المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

القول في تأويل قوله: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا - تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث - جـ ١٢

[ابن جرير الطبري]

الفصل: القول في تأويل قوله: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا

القول في تأويل قوله: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ‌

(25) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال الله للذين أهبطهم من سمواته إلى أرضه: (فيها تحيون)، يقول: في الأرض تحيون، يقول: تكونون فيها أيام حياتكم = (وفيها تموتون) ، يقول في الأرض تكون وفاتكم، (ومنها تخرجون)، يقول: ومن الأرض يخرجكم ربكم ويحشركم إليه لبعث القيامة أحياء.

* * *

القول في تأويل قوله: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سوءاتكمْ}

قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه للجهلة من العرب الذين كانوا يتعرَّون للطواف، اتباعًا منهم أمرَ الشيطان، وتركًا منهم طاعةَ الله، فعرفهم انخداعهم بغروره لهم، حتى تمكن منهم فسلبهم من ستر الله الذي أنعمَ به عليهم، حتى

ص: 360

أبدى سوءاتهم وأظهرها من بعضهم لبعض، مع تفضل الله عليهم بتمكينهم مما يسترونها به، وأنهم قد سار بهم سيرته في أبويهم آدم وحواء اللذين دلاهما بغرور حتى سلبهما ستر الله الذي كان أنعم به عليهما حتى أبدى لهما سوءاتهما فعرّاهما منه:(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا) ، يعني بإنزاله عليهم ذلك، خلقَه لهم، ورزقه إياهم = و"اللباس" ما يلبسون من الثياب (1) = (يواري سوءاتكم)، يقول: يستر عوراتكم عن أعينكم (2) = وكنى بـ"السوءات"، عن العورات.

* * *

= واحدتها"سوءة"، وهي"فعلة" من"السوء"، وإنما سميت"سوءة"، لأنه يسوء صاحبها انكشافُها من جسده، (3) كما قال الشاعر:(4)

خَرَقُوا جَيْبَ فَتَاتِهِمُ

لَمْ يُبَالُوا سَوْءَةَ الرَّجُلَهْ (5)

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

14418-

حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله:(لباسًا يواري سوءاتكم)، قال: كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراةً، ولا يلبس أحدهم ثوبًا طاف فيه.

14419-

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن

(1) انظر تفسير ((اللباس)) فيما سلف 3: 489 - 491 /5: 480 /11: 270.

(2)

انظر تفسير (وارى)) فيما سلف 10: 229.

(3)

انظر تفسير ((السوءة)) فيما سلف 10: 229 / وهذا الجزء ص: 352.

(4)

لم أعرف قائله.

(5)

الكامل 1: 165، وشرح الحماسة 1: 117، واللسان (رجل) ، وغيرهما، وقبل البيت: كُلُّ جَارٍ ظَلَّ مُغْتَبِطًا

غَيْرَ جِيرَانِي بَنِي جَبَلَهْ

وروايتهم: ((لم يبالوا حرمة الرجله)) . وكنى بقوله: ((جيب فتاتهم)) ، عن عورتها وفرجها. وانث ((الرجل)) ، فجعل المرأة:((رجلة)) .

ص: 361

ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه.

14420-

حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد المدني قال، سمعت مجاهدًا يقول في قوله:(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا)، قال: أربع آيات نزلت في قريش. كانوا في الجاهلية لا يطوفون بالبيت إلا عراة.

14421-

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن عوف قال: سمعت معبدًا الجهني يقول في قوله: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا)، قال: اللباس الذي تلبسون.

14422-

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد:(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم)، قال: كانت قريش تطوف عراة، لا يلبس أحدهم ثوبًا طاف فيه. وقد كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة.

14423-

حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف، عن عوف، عن معبد الجهني:(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم)، قال: اللباس الذي يواري سوءاتكم: وهو لَبُوسكم هذه. (1)

14424-

حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:(لباسًا يواري سوءاتكم)، قال: هي الثياب.

14425-

حدثنا الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد قال، حدثني مَنْ سمع عروة بن الزبير يقول، اللباس: الثياب.

14426-

حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا

(1)((اللبوس)) ، الثياب، وهو مذكر، فإن ذهبت به إلى ((الثياب)) جاز لك أن تؤنث، وكان في المطبوعة:((هو لبوسكم هذا)) ، وأثبت ما في المخطوطة.

