الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنيت سنة 751 وفي سنة 1244 وقفت عليه آمنة بنت الحاج أحمد المصري الأرمنازي دارا وفي السنة المذكورة وقفت عليه بعض دار شرف بنت الحاج أحمد ابن السيد عبد القادر وفي سنة 1201 وقف عليه الحاج علي آغا بن عبد الله بن عبد الرحمن دارا وفي سنة 1175 وقف عليه دارا أخرى محمد بن عبد الرحمن وكلها في المحلة ويقال أن فيه مزارا لرجل اسمه سيتا وفي سنة 1330 هدمت البلدية الجهة الشمالية التي تلي الجادة من هذا المسجد ورجعت بها إلى الوراء توسعة للطريق وكانت المئذنة في غربي هذه الجهة فنقصت دورا دورا وأعيدت كما كانت دون خلل في شرقي الجهة المذكورة وطلب مني ما يكتب على بابه فقلت:
جدار سما حسنا وجدد بعد ما
…
غدا معطيا حق الطريق متمما
ومئذنة عادت كما هي أنشئت
…
بسالف تاريخ وبالخير تمما
سنة 1330 مكتوب على دائر موقف المؤذن تحت الدرابزون (أنشأ هذه المنارة المباركة فقير عفو الله راجي رحمة الله مستجير من عذاب القبر والنار متوسلا بسيد المرسلين أن يمن عليه بالتوبة قبل الموت ويثبته على كلمة التوحيد والإيمان في الدنيا والآخرة تحت رحمة الله محمد بن عبد الله القاري وذلك في اليوم التاسع من شهر شعبان المعظم قدره سنة 751 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل التحية) ومكتوب على زنار هذه المنارة الأول (أنشأ هذه المنارة المباركة العبد الفقير إلى مولاه القدير المقر بالعجز والتقصير محمد بن عبد الله متوسلا بسيد المرسلين وشفيع المذنبين أن يكون خالصة لوجهه الكريم وسببا للفوز بجنات النعيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ومكتوب على الزنار الثاني بقلم كوفي (يا قومنا أجيبوا داعي الله) إلخ الآية.
بقية آثارها
الجامع العمري «1» قديم فسيح نير معمور بالصلوات ومحله قرب سراي رجب باشا في رأس السوق على يسرة الداخل إليه من جهة البندرة وله أوقاف تقوم بكفايته إلا أنها داخلة في محاسبة الأوقاف وفي شمالي صحنه مدفن واسع فيه عدة قبور منها قبر الشيخ حسن المغربي
يعتقده أهل المحلة. وفي كنوز الذهب أن فيه رجلا اسمه الشيخ سوار يعتقده أهل المحلة اعتقادا عظيما. قلت وهو غير مشهور في زماننا، مدرسة في شرقيه مائلة إلى الخراب يسكنها بعض الفقراء فيها زيارة الشيخ حسن الفول، مدرسة نصر الله تجاه كنيسة اليهود الكبرى في زقاق المدرسة معطلة متوهنة البناء، مسجد القاموسي على الجادة، المدرسة القرموطية على يسرة الداخل إلى السوق من جهة البندرة وهي مستعملة لتربية الأطفال مكتوب على بابها الغربي (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر: أنشأ هذا المكان المبارك العبد الفقير عبد القادر بن قرموط سنة 882 وجدده عبد الرحمن بن قرموط سنة 978، جامع القرمانية تجاه حمام التل (أنشأه إبراهيم بن خضر القرماني) وهو جامع عامر حسن المنظر فيه عدة قبور لبني العلبي وفيه قبر مدفون فيه إبراهيم بن أحمد بن الجانبلاط سنة 971 وفي غربي صحن هذا الجامع حجرة كبيرة تعلم فيها الأطفال وله أوقاف داخلة في محاسبة الأوقاف وقد تكلمنا على هذا المسجد في ترجمة منشئه المذكور فراجعه.
مسجد القطان في زقاق القلاية، مسجد الشماع في سوق بحسيتا القبلي وكان مشرفا على الخراب ثم في سنة 1300 سعى بتعميره وترميمه الحاج عبد القادر ابن السيد شعبان ابن السيد أحمد الشعباني المشهور بالأخلاص وحب الخير وقد حج ستا وعشرين حجة وسعى بتعمير خمس دكاكين وجعلها وقفا على المسجد المذكور. ثم في سنة 1325 سعى ولده المرحوم السيد محمد بتعمير غرفة عليا في هذا المسجد لتعليم الأطفال وأخذ له ماء من قناة حلب وكان من الشبان المخلصين توفي سنة 1338 والدكاكين المذكورة مستخرجة من المسجد.
