الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وربما أنكر أن هذا الجمهور من ذرية الواقف فيتعذر عليهم إثبات أنسابهم ويستأثر المتولي بريع الوقف.
أما الوقوف الخيرية أي الموقوفة على وجوه البر والخير فإنها نعم العون على تعمير الأوطان وتوفير شرفها وعلو شأنها وذلك كالوقوف المرصدة على أبناء السبيل والعجزة والأيتام والفقراء أو على العلماء العاملين والمرشدين الكاملين والطلبة والمتعلمين أو على وظيفة دينية بشرط أن لا ينال المعين من ريع الوقف إلا من صدق عليه شرطه وشمله تعريفه وإلا كانت الوقوف الخيرية أشد ضررا على الأمة من الوقوف الأهلية.
الأوقاف وأقسامها وإدارتها
الأوقاف الإسلامية عندنا على قسمين:
أحدهما: تقوم مديرية الأوقاف بتوزيع غلته فقط على مستحقيها وهو الأوقاف الإعشارية والموقوف فيها أراض زراعية أكثرها يعتبر من قبيل المخصصات لعدم تحقق صحة وقفه وقليل منها ما هو وقف صحيح. القائم بجباية غلات هذا القسم والإشراف عليه منذ أيام الحكومة العثمانية جهة المالية الأميرية وكانت تدفع مديرية الأوقاف صافي محاصيلها بالغا ما بلغ فتوزعه المديرية على مستحقيه ثم منذ نصف قرن خمست إدارة المالية غلات هذه الأوقاف أي حسبت غلة كل وقف منها مدة خمس سنوات ثم خلطتها ببعضها وقسمت مجموعها على خمسة وصارت تدفع في كل سنة إلى المديرية المذكورة حاصل القسمة مبلغا مقطوعا زادت غلة الوقف عليه أو نقصت عنه.
والقسم الثاني: تقوم مديرية الأوقاف بالإشراف عليه وجباية غلاته وتوزيعها على مستحقيها وهو الأوقاف المستغنى عنها والأوقاف المضبوطة والأوقاف الملحقة والأوقاف المضبوطة الإدارة وبعض الأوقاف المستثناة وبعض أوقاف العوارض والأوقاف ذات الإجارتين وبعض الأوقاف ذات الإجارة «1» الواحدة ووقف الكدك والأحكار الوقفية:
لكل واحد من هذه الأنواع الوقفية حد وتعريف محرر في كتاب (إتحاف الأخلاف) في أحكام الأوقاف الذي نقلناه من اللغة التركية إلى اللغة العربية: وهناك أوقاف كثيرة تقوم
بإدارتها مديرية الأوقاف وهي أوقاف المساجد والمعاهد العلمية والمباني الخيرية التي ليس لها كتاب وقف معمول به شرعا وكان يقوم بإدارتها متولون أكثرهم غير محسنين في إدارتهم فوضعت مديرية الأوقاف يدها عليها ووحدت غلاتها وصارت تدفع إلى كل مسجد ومعهد قدر كفايته زاد وقفه عليها أو نقص عنها «1» .
كان الكثير من المسقفات الموقوفة الجارية إدارتها تحت نظارة مديرية الأوقاف قد أشرف على الخراب لعدم وجود غلة تفي بتعميره وكان يوجد بين هذه المسقفات عدد عظيم من المساجد والمدارس التي شرفت بقاعها وحف بها العمران من كل جانب وساعدت مساحاتها على استخراج حوانيت منها ذات غلات وافرة تفي بعمارتها وإحياء شعائرها ويبقى منها فضلة عظيمة غير إن الحكم الشرعي في المذهب الحنفي وهو (ما كان موقوفا للعبادة لا يجوز جعله مستغلا) كان يغل أيدي المديرين عن أخذ شيء من تلك المباني وجعله للاستغلال فاستمر خرابا يبابا حتى تولى إدارة الأوقاف في مدينة حلب السيد يحيى الكيالي فاهتم بشأنها ونظر إلى ما هو الأنفع والأصلح لها فاستخرج منها حوانيت ذات ريع وافر يزيد على ريعها السابق أضعافا مضاعفة بحيث يقوم بكفايتها ويبقى منه فضلة عظيمة مستندا في عمله هذا على فتوى شريفة أفتي بها بعض علماء المذهب الحنبلي على أنه لم يهمل غيرها من المسقفات التي شرفت بقاعها وأصبحت حرية بالاستثمار فهو يبذل جهده بإعمارها وجعلها في المرتبة الأولى من المسقفات التي تعطي ريعا يربو على ريعها السابق عشرين ضعفا وزيادة لا جرم أن هذا الجد إذا استمر في مسقفات الأوقاف الخيرية المندرسة مدة سنتين فقط فإن ريعها يكفي بلا ريب لأن يعود على الوطن العزيز بفوائد تجل عن الأحصاء كإحداث كلية كبرى وافتتاح مياتم ودور صنائع تعد من الرتبة الأولى بين أنواعها.