ص: 362

عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله:(قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم)، قال: يعني ثيابَ الرجل التي يلبسها.

* * *

القول في تأويل قوله: {وَرِيشًا}

قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة ذلك.

فقرأته عامة قرأة الأمصار: (وَرِيشًا) ، بغير"ألف".

* * *

وذكر عن زر بن حبيش والحسن البصري: أنهما كانا يقرآنه:"وَرِياشًا".

14427-

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبان العطار قال، حدثنا عاصم: أن زر بن حبيش قرأها:"وَرِياشًا".

* * *

قال أبو جعفر: والصوابُ من القراءة في ذلك، قراءة من قرأ:(وَرِيشًا) بغير"ألف"، لإجماع الحجة من القرأة عليها.

وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم خبرٌ في إسناده نظر: أنه قرأه:"وَرِياشًا". (1)

فمن قرأ ذلك:"وَرِياشًا" فإنه محتمل أن يكون أراد به جمع"الريش"، كما تجمع"الذئب"،"ذئابًا"، و"البئر""بئارًا".

ويحتمل أن يكون أراد به مصدرًا، من قول القائل:"راشه الله يَريشه رياشًا ورِيشًا"، (2) كما يقال:"لَبِسه يلبسه لباسًا ولِبْسًا"، وقد أنشد بعضهم:(3)

(1) سيأتي هذا الخبر بإسناده رقم: 14446.

(2)

أراد هنا أن يجعل ((ريشا)) مصدرًا بكسر ((الراء)) ، كما هو بين في معاني القرآن للفراء 1: 375، ولذلك ضبطتها كذلك، والذي نص عليه أهل اللغة أن المصدر (ريشا)) بفتح فسكون.

(3)

هو حميد بن ثور الهلالي.

ص: 363

فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عَنْهُ مَسَحْنَهُ

بِأَطْرَافِ طَفْلٍ زَانَ غَيْلا مُوَشَّمَا (1)

بكسر"اللام" من"اللبس".

و"الرياش"، في كلام العرب، الأثاث، وما ظهر من الثياب من المتاع مما يلبس أو يُحْشى من فراش أو دِثَار.

و"الريش" إنما هو المتاع والأموال عندهم. وربما استعملوه في الثياب والكسوة دون سائر المال. يقولون:"أعطاه سرجًا بريشه"، و"رحْلا بريشه"، أي بكسوته وجهازه. ويقولون:"إنه لحسن ريش الثياب"، وقد يستعمل"الرياش" في الخصب ورَفاهة العيش.

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال:"الرياش"، المال:

14428-

حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية،

(1) ديوانه: 14، ومعاني القرآن للفراء 1: 375، واللسان (لبس)(طفل)، والمخصص 4: 35، وغيرها. وهذا بيت من قصيدة له طويلة في ديوانه، أرجح أنها مختلطة الترتيب، وهذا البيت مما اختلط. فإنه في صفة الرجل، فقال فيه (كما ورد في الديوان البيت رقم: 37) ، بعد أن زينته الجواري (والشعر في الديوان كثير الخطأ، فصححته) . تَنَاهَى عَلَيْهِ الصَّانِعَاتُ، وَشَاكَلَتْ

بِهِ الخيلَ حَتَّى هَمَّ أَنْ يَتَحَمْحَمَا

ثم قال بعد رقم: 40. تَخَالُ خِلالَ الرَّقْم لَمَّا سَدَلْنَهُ

حِصَانًا تَهَادَى سَامِيَ الطَّرْفِ مُلْجَمَا

وقال قبل البيت (وهما في ترتيب الديوان: 32، 33) : فَزَيَّنَّهُ بِالعِهْنِ حَتَّى لَوَ انَّهُ

يُقَالُ لَهُ: هَابٍ، هَلُمَّ! لأَقْدَمَا

جعل الهودج قد صار كأنه فرس عليه زينته وجلاله وسرجه. وقوله: (فلما كشفن اللبس عنه)) ، يعني الهودج. و ((مسحنه)) يعني الجواري اللواتي صنعه وزوقنه وزينه. و ((الطفل)(بفتح فسكون) هو البنان الناعم، وأراد: مسحنه بأطراف بنان طفل، فجعل ((طفلا)) بدلا من ((البنان)) و ((الغيل)) (بفتح فسكون) الساعد الريان الممتلئ. و ((الموشم)) ، عليه الوشم، وكان زينة للجاهلية أبطلها الإسلام، ولعن الله متخذها، رجلا كان أو امرأة.

