عليها طابق من الحجر ومحلها في شمالي الصحن إلى غربيه يقال إنها كانت دولابا يسقى منه الجامع حينما كان بستانا وكان البلاط في قرب هذا البئر قد توهن فقلع للتصليح فخرج تحته قطعة أرض مفروشة بالفصوص المعروفة بالفسيفساء فاستبدل منها على أن أرض الجامع كانت مفروشة بالبلاط المتقدم ذكره أو على أن القطعة المذكورة كانت مجلسا في قرب الدولاب والله أعلم ويقال إن فم المصنع الكبير المتقدم ذكره في كلام قدماء المؤرخين كائن تحت درجات الرواق الموجه غربا التي يؤذن الظهر على حز الثانية منها كما أسلفناه ويوجد في صحن الجامع أيضا صفة أولها من تجاه باب الحجازية الموجه غربا الكائن في جانب دهليز الباب الثاني.

وفي الزاوية الغربية من هذه الصفة تجاه الباب المذكور حجرة مرصوفة في هذه الزاوية يقال إن عمر بن عبد العزيز كان يجلس عليها ويشارف عملة الجامع وقت عمارته وكان في وجه جدار قبلية الشافعية مما يلي الصحن ووجه جدار الرواق الشرقي الموجه غربا كتابات

ص: 195

كثيرة منقوشة في الحجر هي صور فرامين «1» وأوامر كفال «2» حلب أيام الدولة الجر كسية أثبتنا جميعها في باب الحوادث ملحقة بسني تواريخها ثم في سنة 1291 أمر الوالي محمد رشدي باشا الشرواني بنحت وجه الجدران المذكورة ليعود إليها بهاؤها فنحتت وزالت تلك الكتابات وفي سنة 1259 جدد تبليط أسطحة الجامع من غلة أوقافه والناس يمشون في صحن الجامع والأروقة حفاة يخلعون نعالهم متى دخلوا أحد أبوابه.

دار القرآن العشائرية: هي في غربي الرواق المتجه إلى الجنوب عمرها علي بن محمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد الإمام علاء الدين أبو الحسن ابن الشيخ بدر الدين أبي عبد الله ابن عشائر الحلبي الشافعي المتوفي سنة 788 وهي دار يدخل إليها من باب موجه شمالا كائن في بوابة تجاه المدرسة الشرفية قد اشتملت على إيوان في جهتها الشرقية موجه غربا وعلى غرفة في جهتها الغربية في طول 8 ع وعرض 4 ع مركبة فوق دهليز بوابة في الزقاق المذكور يرقى إليها بدرج في شرقي الدار مارا على سطح الإيوان المذكور وفي جهتها الشرقية قاعة عظيمة مفروشة بالبلاط الأصفر سقفها قبة عالية في وسطها بئر ولها شباك وثلاثة منافذ على صحن الدار ولها باب عظيم جميل على الرواق الشمالي من الجامع الكبير الأموي طول القاعة 12 ع و 15 ط وعرضها 10 ع و 10 ط وكانت تعرف بقاعة الحيشية نسبة إلى أبي بكر ابن محمد ابن أبي بكر الحيشي والظاهر من ترجمة المذكور أن بابها المفتوح إلى الرواق الشمالي من الجامع حادث وأنه كان في محله شباك كما أن هذه الدار لم تكن باقية على حقيقتها بل هي مأخوذ منها إلى البيوت المجاورة لها والله أعلم.

ولهذه القاعة مدرس يدرس في كل يوم له راتب شهري قدره مائة وخمسون قرشا وقد تواتر عندنا أن قريتي كرت وخيام في قضاء عينتاب موقوفتان على الدار المذكورة تصرف غلتهما على تعميرها وترميمها وعلى راتب المدرس وهما جاريتان الآن تحت تولية المتولي على وقف بيت الخطيب ولا نعلم واقفهما هل هو من بيت بني العشائر أم من بيت الخطيب أم من بيت الشيخ عبد الوهاب العرضي ويوجد في شرقي القاعة باب مسدود ينفذ منه إلى دار في جوارها يدعيها جماعة إنها وقف عليهم لأنهم من نسل الشيخ عبد الوهاب العرضي

ص: 196

الذي جعل القاعة سكنا له كما يفهم من ترجمته وبعض الناس يزعم أن الدار المذكورة وقف على القاعة والحقيقة مجهولة ورأيت في السجل كتاب وقف حافل وقفت فيه بانيها علاء الدين المتقدم ذكره شيئا كثيرا على الدار المذكورة سنة 786.

