المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ضعف الرواية بالمأثور - الحديث في علوم القرآن والحديث

[حسن أيوب]

فهرس الكتاب

- ‌المقدّمة

- ‌علوم القرآن

- ‌تاريخ علوم القرآن

- ‌عهد التمهيد لتدوين علوم القرآن

- ‌عهد التدوين لعلوم القرآن

- ‌أول عهد لظهور هذا الاصطلاح

- ‌جمع القرآن وسبب كتب عثمان المصاحف وإحراقه ما سواها

- ‌ترتيب آيات القرآن وسوره

- ‌ملاحظة:

- ‌ترتيب السور

- ‌معنى السورة:

- ‌أقسام السور:

- ‌المذاهب في ترتيب السور:

- ‌القول الأول: أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان باجتهاد من الصحابة

- ‌القول الثاني: أن ترتيب السور كلها توقيفي بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌القول الثالث: أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة

- ‌احترام هذا الترتيب:

- ‌المكي والمدني من القرآن الكريم

- ‌الاصطلاحات في معنى المكي والمدني

- ‌الاصطلاح الأول: أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني: ما نزل بالمدينة

- ‌الاصطلاح الثاني: أن المكي: ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني: ما وقع خطابا لأهل المدينة

- ‌الاصطلاح الثالث وهو المشهور: أن المكي: ما نزل قبل هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وإن كان نزوله بغير مكة، والمدني: ما نزل بعد هذه الهجرة

- ‌فائدة العلم بالمكي والمدني

- ‌الطريق الموصلة إلى معرفة المكي والمدني

- ‌الضوابط التي يعرف بها المكي والمدني

- ‌عدد السور المكية والمدنية والمختلف فيها

- ‌إنزالات القرآن

- ‌الإنزال الأول: إلى اللوح المحفوظ

- ‌الإنزال الثاني: كان إلى بيت العزة في السماء الدنيا

- ‌الإنزال الثالث: [كان على قلب النبي ص بواسطة جبرئيل ع]

- ‌كيفية أخذ جبريل للقرآن؟ وعمن أخذ

- ‌ما الذي نزل به جبريل

- ‌الفرق بين القرآن والسنة في الوحي

- ‌مدة نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌دليل تنجيم هذا النزول

- ‌الحكم والأسرار في تنجيم القرآن

- ‌الحكمة الأولى تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوية قلبه

- ‌الحكمة الثانية التدرج في تربية هذه الأمة الناشئة علما وعملا

- ‌الحكمة الثالثة مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها

- ‌الحكمة الرابعة الإرشاد إلى مصدر القرآن وأنه كلام الله وحده

- ‌حقيقة الوحي وأنواعه وكيفياته

- ‌معرفة أول و‌‌آخر ما نزلمن القرآن

- ‌آخر ما نزل

- ‌ أول ما نزل

- ‌تنبيه:

- ‌معرفة أسباب النزول

- ‌[المسألة] الأولى: زعم زاعم أنه لا طائل تحت هذا الفن لجريانه مجرى التاريخ

- ‌المسألة الثانية: اختلف أهل الأصول: هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب

- ‌تنبيه:

- ‌المسألة الثالثة: قال الواحدي: لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل

- ‌تنبيه:

- ‌المسألة الرابعة: [في أسباب نزول الآية]

- ‌تنبيه: (1)

- ‌تنبيه: (2)

- ‌تنبيه: (3)

- ‌ما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة

- ‌ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه

- ‌إعجاز القرآن الكريم

- ‌أوجه الإعجاز

- ‌آداب تلاوته وكيفيتها

- ‌حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن

- ‌ما يستحب عند القراءة

- ‌التعوذ وقراءة البسملة عند التلاوة

- ‌قراءة القرآن في المصحف أفضل أم عن ظهر قلب

- ‌حكم خلط سورة بسورة

- ‌حكم قراءة القرآن مع جماعة

- ‌ختم القرآن

- ‌التكبير بين السور ابتداء من سورة الضحى

- ‌ما يفعله القارئ عند ختم القرآن

- ‌حكم من شرب شيئا كتب من القرآن

- ‌أحكام تتعلق باحترام المصحف وتعظيمه

- ‌تجويد القرآن

- ‌كيفية تحمل القرآن الكريم

- ‌كيفيات القراءة

- ‌إحداها: التحقيق وهو إعطاء كل حرف حقه، من إشباع المد

- ‌الثانية: الحدر بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين

- ‌الثالثة: التدوير: وهو التوسط بين المقامين بين التحقيق والحدر

- ‌تنبيه:

- ‌المحكم والمتشابه في القرآن الكريم

- ‌المتشابه من آيات الصفات

- ‌معنى كون القرآن أنزل على سبعة أحرف

- ‌القول في القراءات السبع

- ‌فضل قراءة القرآن وحفظه وتعلمه وتعليمه

- ‌ترجمة القرآن وأحكامها

- ‌الترجمة في اللغة:

- ‌الترجمة في العرف:

- ‌تقسيم الترجمة [بالمعنى العرفي]:

- ‌ما لا بد منه في الترجمة مطلقا:

- ‌ما لا بد منه في الترجمة الحرفية:

- ‌فروق بين الترجمة والتفسير:

- ‌تنبيهان مفيدان:

- ‌أولهما: أنه لا فرق بين الترجمة الحرفية والتفسيرية من حيث الحقيقة

- ‌ثانيهما: أن تفسير الأصل بلغته، يساوي تفسيره بغير لغته

- ‌القرآن ومعانيه ومقاصده

- ‌معاني القرآن نوعان:

- ‌مقاصد القرآن الكريم

- ‌[المقصد الأول] هداية القرآن:

- ‌[المقصد الثاني] إعجاز القرآن:

- ‌[المقصد الثالث] التعبد بتلاوة القرآن:

- ‌حكم ترجمة القرآن تفصيلا

- ‌1 - ترجمة القرآن بمعنى تبليغ ألفاظه:

- ‌2 - ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغته العربية:

- ‌3 - ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغة أجنبية:

- ‌أمور مهمة:

- ‌أولها: أن علماءنا حظروا كتابة القرآن بحروف غير عربية

- ‌الأمر الثاني: أن تفاسير القرآن المتداولة بيننا تتناول المفرد من الأصل، وبجانبه شرحه

- ‌الأمر الثالث: أن ترجمة القرآن بهذا المعنى مساوية لترجمة تفسيره العربي

- ‌الأمر الرابع: ذهب بعضهم إلى تسمية هذا النوع وما يشبهه ترجمة تفسيرية للقرآن بالمعنى العرفي

- ‌الأمر الخامس: يجب أن تسمى مثل هذه الترجمة، ترجمة تفسير القرآن

- ‌الأمر السادس: يحسن أن يدون التفسير العربي وتشفع به ترجمته هذه

- ‌الأمر السابع: يجب أن يصدر هذا التفسير المترجم بمقدمة تنفي عنه في صراحة أنه ترجمة للقرآن نفسه

- ‌فوائد الترجمة بهذا المعنى

- ‌الفائدة الأولى: رفع النقاب عن جمال القرآن ومحاسنه لمن لم يستطع أن يراها بمنظار اللغة العربية

- ‌الفائدة الثانية: دفع الشبهات التي لفقها أعداء الإسلام وألصقوها بالقرآن وتفسيره

- ‌الفائدة الثالثة: تنوير غير المسلمين من الأجانب بحقائق الإسلام

- ‌الفائدة الرابعة: إزالة الحواجز والموانع التي أقامها الخبثاء الماكرون للحيلولة بين الإسلام وعشاق الحق من الأمم الأجنبية

- ‌الفائدة الخامسة: براءة ذمتنا من واجب تبليغ القرآن بلفظه ومعناه

- ‌4 - ترجمة القرآن بمعنى نقله إلى لغة أخرى:

- ‌الحكم على هذه الترجمة بالاستحالة العادية:

- ‌حكم قراءة الترجمة والصلاة بها:

- ‌مذهب الشافعية:

- ‌مذهب المالكية:

- ‌مذهب الحنابلة:

- ‌مذهب الحنفية:

- ‌النسخ في القرآن الكريم

- ‌أهمية هذا المبحث:

- ‌ما هو النسخ

- ‌النسخ في اللغة:

- ‌النسخ في الاصطلاح:

- ‌ما لا بد منه في النسخ

- ‌الفرق بين النسخ والبداء

- ‌الفرق بين النسخ والتخصيص

- ‌النسخ بين مثبتيه ومنكريه

- ‌الأدلة على النسخ

- ‌حكمة الله في النسخ

- ‌شبه أبي مسلم في إنكار النسخ والرد عليها

- ‌طرق معرفة النسخ

- ‌قانون التعارض:

- ‌ما يتناوله النسخ

- ‌أنواع النسخ في القرآن

- ‌1 - أما نسخ الحكم والتلاوة جميعا:

- ‌2 - وأما نسخ الحكم دون التلاوة:

- ‌3 - وأما نسخ التلاوة دون الحكم:

- ‌النسخ ببدل وبغير بدل

- ‌شبهة ودفعها

- ‌نسخ الحكم ببدل أخف أو مساو أو أثقل

- ‌النسخ في دورانه بين الكتاب والسنة

- ‌القسم الأول: نسخ القرآن بالقرآن:

- ‌القسم الثاني: نسخ القرآن بالسنة:

- ‌1 - مقام الجواز:

- ‌شبهتان ودفعهما

- ‌2 - مقام الوقوع:

- ‌القسم الثالث: نسخ السنة بالقرآن:

- ‌ دليل الجواز

- ‌شبهة للمانعين ودفعها:

- ‌القسم الرابع: نسخ السنة بالسنة:

- ‌ملاحظة:

- ‌التفسير والمفسرين وما يتعلق بهما

- ‌[معنى] التفسير:

- ‌التفسير معناه في اللغة:

- ‌والتفسير في الاصطلاح:

- ‌التأويل:

- ‌أنواع التفسير:

- ‌فضل التفسير والحاجة إليه:

- ‌أقسام التفسير

- ‌التفسير بالمأثور

- ‌المفسرون من الصحابة

- ‌تفسير ابن عباس الرواية عنه واختلاف الرواة فيها

- ‌المفسرون من التابعين وطبقاتهم

- ‌ طبقة أهل مكة

- ‌طبقة أهل المدينة:

- ‌طبقة أهل العراق:

- ‌نقد المروي عن التابعين:

- ‌ضعف الرواية بالمأثور

- ‌تدوين التفسير بالمأثور وخصائص كتبه

- ‌فكرة عن تفسير ابن جرير:

- ‌تفسير أبي الليث السمرقندي:

- ‌الدر المنثور في التفسير بالمأثور:

- ‌تفسير ابن كثير:

- ‌تفسير البغوي:

- ‌تفسير بقيّ بن مخلد:

- ‌طرق المفسرين بعد العصر الأول:

- ‌التفسير المحمود والتفسير المذموم:

- ‌ميزان المدح والذم:

- ‌غلطة التعصب للرأي:

- ‌التفسير بالرأي وبيان ما يجوز منه وما لا يجوز

- ‌العلوم التي يحتاجها المفسر

- ‌ملاحظة:

- ‌أهم كتب التفسير بالرأي

- ‌تفسير «الجلالين»

- ‌تفسير البيضاوي:

- ‌تفسير الفخر الرازي:

- ‌تفسير أبي السعود:

- ‌تفسير النيسابوري:

- ‌تفسير الألوسي:

- ‌تفسير النسفي:

- ‌تفسير الخطيب:

- ‌تفسير الخازن:

- ‌تفاسير الفرق المختلفة

- ‌تفاسير المعتزلة

- ‌تفاسير الباطنية

- ‌تفاسير الشيعة

- ‌التفسير الإشاري:

- ‌أهم كتب التفسير الإشاري:

- ‌نصيحة خالصة:

- ‌علوم الحديث

- ‌أهمية علوم الحديث

- ‌المصنفون في هذا العلم

- ‌ألقاب المحدثين

- ‌«المسند»

- ‌اصطلاحات في كتب الحديث

- ‌الجامع:

- ‌المعجم:

- ‌الجزء والرسالة الأربعون:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد المستخرجات على الصحيحين:

- ‌المستدركات:

- ‌كتب العلل:

- ‌اصطلاحات لفظية لعلماء الحديث

- ‌المسند:

- ‌المتصل:

- ‌ المرفوع

- ‌الموقوف

- ‌المعضل:

- ‌المقطوع:

- ‌المنقطع:

- ‌المرسل:

- ‌حكم ما يصدر عن الصحابي من الأقوال

- ‌الحديث القدسي

- ‌معنى الحديث القدسي:

- ‌الفرق بين القرآن والحديث القدسي:

- ‌الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي:

- ‌عدد الأحاديث القدسية:

- ‌أقسام الخبر «الحديث»