ص: 364

عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:(وريشًا)، يقول: مالا.

14429-

حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(وريشًا)، قال: المال.

14430-

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

14431-

حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"ورياشًا"، قال: أما"رياشًا"، فرياش المال. (1)

14432-

حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد المدني قال، حدثني من سمع عروة بن الزبير يقول:"الرياش"، المال.

14433-

حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك قوله:"ورياشًا"، يعني، المال.

* ذكر من قال: هو اللباس ورفاهة العيش.

14434-

حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:"ورياشًا"، قال:"الرياش"، اللباس والعيش والنَّعيم.

14435-

حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف، عن عوف، عن معبد الجهني:"ورياشًا"، قال:"الرياش"، المعاش.

14436-

حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية قال، أخبرنا عوف قال، قال معبد الجهني:"ورياشًا"، قال: هو المعاش.

* * *

(1) حيث جاءت ((رياش)) القراءة الثانية في هذه الأخبار، فإني تاركها على ما هي عليه لا أغيرها إلى قراءتنا.

ص: 365

وقال آخرون:"الريش"، الجمال.

* ذكر من قال ذلك:

14437-

حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"ورياشًا"، قال:"الريش"، الجمال.

* * *

القول في تأويل قوله: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.

فقال بعضهم:"لباس التقوى"، هو الإيمان.

* ذكر من قال ذلك:

14438-

حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:(ولباس التقوى) ، هو الإيمان.

14439-

حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:(ولباس التقوى) ، الإيمان.

14440-

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، أخبرني حجاج، عن ابن جريج:(ولباس التقوى) ، الإيمان.

* * *

وقال آخرون: هو الحياء.

* ذكر من قال ذلك:

14441-

حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف، عن عوف، عن معبد الجهني في قوله:(ولباس التقوى) ، الذي ذكر الله في القرآن، هو الحياء.

14442-

حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية قال، أخبرنا

ص: 366

عوف قال، قال معبد الجهني، فذكر مثله.

14443-

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن عوف، عن معبد، بنحوه.

* * *

وقال آخرون: هو العمل الصالح.

* ذكر من قال ذلك:

14444-

حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:(ولباس التقوى ذلك خير)، قال: لباس التقوى: العمل الصالح.

* * *

وقال آخرون: بل ذلك هو السَّمْت الحسن.

* ذكر من قال ذلك:

14445-

حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة قال، حدثنا عبد الله بن داود، عن محمد بن موسى، عن. . . . بن عمرو، عن ابن عباس:(ولباس التقوى)، قال: السمت الحسن في الوجه. (1)

14446-

حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق بن الحجاج قال، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، عن سليمان بن أرقم، عن الحسن قال: رأيت عثمان بن عفان على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه قميصٌ قُوهيّ محلول الزرّ، (2) وسمعته يأمر بقتل الكلاب، وينهى عن اللعب بالحمام، ثم قال: يا أيها الناس، اتقوا الله ف

(1) الأثر: 14445 - في هذا الإسناد في المخطوطة: ((عن الدنا بن عمرو)) ، كلمة لم أعرف كيف تقرأ، فوضعت مكانها نقطًا، وكان في المطبوعة:((الزباء بن عمرو)) ، لا أدري من أين جاء بهذا الاسم!! ووجدت في تفسير ابن كثير 3: 462: ((الديال بن عمرو)) ، وهذا أيضًا. لم أعرف ما يكون.

((محمد بن موسى)) ، لم أستطع أن أحدد من يكون.

(2)

((القميص القوهي)) ، منسوب إلى ((قوهستان)) ، وهي أرض متصلة بنواحي هراة ونيسابور، ينسب إليها ضرب من الثياب.

ص: 367

ي هذه السرائر، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"والذي نفس محمد بيده، ما عمل أحدٌ قط سرًّا إلا ألبسه الله رداءَ علانيةٍ، (1) إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًّا فشرًا، ثم تلا هذه الآية:"وَرِيَاشًا" = ولم يقرأها: (وَرِيشًا) = (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ)، قال: السمتُ الحسن. (2)

* * *

وقال آخرون: هو خشية الله.

* ذكر من قال ذلك:

14447-

حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد المدنى قال، حدثني من سمع عروة بن الزبير يقول:(لباس التقوى) ، خشية الله.

* * *

وقال آخرون: (لباس التقوى) ، في هذه المواضع، ستر العورة.

