الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جهاتها الأربع بحيث كانت ممتدة من قرب البستان المعروف في زماننا بجنينة الفريق الكائن قبلي الجامع إلى قرب المدرسة السلطانية دائرة على دار السعادة وحمام الشيباني (محلها الآن مستشفى الغرباء) إلى سوق الضرب وهي ما بين دكاكين وقاساريات وخانات وكلها دثرت ولم يبق منها سوى المحل المعروف بالشونة الكائن شمالي الجامع المذكور.
ومن جملة أوقاف هذه العمارة خان قورد بك في محلة الفرافرة وهو من الخانات العظيمة في حلب وكأنه منسوب إلى ولد الواقف وحدده في الوقفية جنوبا بمسجد المدرسة الأزدمرية وشرقا الطريق وشمالا بيت ابن السفاح وغربا الطريق. ومن جملة أوقافها أيضا حمام الست ولم تزل جارية فيها وعدة دكاكين ودور في الفرافرة وغيرها ومزارع بناحية الجبول وجبل سمعان وطاحون بأرض قرية هيلانة وأرض في قضاء أنطاكية وقضاء حارم وناحية الجوم وعزاز ودكاكين بمدينة عينتاب وثلاثة طواحين وجنينة على نهر الصاروج في قضاء عينتاب ولها في ذلك القضاء عدة مزارع وكان لها على العاصي عدد عظيم من الطواحين والبساتين والمزارع والقرى وغير ذلك من الأوقاف التي يطول الكلام عليها وكان لهذه العمارة أربعة أبواب من كل جهة باب وكان الشمالي منها مسدودا داخلا في الشونة إلى أن كانت سنة 1323 سعى جماعة من أهل الخير بفتحه بعد أن أخذ له من الشونة طريق خاص به.
شروطه
شرط أن يكون الإمام حنفيّا وأن يقرأ بعد فراغه من صلاة الجمعة صيغة الختم المعروفة وأن يكون المدرس في مدرسته حنفيّا والتولية بعده على الأرشد فالأرشد من ذريته وبانقراضهم فللأرشد فالأصلح من عتقائه وذريتهم وبانقراضهم فلمن يختاره الحاكم الشرعي بحلب وشرط أنه إذا لم يوجد من ذريته أهل للتولية فيولى واحد من عتقائه الموقوف عليهم وأنه متى وجد من ذريته وعتقائه أهل لأي وظيفة كانت من وظائف الوقف وشعائره فإنه يقدم على غيره ويعين بها وتؤول بعده إلى ولده إن كان أهلا وأن يصرف في كل يوم من القطع الفضية خمسون لأولاده تقسم بينهم على الفريضة الشرعية ثم من بعدهم فإلى أولادهم فإذا انقرض أولاد الذكور وذريتهم فلمن يوجد من أولاد البطون ومن العتقاء وذرياتهم وبانقراضهم يصرف ذلك في مصالح الوقف وأن يصرف كل يوم اثنتا عشرة ونصف قطعة لمتولي الوقف و 4 لمباشر النظر على الوقف و 25 لمدرس حنفي و 8 لثمانية رجال من
طلاب العلم يقرءون على المدرس بالمدرسة المذكورة و 2 1/1 لخطيب جامعه و 2 1/2 لإمام الجهرية وهو الخطيب و 2 لإمام السرية وأحد عشر درهما عثمانيا لشعرة يقرءون ما تيسر من القرآن في سدة جامعه قبل صلاة الجمعة ويختمون بالصيغة المعلومة درهمان لرئيسهم وتسعة بينهم و 2 1/8 القطعة لأربعة مؤذنين بمنارة جامعه 2 1/3 لرئيسهم والبقية بينهم وواحدة لرجل يدعو بعد قراءة السر محفل بسدة جامعه ويختم بالصيغة المعروفة و 4 لكاتب على الوقف و 3 لرجلين يقومان بجميع خدمة جامعه وأن يصرف في كل سنة قيمة مائة وثمانين رطلا من الزيت بالوزن الحلبي «1» لتنوير الجامع وسائر مرافقه وقيمة حصر وبسط وكراسي وأوان وما هو من لوازم الجامع وقيمة شمعتين توضعان بطرفي المحراب ويصرف كل يوم نصف قطعة لمبخر بجامعه وقطعة لبواب قبليته و 2 1/6 لأربعة جباة اثنان يباشران جباية الجهات الخارجية ولكل واحد منهما قطعة ونصف والثالث