أما مرتبات الجامع فهي: ثلاثة عشر ألفا وستمائة قرش أميرية باعتبار الذهب العثماني 100 قرش في كل شهر منها ألفان ومائة وأربعون قرشا تصرف للمدرسين وعددهم اثنا عشر وألفان وتسعون قرشا للمحدثين وعددهم ستة وعشرون وألف وسبعمائة وخمسة وسبعون قرشا للقراء والحفظة وعددهم سبعة عشر وألف وسبعمائة قرش للأئمة وعددهم أحد عشر للحنفي والشافعي ومنهم إمام قرية بنش وللخطباء وعددهم سبعة منهم خطيب جامع بنش وخطيب دارة عزة وألف وخمسة وسبعون قرشا للمؤذنين وعددهم أربعة عشر وألفان وستمائة وستون قرشا للخدمة وعددهم ثلاثون وباقي المبلغ المذكور يصرف على بقية لوازم الجامع وأقل راتب خمسة عشر قرشا وأكثره ثلاثمائة قرش سوى راتب نائب المتولي فإنه خمسمائة قرش ولشهر رمضان نفقات خصوصية قدرها ثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعون قرشا ونفقات المولد في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ألف ومائة وخمسة وعشرون قرشا تنفق على الأشربة الحلوة والحلاوي وأجرة قارىء المولد والعشر ومنشد القصيدة والنفقات المتفرقة السنوية قدرها خمسة آلاف وخمسمائة وثمانية قروش تنفق على تنوير الجامع والمكانس والحصر وغير ذلك وقيمة الشمع العسلي الذي يحرق بالجامع أيضا سنويا ثمانمائة قرش فإذا ضربت رواتب الموظفين في اثني عشر شهرا بلغت مائة وثلاثة وستين ألفا ومائتي قرش فإذا جمعت هذا المبلغ إلى بقية النفقات المذكورة بعدها بلغت مائة وأربعة وسبعين ألفا ومائة وثلاثة وسبعين قرشا.

وكانت رواتب الموظفين المذكورين سنة 1272 شهريا سبعة ألاف وخمسمائة وثمانية وسبعين قرشا وربع القرش كما يستفاد من دفتر اطلعت عليه ولم تكن فيه مقادير رواتب الموظفين متناسبة مع بعضها فقد كان يوجد بينهم موظف بالتدريس راتبه الشهري خمسة قروش ونصف القرش وموظف آخر مثله راتبه الشهري ثلاثمائة قرش ولا يوجد في هذا الدفتر راتب شهري أكثر من ثلاثمائة قرش ولا أقل من أربعة قروش ونصف القرش وهي وظيفة أحد الخطباء ثم عدلت المرتبات في السنة المذكورة فبلغت في الشهر ثلاثة عشر ألفا وخمسمائة قرش ثم عدلت مرة أخرى فاستقرت على ما قدمناه وفي سنة 1242 كانت

ص: 197

المرتبات الشهرية كلها ثلاثمائة وواحدا وسبعين قرشا وثلاثة أرباع القرش وزيادة شهر رمضان مائتي قرش وفي أيام ولاية عصمت باشا سنة 1276 تقريبا كتب إلى الباب الرابع العالي بقطع الوظائف كلها إلا ما لا بد منه وذلك بقصد جعلها منتظمة لأن أكثر الموظفين لم يكن ذا براءة بل كان الموظف يأخذ مرتبه بأمر المتولي فاستمرت مقطوعة إلى آخر أيام ثريا باشا في ولايته الأولى فعادت مرتبة على ما هي عليه الآن وقد زيد في بعضها ونقص من بعض ووظف من لم يكن له حق سابق.