* ذكر من قال ذلك:

14448-

حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(ولباس التقوى) ، يتقي الله، فيواري عورته، ذلك"لباس التقوى".

* * *

(1) نص ابن كثير في تفسيره، نقلا عن هذا الموضع من الطبري:((ما أسر أحد سريرة إلا ألبسهما الله رداءها علانية)) ، ولا أدري من أين جاء هذا الاختلاف: وفي المطبوعة: ((رداءه)) ، وأثبت ما في المخطوطة.

(2)

الأثر: 14446 - ((إسحاق بن الحجاج الرازي الطاحوني)) ، مضى برقم: 230، 1614، 10314. و ((إسحاق بن إسماعيل)) لعله ((إسحاق بن لإسماعيل الرازي)) ، أبو يزيد، حبويه. مترجم في ابن أبي حاتم 1 /1 / 212.

و ((سليمان بن أرقم)) ، أبو معاذ. ضعف جدًا، متروك الحديث، مضى برقم:4923. فمن أجل ضعف ((سليمان بن أرقم)) ، قال أبو جعفر فيما سلف ص: 363، تعليق: 1، أن في إسناد هذا الخبر نظرًا.

وهذا الخبر رواه ابن كثير في تفسيره 3: 462، 463، وضعفه، ثم قال:((وقد روى الأئمة، الشافعي وأحمد والبخاري في كتاب الأدب صحيحة، عن الحسن: أنه سمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام يوم الجمعة على المنبر)) . قلت: وخبر أحمد في المسند رقم: 521، وخبر البخاري في الأدب المفرد ص: 332، 333 برقم:1301.

ص: 368

واختلفت القرأة في قراءة ذلك.

فقرأته عامة قرأة المكيين والكوفيين والبصريين: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) ، برفع"ولباس".

* * *

وقرأ ذلك عامة قرأة المدينة:"وَلِبَاسَ التَّقْوَى"، بنصب"اللباس"، وهي قراءة بعض قرأة الكوفيين.

* * *

فمن نصب:"ولباس"، فإنه نصبه عطفًا على"الريش"، بمعنى: قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا، وأنزلنا لباسَ التقوى.

* * *

وأما الرفع، فإن أهل العربية مختلفون في المعنى الذي ارتفع به"اللباس".

فكان بعض نحويي البصرة يقول: هو مرفوع على الابتداء، وخبره في قوله:(ذلك خير) . وقد استخطأه بعض أهل العربية في ذلك وقال: هذا غلط، لأنه لم يعد على"اللباس" في الجملة عائد، فيكون"اللباس" إذا رفع على الابتداء وجعل"ذلك خير" خبرًا.

* * *

وقال بعض نحويي الكوفة: (ولباس)، يرفع بقوله: ولباس التقوى خير، ويجعل"ذلك" من نعته. (1)

* * *

قال أبو جعفر: وهذا القول عندي أولى بالصواب في رافع"اللباس"، لأنه لا وجه للرفع إلا أن يكون مرفوعًا بـ"خير"، وإذا رفع بـ "خير" لم يكن في ذلك وجه إلا أن يجعل"اللباس" نعتًا، لا أنه عائد على"اللباس" من ذكره في قوله:(ذلك خير) ، فيكون خير مرفوعًا بـ"ذلك"، و"ذلك"، به.

(1) هذا قول الفراء 1: 375

ص: 369

فإذ، كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام = إذا رفع"لباس التقوى" =: ولباس التقوى ذلك الذي قد علمتموه، خير لكم يا بني آدم، من لباس الثياب التي تواري سوءاتكم، ومن الرياش التي أنزلناها إليكم، هكذا فالبَسوه.

* * *

وأما تأويل مَنْ قرأه نصبًا، فإنه:"يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا ولباس التقوى"، هذا الذي أنزلنا عليكم من اللباس الذي يواري سوءاتكم، والريش، ولباس التقوى خير لكم من التعرِّي والتجرد من الثياب في طوافكم بالبيت، فاتقوا الله والبسوا ما رزقكم الله من الرياش، ولا تطيعوا الشيطان بالتجرد والتعرِّي من الثياب، فإن ذلك سخرية منه بكم وخدعة، كما فعل بأبويكم آدم وحواء، فخدعهما حتى جرّدهما من لباس الله الذي كان ألبسهما بطاعتهما له، في أكل ما كان الله نهاهما عن أكله من ثمر الشجرة التي عصَياه بأكلها.

