المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقيل: إنه لم تهلك أمة ونبيها بين أظهُرها. (1) فأخبر الله - تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث - جـ ١٢

[ابن جرير الطبري]

الفصل: وقيل: إنه لم تهلك أمة ونبيها بين أظهُرها. (1) فأخبر الله

وقيل: إنه لم تهلك أمة ونبيها بين أظهُرها. (1)

فأخبر الله جل ثناؤه عن خروج صالح من بين قومه الذين عتوا على ربهم حين أراد الله إحلال عقوبته بهم، فقال:(فتولى عنهم) صالح= وقال لقومه ثمود= (لقد أبلغتكم رسالة ربي) ، وأدّيت إليكم ما أمرني بأدائه إليكم ربّي من أمره ونهيه (2) = (ونصحت لكم) ، في أدائي رسالة الله إليكم، في تحذيركم بأسه بإقامتكم على كفركم به وعبادتكم الأوثان= (ولكن لا تحبون الناصحين) ، لكم في الله، الناهين لكم عن اتباع أهوائكم، الصادِّين لكم عن شهوات أنفسكم.

* * *

القول في تأويل قوله: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ‌

(80) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا لوطًا.

* * *

ولو قيل: معناه: واذكر لوطًا، يا محمد، (إذ قال لقومه) = إذ لم يكن في الكلام صلة"الرسالة" كما كان في ذكر عاد وثمود = كان مذهبًا.

* * *

وقوله: (إذ قال لقومه)، يقول: حين قال لقومه من سَدُوم، وإليهم كان أرسل لوط= (أتأتون الفاحشة) ، وكانت فاحشتهم التي كانوا يأتونها، التي عاقبهم الله عليها، إتيان الذكور (3) = (ما سبقكم بها من أحد من العالمين)، يقول: ما سبقكم بفعل هذه الفاحشة أحد من العالمين، وذلك كالذي:-

(1) انظر معاني القرآن 1: 385.

(2)

انظر تفسير"الإبلاغ" فيما سلف: 10: 575/ 11: 95/ 12: 504.

(3)

انظر تفسير"الفاحشة" فيما سلف: ص: 402، تعليق: 2، والمراجع هناك.

ص: 547