الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وسبعين وثمانماية
[محرم]
[غلاء الأسعار]
في محرم منها كانت الأسعار مغلية (1) في جميع أصناف المأكولات والحبوب كلّها، وكان الإوزّ والدجاج كالذي عدم بالقاهرة وهو قليل الوجود جدا لا يوجد إلا نادرا غاليا، والخبز كل رغيف أقلّ من نصف رطل وهو بدرهم، وخبز الشعير ظاهر بأيدي الناس، وصاروا يعدّون ذلك من النوادر، ولم يعلموا بما يأتي بعد هذا مما هو أندر منه وأغرب وأعجب كما سيجيء في سنيّ ما بعد التسعين من ظهور خبز الذرّة والدخن وغيرهما (2).
[خلاف العلماء على ابن الفارض]
وفيه في أوائله كثرت القالة بين الناس من علماء وغيرهم في أمر الشيخ الوليّ، العارف، سيدي عمر بن الفارض (3)، نفع الله تعالى به وافترقوا فيه على فرقتين، / 223 أ /
(1) الصواب: «غالية» .
(2)
خبر الغلاء في: إنباء الهصر 187، 188، وبدائع الزهور 3/ 47.
(3)
هو سلطان العاشقين، أبو حفص، عمر بن علي بن مرشد بن علي، شرف الدين، الحموي الأصل، المصريّ المولد والدار، المعروف بابن الفارض. له ديوان شعر مشهور. ولد في سنة 576 وتوفي سنة 632 هـ. انظر عنه في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 388، 389 رقم 2586، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 270، ووفيات الأعيان 3/ 454 - 456، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 320، والمغرب في حلى المغرب 305، 306، ونهاية الأرب 29/ 210، 211، والمختصر في أخبار البشر 3/ 157 وفيه:«القاسم بن عمر» ، وتابعه ابن الوردي في تاريخه 2/ 161 وهو غلط، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والعبر 5/ 129، وميزان الاعتدال 2/ 266، وسير أعلام النبلاء 22/ 368، 369 رقم 232، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 631 - 640 هـ) ص 109 - 111 رقم 111، ومرآة الجنان 4/ 75 - 79، ونثر الجمان للفيومي 2 / ورقة 68 - 70، والبداية والنهاية 13/ 143 والعسجد المسبوك 2/ 469، ولسان الميزان 4/ 317، والنجوم الزاهرة 6/ 288 - 290، وحسن المحاضرة 1/ 246، ومفتاح السعادة 1/ 247، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 266، 267، وتاريخ ابن سباط 1/ 308، وشذرات الذهب 5/ 149، وروضات الجنات 505، وكشف الظنون 265 و 267 =
تعصّبت كل فرقة على الأخرى، وكان رأس أحد (1) الفرقتين قاضي (القضاة)(2) المحبّ بن الشحنة وتبعه على ما هو عليه البرهان البقاعي، وعبد البر بن الشحنة، وتبعهم شرذمة من طلبة العلم والمتعصّبين، وهم يقولون بتفسيق ابن (3) الفارض أو تكفيره. ورأس الفرقة الأخرى: البدر بن الغرس ومعه على ما هو عليه النجم يحيى بن حجّي، وغيره، وجماعة كثيرة من الطلبة والناس، ومعهم الأتراك من الأمراء قائلون بولايته وتصوّفه ومعرفته التامة وسلوكه.
وكانت هذه الفتنة قد ابتدأت في حدود السنة الخالية وفشت في هذه الأيام، وكتبت الفتاوى في أمر الفارض، وفي كلماته التي ظاهرها الخروج عن كثير من قواعد الشرع على ما زعم الطائفة المتعصّبة عليه.
وأفتى شيخنا العلاّمة الكافيجي، رحمه الله تعالى، وجماعة من علماء مصر بما مال إليه البدر بن الغرس، وكان كلام شيخنا في ذلك من أحسن كلام وأقربه إلى الإنصاف وأجلّه وأحشمه، ووقع في ذلك خبط كبير، وخلط كثير، وقال وقيل، وتنافس الطلبة، بل وتعادوا فيما بينهم، بل والعلماء والأكابر، ونظم الشعراء في ذلك، وصنّفت التصانيف. ووقع بين البقاعيّ وبين التاج بن شرف في ذلك. وإليه أشار صاحبنا الشهاب المنصوري من جملة قصيدة.
بين البقاعيّ وبين التاج بن (4)
…
شرف
ما بين معترك الأحداق والمهج
ثم زاد الأمر وعظم فيه الحال حتى استفيض بأن سيعقد في ذلك مجلس، وهذا بعد تعصّب الكثير (5) من الأمراء الأتراك وغير الأمراء مع الطائفتين، لكن الأرجح والأكثر طائفة البدر بن الغرس. / 223 ب / ثم زاد الأمر حتى أيقن البقاعي شرور بما جزم بأنه يقتل في هذه الحادثة بتعصّب الترك عليه. بل ربما همّ بأن يبعث إلى السيّاف بالوصيّة به والترفق حين يضرب عنقه، ولو فعل به ذلك لكان أهون عليه مما قاساه وعاناه بعد ذلك من المشاق وترك الوطن، حتى صار الناس يصرّحون بأنّ ذلك كله من بركة ابن الفارض وكراماته.
= و 735 و 767 و 1338 و 1349، وإيضاح المكنون 1/ 118، وفهرست الخديوية 4/ 234، 235، ومخطوطات الموصل 133 و 207، والأعلام 5/ 216، 217، ومعجم المؤلفين 7/ 301، 302، وديوانه (طبعة بيروت 1308 هـ) و (طبعة القاهرة 1353 هـ). وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرس 420 رقم 769، وديوان الإسلام 3/ 434، 435 رقم 1631.
(1)
الصواب: «إحدى» .
(2)
تكرّرت في المخطوط.
(3)
في الأصل: «بن» .
(4)
في البدائع: «من» .
(5)
في المخطوط: تعصب كثر الكثير، وشطب على كثر.