* * *

قال أبو جعفر: وهذه القراءة أولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب، أعني نصب قوله:"وَلِبَاسَ التَّقْوَى"، لصحة معناه في التأويل على ما بيّنت، وأن الله إنما ابتدأ الخبر عن إنزاله اللباس الذي يواري سوءاتنا والرياش، توبيخًا للمشركين الذين كانوا يتجرّدون في حال طوافهم بالبيت، ويأمرهم بأخذ ثيابهم والاستتار بها في كل حال، مع الإيمان به واتباع طاعته = ويعلمهم أن كلّ ذلك خير من كلّ ما هم عليه مقيمون من كفرهم بالله، وتعرِّيهم، لا أنه أعلمهم أن بعض ما أنزل إليهم خيرٌ من بعض.

وما يدل على صحة ما قلنا في ذلك، الآيات التي بعد هذه الآية، وذلك قوله:(يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزعُ عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما) وما بعد ذلك من الآيات إلى قوله: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) ، فإنه جل ثناؤه يأمر في كل ذلك بأخذ الزينة من الثياب، واستعمال اللباس وترك التجرّد والتعرّي، وبالإيمان به، واتباع أمره والعمل بطاعته،

ص: 370

وينهى عن الشرك به واتباع أمر الشيطان، مؤكدًا في كل ذلك ما قد أجمله في قوله:(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا ولباسَ التقوى ذلك خير) .

* * *

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله:"ولباس التقوى"، استشعار النفوس تقوى الله، في الانتهاء عما نهى الله عنه من معاصيه، والعمل بما أمر به من طاعته، وذلك يجمع الإيمان، والعمل الصالح، والحياء، وخشية الله، والسمتَ الحسن، لأن مَنْ اتقى الله كان به مؤمنًا، وبما أمره به عاملا ومنه خائفًا، وله مراقبًا، ومن أن يُرَى عند ما يكرهه من عباده مستحييًا. ومَنْ كان كذلك ظهرت آثار الخير فيه، فحسن سَمْته وهَدْيه، ورُئِيَتْ عليه بهجة الإيمان ونوره.

وإنما قلنا: عنى بـ"لباس التقوى"، استشعارَ النفس والقلب ذلك = لأن"اللباس"، إنما هو ادِّراع ما يلبس، واجتياب ما يكتسى، (1) أو تغطية بدنه أو بعضه به. فكل من ادَّرع شيئًا واجتابهُ حتى يُرَى عَيْنه أو أثرُه عليه، (2) فهو له"لابس". ولذلك جعل جل ثناؤه الرجال للنساء لباسًا، وهن لهم لباسًا،

(1) في المطبوعة: ((واحتباء ما يكتسى)) ، غير ما في المخطوطة، الخطأ في نقطها، فأساء غاية الإساءة، كان في المخطوطة:((واحنتاب)) ، وصواب قراءتها ما أثبت وانظر التعليق التالي، ((اجتاب الثوب اجتيابًا)) ، لبسه، قال لبيد: فَبِتِلْكَ إذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى

وَاجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إكَامُها

أَقْضِي اللُّبَانَةَ لا أُفَرِّطُ رِيبَةً

أَوْ أَنْ يَلُومَ بِحَاجَةٍ لَوَّامُها

(2)

في المطبوعة: ((فكل من اردع شيئًا واحتبى به حتى يرى هو أو أثره عليه)) ، أساء كما أساء في السالف، ولكن كان الخطأ أعذر له، لأنه فيها ((فكل من ادرع شيئًا واحبا)) هذا آخر السطر، ثم بدأ في السطر التالي ((به حتى يرى عنه أو أثره عليه)) . فجاء الناشر فجعلها ((واحتبى به)) والصواب ما أثبت، وإنما قطع الناسخ الكلمة في سطرين!! وانظر التعليق السالف. وأما قوله في المطبوعة:((حتى يرى هو أو أثره عليه)) ، فقد غيره تغييرًا لا يجدي، وصواب قراءة المخطوطة كما أثبت.

ص: 371

وجعل الليل لعباده لباسًا. (1)

* * *

* ذكر من تأول ذلك بالمعنى الذي ذكرنا من تأويله، إذا قرئ قوله:(وَلِبَاسُ التَّقْوَى) ، رفعًا.

14449-

حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:(ولباس التقوى) ، الإيمان = (ذلك خير)، يقول: ذلك خير من الرياش واللباس يواري سوءاتكم.

