الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاريخ بن الملا أنه يوجد تجاه الناصرية مدرسة تعرف بالشهابية من مدارس الحنفية وأنه بالقرب منها المدرسة القلقاسية ووقف كل منهما أربعة أفدان بقرية الملوحة وبالقرب منهما المدرسة الكاملية: قلت لا أثر الآن لهذه المدارس بل تجاه الناصرية سبيل يتصل به من شماليه خان الوزير ومن جنوبيه دور يتصرف بها أهلها.
العصرونية
محلها على الجادة في شمالي الناصرية وشرقي خان الوزير قال ابن شداد في الكلام عليها:
كانت دارا لأبي الحسن علي بن أبي الثريا وزير بني مرداس فصيرها الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بعد انتقالها إليه بالوجه الشرعي مدرسة وجعل فيها مساكن للمرتبين فيها من الفقهاء وذلك في سنة 550 واستدعى لها من جبل بناحية سنجار الشيخ الإمام شرف الدين أبا سعد عبد الله بن أبي السري محمد بن هبة الله بن المطهر بن علي بن أبي السري التميمي الحديثي ثم الشافعي وكان من أعيان فقهاء عصره ولما وصل إلى حلب ولي تدريس المدرسة المذكورة والنظر فيها وهو أول من درس بها فعرفت به وصنف كتبا كثيرة في المذهب والخلاف والفرائض مشهورة في أيدي الناس وبنى له نور الدين محمود مدرسة بمنبج ومدرسة بحمص ومدرسة ببعلبك ومدرسة بدمشق وفوض إليه أن يولي تدريسها من شاء ولم يزل متوليا أمر هذه المدرسة تدريسا ونظرا إلى أن خرج إلى دمشق سنة 570 وتوفى بها. اه.
قلت وقد تقلبت عليها الأعصار والأدهار حتى ضاع معظم أوقافها وأشرفت المدرسة على الخراب وأغلق بابها مدة قرنين. ثم في حدود سنة 1280 عمر المتولي عليها قبليتها وبقيت مغلقة إلى سنة 1299 فعمر فيها من غلة وقفها مكان واسع على يمنة الداخل إليها اتخذته الحكومة مكتبا ابتدائيا: مساحة سماوي هذه المدرسة الآن عشرون ذراعا في مثلها. وفي الجهة الشرقية منها مصيف على طول السماوي في عرض بضعة أذرع وفي الجهة الغربية أربع حجرات جديدة البناء وفي الجنوبية قبلية في شرقيها حجرة في شرقيها باب يدخل منه إلى ميضأة واسعة وفي غربي القبلية مغارة لها باب إلى السماوي وإذا دخلت من باب المدرسة رأيت فسحة في جنوبيها فيها المكان الذي تعلم فيه الأطفال وفي شماليها الغربي حوض عال تجاهه بئر وقد عمرت على مصيفها دار فتح لها باب على الجادة: وأوقافها الآن أراض جزئية تجبى من قبل محاسبة الأوقاف وذكر بن الشحنة أن من أوقافها نصف سوق التجار بالعصبية الكبرى شركة المؤيدية بالقاهرة وحوانيت سوق الذراع وأحكار دكاكين بسوق السقطية