الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محلة المقامات (خ) عدد بيوتها 86
الذكور/ الإناث/ المجموع/ الأقوام 337/336/673/كلهم مسلمون وهي بين حارة المعادي والفردوس الأولى في شماليها والثانية في جنوبيها سميت مقامات لكثرة ما اشتملت عليه من الترب والمدافن ومقامات الصالحين كما سنبينه.
آثارها
التربة الكمالية محلها في كرم الحشاش شرقي هذه المحلة بينها وبين تربة السفيري الكرم المذكور وجادة الصالحين وهي صحن واسع وقبلية في غربيها قبر كمال الدين الدمنهوري وهو الذي بناها بعد حادثة تيمور وفيها إيوان مدفون فيه خديجة بنت الباني المذكور وهي مشرفة على الخراب يسكنها بعض الفقراء، جامع قراسنقر هو جامع المحلة الكبير كان في الأصل رباطا بناه (قراسنقر الجو كندار المنصوري) وهو صحن متسع مشتمل على أروقة وله بابان واحد من شماليه وآخر من غربيه وقبلية مبنية بالحجارة العظيمة كأنها حصن في غربيها قبر مكتوب عليه (هذه تربة العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه الأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير شمس الدين قراسنقر الجوكندار المنصوري توفى في الليلة المسفرة عن الخميس سلخ جمادى الأخيرة سنة 709 غفر الله له ولوالديه) هذه التربة كانت تعرف بالمهمازية في شرقيها قبر آخر مكتوب عليه (هذا قبر المقر المرحوم السيفي قتمر المنصوري مولانا الملك الآمر بحلب المحروسة كان توفى إلى رحمة الله تعالى في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة الحرام سنة 770) وفي الجانب الشرقي من باب الجامع الشمالي جرنان عظيمان مدفون بعضهما في الأرض أحدهما أسود والآخر أصفر مكتوب على الجدار فوقهما بعد
البسملة (أمر بإنشاء هذا السبيل المبارك المولى الأمير الكبير المجاهد المرابط الخاضع لربه المنان المفتقر إلى عفو الله والرضوان شمس الدنيا والدين (قرا سنقر الجو كندار المنصوري الناصري نائب السلطنة الشريفة بحلب المحروسة أثابه الله تعالى وضاعت له الحسنات وجعل زخره الباقيات الصالحات كتب في المحرم سنة 703 من الهجرة النبوية) .
تربة شهاب الدين الأدرعي وهي غربي الجادة إيوان كسروي في جانبه الشرقي قبة معتبرة قائمة على جدران جميلة البناء وراء هذه القبة من شرقيها قبر «أحمد بن حمدان شهاب الدين الأدرعي» صاحب التربة مكتوب على نصبة قبره:
تعاهد قبور الصالحين مسلّما
…
بحسن اعتقاد وانقياد مع الأدب
وصاحب هذا القبر أتحفه دائما
…
بخير دعاء فهو مما له وجب
فهذا الإمام الأدرعي أحمد الذي
…
سما وإلى حمدان حقا قد انتسب
وهذا أبو العباس يعرف كنية
…
وهذا شهاب الدين يشهر باللقب
لقد ساد أهل العصر علما وعفة
…
وزان بلاد الشام لا سيما حلب
فمولده قد كان في عام وارث
…
ومدرجه لله صحبته قرب
وتجديد هذا القبر في السنة التي
…
بخمسين بعد الألف فيما يلي رجب
وفيها من الأمراء «عبد الله بن إبراهيم بن أحمد» وراء هذه التربة من غربيها تربة أخرى جميلة فيها قبلية في شرقيها بعض قبور وفي شرقي الجادة تربة حافلة لها شبابيك مطلة على الجادة مبنية بحجارة جميلة بديعة التركيب والنقش وفي تربة «عثمان بن أحمد بن أحمد بن أغلبك» لا أثر لقبره في داخلها مع أنه مدفون فيها كما ستراه في ترجمته وهي الآن مشرفة على الخراب يسكنها بعض الفقراء وفي غربي الجادة قسطل سعى بعمارته الحاج صديق أفندي ابن عبد الحميد الجابري سنة 1285.
وفي غربيه سبيل صهريج يجري إليه الماء من هذا القسطل، وفي الجهة الجنوبية الشرقية من المحلة مدرسة تعرف بالظاهرية ذكرها ابن شداد في باب المدارس الشافعية في ظاهر حلب وقال أنشأها السلطان الملك الظاهر غياث الدين غازي صاحب حلب وانتهت عمارتها سنة 616 وشرطها للشافعية ووقف عليها نصف سوق الظاهرية شركة جقمق ولها غالب
قرية عين رزه من عمل الباب، وأنشأ إلى جانبها تربة أرصدها ليدفن فيها من يموت من الملوك والأمراء.
