الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثمن الثاني من الربع الأخير في الحزب الثامن والثلاثين
بالمصحف الكريم (ت)
عباد الله
في حصة هذا اليوم نتناول الثمن الثاني من الربع الأخير في الحزب الثامن والثلاثين بالمصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في سورة النمل المكية:{قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ} إلى قوله تعالى: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} .
ــ
بالكلام على الآيات الخمس الأولى في هذه الحصة نكون قد أشرفنا على الانتهاء من قصة سليمان وملكة سبإ، كما وردت في سورة النمل المكية، فهذه الآيات الكريمة تتحدث عن المرحلة الأخيرة من نفس القصة، حيث تصل ملكة سبإ إلى بلاط سليمان، فتفاجأ بعرش سليمان وبجانبه عرش آخر، تخاله شبيها بعرشها إن لم يكن هو هو، وتفاجأ بقصر فريد في تخطيطه البديع، وهندامه الجميل، على خلاف ما هو متعارف في بقية القصور، وتفاجأ بملك حكيم تعلوه هيبة الملك، ويشرق عليه نور النبوة، فلا يسعها إلا أن تعلن -عن اقتناع وطواعية- دخولها في ملته، والتزامها بموالاته وطاعته، ثم تعود إلى مملكتها
محفوظة الكيان، معززة السلطان.
ولتتضاعف عناصر المفاجأة التي أعدها سليمان لملكه سبإ أمر بتنكير عرشها وإدخال تغييرات عليه في الشكل والهيئة، كما يتنكر الشخص حتى لا يعرفه بقية الناس، وقصد سليمان من ذلك امتحان قوة ذكائها وصدق فراستها، وذلك ما حكاه كتاب الله عنه إذ قال لأعوانه من رجال بلاطه:{قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ} وإنما وجهوا الخطاب إلى ملكة سبإ بصيغة التشبيه {أَهَكَذَا عَرْشُكِ} بدلا من (أهذا عرشك) لئلا يكون ذلك تلقينا لها، فيفوت الغرض من السؤال، وهو امتحان ذكائها، وإنما اختارت هي أن يكون جوابها بصيغة التشبيه أيضا دون نفي ولا إثبات، حيث قالت {كَأَنَّهُ هُوَ} ، نظرا لما لاحظته من تغيير في شكل عرشها وهيئته، فقابلت تشبيههم بتشبيهها، وكان ذلك منتهى النجاح في الامتحان، ومنتهى البراعة في البيان، ولو قالوا لها أهذا عرشك لقالت نعم هو هو.
وبمناسبة قدوم ملكة سبإ على بلاط سليمان، واستقبالها فيه، يظهر أن الحديث دار بين رجال بلاطه حولها وحول الملة التي كانت عليها هي وقومها من قبل، والملة التي أكرمهم الله بها وكانوا فيها من السابقين الأولين، فكان كتاب الله لحديثهم بالمرصاد، وسجله على لسانهم إذ يقول:{وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} .
وفوجئت ملكت سبإ من طرف رجال البلاط السليماني بدعوتها لمشاهدة بركة كبرى بساحة قصره العظيم، وكان بهذه البركة ماء كثير عميق، وقد غطيت بالزجاج الأبيض الصافي، والأسماك تسبح في مياهها كأنما تسبح في بحر أو نهر، بحيث يرى الماء تحت الزجاج في منتهى الصفاء، ولا يميز بين الزجاج والماء، فلما طلبوا من ملكة سبإ ولوج تلك البركة ضمت أطراف ملابسها، وكشفت عن ساقيها، على عادة كل من يخوض غمرات الماء، ظنا منها أن البركة عارية من كل غطاء، لكن " الدليل " الذي كان يرافقها في زيارة القصر بادر بتنبيهها إلى أن سطح البركة مصنوع من الزجاج الأملس الشفاف، وأنه من أجل ذلك يبدو الماء على غاية الصفاء، بالرغم من ذلك الغطاء، وإلى هذا المشهد المثير يشير قوله تعالى هنا في إيجاز وإعجاز:{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} قال مجاهد: " الصرح هنا البركة " وقال البخاري في كتاب التفسير من صحيحه: " الصرح بركة ماء ضرب عليها سليمان قوارير ألبسها إياه " و " اللجة " الماء الكثير، و " الممرد " المملس، ومنه الشجرة المرداء التي لا ورق عليها، والفتى الأمرد الذي لم تنبت له لحية، و " القوارير " من زجاج.