- ‌الحديث المتواتر

- ‌متى يفيد المتواتر العلم الضروري

- ‌شروط السامعين

- ‌حديث الآحاد

- ‌القول الفصل

- ‌أقسام الآحاد

- ‌شروط العمل بخبر الواحد

- ‌الشرط الأول- التكليف:

- ‌الشرط الثاني- الإسلام:

- ‌الشرط الثالث- العدالة:

- ‌الصغائر والكبائر

- ‌تعريف الكبائر

- ‌شروط مدلول الخبر

- ‌تنبيهات مهمة

- ‌شروط لفظ الخبر

- ‌إيضاح مهم

- ‌الحديث الصحيح

- ‌المشهور:

- ‌الغريب والعزيز:

- ‌أقسام الصحيح من حيث القوة

- ‌حكم المعلق في البخاري ومسلم

- ‌الفرق بين: صحيح وصحيح الإسناد

- ‌متى يصير الحسن صحيحا

- ‌متى يكون الضعيف قويّا

- ‌أول من جمع صحاح الحديث

- ‌عدد ما في الصحيحين من الحديث

- ‌الزيادات على الصحيحين

- ‌موطأ مالك

- ‌إطلاق اسم الصحيح على الترمذي والنسائي

- ‌مسند الإمام أحمد

- ‌الكتب الخمسة

- ‌الحديث الحسن

- ‌الترمذي أصل في معرفة الحسن

- ‌أبو داود سننه من مظان الحسن

- ‌مفهوم قول الترمذي: حسن صحيح

- ‌حكم الحديث الموقوف

- ‌المعنعن

- ‌الحديث المؤنن

- ‌الاعتبار و‌‌المتابعةو‌‌الشاهد

- ‌المتابعة

- ‌الشاهد

- ‌الشاذ والمنكر

- ‌القول في خلط الثقة

- ‌بيان الناسخ والمنسوخ

- ‌بم يعرف النسخ

- ‌معرفة صفة من تقبل روايته ومن تردّ روايته

- ‌بما تثبت عدالة الراوي وضبطه

- ‌فائدة:

- ‌العدد الذي يثبت به الجرح والتعديل

- ‌رواية المجهول

- ‌حكم التائب من الكذب

- ‌حكم أخذ الأجرة على الحديث

- ‌الحديث المعلل

- ‌الحديث المضطرب

- ‌المدرج

- ‌حكم الإدراج

- ‌الحديث الموضوع

- ‌خلاصة في حكم رواية الحديث الموضوع

- ‌قرائن المروي:

- ‌أسباب الوضع

- ‌لا يلزم من ضعف السند ضعف الحديث

- ‌فائدة:

- ‌رواية الحديث الضعيف

- ‌ألفاظ التعديل والجرح

- ‌أما ألفاظ التعديل فعلى مراتب:

- ‌وأما ألفاظهم في الجرح فهي- أيضا- على مراتب:

- ‌بيان أقسام طرق نقل الحديث وتحمله

- ‌القسم الأول: السماع من لفظ الشيخ:

- ‌القسم الثاني من أقسام الأخذ والتحمل: القراءة على الشيخ:

- ‌القسم الثالث من أقسام طرق نقل الحديث وتحمله: الإجازة:

- ‌القسم الرابع من أقسام طرق تحمل الحديث وتلقيه: المناولة:

- ‌القسم الخامس من أقسام طرق نقل الحديث وتلقيه: المكاتبة:

- ‌القسم السادس من أقسام الأخذ ووجوه النقل: إعلام الراوي للطالب:

- ‌القسم السابع من أقسام الأخذ والتحمل: الوصية بالكتب:

- ‌القسم الثامن: الوجادة:

- ‌معرفة المصحّف من أسانيد الأحاديث ومتونها

- ‌عادة المحدثين

- ‌رموز المحدثين

- ‌ليس للراوي أن يزيد أو ينقص في نسب غير شيخه أو صفته

- ‌ما يستحب لكاتب الحديث

- ‌ذكر النبي بدل الرسول وعكسه

- ‌تعريف الصحابي والتابعي

- ‌أمور تتعلق بالصحابة

- ‌1 - عدالتهم جميعا:

- ‌2 - أكثرهم حديثا:

- ‌العبادلة منهم:

- ‌3 - أكثرهم أتباعا وأكثرهم علما:

- ‌4 - عدد من روى الأحاديث منهم:

- ‌5 - أفضلهم:

- ‌6 - أولهم إسلاما:

- ‌7 - آخرهم موتا:

- ‌المنسوبون منهم إلى أمهاتهم

- ‌المخضرمون من التابعين

- ‌أكابر التابعين

- ‌أفضل التابعين

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ضعف الرواية بالمأثور

ومنهم مرة الهمذاني الكوفي: لكثرة عبادته قيل: مرة الطيب، ومرة الخير، أخذ عن أبيّ بن كعب، وعمر بن الخطاب وغيرهما من الصحابة، وروى عنه الشعبي وغيره.