الكلام على كتابي وقف إبراهيم خان وعلاء الدين بن سليمان بك ذي القدري.
نورد هنا خلاصة كتابي هذين الوقفين كنموذج من الأوقاف الخيرية المختصة بالخيرات تنويها بشرف واقفيهما وتخصيصا لهما بالذكر إذ كانا جديرين أن يعتبرا في أول مراتب الأوقاف في البلاد العربية بل في سائر الأقطار الممالك الإسلامية لعظمهما ووفرة خيراتهما وإخلاص واقفيهما اللذين لم يشترطا لجهتهما أقل شيء من ريعهما فأولهما وقف المرحوم
محمد باشا ابن جمال الدين سنان ويعرف عندنا بوقف إبراهيم خان نسبة إلى صاحب الطغراء الآتي ذكرها فيه على إنني طالما بحثت عن نسخة كتاب هذا الوقف فلم أظفر بها إلى أن يسرها لي المولى بطريق الصدفة وهي النسخة الأولى المحررة في زمن الواقف وقد رسم على ظهر أول صحيفة منها طغراء السلطان محمد ابن السلطان إبراهيم خان متوجة بعدة تواقيع من أفاضل قضاة تلك الأيام منها توقيع صورته بعد البسملة (شرعي يقضي بمقتضاه ويعمل بما حواه كتبه أبو السعود الحقير عفي عنه) وتوقيع آخر صورته (وضح ما فيه لدي وصح ما يحويه بين يدي من أصل الوقف وفروعه وشرائطه وضوابطه وإني حكمت بصحته ولزومه في خصوصه وعمومه: وأنا الفقير الشيخ عبد القادر بن عبد الرحيم المؤيدي القاضي بالعساكر المصورة بولاية روم إيلي) . قيل إن صاحب التوقيع الأول هو أبو السعود صاحب التفسير وصاحب التوقيع الثاني ابن صاحب الفتاوي المؤيدية والله أعلم.
هذا وإن كتاب هذا الوقف مؤلف باللغة التركية مفتتح بقوله «أما بعد ذكر جميلي إلخ» فأخذت منه خلاصة عربتها وأثبتها هنا على طولها لعدم خلوها عن الفائدة. وهاك بيانها- أنشأ الواقف رحمه الله جامعا قرب قلعة بياس ومسجدا في محلة الدباغة العتيقة بحلب كان يعرف قديما بالمسجد العمري وخانا كبيرا في محلة الجلوم الكبرى بحلب (هو خان الكمرك القديم الشهير) ومسجدا في وسطه تحته حوض وخانا في رأس باب أنطاكية بحلب وتجاهه مسجدا تحته حوض ومسجدا على الباب الشرقي من الدباغة التي بناها خارج باب أنطاكية في حلب ودار تعليم في الشبيكة من مكة المكرمة ومكتبا وخانقاها في حضرة مسجده في بياس ودار شفاء في السوق الشامي من مكة المكرمة وعمارة (مكان للمسافرين) ومطبخا عند جامعه المذكور شرطها لعامة الفقراء والغرباء والمساكين والمسافرين وأنشأ عددا وافرا من الحياض في كثير من البلاد الإسلامية وحفر عدة آبار في الشوارع والطرقات يطول الكلام عنها واشترى بئر النبي وبئر الخاتم من الآبار النبوية في جنوبي مسجد قبا ظاهر المدينة المنورة وأصلح مجرى ماء المدينة المنورة وظهر في ظاهر المدينة عين ماء معين أجرى ماءها للعين الزرقاء واستلمه من مدرسة المرحومة خاصكي سلطان وأجراه في قناة مستقلة إلى داخل المدينة المنورة وأخذ منه مقدارا لحمام أنشأه هناك ومقدارا آخر لعين تعرف بالواقف وصرف بقيته إلى سبيل معلوم أنشأه هناك أيضا ووضع سقاية بباب الرحمة من الحرم النبوي وأجرى لمبانيه في بياس ماء يصب في حوض قربها وأنشأ
في حلب خان الكمرك السابق ذكره مشتملا على 50 مخزنا سفليا و 77 علويا وعلى بابه قاعة فسيحة فيها (4) مخازن وفيه إصطبل فوقه قاسارية تشتمل على 23 مخزنا.
