المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقيل: إن"المضَعَّف"، في كلام العرب، ما كان ضعفين، (1) و"المضاعف"، - تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث - جـ ١٢

[ابن جرير الطبري]

الفصل: وقيل: إن"المضَعَّف"، في كلام العرب، ما كان ضعفين، (1) و"المضاعف"،

وقيل: إن"المضَعَّف"، في كلام العرب، ما كان ضعفين، (1) و"المضاعف"، ما كان أكثر من ذلك.

* * *

وقوله: (ولكن لا تعلمون)، يقول: ولكنكم، يا معشر أهل النار، لا تعلمون ما قدْرُ ما أعدّ الله لكم من العذاب، فلذلك تسأل الضعفَ منه الأمةُ الكافرةُ الأخرى لأختها الأولى.

* * *

القول في تأويل قوله: {وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ‌

(39) }

قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: وقالت أولى كل أمة وملة سبقت في الدنيا، لأخراها الذين جاؤوا من بعدهم، وحَدَثوا بعد زمانهم فيها، فسلكوا سبيلهم واستنوا سنتهم:(فما كان لكم علينا من فضل) ، وقد علمتم ما حل بنا من عقوبة الله جل ثناؤه بمعصيتنا إياه وكفرنا بآياته، بعدما جاءتنا وجاءتكم بذلك الرسل والنذر، (2) فهل أنَبْتم إلى طاعة الله، (3) وارتدعتم عن غوايتكم وضلالتكم؟ فانقضت حجة القوم وخُصِموا ولم يطيقوا جوابًا بأن يقولوا:"فضِّلنا عليكم إذ اعتبرنا بكم فآمنا بالله وصدقنا رسله"، (4) قال الله لجميعهم: فذوقوا جميعكم، أيها الكفرة، عذابَ جهنم، (5) بما كنتم في

(1) في المطبوعة: ((الضعف، في كلام العرب)) ، والصواب من المخطوطة.

(2)

في المطبوعة: ((وكفرنا به وجاءتنا وجاءتكم بذلك الرسل)) ، وفي المخطوطة:((وكفرنا به ما جاءتنا وجاءتكم)) ، وهو غير مستقيم، صوابه إن شاء الله ما أثبت. وهو سياق الآيات قبلها. هكذا استظهرته من تفسير الآيات السالفة.

(3)

في المطبوعة: ((هل انتهيتم)) ، وفي المخطوطة:((هل أسم)) ، وهذا صواب قراءتها، وزدت الفاء في أول ((هل)) ، لاقتضاء سياق الكلام إثباتها.

(4)

في المطبوعة: ((إنا اعتبرنا بكم)) وفي المخطوطة: ((إذا اعتبرنا بكم)) ، والصواب ما أثبت.

(5)

انظر تفسير: ((ذوقوا العذاب)) فيما سلف 11: 420، تعليق: 1، والمراجع هناك.

ص: 419

الدنيا تكسبون من الآثام والمعاصي، وتجترحون من الذنوب والإجرام. (1)

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

14599-

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر قال، سمعت عمران، عن أبي مجلز:(وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون)، قال: يقول: فما فَضْلكم علينا، وقد بُيِّن لكم ما صنع بنا، وحُذِّرتم؟

14600-

حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل، قال، حدثنا أسباط، عن السدي:(وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل) ، فقد ضللتم كما ضللنا.

* * *

وكان مجاهد يقول في هذا بما:-

14601-

حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن أبن أبي نجيح، عن مجاهد:(فما كان لكم علينا من فضل)، قال: من التخفيف من العذاب.

14602-

حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(فما كان لكم علينا من فضل)، قال: من تخفيف.

* * *

وهذا القول الذي ذكرناه عن مجاهد، قولٌ لا معنى له لأن قول القائلين:

(1) انظر تفسير ((كسب)) فيما سلف ص: 286، تعليق: 3، والمراجع هناك.

ص: 420