وفي هذه المحلة من السبلان والقساطل، قسطل رجب باشا صاحب السراي والي حلب سنة 1132 والقسطل المذكور تجاه باب سرايه، سبيل في سوق بحسيتا القبلي قرب مسجد الشماع وكان في قربه أيضا سبيل العجيمي لكنه الآن مجهول المحل، قسطل بيت العلبي في زقاق المدرسة قرب كنيسة اليهود قبالة المدرسة، قسطل السلطان خارج باب الفرج على مقربة منه عمره السلطان سليمان خان سنة 940 حين قدومه إلى حلب بسعي معتقده الشيخ (روح الله بن عبد الله) كان مكتوبا في صدره بعد البسملة (أمر بإنشاء هذا السبيل المعظم السلطان الأعظم والخانقان الأفخم الآمر أبو المظفر السلطان سليمان خان بن سليمان شاه خان بن بايزيد خان بن محمد خان خلد الله ملكه وسلطانه) ولهذا القسطل
من الأوقاف جنينة التوينة تجاهه في جنوبيه وأربع دكاكين في باب الجنان وغير ذلك من الأحكار وكانت غلة هذه الجهات تصرف على هذا السبيل وعلى قسطل أبي خشبة في محلة جب أسد الله وعلى سبيل أبي الدرج في محلة المصابن ثم سنة 1316 هدم قسطل السلطان المذكور وجدد في مكانه حوض مستور بنى عليه برج الساعة وقد بلغت النفقة على ذلك زهاء ألف وخمسمائة ليرا عثمانية جمع نحو نصفها من أهل الخير وبقيتها من صندوق البلدة وقد تكلمنا على برج الساعة في حوادث السنة المذكورة فراجعه.
وفي سنة 1325 وضعت المعارف يدها على جنينة التوينة لأنها اعتبرتها من الأوقاف المندرسة أي أن ما وقفت عليه الجنينة غير معلوم لعدم وجود كتاب وقف يشعر بذلك وبعد أن جزأتها المعارف باعتها بالمزاد العلني لجماعة متعددين فبنوها دورا وغيرها. وفي هذه المحلة من الزيارات غير ما ذكرناه، زيارة الشيخ محمد السمرقندي تجاه خان الدوه لك في حجرة لها شباك مطل على الجادة من دار مملوكة لبعض الناس وفيها من الحمامات، حمام التل تجاه جامع القرمانية وفيها بضعة أفران وأما آثار اليهود فيها فهي عدة أماكن تعرف بالمدارش ومكان يعرف بيت الدين وكنيستهم المعروفة عندهم بالكنيسة الصفراء وهي عمارة مستطيلة من الغرب إلى الشرق يبلغ طولها نحو 90 ع في عرض 40 ع تقريبا مسقوفة كلها بأزج سوى أواسطها فإنه سماوي قد رفعت أزجها على عضادات كل عضادة منها عمودان مزدوجان مع بعضهما جملتها اثنان وسبعون عمودا قواعدها العليا بديعة الصنعة والجهة القبلية هي التي يصلون إليها وفي كل ثلث من هذه الجهة حجرة لها باب جميل مرخم بالحجارة المهندمة الصفر البعادينية قد حفظ فيها نسخة من التوراة القديمة المكتوبة في درج على رق يقولون إن إحداها أقدم توراة في العالم «1» مع أنه ليس لها تاريخ وفي الثلث الأخير الشرقي من هذه المحلة حجرة فيها مقام للخضر عليه السلام يوقدون فيه القناديل وينذرون له الزيت وفي الجهة الغربية بضعة شبابيك مطلة على بستان جار في أوقاف الكنيسة والجهة الشمالية فيها بابان عظيمان أحدهما من غربي هذه الجهة والآخر من شرقيها وهما حادثان بدلا عن أبوابها القديمة التي جهل محلها والجدار الكائن في شرقي هذه الجهة قديم جدا يظهر أنه من بقايا جدرانها التي بنيت أول مرة وهكذا الأعمدة المرفوع عليها سقفها وأما جهتها الشرقية فخالية من الآثار إلا أنها في أعلاها غرف يسمونها المدارش لها مدخل مستقل بها
وفي أواسط كل ثلث من صحن الكنيسة شبه سدة معدة لوقوف رئيس دينهم يسمونها تبه «1» وفي أواسط الجهة الجنوبية شبه محراب صغير مرتفع يقولون أنه عمر ذكرى للمرحوم السلطان مراد خان لما زار كنيستهم ولهذه الكنيسة من الأوقاف ما يقوم بكفايتها وهو البستان المتقدم ذكره وبضع دور في المحلة.
تنبيه: هذه الكنيسة من أقدم الآثار العامرة التي اطلعت عليها في مدينة حلب وبعض اليهود يدعون إنها من آثار أيوب بن سيرويا قائد جيش داود عليه السلام يقولون إنه بناها حينما ضرب داود الآراميين بحلب ووادي الملوحة واستولى عليها تحت راية قائد جيشه المذكور وهو قول يحتاج إلى برهان تاريخي «2» وقد قرأت في حجر مبني في أواخر جهتها الغربية من الشمال عبارة لفظها سرياني وقلمها آشوري ونكتبها نحن بالقلم العربي وهي:
ب ش هـ ن و: مه شهتندب ببنيان الوهبنيوت وهتبه مور ور أبراهام هكوهين بر يعقوب هكوهين ن ع شنة (أت ش ي ط) لشيطاروت (بروخ مصيب جبول المانه) . اه. وتعريبها بسم الله وبه نستعين وهي ترجمة الحروف المكتوبة في صدرها لأنها رموز يراد منها نحو ذلك وبقية تعريب العبارة هي المتبرع ببناء هذه البنايات وألتبه السيد الرباني إبراهيم كوهن بن يعقوب كوهن (ن ع) دعاء له بالمغفرة سنة 720 لشيطاروت سبحان مجدد ما أندثر. اه. أقول فعلى هذا الحساب يكون قد مضى على عمارة البنايات وألتبه المذكورة 515 سنة إلى عامنا هذا وهو سنة 1341.