هذه المدرسة حافلة جدا عظيمة الباب واسعة الرحاب شبيهة بالمدرسة السلطانية الكائنة تجاه باب القلعة كأنما أفرغتا في قالب واحد سوى أن السلطانية أصغر منها وفي شمالي صحنها حوض كبير جميل الصنعة لا يهتدي إلى تركيبه إلا الحذاق وفيها نحو عشرين حجرة للمجاورين ما بين عليا وسفلى وقبليتها طويلة عريضة ولها محراب جميل الصنعة تجاه قبليتها رواق عال وكلها متوهنة المباني وبعضها يسكنها بعض الفقراء والتربة التي في جانبها دثرت ولم يبق منها سوى محراب وصارت شبه دار يسكنها بعض الفقراء وكان يوجد قرب هذه المدرسة مسجد، ورباط، وتربة عمرت في أيام الملك الناصر يوسف ابن الملك العزيز كما يدل عليه كتابة على حجرة وجدتها مكسورة قطعتين مرصوفتين في عضادتي باب التربة الظاهرية وصورة الكتابة (بعد البسملة إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلّا الله) إلخ. عمر هذا المسجد المبارك والرباط والتربة المباركة في دولة مولانا السلطان ابن السلطان الملك الناصر أبي المحاسن يوسف أدام الله أيامه ونشر في الخافقين أعلامه على يد أضعف خلق الله تعالى وأحوجهم إلى مغفرة ربه الرحيم العبد الفقير إلى عفو ربه عبد الكريم عفا الله تعالى عنهم: وفي الجهة الغربية من المدرسة الظاهرية صهريجان يجري الماء إليهما من قسطل صديق أفندي المتقدم ذكره، وعلى غربي الجادة إيوان في صدره محراب مكتوب على أعلاه بعد البسملة إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر أنشأ هذا المكان الفقير لعفو الله على نية الصلاة وشرط أن لا يدفن في هذا الإيوان ميت ومن دفن ميتا كان خصمه الله وتم بتاريخ سنة 911 وفي شرقي الجادة سبيل صهريج مبني فوقه باب أنشأه الحاج ياسين ابن السيد أحمد جاسر سنة 1285.
تنبيه: في هذه الحارة كثير من الترب والمدارس والمزارات فمن ذلك تربة ابن الصاحب بالقرب من الظاهرية من شماليها بينهما تربة بني سوادة وكانوا شيعة، وتربة ابن الصاحب أنشأها الأمير شهاب الدين أحمد بن يعقوب الصاحب والتربة القليجية وتربة شمس الدين ابن العجمي وتربة أيدمر الظاهري العزيزي الناصري والي حلب وقفها في ثاني شهر ربيع الأول سنة 618 ولها وقف بقرية دارة عزة، وتربة (موسى الحاجب) قرب باب المقام أنشأها موسى بن عبد الله الناصري في حدود سنة 750 وزاوية الحاج بلاط دوادار الحاج إينال
كافل حلب وهي زاوية وتربة ومدرسة وقف عليها ربع سوق الملح وربع قرية معرة دبسه ونصف باسوفان من جبل سمعان وحصة من النيرب قرب حلب، والخلاصة أن هذه المحلة كانت كثيرة المدارس والترب والمساجد والربط بحيث لا يخلو منها بقعة إلا وفيها أثر من ذلك غير أنه لم يبق من تلك الآثار سوى ما أفردناه بالذكر مع كونه مشرفا على الخراب والبقية خربت وخفي مكانها وصار في محلاتها بساتين الفستق والتين وكان كثير من تلك الترب مدافن لملوك حلب وأمرائها وحكامها حتى إني شاهدت عدة قبور في تلك البساتين أصحابها ملوك قد اتخذت معالف للدواب ومنها ما هو مطمور في التراب لا يظهر منه سوى قليل من نصباته ومنها ما اتخذ في جانبه مرحاض تتطرق إليه الأقذار ومنها ما نبت في حويضه شجرة فستق عظيمة ومنها ما هو في أرض قفراء تسفى عليه الرياح فسبحان من أسكنهم هذه القبور بعد القصور وحكم عليهم بالعدم وتفرد بالكبرياء والقدم وجعلهم عبرة لأولي الأبصار.