الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنزل الله في كتابه العزيز والذهب الإبريز على قلب إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين. وقال السيد الأعظم والكنز المطلسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة.
وقال سيد الأنام عليه الصلاة والسلام من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة إلخ وقف عبد الرحمن زكي باشا في هذا الكتاب جميع بناء الجامع على عرصة محتكرة من وقف جامع بواكب مساحتها 1460 ذراعا مربعا أجرتها المؤجلة السنوية 73 قرشا يشتمل هذا الجامع على قبلية وعلى رواق ومنارة وثلاث حجرات صغيرة ورابعة كبيرة تعلم فيها الأطفال وقسطل يملأ من جب بواسطة مضخة وعلى ثلاث أخلية وفي جانب هذا الجامع سبيل يملأ من ماء المطر حد ذلك قبلة طريق عام وإليه الباب الصغير أحد بابي الجامع وشرقا طريق وإليه باب الجامع وباب السبيل وغربا العرصة الجارية باستحكار الواقف ووقف عليه أبنية أربع دور متصلات ببعضها قرب الجامع من قبليه حدها قبلة جنينة موقوفة على الجامع أيضا وشرقا طريق سالك وغربا دار جارية بملك أحمد بك أخي الواقف وشمالا طريق سالك ودارا في هذه المحلة أيضا حدها قبلة عرصة جارية باستحكار الواقف وشرقا العرصة المتقدم ذكرها وشمالا دار شاكر أفندي الجراح وغربا طريق سالك وبناء وغراس الجنينة التي تقدم ذكرها وإصطبلا في جوارها.
شروطه
شرط هذا الوقف لنفسه مدة حياته ثم من بعده فعلى الجامع على أن يبدأ المتولي عليه بتعميره وترميمه بعد دفع الأحكار وما فضل بعد ذلك يدفع في كل شهر 150 قرشا للإمام في جامعه و 120 لمؤذن فيه حسن الصوت و 50 لخطيبه و 120 لخادمه وبوابه و 50 لمعلم أطفال في مكتبه و 20 لقارىء سورة الكهف على سدة القبلية جهرا قبل صلاة الجمعة و 20 لقارىء دلائل الخيرات ومشارق الأنوار يوم الجمعة في أي مكان تيسر وأن يشتري المتولي القدر الكافي من الزيت والقناديل والبسط والأباريق وباقي اللوازم و 130 قرشا كل شهر يأخذها المتولي لنفسه وفي كل سنة 500 قرش يشتري بها المتولي خاما وطرابيش ونعالا يفرقها على فقراء أيتام مكتبه فإن لم يوجد فيه يتيم فقير يصرف هذا المبلغ لفقراء أرحام الواقف وما فضل بعد ذلك من الغلة يشتري به عقار أو تبنى به الجنينة ويلحق ذلك
بالوقف وشرط تولية وقفه هذا لنفسه مدة حياته ثم من بعده فعلى ابنه محمد فؤاد بك ثم من بعده فعلى ما سيحدثه الله للواقف من الأولاد ثم من بعدهم فعلى الأرشد فالأرشد من أولاد أولاد الواقف الذكور المتولدين من الظهور ثم على الأرشد فالأرشد من أولاد أولاد إلخ تاريخ الكتاب 18 ذي العقدة سنة 1318 ومن الآثار العظيمة المستحدثة في هذه الخطة مستشفى مار لويس أحد ملوك فرنسا أسسته رهبنة مار يوسف في حدود سنة 1325 وقبل أن يتم بناؤه حدثت الحرب العامة فوضعت العسكرية التركية يدها عليه وأتمت فيه بناء عدة جهات واستخدمته في مصالحها ولما انتهت الحرب عاد إلى تصرف الرهبنة المذكورة فأتمت نواقصه واستعملته فيما بني من أجله. محله في شمالي الجامع الحميدي على مقربة منه وهو مستشفى عظيم لا نظير له في ديارنا بعد مستشفى الرمضانية العسكري والدخول إليه بأجرة زهيدة والفقراء يدخلون إليه مجانا وفيه أطباء وجراحون ماهرون.
ومن الآثار في هذه المحلة أيضا: محطة السكة الحديدية المعروفة بمحطة الشام محلها في غربي هذه الخطة تمتد من الجنوب إلى الشمال مسافة كيلومتر وراء جبل قطيش المتصل بجبل الجوشن من شماليه وهي محطة عظيمة ذات غرف ومقاصير وأبهاء وأهراء ومعامل ومصانع قد أنبض فيها بئر واسعة ماؤها النبع على أحسن ما يكون من العذوبة والصفاء.