كان مسك الختام للزيارة التي قامت بها ملكة سبإ إلى بلاط سليمان هو إعلانها لمفارقة ما كانت عليه من الشرك " الذي هو ظلم عظيم "، والدخول مع سليمان في ملة التوحيد، التي لا تؤمن إلا بإله واحد هو رب العالمين، وكما التجأ آدم وزوجه إلى
الله إذ {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، التجأت ملكة سبإ بدورها إلى ربها، تائبة من شركها، مستغفرة لذنبها، إذ {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، مستعملة نفس الصيغة التي أجاب بها إبراهيم ربه {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة: 131]، وإنما قالت {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ} إشارة إلى مؤاخاتها له في الدين، ولم تقل " وأسلمت لسليمان " تفاديا من الوقوع في شرك جديد، فالمؤمن الموحد إنما يسلم وجهه لله وحده لا لغيره، وملكة سبإ وسليمان، يصدق عليهما معا في هذا المقام أنهما من " عباد الرحمن " قال تعالى:{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: 22]. وتتفق روايات التاريخ على أن سليمان أقر ملكة سبإ على ملكها، فعادت إلى مملكتها عزيزة مكرمة، أما زواجه بها فلم برد له ذكر في الكتاب ولا في السنة الصحيحة.
وهنا ينهي كتاب الله الحديث عن قصة سليمان، التي تفرعت عنها وتخللتها قصة النمل وقصة الهدهد وقصة ملكة سبإ، فاستغرقت من هذه السورة سورة النمل المكية اثنتين وثلاثين آية، لينتقل منها إلى الحديث عن قصة صالح، التي سبق له ذكر جانب منها في سورة الأعراف: 73، وسورة هود: 61، وسورة الشعراء: 142، لكنه يعرضها في نسق جديد يتضمن عناصر جديدة، فيقول:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} ، وهاهنا يؤكد كتاب الله للمرة
الثالثة أن الله إنما أرسل إلى ثمود أخا لهم ورسولا من أنفسهم ينتسب إلى نسبهم، ليألف ويولف، ويسهل عليهم التفاهم معه، ويأخذ بيدهم إلى طريق الهدى والحق المبين، وإنما أشار إشارة خاطفة إلى انقسام قوم صالح بالنسبة لدعوته إلى فريقين اثنين، اكتفاء بما سبق له من وصفهما بتفصيل في سورة الأعراف إذ قال:{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [الآيتان: 75 - 76]. وقد كان الملأ الذين استكبروا من قوم صالح " آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم " وكانوا يتخذون من سهولها قصورا وينحتون من الجبال بيوتا، فأطغاهم ما نالوه من الترف وسعة العيش، وأضافوا إلى الكفر بنعمة الله الشرك به والكفر برسله، ثم أخذ كتاب الله يبين كيف كان صالح يتلطف بقومه، ويدعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادلهم بالتي هي أحسن {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} . واستعجال قوم صالح بالسيئة قبل الحسنة يتجلى في تحديهم له، قائلين أحيانا:{يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 77]، وقائلين له أحيانا أخرى:{فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأعراف: 70]، بينما باب التوبة مفتوح في وجوههم للحصول على المغفرة والثواب، بدلا من المؤاخذة والعقاب {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ}. ومعنى {اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} تشاءمنا بك وبمن معك من المؤمنين، إشارة إلى ما أخذ ينزل بهم من الشدة والقحط، بعد السعة والخصب، ابتلاء لهم من الله حتى ينيبوا إليه، ومعنى {طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} أن مرد السعة والضيق، والخصب والقحط، ليس إلى أحد من البشر، وإنما