14450-

حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:(ولباس التقوى)، قال: لباس التقوى خير، وهو الإيمان.

* * *

القول في تأويل قوله: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ذلك الذي ذكرت لكم أنّي أنزلته إليكم، أيها الناس، من اللباس والرياش، من حجج الله وأدلته التي يعلم بها مَنْ كفر صحة توحيد الله، وخطأ ما هم عليه مقيمون من الضلالة = (لعلهم يذكرون)، يقول جل ثناؤه: جعلت ذلك لهم دليلا على ما وصفت، ليذكروا فيعتبروا وينيبوا إلى الحق وترك الباطل، رحمة مني بعبادي. (2)

* * *

(1) شاهد الأول آية ((سورة البقرة)) : 187: " هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ". وشاهد الثاني على آية ((سورة النبأ)) : 10: " وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ".

(2)

انظر تفسير ((آية)) فيما سلف من فهارس اللغة (أيي) .

= وتفسير ((يذكر)) فيما سلف منها (ذكر) .

ص: 372

القول في تأويل قوله: {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا}

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: يا بني آدم، لا يخدعنكم الشيطان فيبدي سوءاتكم للناس بطاعتكم إياه عند اختباره لكم، كما فعل بأبويكم آدم وحواء عند اختباره إياهما فأطاعاه وعصيا ربهما، فأخرجهما بما سبَّب لهما من مكره وخدعه، من الجنة، ونزع عنهما ما كان ألبسهما من اللباس، ليريهما سوءاتهما بكشف عورتهما، وإظهارها لأعينهما بعد أن كانت مستترةً.

* * *

وقد بينا فيما مضى أن معنى"الفتنة"، الاختبار والابتلاء، بما أغنى عن إعادته. (1)

* * *

وقد اختلف أهل التأويل في صفة"اللباس" الذي أخبر الله جل ثناؤه أنه نزعه عن أبوينا، وما كان.

فقال بعضهم: كان ذلك أظفارًا.

* ذكر من لم يذكر قوله فيما مضى من كتابنا هذا في ذلك:

14451-

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن عكرمة:(ينزع عنهما لباسهما)، قال: لباس كل دابة منها، ولباس الإنسان الظُّفر، فأدركت آدم التوبة عند ظُفُره = أو قال: أظفاره.

14452-

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الحميد الحماني، عن نضر

(1) انظر تفسير ((الفتنة)) فيما سلف 11: 388، تعليق: 1، والمراجع هناك.

ص: 373

أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: تركت أظفاره عليه زينة ومنافع، في قوله:(ينزع عنهما لباسهما) . (1)

14453-

حدثني أحمد بن الوليد القرشي قال، حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال، أخيرنا مخلد بن الحسين، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس في قوله:(ينزع عنهما لباسهما)، قال: كان لباسهما الظفر، فلما أصابا الخطيئة نزع عنهما، وتركت الأظفار تذكرة وزينة.

14454-

حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة في قوله:(ينزع عنهما لباسهما)، قال: كان لباسه الظفر، فانتهت توبته إلى أظفاره.

* * *

وقال آخرون: كان لباسهما نورًا.

* ذكر من قال ذلك:

14455-

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن وهب بن منبه:(ينزع عنهما لباسهما) ، النور.

14456-

حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة قال، حدثنا عمرو قال، سمعت وهب بن منبه يقول في قوله:(ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما)، قال: كان لباس آدم وحواء نورًا على فروجهما، لا يرى هذا عورة هذه، ولا هذه عورة هذا.

* * *

(1) الأثر: 14452 - ((عبد الحميد الحماني)) هو ((عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني)) ، مضى برقم: 718، 7863.

و ((نضر، أبو عمر)) هو ((النضر بن عبد الرحمن)) ، أبو عمر الخراز، مضى أيضًا برقم 718، 10373، وكان في المطبوعة:((نصر بن عمر)) ، غير ما في المخطوطة، وهو فيها:((نصر أبي عمر)) ، غير منقوطة.

ص: 374

وقال آخرون: إنما عنى الله بقوله: (ينزع عنهما لباسهما) ، يسلبهما تقوى الله.

* ذكر من قال ذلك:

14457-

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا مطلب بن زياد، عن ليث، عن مجاهد:(ينزع عنهما لباسهما)، قال: التقوى. (1)

14458-

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن ليث، عن مجاهد:(ينزع عنهما لباسهما)، قال: التقوى.

