الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعروفة بأسرة دوزدار، لهم دار تجاهها يستخرجون منها الماء لسقاية عساكر المدفعية الذين هم بضعة أشخاص ثم إن إدارة الأوقاف قطعت معاش هذه الأسرة فنزلوا من القلعة وخرب دولاب الساتورة وفي أيام النفير العام هدمت دار تلك الأسرة وأخذت أخشابها وزال الانتفاع منها.
وكان يوجد في القلعة عدة مدافع تستعمل في الأعياد والاحتفالات السلطانية يطلق منها واحد وعشرون مدفعا في إثبات شهر رمضان والعيدين وفي ظهر اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفي كل وقت من الأوقات الخمسة في العيدين. ويطلق فيها أكثر من ذلك أو أقل في استقبال كبار الموظفين والحفلات الرسمية.
وفي سنة 1307 قام أهل المحلات التي تجاور القلعة والتمسوا من الحكومة إبطال إطلاق المدافع عنها لأنها وهنت أبنيتهم برجيجها فأجابتهم الحكومة إلى ذلك وصارت تطلق المدافع في رباط الشيخ براق لكن ما زال يوجد في القلعة عدة مدافع قديمة «1» ومقدار عظيم من الكرات والبارود وأسلحة الدول الماضية وأحيانا تطلق منها مدافع رمضان وغيرها. وما زالت الحالة على ذلك حتى الآن.
بعض ما مدحت به هذه القلعة
قال ابن بطوطة في رحلته تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار في أثناء كلامه على حلب:
«وقلعة حلب وبداخلها جبان ينبع منهما الماء فلا تخاف الظمأ ويطيف بها سور. وعليها خندق عظيم ينبع منه الماء وسورها متداني الأبراج قد انتظمت بها المعالي العجيبة المفتحة الطيقان وكل برج منها مسكون والطعام لا يتغير بهذه القلعة على طول العهد وبها مشهد يقصده بعض الناس يقال إن الخليل كان يتعبد به وهذه القلعة تشبه قلعة رحبة مالك ابن طوق «2» التي على الفرات بين الشام والعراق ولما قصد قازان طاغية التتار مدينة حلب حاصر هذه القلعة أياما ثم نكص عنها خائبا» .
قال ابن جزي وفي هذه القلعة يقول الخالدي شاعر سيف الدولة:
وخرقاء قد قامت على من يرومها
…
بمرقبها العالي وجانبها الصعب
يجرّ عليها الجوّ جيب غمامه
…
ويلبسها عقدا بأنجمه الشّهب
إذا ما سرى برق بدت من خلاله
…
كما لاحت العذراء من خلل السّحب
فكم من جنود قد أماتت بغصّة
…
وذي سطوات قد أبانت على عقب
وفيها يقول أيضا وهو من بديع النظام:
وقلعة عانق العنقاء سافلها
…
وجاز منطقة الجوزاء عاليها
لا تعرف القطر إذ كان الغمام لها
…
أرضا وتوطىء قطريه مواشيها
إذا الغمامة راحت غاص ساكنها
…
حياضها قبل أن تهمي عواليها
يعدّ من أنجم الأفلاك مرقبها
…
لو أنه كان يجري في مجاريها
ردّت مكائد أقوام مكائدها
…
ونفرت لدواهيهم دواهيها
وفيها يقول جمال الدين علي بن أبي المنصور:
كادت لبون سموّها وعلوها
…
تستوقف الفلك المحيط الدائرا
وردت قواطنها المجرة منهلا
…
ورعت سوابقها النجوم زواهرا
ويظلّ صرف الدهر منها خائفا
…
وجلا فما يمسي لديها حاضرا
تنبيه: الحارة هي المحلة التي دنت منازلها من بعضها. والخطّة بالكسر: الأرض تنزلها ولم ينزلها نازل قبلك ويقال خطّ بدون هاء. وتطلق أيضا على الطريق وعلى الحارات التي هي داخل المدينة. اه.