يجبي المسقفات وله قطعتان والرابع يكون كاتبا له وله قطعة ونصف و 12 درهما لخمسة عشر قارئا يقرءون ما تيسر من القرآن بالأجزاء في جامعه ويختمون بالصيغة المعروفة وقطعة لرجل يباشر تفريق الأجزاء عليهم وجمعها منهم وحثهم على مباشرة قراءتهم ومن قطع منهم نقط تحت اسمه وقطعتان لكاتب كيلارتكيته ذكرها وقطعتان لبواب إصطبل التكية وقطعة لمباشر مرمات مسقفات وقفه وقطعة لقنوي جامعه ومطهرته ومدرسته وميضأته وبقية مرافقه ونصف قطعة لقنوي الخان الثاني وقطعة ونصف لطباخين بالتكية قطعة ونصف للمعلم وقطعة للتلميذ وقطعتان لرجلين ينقلان الطعام من المطبخ إلى التكية ويخدمان الأواني ونصف قطعة لمن يباشر تنقية الأرز وقطعتان لخبازين بفرن التكية للمعلم قطعة ونصف ونصف للتلميذ وقطعة لبواب مخزن الحطب وشرط أن يكون للقاضي بحلب تقرير المدرس والخطيب والكاتب على حكم ما شرط وأن يخبز في كل يوم مائتان وستون رغيفا وزن كل رغيف 72 درهما كل عشرة رطل من دقيق الحنطة وأن يشتري كل يوم أربعة أحمال حطب كل حمل بقطعتين ونصف وأربعة أواق ملح للخبز وأربعة عشر رطلا من لحم الضأن تطبخ في كل يوم في العشاء وفي الغداء وعشرة أرطال من اللحم المذكور في كل ليلة من ليالي رمضان ويصرف كل يوم ثمانية أرطال من الأرز يطبخ شوربة مع اللحم المذكور ويؤخذ كل يوم ثمن كيلة
من القمح الجيد يطبخ غداء مع اللحم المذكور ولكل يوم أربعة أحمال حمير حطبا ثمن كل حمل قطعة ونصف وقطعتان برسم توابل الطعام ويصرف علاوة على ما ذكر في كل ليلة جمعة عشرة أرطال أرز يطبخ حلوى وهكذا في كل ليلة من ليالي رمضان وأن يصرف في كل ليلة تطبخ فيها الحلوى المذكورة خمسة أرطال عسلا جيدا لطبخ الحلوى وثمن حملي حمار من الحطب بقطعتين وقطعة ثمن زعفران وأن تكون التكية ثلاث عشرة حجرة للمسافرين إلى آخر ما شرط تحريرا في أوائل جمادى الأولى سنة 974.
قلت: ضاع أكثر أوقاف هذه العمارة وتعطل معظم شروطها وأشرفت سوى الجامع والمدرسة منها على الخراب وأصبحت حجرات الجامع مأوى للغرباء والفقراء وسكن في حجرات المدرسة خدمة المسجد مع عيالهم واستمرت الحالة على ذلك مدة تزيد على قرن وفي سنة 1266 التي كانت فيها فتنة حلب «1» قصدها الثوار وصعدوا أسطحتها ونزعوا ما كان على قبابها من الرصاص وهو شيء كثير ربما يبلغ مائة قنطار بالوزن الحلبي فصبوه بندقا لأجل الرمي.
وفي سنة 1330 نصب متوليا عليها المرحوم الشيخ رضا مفتي الألاي الدمشقي المعروف بابن الزعيم فجمع مقدارا من غلة وقفها وصرفه على تعمير الرواق والحجرات الموجهة إلى الجنوب وعلى تعمير المدرسة الكائنة في شرقيها الشمالي وبعد رحيله من حلب وضعت مديرية الأوقاف يدها عليه. وفي سنة 1338 أهتم مدير الأوقاف السيد يحيى الكيالي بشأنها فرتب فيها مدرسين ومجاورين وجعل لكل واحد منهم معلوما يقوم بكفايته واعتنى بإعمار ما بقى من أوقافها فزادت غلاتها وربما تبلغ بعد قليل ألف ذهب عثماني بعد أن كانت لا تزيد على مائتي ذهب فعاد لهذه العمارة انتعاشها وأمنت على حياتها بعد أن وصلت إلى دور الاحتضار. هذا وإن الوقفيات التي أثبتنا خلاصتها هنا مما سجل في دمشق الشام بمواجهة محمد بك ابن عبد الله بك الوصي على مصطفى جلبي ابن قورد بك لأن الواقف كان قد توفي قبل التاريخ المذكور بعهد طويل ووقفه هذا كان بالإيصاء منه كما أشرنا إليه.