هذه المحطة هي السبب الأعظم في ترقي قيم الأرض في محلة الجميلية وإقبال الناس على تعمير المنازل فيها. وكانت الجهات القريبة منها قفرا منقطعا يلجأ إليه اللصوص ويباع الجريب منها المساوي 1600 ذراع مربع بخمسمائة قرش. أما الآن فإن الذراع المربع الواحد يباع في قرب المحطة بذهب عثماني إلى خمس ذهبات. وقد تكلمنا على تأسيس هذه المحطة في حوادث سنة 1323 وسنة 1324 فراجعها.
ومن الآثار المستحدثة في هذه المحلة: مكتب دار المعلمات محله في جنينة بيت الناقوس تجاه قصر جميل باشا كانت أنشأتها البلدية لسكنى ولاة حلب في حدود سنة 1311 وهي دار عظيمة ذات طبقات عليا وسفلى مشتملة على حمام لطيف قد أحاط بها حديقة فسيحة وكان ولاة حلب أيام الدولة العثمانية يسكنون فيها بأجرة زهيدة يدفعونها إلى جهة البلدية لكن يكلفونها من الإصلاحات ما تزيد نفقته على أجرتها أضعافا مضاعفة. ثم في أيام الحرب العامة اشترتها جهة العسكرية من البلدية وتنازلت بها إلى المعارف فجعلتها دار معلمات
باسم سليمان الحلبي وهي ما زالت دار معلمات حتى الآن تحت إدارة مدير المكتب السلطاني.
ومن الآثار في هذه المحلة: الميتم الإسلامي. محله في جنوبي دار المعلمات في دار بيت الناقوس جار في تصرف البلدية وكان افتتاحه في غير هذا المحل سنة 1336 تجمع له النفقات من أهل الخير ثم في سنة 1339 نقل إلى هذا المحل وخصص له مبلغ من صندوق البلدية وآخر من صندوق الحكومة وله مدير ولجنة خصوصية تقوم بتدبير شؤونه وجمع باقي نفقاته من الفطرة وجلود الأضاحي وما تسمح به نفوس أهل الخير. عدد الأيتام فيه 180 يتيما يقدم لهم الطعام والكسوة والفرش للمنامة ويعلمون فيه مبادئ الكتابة والحساب والأخلاق والآداب والعلوم الدينية والعربية. ومن الآثار الجاري إنشاؤها في هذه المحلة كنيسة لليهود عمر منها قسم صغير وفي عزمهم أن يتوسعوا بتعميرها تدريجا والنفقات عليها تجمع من الطائفة الموسوية وستكون بعد انتهاء عمارتها كنيسة حافلة. وللموسويين في هذه المحلة خمسة منازل اتخذت كنائس وقتيا يقيمون فيها شعائر دينهم. وفيها منزل مستأجر مستعمل فرعا من مدرسة إليانس التي تقوم بإسعافها وإكمال نفقاتها جمعية حبراه في باريس وهي مدرسة ناحجة محلها في المدينة منازل تستأجرها لها مفتوحة أبوابها للملل الثلاث إلا أن أكثر تلامذتها موسويون ثم مسلمون وأحسن ما يبرع به طلبتها اللغة الفرنسية وهي نهارية فقط لا طعام فيها تأخذ من التلامذة أجرة زهيدة والفقير منهم تقبله مجانا يزيد عدد طلبتها الذكور والإناث في جميع فروعها على خمسمائة طالب وطالبة.
تنبيه: في هذه المحلة خان جار في تصرف بيت نحمات أحد وجهاء اليهود وهو خان كبير مشتمل على أروقة عظيمة ومخازن واسعة وسماوي فسيح كان بناؤه سنة 1300 وكان مشتركا بين (حسام الدين أفندي القدسي) وبين الخواجه عزرا نحمات ثم اختص به عزرا وحده. وفي هذه المحلة ثلاثة أفران ويعمر فيها الآن فرن رابع. والأسر الشهيرة في هذه المحلة بعض أسرة آل الجابري وآل المدرس والجزماتي وميسر وفنصة من الأسر الإسلامية وآل كوهن ونحمات وصفرا وساسون وديان وشعيو وشماع ودويك وجمال وشامه وشلم وبيجوتو وبيجو من الأسر الموسوية. والدور العظام في هذه المحلة هي دور هذه الأسر.