هؤلاء هم أعلام المفسرين من التابعين استمدوا آراءهم وعلومهم مما تلقوه من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

وعنهم أخذ تابعو التابعين وهكذا، حتى وصل إلينا دين الله وكتابه وعلومه ومعارفه سليمة كاملة عن طريق التلقي والتلقين، جيلا عن جيل، مصداقا لقوله- سبحانه-:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [سورة الحجر آية: 9].

ولقوله صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» .

‌نقد المروي عن التابعين:

يلاحظ على ما روي عن التابعين اعتبارات مهمة تثير الطعن فيه وتوجّه الطعن إليه.

منها أنهم لم يشاهدوا عهد النبوة، ولم يتشرفوا بأنوار الرسول صلى الله عليه وسلم، فيغلب على الظن أن ما يروى عنهم من تفسير القرآن إنما هو من قبيل الرأي لهم، فليس له قوة المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها: أنه يندر فيه الإسناد الصحيح.

ومنها: اشتماله على إسرائيليات وخرافات انسابت إليه تارة من زنادقة الفرس، وأخرى من بعض مسلمة أهل الكتاب، إما بحسن نية، وإما بسوء نية.

‌ضعف الرواية بالمأثور

علمنا أن الرواية بالمأثور، تتناول ما كان تفسيرا للقرآن بالقرآن، وما كان تفسيرا للقرآن بالسنة، وما كان تفسيرا للقرآن بالموقوف عن الصحابة أو التابعين على رأي.

أما تفسير بعض القرآن ببعض، وتفسير القرآن بالسنة الصحيحة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا خلاف في وجاهته وقبوله.

وأما تفسير القرآن بما يعزى إلى الصحابة والتابعين؛ فإنه يتطرق إليه الضعف من وجوه:

أولها: ما دسه أعداء الإسلام مثل: زنادقة اليهود والفرس، فقد أرادوا هدم هذا الدين المتين عن طريق الدس والوضع، حينما أعيتهم الحيل في النيل منه عن طريق الحرب والقوة، وعن طريق الدليل والحجة.

ثانيها: ما لفّقه أصحاب المذاهب المتطرفة ترويجا لتطرفهم، كشيعة عليّ المتطرفين

ص: 143

الذين نسبوا إليه ما هو منه بريء، وكالمتزلفين الذين حطبوا في حبل العباسيين، فنسبوا إلى ابن عباس ما لم تصح نسبته إليه تملقا لهم واستدرارا لدنياهم.

ثالثها: اختلاط الصحيح بغير الصحيح، ونقل كثير من الأقوال المعزوّة إلى الصحابة أو التابعين من غير إسناد ولا تحرّ، مما أدى إلى التباس الحق بالباطل، زد على ذلك أن من يرى رأيا صار يعتمده دون أن يذكر له سندا، ثم يجيء من بعده فينقله على اعتبار أن له أصلا، ولا يكلف نفسه البحث عن أصل الرواية، ولا من يرجع إليه هذا القول.

رابعها: أن تلك الروايات مليئة بالإسرائيليات، ومنها كثير من الخرافات التي يقوم الدليل على بطلانها، ومنها ما يتعلق بأمور العقائد التي لا يجوز الأخذ فيها بالظن، ولا برواية الآحاد، بل لا بد من دليل قاطع فيها، كالروايات التي تتحدث عن أشراط الساعة، وأهوال القيامة وأحوال الآخرة حين تذكر على أنها اعتقاديات في الإسلام.

خامسها: أن ما نقل نقلا صحيحا عن الكتب السابقة التي عند أهل الكتاب كالتوراة والإنجيل، أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتوقف فيه، فلا نصدقهم لاحتمال أنه مما حرفوه في تلك الكتب، ولا نكذبهم لاحتمال أنه مما حفظوه منها فقد قال تعالى فيهم إنهم:

أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ [سورة آل عمران آية: 23].

