الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ذو الحجة]
[تقرير الحصني في مشيخة الشافعي]
وفي ذي حجّة لما انتهى السلطان من ضرب الكرة طلب العلاّمة التقي الحصنيّ، وقرّره في مشيخة الشافعي، عوضا عن الكمال الماضي ذكره، وخلع عليه، ونزل إلى القرافة في مشهد حفل (1).
[عيد النحر]
وفيه كان عيد النحر بالسبت، وكانت الضحايا (2) موجودة متيسّرة (3).
[وفاة المؤرّخ ابن تغري بردي]
[2850]
- وفيه مات صاحبنا المؤرّخ، الجمال يوسف بن تغري بردي (4)
= سلطنته، وكان من أعيان خاصكية الظاهر هذا في دولته وله ذكر وشهرة. ولما مات أستاذه أمّره الظاهر يلباي عشرة، ثم لما تسلطن الظاهر تمربغا صيّره محتسبا بالقاهرة عوضا عن خشداشه مغلباي لما نقل إلى تقدمة ألف. وكان مغلباي هذا آغاته بالطبقة، وأظنّه هو الذي اعتنى به حتى ولي الحسبة، ولم تطل مدته في الحسبة حتى قبض عليه في نوبة خلع تمربغا ومع جملة من قبض عليه من خشداشية الخشقدمية، ثم أمّر طبلخاناه أو نحوها بحلب. واتفق أن خرج يوما للصيد ببعض ضواحيها فقتله بعض العربان هناك في شهر ذي القعدة وهو في عنفوان شبابه. وكان شكلاّ حسنا وله فروسية، ولكنه كان غير مشكور. واسمه مركب من تره لفظة تركية عليها نقطتان وتحولت إلى طروباي تقدم الكلام عليها فيما مضى.
(1)
خبر مشيخة الحصني في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 45، وإنباء الهصر 165، 166.
(2)
الصواب: «وكانت الأضاحي» .
(3)
خبر العيد في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 ب.
(4)
انظر عن (المؤرّخ ابن تغري بردي) في: وجيز الكلام 2/ 887، 818 رقم 1881، والضوء اللامع 10/ 305 - 308 رقم 1178، وتاريخ البصروي 45، 46، والروض الباسم 4 / ورقة 259 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 45، وشذرات الذهب 7/ 317، 318، والبدر الطالع 2/ 351، 352، وكشف الظنون 304 و 690 و 100 و 884 و 1901 و 1933 و 1942، وإيضاح المكنون 2/ 19، وهدية العارفين 2/ 560، والمؤرخون في مصر لمصطفى زيادة 26 - 36، والتعريف بالمؤرّخين للعزاوي 1/ 245 - 248، وفهرست الخديوية 5/ 162 و 164، 165، وفهرس المخطوطات المصورة 2/ 118، 119 و 134 و 270 و 273 (للطفي عبد البديع)، وفهرس المخطوطات المصورة، لفؤاد سيد 2/ 163، 164 و 2 ق 3/ 306، ومعجم المؤلفين 13/ 282، 283، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 5/ 55، 56 رقم 1351، وعلم التأريخ عند المسلمين 449 و 682 و 698، والتاريخ العربي والمؤرخون 3/ 169 - 172 رقم 4، وإنباء الهصر 175 - 182، ومؤرّخو مصر الإسلامية لعبد الله عثمان 114 - 126، وتاريخ الأدب العربي 2/ 41، 42، وملحقه 2/ 39، 40، وكتاب «ابن تغري بردي» المؤرخ وضم مجموعة أبحاث =
اليشبغاويّ، الأتابك، ونائب الشام، الروميّ الأصل، القاهري، الحنفيّ.
وكان فاضلا، قرأ شيئا، لكنه لم ينجب (1).
وسمع الحديث على الجلال البلقيني، والحافظ ابن (2) حجر، وآخرين، فيما ذكر عن نفسه.