تنبيه: اصطلح اليهود على أن يؤرخوا بالحروف الأبجدية بدل الأرقام الهندية وهم يطرحون الألف ويؤرخون بما زاد عنها فالحروف التي هي (أت ش ي ط) تجمع على (720) فإذا أضيف إليها الألف صار مجموعها (1720) وهكذا يقال في باقي التواريخ الآتي بيانها في الكلام على مخطوطات أحجار هذه الكنيسة. اه. وقرأت على حجرة أخرى تدل على تجديد بعضها بعد ذلك بخمسة أعوام وتلك الحجرة ظاهرة أيضا مرصوفة في أعلى إحدى عضاداتها الكائنة في جهتها الشرقية تجاه الهيكل الأول ولفظها على ما ذكرناه هكذا (مه شهتندب ببنيان الوششه هلعموديم هر كبود مور العازار هلوي بر كبود موراليا هلوي سط م ممونو ويروشة بنو يوسف ويشماعيل وهبت هكله رع (ات ش ك د)
لشيطاروت، وتعريبها: المتبرع ببنيان هذه العواميد الست السيد العازار اللاوي بن القديس السيد إليا اللاوي (سط) من ماله وورثة بنيه يوسف وإسماعيل والبنت الفتاة (ن ع) دعا له بالمغفرة بتاريخ أتشكد لشيطاروت أي سنة 725 لشيطاروت وذلك 510 سنين مضت على بناء العمد الست المذكورة إلى عامنا هذا وهو سنة 1341 ورأيت حجرة على إحدى شبابيك الجهة الشرقية فيها كتابة تدل على أنها بنيت قبل ذلك بكثير ولفظها كذلك (ذوها قبه بنه مور على برناثان برمبسر بر حادم ميكيعو وم ممونوشنة، تهلخ صدكمه، لشيطاروت. اه. وتعريبها هذه القبة بناها علي بن ناثان بن مبشر بن حادم من تعبه ومن ماله سنة هـ ص د ك م هـ لشيطاروت وذلك بحساب الجمل 204 وهي بعض الحروف المرادة من كلمتي (تهلخ صدكمه) فيكون مضى على عمارة هذه القبة 1031 سنة ومكتوب على القنطرة الوسطى من مصيف الكنيسة الموجه إلى الشمال وهو الهيكل (بشمه دي راحمانه وأحانينه ما شيهنداب بيبنان ألوها عموديم ويهتكبود ويهتقرا أحارها حربان....
سعدايل ها سوفري رح سيوان شنه أت ش ي ولشيطاروت) تعريب هذه العبارة باسم الرحمن والحنون الذي انتدب لبناء هذه الأعمدة والقناطر والسقف بعد خرابها سعد الله الكاتب في شهر حزيران سنة 711 لشيطاروت (تذييل) لفظة شيطاروت يريدون منها السطور أي الصكوك التي كتبها عليهم إسكندر المكدوني حين دخل بيت المقدس وأراد أى يضع فيه الأوثان التي يعبدها ليبقى له فيه ذكرى فالتمسوا منه أن يعرض عن ذلك وعاهدوه بأن يعوضوه عن تلك الذكرى بجعل دخوله إلى بيت المقدس مبدأ تاريخ لهم وسموه باسم شيطاروت وقد مضى على هذا التاريخ عندهم إلى عامنا هذا وهو عام 1341 هجرية 2235 سنة.
تنبيه: الأسر الإسلامية القديمة في هذه المحلة أسرة رجب باشا وأسرة آل الشعباني وأسرة آل عابدين آغا. والأسر الإسرائيلية فيها هي أسرة بني الجداع وأسرة بني نحمات وأسرة ساسون وأسرة دويك وغيرهم. على أن جميع الأسر الأسرائيلية الغنية التي كانت في هذه المحلة قد انتقلت إلى محلة الجميلية بعد إنشائها ولم يبق في محلة بحسيتا سوى فقراء الأسرائيليين وقليل من أغنيائهم. والدور العظام في هذه المحلة مضافة للأسر المذكورة وكان أعظم دار فيها دار رجب باشا التي كانت تشتمل على أبنية ضخمة جميلة وبستان كبير فيه حوض يبلغ عشرين ذراعا في مثلها ثم أنها قسمت إلى دور متعددة وبنى في بستانها منازل كثيرة وفقد منها ذلك الرواء والجمال. انتهى الكلام على هذه المحلة.