أوقاف الجامع: أراض ومسقفات والأراضي منها قرى من أعمال حلب ومنها أراض في نواحي مدينة حلب فالقرى تبلغ نيفا وعشرين قرية تجبى من قبل الحكومة ولسنا نعرف منها سوى القليل وهو حصة من قرية بنش من عمل إدلب وأخرى من دارة عزة من عمل جبل سمعان وأما الأراضي التي في نواحي حلب فكلها خارج باب قنسرين إلى جسر الحاج وهي عشر كدنات خارج محلة المغاير محدودة قبلة باصطاب «1» الخيل وغربا بحد المحلة المذكورة وشمالا بالتلة السوداء وشرقا بدار الشيخ أزرق وثمان كدنات محلها ظهر إصطاب الخيل محدودة قبلة وغربا بالمقبرة التابعة محلة المغاير وشمالا بدار المرأة سالمة وشرقا بجورة الفردوس وكدنتان محلهما بين الدربين تجاه الرام بالقرب من مزار أسد الدين حدهما قبلة جسر الحاج وغربا أرض العليقة وشمالا الرام وشرقا الطريق ونصف كدنة محلها أسفل مأذنة أسد الدين محدودة قبلة بدور المغاير وغربا بالطريق وشمالا دور محلة الكلاسه وشرقا بكرم الحلاق وكدنات خارج باب قنسرين تعرف بأرض الدوار محدودة قبلة بأرض الفلاحة وغربا بالطريق وشمالا بمقبرة الشيخ نمير وشرقا بخندق باب المقام.

وأما المسقفات فقد قرأت في الدفتر المتقدم ذكره أن جميع الأسواق المحيطة بالجامع وكثيرا من أسواق المدينة القريبة من الجامع وقف عليه لكن الذي يجبى في زماننا من المسقفات لجهة الجامع هو سوق الصاغة وسوق الطواقين المحيطين بالجامع من جهته الشرقية سوى بضع دكاكين منهما فإنها مملوكة للغير وأكثر سوق الطيبية الكائن في شرقي الجامع أيضا يجبى لجهة الجامع وسوق الحبالين في جنوبي الجامع سوى بضع دكاكين منه وكان يجبي هذه المسقفات متولي الجامع المعروف باسم قائمقام أي نائب المتولي الذي هو السلطان

ص: 198

ثم في سنة 1289 قام بعض الموظفين بالجامع والتمس من الحكومة أن تأخذ هذه المسقفات من المتولي وتدخلها في قلم محاسبة الولاية لتجبى بمعرفتها لأن المتولي يضيع غلتها فأجابت الحكومة إلى ذلك وصارت المحاسبة تجبي غلاتها تارة بواسطة ضامن يعرف بالملتزم وأخرى تجبيها مباشرة دون تضمين وكانت غلتها قبل الحرب العامة لا تزيد على ألف ذهب عثماني أما بعد هذه الحرب فقد أصبحت غلتها تربو على ألفي ذهب.