وأنشأ على الأسواق المتصلة بالخان من شرقيه وشماليه قاسارية تشتمل على (54) مخزنا وعلى سوق السقطية الذي أنشأه مكانا يشتمل على ميدان فيه (15) مخزنا وإصطبل وأنشأ باتصال الخان سوقا مشتملا على (120) دكانا فجملة المخادع عدا الخان وإصطبله (344) مخدعا ما بين دكان ومخزن وميدان وإصطبل وقد اشتملت هذه المباني على (13) قبة شاهقة تحت كل واحدة منها رحبة فسيحة واشترى ووقف سوق الدهشة وهو (88) دكانا وفي محلة جامع الأطروش قاسارية فيها (20) مخزنا سفليا و (17) مخزنا علويا وفيها بئر ماء واشترى ووقف في هذه المحلة مصبغة وفرنا وفي سوق الدجاج في محلة الملندي خانا ينسب للمرعشي فيه (29) مخزنا علويا و (7) مخازن سفلية وإهرائين و (10) دكاكين استخرجت من جداره الغربي وفي الصف الشرقي من سوق العبه جيه دكانين وفي سوق الهوى فرنا و (3) دكاكين و (6) حجرات عليا وإصطبلا تجاهها وأنشأ الواقف سوق القطن قرب الخان الكبير على سبع قناطر واشترى في سوق السقطية دكانا وحانوتين متلاصقين في سوق بنقوسا ودكانا قرب خانه الكبير من غربيه وبيت قهوة قربه أيضا.
وأنشأ في محلة الدباغة العتيقة بناء داخله مخزنان ودكان وإصطبل وبئر ومداران وبنى في هذه المحلة أيضا مكانا فيه فرن وبئر وأحدث فيها دكانا ومكانا فيه مخزنان ودكان ومعصرة فيها بئر واشترى أيضا بستانا يعرف ببستان اليهود واشترى في محلة الشميصاتية قرب بنقوسا دارا وفي محلة جسر السلاحف على نهر قويق دار دباغة فيها (53) دكانا سفلى و (58) مخزنا عاليا وفي بابها الشمالي دكانان وفيها ساقية وحوش وبنى في باب أنطاكية بحلب حمامين أحدهما مختص بالدباغين في شماليه خمس دكاكين وخمس حجرات عليا وفي شرقيه أربع دكاكين وفرن عليه أربع حجرات يتصل بالحمام روشن عال وفي أسفله فرن لخبز المبسوس وفي حوش هذه المباني عدة أشجار توت وحوض ودولاب للحمام والحمام الآخر في رأس الباب المذكور وأنشأ هناك أيضا خانا فيه أربعون مخزنا سفلي وخمسة وخمسون عليا وإصطبل عليه واحد وثلاثون مخزنا وعلى باب الخان قبة تحتها أربعة مخازن وأربع دكاكين وفي وسط الخان حوض عليه قصر مربع وفي ظاهر الخان باتصاله تسع عشر دكانا تجاهها تسع وعشرون دكانا وفي شماليه سبع دكاكين وفي جنوبه أربع دكاكين أخرى فالجملة (30) حجرة
و (63) دكانا وأنشأ هناك خانا آخر لبيع الغلات طوله 80 ذراعا وعرضه 20 وفيه بئر ماء وفي جنوبه (4) دكاكين وفي شماليه حجرة سفلى حد ذلك من شرقيه سور حلب وشماليه جامع زغلي وغربيه نهر قويق واشترى في دار الدباغة المذكورة على نهر قويق مدارا وطاحونين و (3) مخازن وبستانا بين مبانيه المذكورة يعرف ببستان الجحاش وبستانا آخر مفرزا قبلا من بستان الجحاش واشترى هناك أيضا خانا صغيرا فيه (44) حجرة عليا وسفلى وإصطبل وآخر فيه قاعة عليا داخلها حجرتان وثلاثة أواوين ورحبة فيها حوض.
