الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[التجريدة لقتال شاه سوار]
وفيه عيّن / 195 أ / السلطان تجريدة إلى قتال شاه سوار بن دلغادر، وكانت قويت شوكته، لا سيما في الفتراة (1) الكائنة بالقاهرة، وجعل على هذه التجريدة الأتابك جانبك قلقسيز، وبرد بك هجين أمير سلاح، ونانق رأس نوبة النوب، وتمر حاجب الحجّاب، وعدّة من الطبلخاناة والعشرات (2).
[الأمير اخورية الكبرى]
وفيه استقرّ جانبك الفقيه في الأمير اخورية الكبرى.
ويشبك (3) جن في الأمير اخورية الثانية.
وقانصوه الخسيف (4) في الحسبة.
وتنبك قرا (5) في معلّمية الدلاّلين بعد إمرة عشرة.
(1) الصواب: «الفترات» .
(2)
خبر التجريدة في: الروض الباسم 4 / ورقة 175 ب، وبدائع الزهور 3/ 7.
(3)
في الروض: «ويشبك الإسحاقي الأشرفي» . (ورقة 175 ب).
(4)
انظر عن (قانصوه الخسيف) في: الضوء اللامع 6/ 198 رقم 676، والروض الباسم 4 / ورقة 175 ب، وفيه ترجمته: «قانصوه الأحمدي الأشرفي إينال المعروف بالخسيف. . هو من مماليك الأشرف إينال من أعيانهم، وصيّر خاصكيا في دولته، ثم نفي بعد موته. ولما مات الظاهر خشقدم حضر إلى القاهرة، ثم كان من أعظم القائمين مع الأتابك قايتباي، فلما تسلطن قرّبه وأدناه وولاّه الحسبة في هذا اليوم على إمرة عشرة / ثم رقّاه بعد ذلك إلى تقدمة ألف، ووقع بينه وبين يشبك من مهدي شنآن لأمر ما، وبلغ السلطان ذلك فغضب عليه وأخرجه إلى ثغر دمياط بطالا فدام بها إلى هذا (كذا) الأيام، فيقال إن المنصور عثمان بعث بشكواه إلى السلطان مما يرتكبه من مظالم الناس واستعمالهم في أشغاله له وبعض عماير بغير أجرة، وإن أعطاهم فبغير نصفه، وإنه يتظاهر بأمور منكرة ما بين شرب وغير ذلك، فأمر السلطان بإخراجه من ثغر دمياط متوجّها إلى مكة، وخرج له الأمر بذلك في شعبان سنة تسع وثمانين، فتجهّز وحضر إلى القاهرة ونزل بتربة الدوادار من غير اجتماع على أحد، ثم توجّه من الغد إلى جهة الطور ليتوجّه إلى مكة من البحر. وهو إنسان جسيم كثير التعاظم والشمم الزائد، وعنده شجاعة وإقدام، وله حسن هيئة وشكالة، وسنّه يقرب من الخمسين، وعنده إسراف على نفسه. ولم يؤرّخ المؤلّف رحمه الله ولا السخاوي لوفاته، ممّا يعني أنه بقي إلى سنة 900 هـ. أو بعدها.