وصنّف عدّة تواريخ، لكنها بعبارة عامّية ركيكة جدا فيها خباط وأوهام كثيرة، وكان ضنينا بنفسه جدا، مع كياسة فيه، وعدم خلوّه من الفضيلة والعقل والرأي، والمعرفة التامة بأنواع الفروسية والملاعيب. وله نظم أكثره سفساوه (3)، وقليله وسط، وكان معدودا / 224 أ / من نبلاء أولاد جنسه، وأنشأ تربة لطيفة بالصحراء، وبها وقف مصنّفاته.
ومولده في سنة ثلاث عشرة وثمان مئة (4).
= عنه قدّمت في ندوة للاحتفال به سنة 1972، وديوان الإسلام 2/ 44، 45 رقم 625، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 248 - 251، والمستدرك عليه 82، 83، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 26، 27 رقم 52، والقاموس الإسلامي 1/ 479.
(1)
كتب بعدها في المخطوط: «وسمع الحديث على الجلال البلقيني والحافظ بن حجر وكان فاضلا قرأ شيئا لكنه لم ينجب» ثم شطب عليها، وأعاد بعضها ثانية.
(2)
في الأصل: «بن» .
(3)
الصواب: «سفاسف» .
(4)
وضع المؤلّف رحمه الله ترجمة عنه في كتابه الروض، وقد ضاع أولها بضياع الورقة الواقعة قبل الورقة المرقّمة 259 أ، وبها ختم كتاب الروض، وجاءت حافلة بالنقد اللاذع لابن تغري بردي والتحامل عليه، كما فعل السخاوي، والصيرفي، ومما جاء في نقده فيما يتعلّق بكتابه «المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي» أنه رتّبه على حروف المعجم وفيه خبط كبير ووهم كثير، بل وكذب وأباطيل، فيها ما هو خطير، وبتراجمه زيادة في الحدود ونقصان، وذكر من يعرف بشهرة بغيرها، وكتب ذلك على الهامش. ومما اتفق لي في ذلك أنني اكتشفت في تاريخه «الحوادث» عدة ترجمات، كذا جاء الظاهر في سنة وفاته، فبقيت أنظر إلى الهامش فلم أجد فيه ما يدلّني على الظاهر، وكنت قد مررت في كتابه ذلك على ترجمته مرة من مدة وحين، فأخذت أشكّك نفسي في كونه لم يترجمه أو ترجمه في غير سنة وفاته، فتصفحت هامش تاريخه في التراجم كلها فلم أجده، ثم أخذت في سنة وفاته التي أتحقّقها أنظر إلى نفس تراجم الكتاب فوجدته قد ترجمه وكتب بإزائه على الهامش: حسن اليمني، وقد كنت مررت على ذلك في الهامش ولا علم عندي بأنه الظاهر لظنّي بأنه يكتب على الهامش ما يعرف به كل إنسان فما اتفق له أن يوفق لكتابة الظاهر، ومثل هذا وأنظاره أشياء كثيرة، وأمثلتها كثيرة ولا فراغ لنا لذكرها وضبطها هاهنا. ومما في تاريخه أنه يذكر الإنسان تارة بغير اسمه ولا لقبه ولا كنيته، وتارة يسمّيه غير ما سمّي به، ويلقّبه بغير لقبه وهما في ذلك فاحشا. وكان يجعل بدل الشافعي الحنفي فيغيّر مذهبه. وأما اللحن في الإعراب فشيء لا يكاد أن يحصر، وكذا الإتيان بالمبتدأ ولا خبر له، وبالخبر بغير مبتدا، وبدء بلا جواب، وخرافات كثيرة من هذا القبيل. وله التاريخ الذي سمّاه «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» ، وفيه أيضا نحو ما ذكرناه أشياء كثيرة، ومن ذلك تراجم أناس يتحامل عليهم ينتقصهم في العقل والدين ما يقتضي غير ذلك، ويعظم أناس (كذا) ويرفعهم والحال يقضي والعقل والدين واليقين يشهد بكمالهم وتقديمهم. ويأتي بشاهد يشهد به تارة ليس =