وكلمة الإنصاف في هذا الموضوع: أن التفسير بالمأثور نوعان:

أحدهما: ما توافرت الأدلة على صحته وقبوله، وهذا لا يليق بأحد رده، ولا يجوز إهماله وإغفاله، ولا يجمل أن نعتبره من الصوارف عن هدى القرآن، بل هو على العكس عامل من أقوى العوامل على الاهتداء بالقرآن.

ثانيهما: ما لم يصح لسبب من الأسباب الآنفة أو غيرها، وهذا يجب رده ولا يجوز قبوله ولا الاشتغال به، اللهم إلا لتمحيصه والتنبيه إلى ضلاله وخطئه حتى لا يغتر به أحد.

ولا يزال كثير من أيقاظ المفسرين كابن كثير يتحرون الصحة فيما ينقلون، ويزيّفون ما هو باطل أو ضعيف ولا يحابون ولا يجبنون.

ولعل الذين أطلقوا القول في رد المأثور إنما أرادوا المبالغة- كما علمت في توجيه كلمة الإمام أحمد بن حنبل- وعذرهم أن الصحيح منه قليل نادر، نزر يسير، حتى لقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث.

أي مع كثرة ما روي عنه.

وقد أشار ابن خلدون إلى أنّ العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنما غلبت عليهم

ص: 144

البداوة والأمية، وإذا تشوفوا إلى معرفة شيء مما تتشوف إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود، فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم؛ ويستفيدون منهم إلى أن قال: وهؤلاء مثل: كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبد الله بن سلام، فامتلأت التفاسير من المنقولات عنهم وتلقّيت بالقبول، لما كان لهم من المكانة السامية، ولكن الراسخين في العلم قد تحروا الصحة، وزيفوا ما لم تتوافر أدلة صحته. اه. بتصرف.

تنبيه: إياك أن تفهم من عبارة ابن خلدون أو ابن تيمية أو غيرهما ما يجعلك تخوض مع الخائضين في هؤلاء الأعلام الثلاثة: عبد الله بن سلام، ووهب بن منبه، وكعب الأحبار، فقد ضل بعض الأدباء والمؤرخين من كبار الكتاب في هذا العصر، حين زعموا ذلك، حتى لقد سلكوا عبد الله بن سلام الصحابي الجليل في سلك واحد مع عبد الله ابن سبأ اليهودي الخبيث، الذي تظاهر بالإسلام ثم كاد له شر الكيد، فتشيّع لعليّ، وزعم أن الله حل فيه، وطعن على عثمان، وأظهر الرفض عند حكم الحكمين بصفين، ودعا الناس إلى ضلاله الأثيم، حتى نفي مرارا، والحقيقة أن ثلاثتنا هؤلاء عدول ثقات.

أما ابن سلام: فحسبك أنه صحابي من خيرة الصحابة، ومن المبشرين بالجنة، يروي الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة» وفيه أنزلت آية: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ [سورة الأحقاف آية: 10]، وآية: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ [سورة الرعد آية: 43]، على ما جاء في بعض الروايات.

وأما وهب بن منبه: فقد كان تابعا ثقة واسع العلم، روى عن أبي هريرة كثيرا وله حديث في الصحيحين عن أخيه همام: وقد بلغ من تنسكه وصلاحه أنه لبث عشرين سنة يصلي الفجر بوضوء العشاء رضي الله عنه.

وأما كعب: فقد كان تابعا جليلا، أسلم في خلافة أبي بكر، وناهيك أن الصحابة أخذوا عنه كما أخذ هو عن الصحابة، وروى عنه جماعة من التابعين مرسلا، وله شيء في صحيح البخاري وغيره.

ولكن يجب أن نفرق في هذا المقام بين ما يصح أن يقال فيهم، وما يصح أن ينقل عنهم، فأما ما يصح أن يقال فيهم؛ فهو الثقة والتقدير على نحو ما ألمحنا، وأما الذي ينقل عنهم؛ فمنه الصحيح وغير الصحيح، لكن عدم صحة ما لم يصح لا يعلل باتهامهم وجرحهم، فقد علمت من هم؟! إنما يعلل بأحد أمرين:

أولهما: رجال السند الذين ينقلون عنهم، فقد يكون بينهم متّهم في عدالته أو

ص: 145