هذا ما أنشأه الواقف وما اشتراه في مدينة حلب وأما ما استحدثه في مدينة أنطاكية فهو: سوق البزازين وفيه مائة دكان ودكان وتجاه بابه دكانان واستحدث في محلة ابن دبوس بأنطاكية خانا فيه (22) مخزنا سفلي و (28) مخزنا عليا وفيه إصطبل وفي بابه دكانان وأنشأ حماما قرب الميدان وأربعة طواحين قرب جسر أنطاكية تعرف بالمعالي وجلتك وبالقلاغي ومصبنة في محلة الشيخ واستحدث في مدينة البيره (بيره جك) سوق البزازين وله ثلاثة أبواب من الحديد وفيه (90) دكانا واشترى (13) قيراطا من قرية بسين المقدرة بأربعة وعشرين قيراطا وفي من أعمال قضاء جبل سمعان وقرية سور تبه في ناحية عزاز فيها عدة بيوت وحمام وبستان وبضع إصطبلات و (53) بقرة متنوعة يحد هذه القرية من شماليها مزرعة موقوفة على مقام نبي الله داود الكائن بها واشترى (18) قيراطا من القرية المروانية المقدرة بأربعة وعشرين قيراطا في ناحية عزاز وقرية المحمدية في ناحية الجوم في القضاء المذكور ونصف قرية إيران بناري من أعمال روم قلعه و (14) قيراطا من (24) هي رومداولك في القضاء المذكور وسدس قرية هند من أعمال دير كوش ونصف قرية الزنبقية في ناحية القصير من أعمال حلب ومزرعة البلوط في الناحية المذكورة ومزرعة أترون من مضافات الجبل الأقرع ومزرعة عرابه وقرية غشوم ونصف قرية تفتناز في قضاء سرمين و (5) أسهم من 24 هي قرية تعوم وثلث قرية معصران في قضاء المعرة ومصبنة في قرية إدلب الكبرى «1» في قضاء سرمين وثلاثة طواحين على نهر الساجور في خط قرية الهارونية في ناحية منبج وخمسة طواحين على نهر حلب في خط قرية شاهين في قضاء عزاز وعرصتين لبيع الغلات في مدينة عينتاب ومزرعة ملك في ناحية حصن منصور في قضاء مرعش ومزرعتي أرز على نهر جار قرب مدينة طرسوس وطاحونا في قرية ندل
من توابع قضاء بقراص قرب قلعة بياس وآخر في قرية ديراز شهر قرب مدينة قنق من أعمال أضنه ومزرعة أرز قرب هذا الطاحون وطاحونا في قرية كجبك قرب مدينة قنق ومزرعة أرز قرب قرية جوكمز زمنلو في ناحية عزر في لواء عزر ومزرعة مركز ومزرعة جاني ومزرعة صاري أغاج في الناحية المذكورة ومزرعة أغيسناس ومزرعة أو شناك ومزرعة بلاسكوجه ومزرعة سكرجك ومزرعة باد قتل ومزرعة بكجير ومزرعة بش أولوق ومزرعة باغر ساجق ومزرعة شوغلان في دربيساك قرب بياس و (48) دكانا وأفرانا قرب قلعة بياس وحماما في القلعة ومنزلا في لواء عزر وأسكلة قرب بياس وقرية وادي الزيارة في قضاء حصن الأكراد من أعمال لواء حمص وقرية تعزيز في القضاء المذكور وقرية جرينه في قضاء حماه ومزرعة المعلقية في القضاء المذكور وستة طواحين عندها على نهر العاصي وأرضين على العاصي في قرية جرينه وثلاثة طواحين على نهر العاصي في رأس الجسر في القرية المذكورة وأراضي على نهر العاصي في رأس الجسر في القرية المذكورة وأراضي على نهر العاصي مشتملة على (17) بستانا قرب قرية دحسيس وأرضا أخرى فيها (12) بستانا ودولابان وتعرف بزوردنيح وجزيرة في وسط نهر العاصي في القضاء المذكور وطاحونا بين حماه والظاهرية وقرية قبابرية في قضاء حمص وطاحونا يقال له الجديد في ظاهر حمص وزور الظاهرية في قضاء شيزر وطاحون جسر ابن منقذ في القضاء المذكور و 19 من 24 من قرية سقلبية في القضاء المذكور.
ومن أوقافه في طرابلس الشام مخازن (4) في شاطيء البحر وطاحون في محلة التبانه بناه جديدا بدور النهر داخل طرابلس ومصبنة السعدي وأربعون حجرة عليا وسفلى في محلة اليهود ودار في محلة الحجارين وطاحون دقيق وزيت في مزرعة أودى في قضاء طرابلس وأراض في الناحية المذكورة وطاحونتان وعدة أشجار زيتون في مزرعة كفور وخان جديد في محلة البحر على شاطئه في صيدا و (16) قيراطا من (24) من قرية جلجوانية في قضاء نابلس وطاحون في القرية المذكورة ومسلخ وكرشيخانه ودار صباغة في محلة دار الأمارة في مدينة دمشق وتشتمل على (47) مخزنا علويا و (15) دكانا سفلى وعلى طاحون وقيسارية في محلة باب الفرج وطاحون في قرية بر الياس في ناحية البقاع في قضاء بعلبك وقربة كفر لاكف في ناحية جيدرو قرب قضاء حوران وقرية العونية في القضاء المذكور وقرية قراد وقرية الزمرين وخمسة قراريط ونصف من قرية منتحه من ناحية جيدرو