الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرخصت له بنحو أربعة آلاف قرش من دخل بعض أراضيها العشرية فصرفها على ترميم القبلية والمزار وجدرانها الظاهرة كل ذلك هدم ولم يبق له أثر.
وقد ذكر المؤرخون أن العمود الذي ذكرناه قد خطه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسنان رمحه. قال ابن شداد: (وله حكاية وهي أن أتابك زنكي لما أخذ المدينة وعاد إلى الشام أتفق أنه مر بصفين فاعترته حمى منعته القرار ثم زالت عنه في آخر الليل فنام فرأى في النوم كأن عليا يصف له دواء للحمى ودله على حجر هناك كتبه فلما أصبح استعمل الوصفة وسأل عن الحجر فدل عليه وسأل عن القصة فذكروا له أن عليا لما نزل الرقة شكا إليه أهلها ما يلقونه من السباع وكثرتها فجاء إلى هذا الحجر وكتب عليه شيئا ووضعه خارج الرقة فأمر أتابك بحمل الحجر إلى حلب فحمل على ناقة فلما وصلت به إلى مدينة حلب أرادوا رفعه إلى القلعة فأدخلوا الناقة من باب العراق وأخذوا بها في الطريق المعروف بالمبلط فبركت قريبا من رأسه فأثاروها فلم تقم فضربوها فعجت وأمتنعت من القيام فطرحوا عنها الحجر هناك فأمر أتابك بعمارة مسجد هناك ووضع الحجر فيه في بيت غربيه وذلك سنة 536) . وقيل إن الغوثية منسوبة إلى غوث بن سليمان بن زياد قاضي مصر وكان قدم حلب مع صالح بن علي بن عبد الله بن العباس والله أعلم.
مسجد النبي
محله في الصف الموجه شمالا في وسط البوابة المنسوبة إليه المعروفة ببوابة النبي تجاه سراي إسماعيل باشا من شرقيها والمشهور أن الدفين في هذا المسجد نبي الله كالب بن يوفنا من سبط يهوذا ولم أر من ذكره من مؤرخي حلب «1» ، وهذا المسجد عمارة ينزل إليها بدركات تشتمل على سماوي صغير في شرقيه بعض قبور في جنوبيه قبلية عامرة في غربيها مزار مفصول عنها بشبكة من حديد داخله ضريح عظيم وفي شرقي السماوي إلى جنوبيه دار صغيرة مشتملة على بيت يسكنه بعض الفقراء الموكلين بخدمة المسجد. مكتوب على صمدية تحت رجلي الضريح قصيدة طويلة غراء من نظم العلامة الشيخ (علي بن مصطفى الميقاتي) وهي:
مقام عليه هيبة وجلالة
…
تدل على التحقيق ما شاع واشتهر
بأن الذي هذا الضريح يضمه
…
نبي له في الذكر شأن وفي الأثر
وكان لموسى صهره ورسوله
…
ولم يخش جبارين إذ خشي النفر
وقاتلهم مع يوشع ثم بعده
…
أتته من الله الرسالة والظفر
وفي اسمه الأقوال زاد اختلافها
…
كذا بأبيه لوقيا اختلف الخبر
ورجح أصحاب التفاسير كالبا
…
وأبلوقيا من ابن لوقي مختصر
ولم يدر أرباب التواريخ رمسه
…
وثامن قرن فيه ذا الرمس قد ظهر
وشاهد من ذاك الظهور ليوقيا
…
بنو حلب ما يملأ السمع والبصر
فزر لنبي الله يا طالب الهدى
…
وصلي عليه مثلما جاء في الأثر
وسل عنده الحاجات تظفر بنيلها
…
فما خاب عبد بالنبيين انتصر
وصل صلاة مع سلام لكلهم
…
خصوصا على المبعوث للخلق من مضر
عليه صلاة الله ثم سلامه
…
تواليهما يربو على القطر والمطر
وخص الذي أحيا المقام بدعوة
…
يطيب بها عيشا إذ أنزل الخطر
تداعي البنا ثم استقام مؤرخا
…
يجدده الطيبيّ للأجر ادّخر
والطيبي هذا هو (محمد بن معتوق الطيبي)«1» ، قال أبو ذر في تاريخه في فضل الزيارات:
منها مزار بلوقيا عليه السلام مذكور في قصص الأنبياء مدفون في محلة التركمان وتعرف الآن بساحة بزه، وقال فيه في محل آخر في عرصة الفراتي نبيّ الله بلوقيا عليه السلام وعبارة الثعلبي هكذا: ولما حضرت الوفاة يوشع عليه السلام بن نون استخلف على بني إسرائيل كالب بن لوقيا من سبط يهوذا وهو أحد الرجلين اللذين أنعم الله عليهما إلخ فأحسن الخلافة حتى قبضه الله إليه وقال ابن عساكر في مبهمات القرآن قوله تعالى قال رجلان هما يوشع بن نون وكوكب بن قنا فأما يوشع فهو ابن أخت موسى وأما كوكب فهو صهر موسى عليه السلام على أخته مريم ابنة عمران واختلف في اسمه فقيل ما تقدم وقيل كالب وكلاب وكالوب وكذا اسم أبيه قيل فيه بوقنا كما تقدم وقيل يوقنا ذكرها ابن عطية قال السيوطي في نوع المبهمات من إتقانه هما يوشع وكالب وكذا قال الدر المنثور في التفسير المأثور ومثله في التعريف والأعلام للسهيلي وأتفق المفسرون وأصحاب السير على نبوة كالب وخلافته