هو قضاء الله وقدره، إن شاء رزقكم وإن شاء حرمكم، ولا يظلم ربك أحدا، ويشبه قول ثمود هنا في التشاؤم بصالح قول بني إسرائيل في التشاؤم بموسى، إذ قالوا له:{أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} [الأعراف: 129]، قال القرطبي:" لا شيء أضر بالرأي ولا أفسد للتدبير، من اعتقاد الطيرة، ومن ظن أن خوار بقرة، أو نعيق غراب، يرد قضاء أو يدفع مقدورا فقد جهل ". ثم لفت صالح أنظار قومه إلى أن ما هم عليه من عناد وفساد، وما هم فيه من ضلال وعماء، هو السبب الحقيقي لما حل بهم من الضيق والابتلاء، فقال لهم:{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} ، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في آية أخرى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]. وهاهنا يحسن التنبيه إلى أن ما دار بين صالح وقومه من تشاؤمهم به وبمن معه من المؤمنين، ورده عليهم ردا مفحما بإبطال الطيرة من أصلها، لم يرد ذكره فيما سبق أن حكاه كتاب الله من قصة صالح، فهو عنصر جديد في سياق قصته بهذه السورة.
وإذا كان كتاب الله قد سلك مسلك الإجمال في ذكر المفسدين من قوم صالح الذين كانوا يقفون في وجهه، فحكى
عن صالح في سورة الشعراء تحذيره لقومه منهم إذ قال لهم: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الآيتان: 151 - 152]، فها هو يسلك مسلك التفصيل في هذه السورة ولا يكتفي بالإجمال، إذ يقول:{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} ، وبذلك اتضح أن زعماء الشرك والضلال من قوم صالح كانوا تسعة أشخاص كرسوا جهودهم للفساد والإفساد، بحيث لا يتخلل نشاطهم ولو مثقال ذرة من الصلاح والإصلاح {يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} . وهنا كشف كتاب الله الستار عن عنصر جديد من عناصر قصة صالح، ألا وهو تآمر أولئك المفسدين، وتحالفهم على مباغتة صالح وقتله وقتل أهله في غسق الليل، ثم على الحلف لأولياء القتيل أنهم ما شهدوا مصرعه ولا مصرع أهله، حتى يعتقدوا صدقهم ولا يؤاخذوهم بدمه ودم أهله {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} لكن الله تعالى الذي ينصر أولياءه عصم رسوله منهم، وعاجلهم بعقابه الشديد فجأة وعلى غرة {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} .
وحيث أن كتاب الله سبق أن وصف نوع العذاب الذي حل بهم في سورة الأعراف إذ قال: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الآية: 78]، وفي سورة هود إذ قال:{وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الآية: 94]. اكتفى في هذه السورة بذكر المصير المفجع الذي
آل إليه أمر العتاة التسعة المفسدين، ومن ائتمر بأمرهم من القوم الضالين، فقال تعالى:{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} .
وانجلت معركة الحق التي كان يخوضها صالح عليه السلام لإزهاق الباطل - كما هو المنتظر دائما - بنجاته ونجاة من معه من المؤمنين، وذلك قوله تعالى:{وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} مصداقا للوعد العام الذي وعد الله به كافة الرسل والأنبياء في سورة الأنبياء، إذ قال تعالى:{ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ} [الآية: 9].
ومن قصة صالح وما فيها من المثلاث والعبر، انتقل كتاب الله للحديث مرة أخرى عن قوم لوط، وما ابتدعوه من الفاحشة الكبرى التي غطت على بقية الفواحش، حتى عم مقتها وانتشر، بين كافة البشر، وذلك قوله تعالى هنا:{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}