(5)
انظر عن (تنبك قرا) في: الضوء اللامع 3/ 43 رقم 177، والروض الباسم 4 / ورقة 176 أ، ب، وفيه ترجم له المؤلّف رحمه الله بقوله: «وتنبك هذا هو أحد مقدّمين (كذا) الألوف بعصرنا الآن وهو موجود، فلنترجمه: هو في الأصل من مماليك بعض أهل دمشق، ثم ملكه شاد بك دوادار جلبان نائب الشام، ثم قدّمه للظاهر جقمق ومات عنه، وهو كتابي فملكه الأشرف إينال وتنقلت به بعده الأحوال في نفي وغيره، وأقام في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= غضون ذلك بغزّة مدّة، ثم حضر إلى القاهرة بعد موت الظاهر خشقدم، وكان من أكبر القائمين لسلطنة الأشرف قايتباي فأمّره حين تسلطن عشرة وصيّره في هذا اليوم تاجر المماليك وقرّبه وأدناه وأحبّه واختص به، ثم رقّاه إلى الدوادارية الثانية عوضا عن قان بدون حين تقدّمه فباشرها تنبك هذا مدّة مطوّلة فوق الثلاثة عشر (كذا) سنة. وجرت بها شهرته وفخرت في أحكامه القوانين الشرعية، وبالغ في إظهار العفّة والخير والعدل في ذلك، ونال الوجاهة الزائدة وشهر وذكر وبعد صيته، وقصد لمهمّات كبيرة كثيرة فأنهاها عند السلطان، وأثرى ونالته السعادة، وعمّر الدار الهائلة التي كانت تعرف قديما بدار طازه، وهي التي تجاه حمّام الفارقاني، ونال حرمة زائدة فيما كان يتقدمه في حين أسفار يشبك من مهدي فلا يبقى يتكلّم في الدوادارية غيره. وقام مع الناس في حسن السفارة عند السلطان، وأجابه السلطان إلى كثير مما سأله فيه من القضايا والمهمّات، وحصل به النفع للناس، كل ذلك مع التديّن والتعفّف ومحبّة العلم وأهله والتواضع الزائد لهم بل ولغيرهم، والمشاركة في كثير من المسائل والتفّقه، بل قرأ الفقه وغيره، وأخذ عن جماعة منهم: الشمس الأمشاطي، والصلاح الطرابلسي، والنظام بن الجربغا وغيرهم. وسمع الحديث على جماعة، بل وقرأ بنفسه على التقيّ الأوجاقي وأجازه على ما تقدّم ذلك في ترجمة التقيّ في محلّها في أوائل تاريخنا هذا. ولم يزل مجلسه مشحونا بالعلماء وأعيان الطلبة وأهل الفضل وهم متردّدون إليه ويعوّلون في كثير من مهمّاتهم عليه، وهو مع ذلك يسعى في مصالحهم، وقام مع الكثير منهم وخلّص لهم الوظائف، ولم يزل يندب المقاصد والأسئلة في مجالسه ويقتحم على الفضائل ويقتني الكتب العلمية، ولم يزل على وظيفة الدوادار حتى شغرت تقدمة أزدمر الطويل حاجب الحجّاب حين أخرج إلى مكة المشرّفة فاستقرّ به السلطان فيها وصار من جملة مقدّمين (كذا) الألوف. ثم لما عيّن يشبك من مهدي إلى / سفرة البلاد الشمالية وخرج إليها كان تنبك هذا معه لكونه كان من أخصائه وأصحابه. ولما جرت كائنة ما يندر التي قتل فيها يشبك المذكور استقرّ تنبك هذا وقاسى خطوبا، ثم نجّاه الله تعالى بضروب من الحيل منه ترجل في ذلك، فصار يعهد أنه ليس من طائفة الأتراك لا سيما وهو مستعرب اللفظ، فصيحه، أسمر اللون، وذكر لمن أسره أنه من جملة التجار الحلبيين، وأنه إنما حضر مع العسكر غصيبة لا باختياره إلى غير ذلك من أعذار أبداها لهم. وآل أمره إلى الخلاص بعد أن خفي خبره بالقاهرة وأرجف بموته غير ما مرة، وعاد بعد ذلك إلى القاهرة، وسرّ الكثير من الناس بسلامته، وهو باق على تقدمته مع وفور حرمته ومزيد شهامته وعفّته ودينه وخيره وعقله التام وحسن سمّته ودرايته وتدبيره وشجاعته، ومعرفة بأنواع الأنداب والتعليم. وهو من أبناء ما يزيد على الخمسين سنة فيما أظن. ومن آثاره المسجد اللطيف الذي جدّده وبأعلاه من المكتب وما تحته من الحوض والميضأة إلى جانب داره. وله برّ وخير ومعروف كثير. كثّر الله في الأمراء من مثله». وقال السخاوي:«سئلت في أيام دواداريته في الاجتماع به لقراءته عليّ فما سمحت مع سماعه مني لبعض الأحاديث واستجازته لي ب «فضل الخيل» للدمياطي، وحلف لي مرة أنه لا يقدّم عليّ أحدا، ولكن ما وجدت لذلك منه ولا من كثيرين ممن بزعمه منهم ثمرة، وممّن يتردّد إليه وينوّه بفضيلته: أبو النجا بن الشيخ خلف، وقام معه في ردع الجلال بن الأسيوطي، كثّر الله من أمثال الأمير فهو من حسنات أبناء جنسه، وقد توفي له عدّة أبناء في طاعون سنة سبع وتسعين من ابنة الدوادار برد بك». =