وللجامع أراض غير الأراضي التي تقدم ذكرها كان يؤخذ عليها أحكار معلومة محررة في الدفتر السابق ذكره فآثرت ذكرها أيضا وهي حكر أراضي أوقاف المدرسة الرضائية المعروفة بالعثمانية ثلاثة عشر قرشا وحكر بستان القبار ستة قروش ونصف وحكر أرض طاحون عريبه خمسة عشر قرشا وحكر أراضي خمس دكاكين جارية في وقف الجزماتي خمسة وثلاثون قرشا ونصف القرش وحكر مصبغة جارية في ملك ابن سويد في باب أنطاكية ستة قروش وحكر بستان الكشيفي خمسة وأربعون قرشا وحكر دكاكين في سوق الصاغة عشرة قروش ودكان في سوق العطارين ستة ودار قبالة طاحون عريبه ستة ودكان في سوق العطارين ستة وطاحون في السهلة اثنا عشر قرشا ودكان في الصاغة اثنا عشر ودكان في آخر القوافين ستة وطابونة شيخ الحارة اثنا عشر قرشا ودكان في جانبها ستة قروش ودكان في جانب جامع بانقوسا ستة ودكان خارج باب النصر عند سبيل محرم ستة وقاعة الساعاتي في خان القصابية ثلاثة قروش وجنينة الحصرم خارج باب أنطاكية ستة وجنينة العوفي وحكر سوق الذراع وحكر دكاكين في سوق الصياغ ستة قروش وثلاثة أرباع القرش ودكان أخرى فيه حكرها اثنا عشر قرشا وحكر خان العفص وهو جنينة الشيخ طه قرب الدباغة اثنا عشر قرشا والحكر المرتب على العادلية ستة قروش وثلاث بارات وبستان الشاهبندر اثنا عشر وحكر بستان الكلاب اثنا عشر وحكر التكية المولوية العتيقة اثنا عشر وسوق الجوخ القديم (الجاري الآن بتصرف بني الكتخدا) اثنا عشر قرشا وأرض اصطاب الخيل والتلة السوداء وكنز الشحادة خارج باب قنسرين خمسمائة قرش وأرض تجاه بستان حجازي إلى قبور النصارى إلى بستان القبار مع نصف التلة مائتا قرش والحكر المرتب على وقف إبراهيم خان اثنان وثلاثون قرشا وبستان اليهودية وقطعة أرض تجاهه وحكر قيصرية الحكاكين وحكر سوق القوافين وهو تسع وأربعون دكانا أربعمائة قرش تقريبا أقل ما على الدكان ستة قروش وأكثره اثنا عشر قرشا تقريبا معظم هذه الأوقاف من آثار نور الدين

ص: 199

محمود بن زنكي منها ما وقفه على الجامع ومنها ما وقفه على البيمارستان النوري الكائن تجاه مزار ومسجد الشيخ عبد الله في محلة الجلوم الكبرى بحلب ومنها ما وقفه على مشهد الحسين في سفح جبل الجوشن ومن أوقافه أيضا جميع المزارع المعروفة بمزارع أبي فضلون في جهة مقر الأنبياء خارج باب النيرب وهي ثلاثمائة وثمان عشرة كدنة كلها الآن في أيدي جماعة يطول بيان أسمائهم ويوجد في تلك الجهة أيضا نحو ثلاثة وخمسين بستان فستق في أيدي جماعة على كل حصة منها حكر سنوي معلوم وجميع ذلك من أوقاف نور الدين رحمه الله.

ورأيت في سجل مديرية الأوقاف صورة كتاب وقف هذا الجامع فأوردت هنا خلاصته أوله بعد البسملة: بسم الله المستوقف على سائر المستوقفين وهي خطبة طويلة ثم أن متولي الجامع إذ ذاك مصلح الدين بن مصطفى بك ابن عبد الله ادعى لدى الحاكم الشرعي وهو قاضي حلب محمد ابن المعمار إسحاق بأن الواقف سليمان بن عبد الملك بن مروان هو الذي بنى هذا الجامع ووقف عليه أوقافا عظيمة ثم بتوالي الأدهار والأعصار ضاعت تلك الأوقاف ونشأ بعدها الأوقاف الآتي بيانها ثم أثبت دعواه بشهود شهدوا تواترا يزيد عددهم على عشرين كلهم ثقاة علماء وإن وجوه البر التي تصرف عليها غلتها جار عليها التعامل القديم وحينئذ حكم القاضي بصحة الدعوى وتسجيل تلك الأوقاف بتاريخ غرة جمادى الأولى سنة 924 والأوقاف المذكورة هي 18 دكانا في سوق الصياغين والخياطين والقلانسيين خياطي القلنسوة المعروفة بكوف بحلب و 27 دكانا في السوق المذكور وغير ذلك من دكاكين هذا السوق التي تستوعب أكثره وبعض سوق الحرير وسوق زكريا وسوق الإسكافية وثمانية حوانيت في سوق السقطية وغير ذلك من الأسواق التي ذكرناها سابقا وبستان الأكشافي وجنينة المالح خارج باب الجنان وثلاثة أرباع قرية دارة عزة وكفرتين في جبل سمعان وعدة فدادين في قرية مجاورة لها وقرية حيلونة وأراض فسيحة من قرية كفر حمره وأخرى بعزاز وفدان في طعمع وآخر في جبرين وعدة فدادين في ناحية سرمين معروفة بوقف عبد الرحمن ومقاطعة في سوق العطارين ليشبك ومقاطعة سوق الدهشة والصابون لقيصر وجانيك ومقاطعة الحوانيت من أوقاف تمرتاش بك بسوق الأبارين ومقاطعة عرصة حوانيت سوق النحاسين لابن خطيب الناصرية ومقاطعة سوق السقطية لكمال الدين ابن بر مقسون ومقاطعة إصطبل بسوق حاتم في جنب المدرسة الرواحية وغير ذلك من المقاطعات