14459-

حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك، عن ليث، عن مجاهد، مثله.

* * *

قال أبو جعفر: والصواب من القول في تأويل ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى حذر عباده أن يفتنهم الشيطان كما فتن أبويهم آدم وحواء، وأن يجرِّدهم من لباس الله الذي أنزله إليهم، كما نزع عن أبويهم لباسهما."اللباس" المطلق من الكلام بغير إضافة إلى شيء في متعارف الناس، وهو ما اجتابَ فيه اللابس من أنواع الكُسي، (2) أو غطى بدنه أو بعضه.

وإذ كان ذلك كذلك، فالحق أن يقال: إن الذي أخبر الله عن آدم وحواء من لباسهما الذي نزعه عنهما الشيطان، هو بعض ما كانا يواريان به أبدانهما وعوْرَتهما.

(1) الأثر: 14457 - ((مطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي)) ، قال ابن سعد:((كان ضعيفًا في الحديث جدًا)) ، وقال ابن عدي:((وله أحاديث حسان وغرائب، ولم أر له منكرًا، وأرجو أنه لا بأس به)) . مترجم في التهذيب، والبخاري في الكبير 4 / 2 / 8، ولم يذكر فيه جرحًا، وابن أبي حاتم 4 /1 / 360، وذكر أن أحمد ويحيى بن معين وثقا. وقال أبو حاتم:((يكتب حديثه، ولا يحتج به)) .

(2)

في المطبوعة: ((هو ما اختار فيه اللابس من أنواع الكساء)) ، ولم يحسن قراءة المخطوطة، فغير كما سلف قريبًا، فرددتها إلى أصلها.

وقوله: ((اجتاب فيه اللابس)) ، أدخل ((فيه)) مع ((اجتاب)) ، وهو صحيح في قياس العربية، لأنهم قالوا:((اجتاب الثوب والظلام)) ، إذا دخل فيهما، فأعطى ((اجتاب)) معنى ((دخل)) ، فألحق بها حرف الجر، لمعنى الدخول.

ص: 375

وقد يجوز أن يكون ذلك كان ظفرًا= ويجوز أن يكون كان ذلك نورًا = ويجوز أن يكون غير ذلك = ولا خبر عندنا بأيِّ ذلك تثبت به الحجة، فلا قول في ذلك أصوب من أن يقال كما قال جلّ ثناؤه:(ينزع عنهما لباسهما) .

* * *

وأضاف جل ثناؤه إلى إبليس إخراجَ آدم وحواء من الجنة، ونزعَ ما كان عليهما من اللباس عنهما، وإن كان الله جل ثناؤه هو الفاعل ذلك بهما عقوبة على معصيتهما إياه، إذ كان الذي كان منهما في ذلك عن تسْنيةِ ذلك لهما بمكره وخداعه، (1) فأضيف إليه أحيانًا بذلك المعنى، وإلى الله أحيانًا بفعله ذلك بهما.

* * *

القول في تأويل قوله: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) }

قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك: إن الشيطان يراكم هو= و"الهاء" في"إنه" عائدة على الشيطان = و"قبيله"، يعني: وصنفه وجنسه الذي هو منه واحدٌ جمع جيلا (2) وهم الجن، كما:-

14460-

حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله:(إنه يراكم هو وقبيله)، قال: الجن والشياطين.

(1) في المطبوعة: ((عن تسبيه ذلك لهما)) ، ولا معنى له، وهو في المخطوطة غير منقوط، وهذا صواب قراءته، ((سنى له الأمر)) ، سهله ويسره وفتحه.

(2)

في المطبوعة: ((الذي هو منه واحد جمعه قبل)) ، غير ما في المخطوطة، وفي المخطوطة كما كتبتها، إلا انه كتب ((صلا)) و ((الجيم)) بين القاف والجيم غير المنقوطة. واستظهرت هذا من نص أبي عبيدة في مجاز القرآن 1: 213، وهو:((أي: وجيله الذي هو منه)) ، ومن نص صاحب لسان العرب:((ويقال لكل جمع من شيء واحد، قبيل)) . و ((الجيل)) كل صنف من الناس، أو الأمة. يقال:((الترك جيل، والصين جيل، والعرب جيل، والروم جيل)) ، وهم كل قوم يختصون بلغة، وتنشأ من جمعهم أمة وصنف من الناس موصوف معروف.

ص: 376