المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وأما قوله: (ولا تمسوها بسوء) ، فإنه يقول: ولا تمسوا - تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث - جـ ١٢

[ابن جرير الطبري]

الفصل: وأما قوله: (ولا تمسوها بسوء) ، فإنه يقول: ولا تمسوا

وأما قوله: (ولا تمسوها بسوء)، فإنه يقول: ولا تمسوا ناقة الله بعقرٍ ولا نحر (1) = (فيأخذكم عذابٌ أليم)، يعني: موجع. (2)

* * *

(1) انظر تفسير"المس" فيما سلف: 11: 370، تعليق 1، والمراجع هناك.

(2)

انظر تفسير"أليم" فيما سلف من فهارس اللغة (ألم) .

ص: 540

القول في تأويل قوله: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ‌

(74) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل صالح لقومه، واعظًا لهم: واذكروا، أيها القوم، نعمة الله عليكم= (إذ جعلكم خلفاء)، يقول: تخلفون عادًا في الأرض بعد هلاكها.

* * *

و"خلفاء" جمع"خليفة". وإنما جمع"خليفة""خلفاء"، و"فُعلاء"

ص: 540

إنما هي جمع"فعيل"، كما"الشركاء" جمع"شريك"، و"العلماء" جمع"عليم"، و"الحلماء" جمع"حليم"، لأنه ذهب بالخليفة إلى الرجل، فكأن واحدهم"خليف"، ثم جمع"خلفاء"، فأما لو جمعت"الخليفة" على أنها نظيرة"كريمة" و"حليلة" و"رغيبة"، قيل"خلائف"، كما يقال:"كرائم" و"حلائل" و"رغائب"، إذ كانت من صفات الإناث. وإنما جمعت"الخليفة" على الوجهين اللذين جاء بهما القرآن، لأنها جُمعت مرّة على لفظها، ومرة على معناها. (1)

* * *

وأما قوله: (وبوأكم في الأرض)، فإنه يقول: وأنزلكم في الأرض، وجعل لكم فيها مساكن وأزواجًا، (2) = (تتخذون من سهولها قصورًا وتنحتون الجبال بيوتًا) ، ذكر أنهم كانوا ينقُبون الصخر مساكن، كما:-

14823-

حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:(وتنحتون الجبال بيوتًا) ، كانوا ينقبون في الجبال البيوتَ.

* * *

وقوله: (فاذكروا آلاء الله)، يقول: فاذكروا نعمة الله التي أنعم بها عليكم (3) = (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) .

* * *

وكان قتادة يقول في ذلك ما:-

14824-

حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد،

(1) انظر تفسير"خليفة" فيما سلف 1: 449- 453/ 12: 288، 505 وقد استوفى هنا ما لم يذكره هناك.

(2)

انظر تفسير"بوأ" فيما سلف ص4: 164.

(3)

انظر تفسير"الآلاء" فيما سلف ص: 506.

وكان في المطبوعة: "التي أنعمها"، وأثبت ما في المخطوطة، ولا أدري لم تصرف الناشر في مثل هذا!!.

ص: 541