ص: 200

التي يطول شرحها ومقاطعة أراضي مقر الأنبياء وقد شهدوا بأن غلته تصرف لجماعة بأيديهم براءات من أهل العلم والقرآن وغيرهما وهم سبعة نفر من العلماء الشافعية ورجل فاضل حنفي ورجلان مالكي وحنبلي يدرسون في الجامع في الأوقات المعتادة وواحد وعشرون محدثا وأربعة عشر قارئا وثمانية قراء يقرون بالدور المعتاد وخمسة عشر مؤذنا وغير ذلك من الخدمة والموقتين والمبخرين وثلاثة جباة وأربعة كتاب يكتبون الدخل والخرج ومعماران ومتول وناظر وخطيب والقاضي الناظر وسبعة أئمة واحد أصيل والباقي فروعه.

أما مطاهر الجامع فهي أربع:

الأولى: محلها الصف الغربي من سوق المسامرية غربي الجامع وجنوبي الحلاوية على مقربة منها وقد ذكرها ابن شداد في الكلام على تقسيم قناة حلب كما ألمعنا إليه هناك وهي مطهرة الجامع الأصلية وكانت أشرفت على الخراب واتفق أن محمد باشا المعروف بالنيشانجي عمر بالقرب منها خانا فأدخلها في بناء الخان وعمر عوضها المطهرة الحالية: مكتوب فوق نجف بابها (جدد هذا المكان صاحب الخيرات محمد باشا نشانجي بمعرفة فرهاد جاويش سنة 1003) والمشهور أن لها نحو ثلاث دكاكين موقوفة عليها وكانت تجبى مع وقف الجامع ثم لما وضعت الحكومة يدها على وقف الجامع بقيت الدكاكين المذكورة في يد بعض الناس يجبيها ويصرف الحكومة يدها على وقف الجامع بقيت الدكاكين المذكورة في يد بعض الناس يجبيها ويصرف غلتها عليها ويدخل إلى هذه المطهرة من دهليز ذو ثنيتين طول الأولى 10 ع وعرضها 1 ع و 8 ط وطول الثانية 8 ع و 12 ط وعرضها 2 ع وصحنها مربع يبلغ أحد عشر ذراعا في مثلها ويدخل في هذه المسافة مساحة الأخلية والمغطس الكائن في شماليها ويشتمل صحنها على حوض مغطى يؤخذ ماؤه بواسطة مباذل وسقفها قبة عالية.

الثانية: هي الكائنة في الباب الشمالي للجامع وهي التي أنشأها (سيياي بن عبد الله الجركسي) كافل حلب في حدود التسعمائة وكان غرضه من إنشائها أن ينتفع بها أيضا من بات في الجامع وهي تشتمل على بضعة عشر خلاء في آخر جهتها الشرقية قسطل مستور يؤخذ منه الماء بواسطة مباذل في أسفله وبابها في الدهليز الخارجي للباب الشمالي المذكور وسقفها قبة والنفقة عليها من وقف الجامع وهي أعمر مطهراته وكان لها باب يفتح إلى الرواق الشمالي المتجه إلى الجنوب في الجامع كما أشرنا إليه في الكلام على هذا الرواق وقد سد منذ عهد قديم.

ص: 201